لماذا تعز؟!

محتار! لا أدري من أين أبدأ.. فتعز تتألم! وأنا أتألم كثيراً لألمها.. تعز تنزف على مرأى ومسمع من العالم الذي لم يحرك ساكناً.. مات الضمير الإنساني, وماتت معه القيم والمسؤوليات الأخلاقية..
تعز اليوم تضمد جراحها بنفسها, بكل شموخ وعزة.. يراد لها الإذلال و التركيع ولكن أنى للقتلة ذلك! فتعز راسخة رسوخ جبل صبر, شامخة شموخ تلالها التي تُضرب منها كل يوم.. يا منارة العلم ويا قبلة الزائرين, يا بلد الثقافة وروح الثورة.. ماذا أحدث عن تعز؟! يا زهرة المدائن.. يا عنوان الماضي ويا فجر المستقبل.
فبرغم أنها لا تنام! إلا أن تعز تستيقظ باكراً لتعلن بداية فجر جديد, فجراً يحدوه الأمل بغد أفضل بعيداً عن المرتزقة الذين لا يؤمنون سوى بالسلب والنهب, تنهض باكراً لتغني مع عصافيرها سيمفونية الحرية ومعشوقة الأحرار ” ارحل!”.. كيف تنام تعز وقد حملت على عاتقها قيادة الثورة وخطت بدمائها الزكية لوحات الحرية بأبهى صورها .. تشدو طوال النهار أغاني الحرية وتسهر الليل، تقاسي سخط الحاقدين من يرسلون قذائفهم وبلاطجتهم لاغتيال أحلامها البريئة وشبابها الأطهار..
فليس بغريب على نظام صعد إلى سدة الحكم فوق الأشلاء والجماجم أن يحمل ذلك الحقد الدفين والعنصرية الممنهجة على “أم الثورة”, تعز الأبية.. التي لطالما احتضنت أولئك وأكرمتهم وهاهم اليوم يردون الجميل, ولكن على طريقة “مصاصي الدماء”.
الغريب والمثير للتساؤل, وجود أناس “محسوبين على الثورة” ولكنهم يتحدثون على طريقة “عبده الجندي”, مبدعون.. لكنهم يسخرون كل طاقاتهم للهجوم على مكونات الثورة. ترى العنوان فيشدك ويخال لك أنه يندد بمن يقصفون تعز ليل نهار ويقطفون فلذات أكبادها بدم بارد, ولكن ما أن تقرأ المحتوى حتى ترى أن العنوان كان مجرد “غلاف” , أما المحتوى فعلى خلاف ذلك تماماً.. يا هؤلاء.. ما هكذا تورد الإبل!
يمتدحون من يدمر ويقتل, ويذمون بالمقابل حماة الثورة الأبطال.. نحن “شباب الثورة” لسنا مع انتشار المظاهر المسلحة في مدينة السلام! فثورتنا سلمية ونحن ننشد دولة مدنية بكل المقاييس, بعيداً عن القبيلة, دولة يسودها القانون على الكبير قبل الصغير ولن نرضى بغير ذلك!
لقد كتب علينا السلاح وهو كرهٌ لنا.. يا هؤلاء! ألا تتذكرون اقتحام ساحة الحرية وإحراق من فيها بشكل مهين؟! ألم تنتشر الدبابات بالمدينة ومنع أي تجمعات أو مظاهرات؟! ألم يقتل “العساكر” العشرات في وادي القاضي كلما أرادوا تنظيم مظاهرة سلمية؟! ألم يتهجم “أشباه الرجال” على الحرائر بطريقة لا يقرها دين أو عرف؟! ألا تلاحظون أن كل ساحات الجمهورية محمية بمسلحين قبليين؟! ألم تسألوا أنفسكم لماذا تعامل تعز على هذا النحو؟! إذا أرادت الدولة حقاً حفظ هيبتها “حسب قولهم” لماذا لا ترسل كتائبها العائلية لتخليص من سقطت من المحافظات.. هل تجرؤ؟! ويبقى السؤال دائماً.. لمـــــــــاذا تعــــــــــــــــز؟!
بات على الجميع معرفة حقيقة أن “حماة الثورة” هم من يحمون ممتلكاتنا الخاصة والعامة من عبث العابثين.. بينما “الحرس الإجرامي” يستحدثون المواقع ويطوقون المدينة يدمرونها بغير حسيب أو رقيب. لماذا نحاول حجب قرص الشمس؟! بينما الحقيقة ساطعة لا لبس فيها إلا في عيون من أرادوا ذلك.. رأينا كيف بالأمس أطلقت الكتائب العائلية رصاصاتها على المتظاهرين وقتلوا الحرائر, فكيف إذا كانت المدينة ومنطقة الاعتصام تحت قبضتهم.. ماذا سيفعلون؟! مالكم كيف تحكمون!
عشت حرة يا تعز بأبنائك العظماء الذين يخطون بأيديهم المستقبل لليمن ” كل اليمن ” فأنت حلقة الوصل بين شمالها وجنوبها, سهلها وجبالها.. أما “العبيد” من يدعون أنهم ينتمون لتعز, يتآمرون مع المرتزقة لقتل أبنائها الأحرار فستلفظهم تعز كما يلفظ البحر “الجيف”, فأبناء تعز أحراراً منذ الأزل ويبرؤون إلى الله من هكذا “شكليات” أستغفر الله العظيم!

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *