عن حصار الحوثي للعاصمة؛ آراء أبرز الكُتاب

عن مُغامرة الحوثي ومليشياته عبر توغّلهم داخل العاصمة, وإطباق الحصار عليها والمُدعّم بقوة السلاح تحتَ حُجّة إسقاط الحكومة الحتوافُقيّة الحالية وإجبارها على التنازل عن رفع المُشتقات النفطيّة, إليكم آراء بعض أبرَز كُتّاب الرأي والحقوقيين من بعض ما كتبوه على مواقع التواصل الإجتماعيّة:

كتَب هائل سلام- محامي ووالد الشهيد نزار الذي استشهد مطلع ثورة الشباب- يقول:

هائل

بين التخويف من الحوثي،والخوف منه حقيقة، مظالم يجب أن ترفع وفساد يجب أن ينتهي.
الذين يخوفون الناس من الحوثي،يظهرون وكأن مشروعهم هو فقط التصدي له،دون أن
يفعلوا شيئا لجهة رفع المظالم وإزالة الفساد.
وفي السياق يحقرون الناس ويحتقرونهم،بتصويرهم وكأنهم حيوانات أليفة في زريبة، ستدين وتستكين تلقائيا لمن يتولى أمرها،كيفما كان.
ياهولاء،حتى ولو صعد الحوثي، الذي تخوفون الناس منه،الى سدة الحكم،فلن يكون ذلك نهاية التاريخ،طالما بقي الناس وبقيت نضالاتهم.
أولى بكم أن ترفعوا المظالم عن الناس،وأن تزيلوا الفساد،وتوقفوا مشروع تمزيق البلاد، ولكل حادث حديث.
التخويف وحده لايكفي كمبرر لبقائكم في الحكم.

=============================================

وكَتَب – خالد الرويشان- وزير الثقافة السابق

1479404_1379704785610495_646761921_n

لن أقول ماذا عليك أن تفعل!

إذا كانت السياسة هي فنُّ الممكن, فإنَّ الانتهازية السياسية فنٌّ من فنونها.. أي إدراك اللحظة, وانتهاز الفرصة ومَلء الفراغ.. وهذا بالضبط ما يقوم به الحوثي على إيقاع أصوات البنادق!
أما الغباء السياسي فهو: أَنْ تبدّد طاقاتك وتضعف جيشك خوفاً من حلفائك ولصالح خصومكَ!
أَنْ تخسر حلفاءك الذين صعدوا بك واقترحوا اسمك ووقفوا معك! أن تخسر شعبك الذي انتخبك وزكّاك!
أَنْ تشغَلَ وقتك كلّه بتقسيم البلاد وتقاسم الوظائف, وبالعشرة السفراء وجمال بن عمر!
أَنْ تخسرَ كل شريفٍ وصادق وتربح كل أَفّاقٍ وكاذب!
أَنْ تخسرَ الشبابَ الذي احتفى بصعودك وتربح حفنة سياسيين تحتفل الآن بتساقطك!
وبالنسبة للشعب فإنَّ مَنْ ضَيّعَهُ الأقرب طَلَبَ الأبعد!
الآن, وبعد أن شربنا جميعاً ثُمالة الدرس المريرة.. هل ثمّةَ أملٌ في انتباهةِ عقل, واستفاقة ضمير؟!
لن أقول ماذا عليك أن تفعل.. فقط, أعِدْ قراءة السطور أعلاه!

 

سامي نُعمان- كاتب صحفي- كتَبَ

424801_10150652197918936_1673734189_n

مظاهرات بموضة “أعذر من أنذر”.
==================
المظاهرات التي يدعو لها عبدالملك الحوثي، تحت يافطة و”من أعذر فقد أنذر”، هي مجرد خطوة يتقدم بها اسقاطاً لواجب، تليها خطوات ستأتي سواء خُرِق التحذير الذي اطلقه الرجل (بتعرض المظاهرات لأي اعتداء)، أو إلى الجمعة ما لم تلب مطالب المتظاهرين، باسقاط الجرعة واسقاط الحكومة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
وأجمل ما في الأمر هو المطالبة بتنفيذ تلك المخرجات التي بدأ الحوثي تنفيذها بالقوة من قبل صدورها في كتاب صدر عن 565 عضواً أو نحوهم..
عموماً كتقييم خاص، فإن المظاهرات المشروطة بالعنف، على طريقة فهم عبدالملك الحوثي للمظاهرات السلمية، تعتبر أكبر ضربة قاصمة للحقوق المدنية..
لم تعد المظاهرات -مع تلك الرسائل الاستفزازية الحادة التي أطلقها الحوثي- سوى وسيلة استفزاز هدفها الرئيسي هو جس نبض السلطات ومدى احترامها لوعيد الرجل، أو تقريب واختصار الموعد الذي ضربه إلى الجمعة طالما توفر المبرر الأسرع (الاعتداء على المتظاهرين السلميين، قبل المبرر الأبعد عدم الاستماع لصوت الشعب).
هي تنم عن طريقة فهم الجماعة للحقوق المدنية والسياسية..
الجماعة التي باتت تستعرض الشعبية شكلياً وتنفذ خياراتها بقوة السلاح والمقاتلين، وليس بقوة الاحتجاج الشكلي (حينما قتل عدد من متظاهري الجماعة مقابل مقر جهاز الأمن القومي العام الماضي لم يكن هناك وعيد وردة فعل عنيفة لأن الوقت لم يكن مناسباً لذلك، بل كان هناك شكوى وتسجيل مظلومية متراكمة).
الحكومة ستسقط بأمر الرجل، وإن لم ترحل بأصوات الجماهير المحتشدة تلبية لزمجرة الرجل فسترحل بالقذائف، لا مفر ولا خيار آخر..
ما هو أجدى هو تغليب حلول الأمر الواثع التي تحفظ دماء ومصالح الناس.
نظام هادي، سيصبح نسخة مطورة من سلطة فارس مناع بصعدة، وجماعة الحوثي ستتحمل مسؤولية التعامل مع التبعات بعد صيرورتها سلطة أمر واقع في العاصمة.

================================

وكتب سامي غالب- كاتب صحفي- عن الوضع

165431_10151782447480312_2078805824_n

ما يزعجهم ليس اصرار جماعة الحوثيين على اسقاط الحكومة والجرعة معا.
الذي يزعجهم هو تزايد قوة احتمال سقوط مشروعهم المناطقي الذي اشتغلوا عليه بدأب منذ 3 سنوات.
هؤلاء الساخطون. على الحوثي كانوا سيباركونه بقوة لو خرج جمهوره امس بعناوين مناطقية وطائفية. كانوا سيتغنون بحكمة “السيد” وواقعيته. لكن عبدالملك الحوثي دعا اليمنيين إلى الخروج من اجل مطالب سياسية واجتماعية وبعناوين وطنية. وهذا في حد ذاته صفعة قوية لمنظري التفكيك والتفتيت الذين لا يرون في الشمال القصي سوﯽ “مركز مقدس” _ مدنس في حقيقة نظرتهم اليه_ وقبائل لا تحسن سوﯽ القتال والقتل والبرع.
لقد جوهروا الشمال, جعلوا منه شرا محضا، قبائل همجية لا تتغير، سادة ومشايخ وقبليين مسلحين، سلاح وجهل ودم، صالح ومحسن وحميد، مدينة عارية من المدنية مطوقة بمليون فاتح محتمل.
جوهروا الشمال واهانوا اهله واستكبروا كما يفعل اي جاهل غشوم يظن انه كائن متحضر. وقسموا اليمن لزج الشماليين “الزيود” في معزل طائفي لا انساني يحمل اسما ورديا رومنسيا هو “آزال”.
فعلوا كل هذه الموبقات ومرروا مشروعهم العنصري التفتيتي كلصوص ومختلسين. وها هو الشمال يلقمهم حجرا حجرا، واليمن كله يضبطهم في حالة تلبس مناطقي وطائفي غير مسبوق، بدءا من شاشات الفضائيات اليمنية الحكومية التي انجرفت امس وراء خطاب طائفي ومناطقي كان يتداول بخجل وهمسا في مجالس صناع اليمن الفدرالي الجديد.
 

========================================

بينما كتب محمد عبده العبسي- صحفي ومدوّن- عما آلت إليه الأمور

العبسي

لقد شكّل الرئيس هادي خلال العامين الماضيين عشرات اللجان الرئاسية كلجان التحقيق في هجمات القاعدة، أو لجنة حرب دماج، أو لجان عمران، أو لجنة وساطة الجوف، وكلها فشل في نزع فتيل القتال الدائر بضراوة في شمال اليمن.على العكس، اتسعت رقعة القتال بعد أن كانت المعارك تدور في مساحة اثنين كيلو في دماج بمحافظة صعدة وانتقلت الحرب تدريجيًا إلى محافظة عمران والمديريات المحاذية لها في حاشد وسفيان وخيوان قبل أن تصل إلى مدينة عمران.هذه الانهيارات المتتالية إنما تؤكد ثلاث حقائق تغافلت عنها السلطة طوال المرحلة الانتقالية الأولى: أن الحوار، سواء أثناء مؤتمر الحوار أو اللجان الرئاسية، ليس بديلاً للدولة وواجبها في حفظ السلم الاجتماعي وفرض القانون ومعاقبة منتهكيه من أي طرف.والثانية: أن مخرجات الحوار، التي لا يفوّت الرئيس هادي والمبعوث الأممي مناسبة إلا وتحدثا عنها، لا قيمة لها ما لم تتحول إلى برامج فعلية وقرارات إدارية لا مجرد توصيات ورقية.

الحقيقة الثالثة: أن مشاكل البلد لا تُحلّ عبر لجان الوساطة الرئاسية.

____________________________________________________
من ورقة بحثية حول سقوط عمران نشرت في موقع الجزيرة للدراسات

=====================================

وعن ذات الموضوع, كتب عبد الرشيد الفقيه- كاتب ورئيس مُنظّمة مواطنة لحقوق الإنسان- يقول:

1525421_10152586135005479_4682853411897796902_n

القلق من جماعة “أنصار الله” هو قلق من “سلاح” الجماعة و “كتائبها” و “أمنياتها” وهو قلق مشروع له علاقة بسياق أداء الجماعة وما راكمته قيادتها طيلة الفترة الماضية ، واستخدامها لكل أداة أخرى لإسناد وتقوية أداتها الأساسية وليس كبديل عنها ، ويتضاعف هذا القلق مع تلويح قيادة الجماعة بالخيارات المُزعجة والمفتوحة ، وهذه القيادة وحدها المسؤولة عن التوضيح والرد بخصوص هذه المخاوف في الخطاب والآداء قبل ذلك وبعده .. !
 
 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *