جامعة تعز تستغيث, فهل من مغيث؟!

تشكو فراغا إداريا قاتلا.. تتسيدها الخلافات الحزبية.. وطلابها يدفعون الثمن..!!

جامعة تعز تستغيث.. فهل من مغيث..؟!

استطلاع/ متولي محمود  05/02/2013 صحيفة الجمهورية

0_9457

حالة من الفوضى والعبثية تعيشها جامعة تعز.. إدارة مصابة بالشلل وموبوءة بالفساد، وسكوت مريب للجهات المسئولة.. أساتذة مضربون عن العمل مطالبون بإدارة جديدة خلفاً للسابقة..وحدهم الطلاب يدفعون الثمن، غاليا.
جميلة ثورة فبراير، أكسبت الشباب بل وكل فئات المجتمع، أكسبتهم قدرا كبيرا من الحرية، وعدم المساومة بالحقوق والمقامرة بمصالح الوطن. في خضم الفساد الذي تعيشه الجامعة، يخرج طلاب الجامعة كل يوم، يمارسون طقوس الحرية، يحلمون بجامعة تليق بعاصمة الثقافة، بينما يواصل معظم أساتذة الجامعة إضرابهم المفتوح، للضغط على الجهات المسئولة بإيجاد حل وإنقاذ الجامعة من السقوط المريع.

فرئيس الجامعة غير متواجد ولا يمارس عمله منذ أشهر، بينما تشهد الجامعة فوضى إدارية وفراغ إداري، يتسيده أساطين الفساد، وبؤر العبث في الجامعة، فوزير التعليم العالي نائم في فلكه.. ربما, وحكومة الوفاق في سبات هي الأخرى. هنا يقع الطلاب في مصيدة السياسة ويدفعون عبث الساسة، وهاهو عام دراسي يلفظ الأنفاس، لم يتلق فيه أية مواد تعليمية، عبث يهدد عاصمة الثقافة بالتراجع في التعليم بعد أن كانت قبلة طلاب العلم ووجهتهم من كافة المحافظات.

الطلاب وأساتذة الجامعة، كلهم مطالبهم لا تكاد تختلف، إيقاف مسلسل العبث، وإعادة الاعتبار للتعليم، وللجامعة على حد سواء. في الزمن الغابر، لعبت المحسوبية والوساطة الدور الأكبر في بناء الهيكل الإداري للجامعة، لكن، ما بني على باطل فهو باطل. فبالرغم من الكوادر التي تزخر بها جامعة تعز، إلا أن من يعتلون مفاصل السلطة في الجامعة، واتخاذ القرارات هم أناس أقرب ما يكونون للأمية.. أغلب أساتذة جامعة تعزيتخذون لقب أستاذ دكتور، من دون أي رادع قانوني، البعض حصل على البكلاريوس في بداية مشواره التعليمي من جامعات سورية وعراقية مشبوهة إبان المد الشيوعي، يقول البعض أن هؤلاء حصلوا على شهائد مضروبة، والباقي يتبع.. فبدلا من الرقابة التي من المفترض أن تُمارس من قبل وزارة التعليم العالي، وقيادة الجامعات، كون هؤلاء هم المنوط بهم تربية النشء والرقي بالوطن، إلا أن هؤلاء الفاشلين حصلوا على ترقيات مجانية ودونما معايير سوى مكرمات حزبية قبيحة تعيد تكريس الجهل والفساد على حد سواء، في بلد نخره الفساد، وغيبه الجهل من خارطة العالم في عصر الانفجار المعلوماتي.

إذا كانت المجتمعات الراقية، تبنى بلبناتها الأولى، الأفراد، فينبغي أن يخضع هؤلاء لتعليم نوعي، وإعداد غير عادي لقطف ثمار ناضجة ترتقي بالوطن. أما إذا تسيدت سياسة التجهيل والظلامية المشهد التعليمي، فالأحرى بهذه الشعوب العودة للعيش في ظلام العصور الوسطى.

علاوة على ذلك كله, تعيش الجامعة تدهور رهيب في الخدمات, حمامات خارج الجاهزية, ونوافذ مكسرة وكراسي تتداعى تحت أجساد الطلبة ,, حديقة أشبه بحظيرة حيوانات وإسطبلات للحمير. كل هذا يحدث في جامعة تعز … جامعة تعز تستغيث, فهل من مغيث؟؟!!

 

 

مشكلات إدارية:

أ.د/ عبد الكريم حسان.. نائب العميد للشئون الأكاديمية:
تواجه الجامعة مشكلات إدارية وبعض المشكلات الأكاديمية، والتي لا يقبل بها إنسانا يهمه مصير الوطن. هذه المشكلات عبارة عن تراكمات من أوضاع سابقة، واختلالات في الإدارة. من الناحية الأكاديمية، ليس الأمر بتلك الخطورة التي صورها البعض، الجانب الأكثر قتامه، والمفاقم للحالة هو الفساد الإداري المستشري في مفاصل الجامعة، والذي ينعكس بطريقة مباشرة على الجانب الأكاديمي. ففي حين جرت إصلاحات في الجانب الإداري، بإمكان الأكاديميين القيام بعملهم بأكمل وجه.

إضرابات مستمرة:
وعن الإضرابات التي تشهدها الجامعة، قال الدكتور/ عبد الكريم حسان، الإضرابات الأخيرة لأعضاء هيئة التدريس ليست مطالب حقوقية، إنما هي محاولات منهم لانتشال الجامعة من المشكلات العالقة، في حال لبيت هذه المطالب، وحدث تجديد لجميع مفاصل الجامعة، ستعود الجامعة للريادة لأن أكاديميي الجامعة على درجة عالية من الفاعلية.
وأردف د/ عبد الكريم، في فترة ماضية، حدثت تعيينات تفتقد إلى المعايير، فضلا عن اختلال مالية ومخالفات، صنعت ذلك الكم من الفوضى، لذلك لا يخشى أبدا على الجامعة من الجانب الأكاديمي، إلا في حال استمرت هذه الاختلالات الإدارية من دون حلول.

الجامعات عنوان الشعوب:

أ.د/ عبد الله الذيفاني.. أكاديمي ومن أبرز قيادات الثورة الشبابية:
الجامعة، هي عنوان المجتمعات، بالإمكان الحكم من خلالها على مجتمع ما في التقدم، إنتاج المعرفة، وإضفاء مشاهد النمو الإيجابي المستمر.
ما يحدث في جامعة تعز، يدمي القلب و يؤسف له حقاً، انفلات كامل، يدل على أنه ليس هناك أدنى عناية، ليس من قبل بقايا إدارة الجامعة، ولكن من حكومة الوفاق الوطني، إذ لا يجوز أن تظل جامعة تعز على هذا النحو من التدهور، فرئيس الجامعة السابق قدم استقالته منذ شهور، ولم يتبق سوى بقايا قيادة أوصلت الأمور إلى هذه المرحلة الحرجة، بينما يدفع أبنائنا الطلب الثمن، بحيث يمتحنون فقط ولكن بلا مخرجات، ودونما تحصيل علمي، فالإدارة لا يعنيهم ذلك.

منـــــــــــــاشـــدة:
من هذه الصفحة الرائعة في صحيفة الجمهورية, وعن طريقكم، نوجه نداء إلى حكومة الوفاق، لإقالة عثرة هذه الجامعة وإقرار لائحة، إما عن طريق الانتخابات، وإلم يكن ذلك فتعيين قيادة جديدة حسب المعايير الأكاديمية، بدون ولاءات ضيقة، وسرعة إنقاذ الجامعة، ليس الرئاسة وحسب، وإنما كافة مفاصل الجامعة.
فالثورة لم تقم ليبقى الوضع كما هو عليه، نحن بحاجة لتصل الثورة والتغيير إلى الجامعات، كونها أساسية لبناء الفرد، وبالتالي النهوض بالمجتمعات.

 

تدهور في الخدمات:       

عز الدين، طالب جامعي.. كلية التجارة:
أساتذة الجامعة متضامنون معنا، يضربون عن العمل، لكننا نحن من ندفع الثمن في النهاية.. فقاعات الجامعة بلا إنارة، الحمامات خارج الجاهزية، أشعر أن المدرسة التي درست فيها المرحلة الثانوية أفضل من الجامعة بمراحل من حيث الخدمات، فجامعتنا لا توفر أدنى مقومات صرح علمي شامخ بحجم جامعة. قسم الخدمات، تحديدا، يكاد يكون مغيبا، حيث نضطر في أغلب الحالات لاستعارة أو إيجار وسائل تعليمية من خارج الجامعة لأداء محاضرات تحتاج إلى مثل هذه الوسائل. أحيانا، نحتاج إلى إقامة محاضرات، أو فعاليات تعليمية خارق أوقات المحاضرات، للفائدة العلمية طبعا، لكن أي من قسم الخدمات ولا حرس الكليات يسمحون لنا بفتح القاعات الكبرى، نضطر أحيانا إلى إعطاء الحارس(حق القات)، ويسمح لنا.
نطالب الجهات المعنية بإصلاح الهيكل الإدارية، وقسم الخدمات على وجه الخصوص، لإنقاذ الجامعة من التهاوي، ولعودة التدريس وتوفير ضروريات الطلاب والخدمات العامة.

حملات نشطة على الفيسبوك:

مي العريقي، طالبة.. إدارة أعمال.
بسبب الإضرابات التي تشهدها الجامعة، يحضر أعضاء هيئة التدريس، لكنهم لا يدرسون، تضامنا مع الطلاب، بعدها تحول إضراب الدكاترة مطالبا لعمل رئيس جديد للجامعة، وإقالة الفاسدين منها. عدد قليل من الدكاترة هم من لازالوا يدرسون، المتعاقدون وبعض أعضاء هيئة التدريس الذين يدمون القيادة السابقة للجامعة تحديدا، ويرفضون الإضرابات الحاصلة. هناك أخبار تتسرب بين الفينة والأخرى إلى مسامعنا، عن تأجيل الامتحانات إلى نهاية شهر فبراير. للإنصاف، وبعد الحملات المحمومة التي قام بها الشباب الجامعي على صفحات التواصل الاجتماعية، اجتمع العميد مع بعض الناشطين الشباب في الكلية، خصوصا الذين ينتمون لمنظمات حقوقية، وبدأ التجاوب معنا، لمسنا بعض التقدم المتمثل في شراء سبورات جديدة، ثلاجات مياه، ونظفت بعض القاعات.

حيوانات أليفة داخل الجامعة:

وواصلت العريقي, هناك ساحات شاسعة من باحات الجامعة لم يتم استغلالها في البناء إلى الآن، لكنها قاحلة وبلا تشجير، مع مشاهدة حيوانات أليفة بين حين وآخر في حديقة الجامعة، كل ذلك يعكس منظرا لا يليق بجامعة. وأضافت مي، بجمعياتنا الذاتية التمويل، بالمكان القيام بالمساعدة في تشجير هذه المساحات، إلا أن هذا جهدا كبيرا يحتاج إلى الدعم.

مسلسل عبث:

ناجي شرف. طالب جامعي.
وضع الجامعة متدهور جداً, فالدكاترة مضربون عن العمل, البنايات متهالكة, وكذلك المكاتب, السبورات لا نرى شيء مما يكتب عليها. كل شيء يتداعى, لا بد من عمل حد لهذا التدهور الرهيب, الذي لو تفاقم أكثر سيكون من الصعب تدارك الأمور. هناك رؤيا شبابية لإصلاح منظومة التعليم, سنطرحها في حينه. ما يهم الآن هو إيقاف مسلسل العبث, واللامبالاة من قبل المعنيين, قبل أيام سقطت إحدى الطالبات مغشياً عليها, لم يأتي أحد للإسعاف من قبل الجامعة رغم إلحاحنا الشديد, أخذنا سيارة أجرة من خارج الجامعة وقمنا بإسعافها, وقس على ذلك.

ولا تزر وازرة وزر أخرى:

وأضاف ناجي, لا أدري لماذا يضرب أساتذة الجامعة, ما ذنبنا نحن, ولا تزر وازرة وزر أخرى,  لم ندرس سوى القليل, والامتحانات على الأبواب, وهذا كل ما يهمهم , فالتحصيل العلمي يكاد يكون لا شيء. نحن نأتي من مفرق ماوية كل يوم, أحيانا يأتي باص الجمعة وأحيان أخرى لا يأتي, وإذا أتى يكن مليء بشكل غير عادي , نضطر إلى المواصلات والوصول متأخراً. ما نقول إلا, اللهم أصلح حال الجامعة, آمين.

تنصل عن الواجبات:
هشام حسن.. موظف إداري في نيابة شئون الطلاب.
ما يحدث في جامعة تعز شيء مؤسف حقا. الكل تنصل عن واجباته، أعضاء هيئة تدريس، طلاب، إداريين، بلا استثناء، لا أحد يكترث للحال الذي آلت إليه الجامعة. صوت العقل والعقلاء لم يعد مسموعا البتة، أصوات الحزبية والشللية هي من تتسيد المشهد. الكل يسعى للخراب، والإلقاء بالمسئولية على الآخر. لم يكن حال الجامعة بذلك السوء، مع وجود قصور وتجاوزات، الآن هناك سعي حثيث وممنهج لإفشال الجامعة وتحميلها الآخر.

صراع بين الجامعات الخاصة والحكومية:
وأضاف هشام بالقول، هناك صراع محموم بين الجامعات الخاصة والحكومية، هناك من يسيء للجامعات الحكومية لتطفيش الطلاب للالتحاق بالجامعات الخاصة. لا حل يلوح في الأفق، فقد استفحلت القضية، ولا حل سوى بإحالة كل من في الجامعة من إداريين وأعضاء هيئة التدريس إلى التقاعد المبكر، بغير ذلك لا توجد أدنى فرصة لصلاح الجامعة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *