مُصالحة أم مؤامرة!

المُصالحة السعودية تدقّ آخر إسفين في عضُد اللقاء المُشترك المُتداعي لغرَض تفتيته إلى مكوّناته الطبيعيّة. المُصالحة ببساطة هي عمليّة تشتيت للقوى الثوريّة عبر الوقيعة بين أحزاب اللقاء المُشترك كونها الواجهة السّياسيّة للثورة.اللقاء المشترك هو بمثابة مطفاة النّجاة بالنسبة للثورة؛ بقاء هذا التّكتّل رغمَ كل التناقضات التي يحملها, من شأنه الحُئول دون الثورة المُضادّة وبالتالي عودة النظام السّابق, كما حدَث في مصر وتجري المُحاولات لتكراره في ليبيا واليمن وحتى في تونس. هذه مهمّة دول النفط بمساعدة غربيّة لطَمس هُويّة ما سُميَ بثورات الربيع العربي.بقاء اللقاء المُشترك كُتلةً سيضمنُ على الأقل إنزال مُرشّح موحّد لمواجهة أحلام النظام السابق في العودة. تشَتُّت التكَتّل بالمقابل سيُفرّق الكيان الثوري وسنرى بالتأكيد مرشّحين لجميع الأحزاب المُنضوية الآن تحت تكتّل اللقاء المُشترك, وهذا ما يُضاعف حظوظ الفوز بالنسبة لمرشّح النظام السابق والذي يملك قدرة في الشّارع لا يُستهانُ بها.

على أية حال, الدعوة للتصالح مع علي عبد الله صالح يعني بالضرورة العودة إلى ما قبل 2011 وكأن شيئاً لم يكُن. بالطبع لا زال الرئيس السابق يغنُج على خُصومه, ولن يُفرّط في دماء شهداء الثورة؛ يعني ناقص يقول: اعتذروا عن كلّ ما كان وعودوا إلى رُشدكم وسأفكّر بالغفران لكم.

العودة لشيء ما يعدَ نُكرانه يعني ببساطة الإقلاع والتّوبة كذلك.. هل كفرتُم بـ 11 فبراير, تُبتُم من خروجكم على النظام السابق؟ هذا السؤال يبحثُ عن إجابة في أروقة رؤساء أحزاب اللقاء المُشتَرك!

بالطّبع ظَهرت الآن جليّاً نتائج تقوية الحوثي وتحالفَهُ الموسمي مع الجارة, وهدفُها بالتأكيد الضّغط على أحزاب اللقاء المُشترك لتشكيل تحالفاتٍ جَديدة للحد من توسّعه المُخيف.

لمواجهة هذا العبَث الحاصل لا بدّ من عقد اجتماعات داخل أحزاب اللقاء المشترك على حِدَة والإطاحة بقياداتهم العتيقة التي دأبت على الإنبطاح.. إنه إرث قديم بالنسبة لهم لا يستطيعون التخلُّص منه بهذه البساطة؛ وبالتّالي لا بدّ من دماءٍ جديدة شابّة لقيادة هذه الأحزاب.

هذه المُصالحة إن تمت ستكونُ بمثابة آخر مسمار في نعش الثورة..

 

رأي واحد حول “مُصالحة أم مؤامرة!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *