تعز.. عندما تثور!

شرارة الثورة:
كانت تعز وكعادتها مهد ثورة الشباب السلمية كما كانت من قبل حاضنة الثورات على مر التاريخ.. كان على تعز أن تكون السباقة لميادين الشرف والحرية لإنهاء حكم الأئمة الطغاة, كيف لا وهي مدينة الثقافة والعلماء؟! من تعز انطلقت شرارة الثورة, ومن ساحة الحرية انتشرت الثورة لتشمل عموم محافظات الجمهورية, ومن تعز كان أول شهداء الثورة الشهيد “مازن البذيجي” عندما ألقى بلاطجة النظام قنبلة على الساحة في أول أيامها.
بعد ذلك تواصل الاعتداء على المتظاهرين السلميين بشكل دوري وسقط عشرات الشهداء والجرحى, لكن ذلك لم يثن عزائمهم الصلبة مروراً بـ”محرقة الحقد الأسود” التي أحرقت خلالها عشرات الجثث وعشرات الجرحى بعد أن اقتحم الحاقدون على تعز بشكل همجي الساحة بكل أنواع الأسلحة الرشاشة والدبابات، لكن تعز دائماً تربط على جرحها وتواصل الكفاح رغم حقد الحاقدين.
تعز كلها ساحة:
بعد الاقتحام الأسود لساحة الحرية وإدخال المدرعات والآليات الثقيلة فيها.. بدون كلل أو ملل, افتتح ثوار تعز ” ساحة النصر ” مؤقت، مؤكدين حق العودة لساحتهم الأم التي صارت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية, فيها استنشقوا شذى الحرية ورشفوا رحيقها!. جن جنون القتلة بما رأوا من بسالة وإصرار منقطع النظير ليصبوا جم غضبهم بالاعتداء على المتظاهرين وقتلهم. أي حقد دفين يحمل هؤلاء القتلة على تعز؟! كم أنتم أغبياء! ألا تعلمون أن تعز قد تحولت كلها إلى ساحة؟!.
انطلق شباب الثورة في اليوم الثاني في كل مديريات تعز للتظاهر والالتقاء في ساحتهم الجديدة.. لكن الحقد ذاته الذي دفع بالقتلة لاقتحام الساحة وإحراق الجثث أبى إلا أن يعتدي على الشباب في وادي القاضي ومنعهم من التجمع باستخدام السلاح حيث استشهد أكثر من 7 شهداء وجرح العشرات كما اعتدي على الحرائر بنفس المكان بالهراوات وألفاظ تخدش بالحياء..أي حقارة لجأ إليها هذا النظام؟!.
حماة الثورة:
تعز.. كما نعرف جميعاً أنها مدينة مدنية ولا يوجد فيها ثقل قبلي كما في المحافظات الأخرى, لكنها تعرف تماماً كيف تدافع عن حقوقها وتحمي أرضها من الحاقدين، كان على وجهاء تعز أن يتبنوا موقفاً لحماية مدينتهم ومقدراتها والممتلكات العامة والخاصة من عبث البلاطجة خصوصاً بعد انسحاب أفراد الأمن من المدينة بشكل مريب.. كان على وجهاء تعز تشكيل لجان أمنية لحماية المعتصمين والقيام بواجبها الوطني الذي تنصل منه جنود الأمن الذين تحولوا للأسف الشديد إلى “دمى” يحركها من يكنون العداء لهذا الشعب الثائر متناسين واجبهم الوطني “حماية الشعب”.
هيهات منا الذلة:
تعز, تضرب اليوم أروع أمثلة الصمود الأسطوري أمام آلة الموت الغادرة.. تعز اليوم محاطة بثكنات عسكرية من جميع اتجاهاتها, ومحاطةٌ بحقد دفين من “ثلاثي الحقد السود” من يقصفون أحيائها كل يوم وبدون هوادة ليشفوا غليلهم من تعز, يحصدون أرواح خيرة شبابها ونسائها ليل نهار.. “الموت ولا المذلة”, هكذا يهتف أبناء وبنات تعز كل يوم ويجوبون شوارع المدينة فكلما زاد القصف تزايد المتظاهرون بمئات الآلاف.. أما حماة الثورة, فحدث ولا حرج! فهم يبذلون الغالي والنفيس لحماية المدنيين من عبث العابثين وتنكيل السفاحين, نشد على أيديكم ونقبل هاماتكم التي لا تعرف الانحناء إلا لخالقها..كم أنت عصية يا تعز! أي حلم واعد تحملينه أيتها الحالمة لأبنائك العظماء الذين سيسطرهم التاريخ بماء الذهب!.
تَعِزُّ بنصرها الآتي (تَعِزُّ) × وللطغيان شيطانٌ يَؤُزُّ
ستخرج من مآسيها قريباً × وسوف نرى بيارقها تٌهَزُّ
كأني ب(المخا) و (جبال صَبْر) × ترى أعناق مَن غدروا تُحَزُّ
بإذن الله، سوف ترى رباها × نَوَاصِيَ مَن بغى فيها تُجَزُّ
أقول لها :ثقي بالله ، إني × أرى فجر انتصارك يا تَعِزُّ
نهايةُ مَن طغى في الأرض ذلُّ × وخسرانٌ وللمظلوم عِزُّ
للدكتور/ عبد الرحمن العشماوي- الرياض

محرقة تعز

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *