محمود عباس يحذر: ستضطرُّ إسرائيل لدعم فلسطين في حال أخفقت محادثات السلام صحيفة

صحيفة: الجارديان

ترجمة/ متولي محمود

7e921380_0e12393f28d9c1b0079e8a382c1bf482.2

حذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعبارات صريحة أن إسرائيل ستضطر لاستعادة مسئوليتها تجاه المناطق الفلسطينية- بما في ذلك تزويدها بالخدمات الأساسية لقرابة مليونين ونصف المليون- في حال تعثرت محادثات السلام برعاية الولايات المتحدة مؤخرا في غضون اسبوع. تأتي التحذيرات بينما يطلق عباس شروطه على إسرائيل لتمديد تسعة أشهر من مفاوضات السلام، ومع الزيارة الأولى لوفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى غزة منذ 2007، والذي وصل لإجراء محادثات مصالحة مع نظرائهم الإسلاميين حماس، الذين يحكمون القطاع الساحلي.

تعليقات عباس أعقبت تقارير نهاية الأسبوع، والتي اعتبرها تفكيكا للسلطة الفلسطينية في حال انتهت المحادثات في موعدها النهائي في 29 من إبريل، من دون تمديد. تلك التحذيرات دفعت بالمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية -جين ساكي- للتحذير من أن تلك الحركة تحمل ” مضامين خطيرة” للعلاقات الأمريكية مع السلطة الفلسطينية، بما في ذلك الدعم المالي. ومع أيام فقط لانقضاء الموعد النهائي لاختتام الجولة الحالية من المحادثات الأمريكية المتعثرة، طرح عباس تفاصيل بيانية لعواقب فشل المحادثات.

في ما تبدو أنها استرتيجية من محورين، اقترح عباس زيارة الصحافيين الإسرائيليين إلى رام الله، لمحاولة تمديد الموعد النهائي للمحادثات في حال وافقت إسرائيل لقضاء الثلاثة الأشهر الأولى من فترة المفاوضات الجديدة في مناقشة ترتيبات الحدود النهائية، تجميد الاستيطان في الضفة الغربية وإطلاق الدفعة الأخيرة من المعتقلين طولي الأجل.

أدى إلغاء عملية الإطلاق الأخيرة للمعتقلين-التي وافقت عليها إسرائيل بداية محادثات الجولة الأخيرة- أدى إلى إدخال عملية السلام في أزمة حرجة الشهر الماضي.

وقال عباس: ” إذا كانت اسرائيل تؤمن بحل الدولتين، دعونا نرسم الحدود- أين ستكون إسرائيل وأين ستكون فلسطين.” في ذات الوقت حذر عباس من عواقب المحادثات المتعثرة مؤخرا، بما في ذلك المسئولية المالية والأمنية. وأضاف عباس ” ستتحمل إسرائيل مسئولية الحماية، بمعنى أن إسرائيل ستتحمل المسئولية الكاملة.. نأمل ألا نصل إلى هذه المرحلة، كما نأمل للوصول إلى حلول.”

جاءت تحذيرات عباس من عواقب تعثر المحادثات في 29 من إبريل مع وصول وفد من منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة لعقد محادثات وحدة وطنية مع حماس، الحركة الإسلامية التي تحكم قطاع غزة منذ 2007. على الرغم من أن عزام الأحمد، كبير وفد فتح الذي يقود المجموعة، نفى أن تكون الزيارة الأولى لوفد منظمة التحرير الفلسطينية منذ 2007 حركة متعمدة لتقوية موقف عباس في المفاوضات مع إسرائيل، لكن توقيت الحدثين كان ملفتا للنظر. وقال الأحمد لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفاء “نريد إنهاء الانقسام سواء كان هناك تفاوض مع إسرائيل أم لم يوجد. نريد بناء غزة والضفة الغربية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.”

بدت رسالة عباس محاطة بسلسلة من الخطابات من جانب كل من رئيس وزراء حماس اسماعيل هنية والأحمد، والذي رفع تطلعات المحادثات لإحضار حماس تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية. ” لا بد من عقد مصالحة وطنية وإنهاء الانقسام لنستطيع تشكيل حكومة واحدة، برنامج سياسي واحد، ونظام واحد… لا مجال للإخفاق في هذا الحوار.” قال هنية في لقاء موسع مع مسئولين مضيفا أن حركته كانت “منفتحة للمصالحة الوطنية” وترحب بشركائها في فتح.

مبادرات من جانب عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية لرأب التنافس السام مع حماس، برزت بالتوازي مع طلب فلسطيني أحادي الجانب للانضمام إلى الأمم المتحدة ومعاهداتها ومؤسساتها الدولية، كحل بديل لمحادثات السلام المترنحة مع اسرائيل.

ردا على المحادثات مع حماس، مسئول إسرائيلي رفيع لم يذكر اسمه- نقله موقع واي نت الإخباري الإسرائييل – قال ” خلف تصريحات السلام الخرقاء، يعقد عباس محادثات وحدة وطنية مع حماس، والتي تعتبر عالميا منظمة إرهابية أوحت لتدمير إسرائيل وتقتيل اليهود.”

وكانت محادثات وحدة وطنية بين الفصائل الفلسطينية الرئيسية قد فشلت في إحراز أي تقدم منذ أخفق كلا الطرفين في تنفيذ اتفاقية الوساطة المصرية في 2011، بسبب خلاف حول تقاسم السلطة والتعامل مع الصراع مع إسرائيل.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *