الشعب يريد بناء يمن جديد

منذ اندلاع ثورة الشباب المباركة وهذا النظام يوغل في قتل الأبرياء وانتهاك الحرمات وقصف المنازل وترويع الآمنين.. منذ 9 أشهر وهذا النظام يسوم الشعب سوء العذاب ويقطع عنه أبسط مقومات الحياة لا لجرم اقترفه إلا أنه انتفض بحثاً عن حقوقه المنهوبة ووطنه المسلوب.
تلك الضمانات التي وفرتها المبادرة الخليجية في بداية الثورة هي التي جعلتهم يتمادون في اقتراف أبشع المجازر بحق هذا الشعب العظيم.. أي ضمانات تسمح بقصف الأحياء السكنية بهذه الطريقة الهستيرية .. أي ضمانات تسمح للبلاطجة باقتحام المدارس وطرد الطلاب وقتل الأبرياء. أي ضمانات تسمح بقتل الأبرياء كل يوم عبر إعلامه الذي هو ربما أشد فتكاً من رصاصات البلاطجة! وفي نهاية المطاف وبعد تلك الدماء الطاهرة التي تسفك ليل نهار على مرأى ومسمع من العالم يأتي قرار أممي على استحياء ملوحاً عن ضمانات للقتلة ومجحفاً في حق الشباب وثورتهم وهم يدعون أنهم حماة حقوق الإنسان وحريات الشعوب.
الثورة لم تقم لتنتهي بتسوية سياسية تبقي القتلة جنبا إلى جنب مع الثوار.. الثورة لم تقم لترضى ببقاء من يسفكون الدماء وينهبون خيرات الوطن ولتعود نفس الوجوه لتبقى عثرة في طريق بناء وطننا المنشود.
إن ما يجب القيام به اليوم, تطهير البلاد من هؤلاء واعتزالهم العمل السياسي ومحاكمتهم محاكمة عادلة بما اقترفته أيديهم.. “نحن نريد بناء يمن جديد”, يمن خالٍ من الفساد ومن الإرهاب الذي لطالما نُعت به هذا الشعب العظيم بسبب هذا النظام الرجعي.. نريد بناء يمن بقضاء نزيه مستقل وجيش وطني لحماية الوطن لا لحماية الفرد.. دولة مؤسسات, دولة نظام وقانون.
من بقي اليوم في السلطة هم من يعملون بنظام ” الدفع المسبق” والميؤوس من إنسانيتهم, أما الشرفاء من كانوا في السلطة هم الآن في الساحات جنباً إلى جنب مع إخوانهم الثوار, كفروا بنظام العائلة وتبرأوا منها, وليس كما يدعون أن السلطة تطهرت من الفساد برحيلهم!
الثورة بقيمها وأخلاقها ومطالبها المشروعة غربلت وأخرجت من لازال في قلبهم شيء اسمه “الوطن”, أما من تبقى فهم لا يعرفون سوى المصالح الضيقة ولا يحملون في أجنداتهم إلا القتل والدمار للوطن الذي لطالما رضعوا منه ثم الآن يتنكرون له.
إن هذا النظام استمرأ الدماء وتلذذ في سفكها متجاوزاً تلك الحرمة والقدسية التي تحملها تلك الدماء.. ومن ذاق طعم الدماء لا يستطيع العيش إلا في أنهارها ولا يروي عطشه إلا دماء الأبرياء, لذا كان من حكمة الله في خلقه أن جعل حد القتل ” الإعدام” ولا شيء غيره.. لأن القتلة انتهكوا تلك القدسية وسيظلون يسفكون الدماء ويهلكون الحرث والنسل بدون الشعور بالخوف حتى.. لذا كان أفضل حل للقاتل أن يقتل لكي لا يواصل سفك الدماء, ولله في خلقه شئون!
خلاصة القول, لابد من محاكمة رموز النظام محاكمة عادلة وحصر أموالهم وإعادة الأمور إلى نصابها والأموال إلى مالكها الحقيقي ” الشعب” .. لابد من بناء دولة نبدأها من الصفر، بعيداً عن المرتزقة وتجار الأزمات.. فالثوار لا يقبلون بأنصاف الحلول, وأنصاف الثورات وتلك الدماء التي روت تربة هذا الوطن لن تذهب أدراج الرياح.. الثورة منتصرة بإذن الله وسلمية أيضاً وستسقط كل رهانات تجار الحروب و سنحاكمهم طال الزمن أو قصُر!

 

رأيان حول “الشعب يريد بناء يمن جديد

  1. بالتأكيد أستاذة إيناس, وهذه الأنظمة بالفعل مُرشّحة للعودة إلى الواجهة بسبب التسامُح الذي لقوه, فضلاً عن الدعم المُستميت من الممالك المُتضرّرة من الربيع العربي في حرف مساره عبر دعم لا محدود للأنظمة المُتهالكة للعودة مُجدّداً

    شكراً لك على تفاعلك.. هذا المقال نُشرَ قديماً في إحدى الصحف المحليّة تقريباً تهاية 2011

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *