تحية للمرأة اليمنية..!

*صحيفة الوطن الجزائرية

في الجدلية المثيرة لصغر حجم مخ المرأة “ناقصات عقل ودين”، وفي يومها العالمي، تأتي دراسة جديدة محملة بنوع من الإنصاف لشقائق الرجال، ومدارس الأجيال، تقول الدراسة حسب صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، أن نسبة الكفاءة في عقل المرأة أكثر منها عند الرجل، خصوصا في اختبارات الاستدلال الاستقرائي، رغم صغر حجم العقل عند المرأة بما نسبته 8%.
النظرة النمطية للمرأة خصوصا في المجتمعات الفقيرة، تعكس مدى التزمت والعنجهية التي وصل إليها الذكور في هذه المجتمعات. أيٍ كانت النتائج، ولمن جاء التفوق والغلبة، لابد من خلق نوع من الإنصاف للمرأة، طبعا مع حفظ الحقوق والواجبات لكل منهما. فدور المرأة يظل الأبرز في إنتاج مجتمعات ناضجة، وواحة تربوية تعليمية للنشء كأحد ركائز الأمم والشعوب المتحضرة. فلكي تربي هذه المدرسة جيلا صالحا متعلما مسالما، لابد أن تحظى بالعناية والتقدير لدورها الريادي والجوهري في مهمة صعبة للغاية.
ليس من الإنصاف تذكر المرأة ومعاناتها اللامتناهية، في أوقات محددة، يوم فقط نتذكرها، بينما لا تزال، في مناطق من العالم، تعيش في حقب بدائية للغاية. في تقريرها حول حقوق المرأة، قدمت منظمة أوكسفام صورة سوداوية لحجم المعاناة التي تعيشها المرأة اليمنية، حقائق مرة، وممارسات فاضحة تنتهك إنسانيتها، فقر مدقع، انعدام لأبسط الغذاء، مضاف إليه عنف جسدي ومنزلي. فالمرأة اليمنية تعمل طوال ساعات النهار، أعمال شاقة لا تمت لأنوثتها وضعفها بصلة، وفي الليل تخلد إلى شبه منزل لا تتوفر فيه أدنى وسائل الراحة. في اليمن تعيش المرأة وتموت دون الخروج من نطاق 100 كيلو متر مربع، خلف المواشي وبين الحقول. واقع مؤلم يزيده ألما تعامل غير مسئول من شقيقها الرجل، يصير واقعها جحيما لا ينتهي!
ثمة تحول يعاني مخاضاً عسيراً، تحاول المرأة اليمنية صياغته لنفسها، لوحظ هذا التحول جلياً، في انخراط المرأة في الثورات الربيعية، أذهل الجميع. حضور قوي، وانخراط في العمل الطوعي والأنشطة الإجتماعية والتوعوية، من المؤكد سيخلق واقعاً جديداً للمرأة اليمنية، ربما سيضع حداً للمعاناة التي تكبدتها خلال العقود الماضية.
المرأة اليمنية تمتلك عقلية إبداعية فريدة، تماماً كأخيها الرجل، لكن للأسف، تظل هذه العقلية حبيسة الجهل، والفقر والتهميش، وربما لا ترى النور. لكن بمجرد أن تكون هذه العقول خارج الوطن وتحظى بالعناية والتعليم اللازمين، تتفجر تلك المواهب، ويستفيد منها غيرنا، الدكتورة/ مناهل ثابت أنموذجاً.
الدكتور مناهل المغتربة في إمارة دبي، وملكة البورصة، والناشطة في الأمم المتحدة والعديد من المؤسسات الإنسانية والاجتماعية والقيادات النسوية العربية الشابة والرابطة الدولية للمهندسين الماليين.. أضف إلى ذلك تقديمها معادلة رياضية تمكن العلماء من خلالها بحساب سرعة الضوء، وذلك في 350 صفحة من الحجم المتوسط، وبحسب علماء الرياضيات فإن المعادلة تحدث تغييراً نوعياً في رياضيات الكم الذي يعتبر من أعقد العلوم الطبيعية، مما دفع العديد من الوكالات الدولية المتخصصة بالفضاء لطلب الدكتورة مناهل لتطوير المعادلة. الجدير بالذكر أن الدكتورة مناهل تعتبر أصغر طالب في العالم يحصل على الدكتوراه في علم الهندسة المالية، حيث يبلغ عمرها 32 سنة، وحصلت على مقياس ذكاء لا يحصل عليه إلا 0.1% من الناس في العالم، وعينت رئيسة لجمعية العباقرة في العالم، وهو منصب رفيع المستوى، يتنافس العديد من المخضرمين لشغله، لكن الدكتورة مناهل فازت بهذا المنصب الهام من خلال إنجازاتها العلمية. تحية إكبار للعبقرية الدكتورة مناهل ثابت. قبل أيام وللمرة الثالثة تفوز السيدة اليمنية ابتسام الدبعي حياصات بمنصب عضو بلديه بمملكة السويد في مدينة سولنا والتي لها اهميه استراتيجية بحسب موقعها وقربها من ستكهولم العاصمه. كما سبق أن كانت عضوة في البرلمان.. فالوطن زاخر بالماجدات المبدعات, رغم التهميش والعقد الإجتماعية والفقر المدقع .. توكل كرمان , سيدة نوبل ,, وأمة العليم السوسوة في مفوضية حقوق الانسان – نيويورك .. وغيرهن كثُر.
تحية للمرأة اليمنية التي تقاسي أعباء الحياة في زمنٍ وعالمٍ لا يرحمان, تحية للمرأة اليمنية التي ملأت ميادين الثورة, تحية للمرأة اليمنية في الخارج التي تُظهر الوجه الآخر لوطنها الزاخر بالمبدعين، وترفض التخلي عن هويتها اليمانية ..! 
 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *