مُنجزات الرّئيس هادي!

لا شيءَ تغيّر، مؤتمر الحوار الوطني الّذي استمرّ قُرابة العام فكّك البلاد، أذكى الصراعات الداخلية، وفاقَم الحالة الاقتصادية إلى أبعد حد, كلّ هذا برعاية الرئيس الانتقالي.

مؤخراً، تكالَبَ السياسيون واتّفقوا على رفع الدّعم عن المُشتقات النفطية، واهمين المواطن أنّ هذه الجُرعة بمثابة مِطفاة النّجاة, وهي من ستحقق لهم العيش الرّغيد. صدَرَ هذا القرار بالتّزامن مع حُزمة من الأكاذيب والوعود المُؤجلة بزيادة حالات الضّمان الاجتماعي وإطلاق علاوَات الموظفين الحكوميين.

الجُرعة نُفذت في حينه، ودمّرت ما بقيَ من آمالٍ لدى المواطن, بينما ذهَبتْ التخاريصُ والأوهامُ طيّ النسيان. لا شيءَ تحقّق من تلك الوعود سوى ارتفاع المُشتقات النفطية، والتهاب الأسعار معها بطريقةٍ مُجحفة لم تُشبع جشَع التجّار.

كلّ الوعود اندثَرت، وعودُ الفُتات التي قطعوها للشعب المُنهك لمْ تتحقّف. إذن الجُرعة هيَ لمصلحة المواطن، ومن يقولُ غيرَ ذلك فهو عَميل بل وغير وطني بالمرّة.

العلاوات مثلاً لا تُغطي أجرة الباصات التي فُرضَت بعدَ الجُرعة؛ مبالغَ زهيدةً لا تستحقّ التشدّق بها ليلَ نهار في وسائل الإعلام الحكومية. الصّورة الجميلة التي رافقت إعلان الجُرعة تشوّهت بمُجرد الغوص في تفاصيلها؛ وليتها تحققت!

بعدَ أسبوع من فرض الجُرعة تعاملنا معَها كواقعٍ إلزامي؛ ولكنّا طالبنا بإدارتها وتحقيق الضبط وتلجِيم أفواه التّجار. لكن لا شيء من هذا تحقق؛ ارتفعت الأسعار تلقائياً، وانحسَر وزن رغيف الخبز.. ماذا بعد؟!

قيلَ إن الجُرعة ستحدُّ من التهريب، وما دخلنا بالتهريب! من يُهرب النفط خارجَ الوطن وداخلِه ذات الحيتَان التي تحتكرُ بقيّة خيراتِنا. حتّى وإن توقّف تهريب النفط، ثمة تهريب في مختلف حاجيّاتنا اليومية، والوجوه ذاتُها. هذه الجُرعة لم تفِد المُواطن البسيط شيئاً، بل فاقمَتْ معاناتِه وزادت من وجعه.

قيلَ أنّ الكهرباء ستنتعشُ بعدَ توقيف التهريب، لكنّنا لا نزال نعيشُ في الظلام ونكابدُ لعنةَ الكهرباء الأزلية. كنا نُعاني من كذِب وسائل الإعلام الحزبية والتابعة لمراكز القوى؛ باتَ الإعلام الرّسمي يُدلّس ويُروج للأكاذيب الرّسمية على حسابِ المُواطن المنكوب.

في زَمن الرئيس هادي, لم يتحقّق سوى الفقر والجوع, انتَعشَ التهريب والمُهربون والاقطاعيّون, بات المواطنُ والجُندي أرخصَ ما يُمكن. في زمن الهادي, دولةٌ رخوة, إنفلات أمني غير مسبوق, اقتتال داخلي شبر شبر زنقة زنقة, على حد وصف الزعيم القذّافي.

في زمن الرّئيس بن منصور, تكميمٌ للأفواه, واغتيالات للإعلاميين؛ يوم أمس فقط اغتيل المُخرج الإذاعي الشاب الرائع عبد الرحمن حميد الدين, ونجا بإصابة المُخرج التلفزيوني وابراهيم الأبيَض, لا وجود لقوات الأمن إطلاقاً, وكأننا لسنا في دولة بل في غابة استوائيّة البقاءُ فيها للأقوى.

في زَمن الهادي, تتساقطُ مُدنُ الجنوب كإماراتٍ لمسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي؛ وتُسلّمُ مُدنُ الشمال كحوزاتٍ في أيدي جماعة السيّد المُسلّحة.. هذه مُنجزات الريّس وحسب.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *