عشيّة سُقوط عمْران !

 

1_42147

قُبيّل ساعاتِ من الهجوم الكبير الذي شهدتهُ مدينة عمران، ظهَر “قائدُ المسيرة القرآنية” على شاشات التلْفزة، محاطٌ بهالةٍ من الغُرور المَحموم، لمْ يسْلم من قدح شرارها حتى رئيسُ الجمهورية. أثناء الخطاب، دفَع المُراهق الغبي بقطعانٍ من قادته العسكريين المُطمعين بخُبراء أجانب من قادة الحرب الميدانيين وخبراء المُتفجرات. 

على طريقة حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني, أوهَم الحُوثي مستمعي الخطاب أن عمران ستسقُط عقب إنهاء خطبته وكما خُطّط له، بعد سردِه كومةً من المُبررات التي دفعتْ به مُكرهاً لاقتحام المدينة بعد انسداد الأفُق أمام المفاوضات مع الدولة. 
لَقَطت الصُحفُ المأجُورة والمُغرضة تلكَ التّصريحات كآياتٍ قُرآنية مُنزّلة لا تنطقُ عن الهوى؛ أصدروا مطبوعاتهم على نمًقٍ مُنظّم بسقوط عمران واستسلام قادة الجيش وهروب آخرين. 

لم تكن سوى هفوة بل وسوءُ تقدير دفَع بتلك العاهات التي نخَرت جَسد الوطن، إلى السّقوط في فخّ التدليس والكيْديّة للدولة الحالية، وإظهار الحَنين المُبطّن لسادتهم الأُوَل. في الحقيقة، كانَ الحشدُ الحُوثي مُغرياً ومُغرِّراً في ذات الوقت، وخطابُه بثّ الطمأنينة لمُناصريه من النظام السابق والمرتزقة الإعلاميين. 

أُحضِر المقاتلون من جميع الجبَهات الخاضعة للحوثي؛ لكنّ الجيش حضرَ ولأول مرّة. الجيش كان يقفُ في نقاط التّماس مدافعاً عن مواقع استراتيجية يريدُ الحوثيون السيطرة عليها. لكن التحركات لم تكن تخفَى على قواتِ الجيش حين استنفدتْ جميع الحُلول لإقناع هذه القطعان الدّموية للعودة إلى كهوفهم ومغاراتهم في جبال مرّان وترك اليمنيين لحال سبيلِهم. ليلةُ الهجوم، حدَث عكس ما قالَته صحافةُ التضليل التي استَقت معلوماتِها من قادة الحوثيين الميدانيين ومن قائد المسيرة القرآنية ذاته. 

دحَرت قواتُ الجيش قِطعان الحوثي واشتركَ بذلك أبطال صُقور الجو، مُلحقين بهم خسائرَ فادحة. لم يكن بوسع الحوثي سوى استجداء الوسطَاء لعقد هُدنة، وسحبِ مُقاتليه المُغرّر بهم وإحلال قواتٍ من الشرطة العسكرية بدلاً منها. رغم أن هذه الهُدنة قَبل بها الجيش لغرض حقن الدماء، والنأي بالجيش من الدخول إلى مزالق التّفتيت والصّراعات العبثية. 
ومع ذلك سيعودُ ذلك المراهق الأخرق مُجدّداً لافتعال المشاكل وإقلاق سكينة اليمنيين؛ إذ لا فَرق يُذكر بين أنصار الشريعة وأنصار الله.. كلهم ينتمي إلى إبليس الرجيم. 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *