غوانتنامو..لليمنيين فقط !

098ED308-D9A6-46F6-8419-E24B8E15D66C_cx0_cy4_cw0_mw1024_s_n

يشهد معتقل (غوانتنامو) -السيئ الصيت والواقع في كوبا- يشهد حراكاً كبيراً خلف القضبان وخارجها من  قبل السجناء وكذلك منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان, وذلك لما يتعرض له المعتقلون من تعسفات وتردي الخدمات الغذائية والصحية في خروق وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في بلد يدعي الدفاع عن الحريات وينتهكها علناً استناداً لحجج واهية أو ملفقة من قبلهم على الأرجح.

يُذكر أن الرئيس الأمريكي –ذي الأصول الأفريقية- كان قد أمر بإغلاق المعتقل عقب توليه السلطة إلا أن سيناتورات الكونجرس المحسوبين على الحزب الجمهوري أحبطوا ذلك القرار لهواجس أمنية. كان ذلك القرار انتصاراً جريئاً للشفافية, ربما كان ليمحوا قليلاً من السمعة السيئة التي اكتسبتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة في مجال حقوق الإنسان.

تتبع الإدارة العسكرية للمعتقل طريقة معينة للتعامل مع ملفات المعتقلين, بحيث لا يزيد عدد المعتقلين على الرقم (700) , يتم ترحيل بعض النزلاء القدماء إلى دول أخرى كلما جاء وافدون جُدد. تمهيداً لإغلاقه نهائياً, لم يبق في المعتقل سوى قرابة(160) معتقلا جُلهم من اليمنيين, قبل أيام تُوفي أحد النزلاء اليمنيين كان مضرباً عن الطعام بسبب سوء المعاملة والتوفيق لسنوات من دون محاكمة, فضلاً عن تعرضه لأعمال تعذيب جسدي مفرطه.

لكل البلدان التي لديها معتقلين في ذلك السجن محامون ولجان متخصصة في المرافعة عنهم وتفقد أوضاعهم بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية وقد تم ترحيل معظمهم, لكل البلدان بواكي إلا اليمنيين لا بواكي لهم! في الشقيقتين السعودية والكويت على سبيل المثال لا الحصر ’ شُكلت لجان متخصصة ومنظمات مستقلة لمتابعة أوضاع المعتقلين عن كثب عن طريق فتح قنوات لتواصل المعتقلين مع ذويهم والتنسيق للإفراج عنهم ليس إلى بلدان أخرى, إنما إلى بلدانهم الأصلية حيث تقوم لجان أخرى بإعادة تأهيلهم في مصحات خاصة ومن ثّم دمجهم في المجتمع للحئول دون العودة لماضيهم المثخن بالألم والجراح.

بات حرياً بالحكومة الجديدة أن تثبت لنا حجم التغيير الطارئ عليها, سابقاتها من الحكومات طلبت مبالغ باهظة من الإدارة الأمريكية للموافقة على استقبال المعتقلين, بات على الحكومة الجديدة اتخاذ إجراءات من شأنها إشعار المواطن البسيط بقيمته في وطنه, بما في ذلك إجراءات استعادة المعتقلين قسراً في (غوانتنامو) وإعادة تأهيلهم بدلاً من أن تحتضنهم بيئات خبيثة تجمّل لهم الشر وتسول لهم إغراق الوطن في دوامة خبثهم.

جميلٌ أن نرى الأخ الرئيس وهو يفتح مع الأمريكان في زيارته الحالية لواشنطن ملف المعتقلين, لكن نرجو ألا تكون هذه الانتصارات التي حققها الرجل على حساب السيادة الوطنية كما فعل سلفه ,” بالرغم من متاعب الحرية وتضحياتها, إلا أن لها نكهة خاصة بطعم الكفاح وبرائحة الكرامة الفواحة, ودمتم بحرية!”    

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *