الحوار.. حتى لا يصير خواراً..!!

140127200913-78055-0

يعرف الحوار بأبجدياته كمطلب إنساني،وكحل مفصلي لتقريب وجهات النظر المتباينة للخروج بحلول مرضية للأطراف كما ينبغي أن يصب في نهاية المطاف في المصلحة العامة ساميةً فوق كل اعتبار. فالحوار لأجل الحوار يعد عبثاً, فالحوار وسيلة للوصول إلى غاية (وطن).. إذا تحولت الوسيلة إلى غاية(حوار من أجل الحوار) هنا فقط تفقد مضمونها وتصير بلا طائل, كمن يلهث خلف سراب.. لابد لجميع الاطراف الجلوس على طاولة الحوار لغرض الوصول إلى حل وليس لغرض الحوار ذاته,, هل ياترى سيدخل اليمنيون للحوار لأجل الوطن؟ام كلٌ سيغني على ليلاه؟! 
للأسف الجميع يستعرض عضلاته هذه الأيام بكل قبح، لغرض فرض إرادات أو حتى زيادة الحجم على أرض الواقع. 


ثمة من يسعى لزيادة القوة التمثيلية في اللجنة بطريقة أقرب إلى المقامرة.. كما هو الحال على الواقع، سيكون هناك استقطابات وتحالفات داخل اللجنة لغرض الارباك والخروج من الحوار بلا طائل والإبقاء على الملفات التي أجري على أساسها الحوار قيد التشغيل حتى إشعار آخر، بما في ذلك القضية المحورية المتمثلة بإرضاء الجنوب الجريح. كل هذه السيناريوهات مفتوحة كعقبات أمام الحوار، باستثناء اتخاذ قرارات حاسمة من قبل الرئيس هادي يتم فيها (قص ريشات) تسعى إلى الهيمنة على صناعة القرار.. بات كل شيء واضحاً للعيان، وبات المعرقلون على مرمى أنظار الشعب، ومازالت سياسة الابتزاز ولي الذراع هي من تتسيد المشهد في ظل الاستجابات المتواصلة لها، والنأي عن اتخاذ قرارات حاسمة تبسط سيادة الدولة، وبالتالي تسيير الحوار على النحو المرسوم له.. مالم تصدر قرارات من هذا القبيل، فسوف يستمر مسلسل لي الذراع، وتقويض هيبة الدولة وبالتالي تصعيب شيء اسمها استقرار، وستستمر موجات الاغتيالات المنظمة، وتفجير أنابيب النفط، وشحنات الأسلحة المتقاطرة على وتيرة مخيفة. كل هذا العبث من شأنه جر البلاد إلى الهاوية دونما شك. 


لا أريد أن أحكم على موتمر الحوار مسبقا، الجميع يعول على نجاح الحوار ويحمله أعتاب المرحلة القادمة, الكل يتمنى نجاح الحوار والخروج من دوامة المقامرة بالوطن، لكن ليست كل الأماني تُترجم إلى واقع. يبدو المتحاورون كأقطاب البوصلة, استحالت أن تلتقي , ما يحدث على أرض الواقع يبدد الأماني ويضعها على مهب الريح، في ظل التصلب على الآراء والتمسك بحبال الوهم، والدخول إلى الحوار بعقلية(حبتي والا الديك)، فيما لو ظل أطراف الحوار يتعاطون مع قضية بحجم الوطن على هذه الشاكلة، فسيكون من العبث الخوض في حوار يرسم أطرافُه النتائج مسبقا. 


هل بمقدور المتحاورين الفزعة لأجل الوطن لمرة واحدة؟! كم سيخلد التاريخ هذه الأسماء في ذاكرة الوطن التي لا تعرف التزييف، ولا يعتريها النسيان. 


وحده الحوار الجاد تحت يافطة الوطن، الوطن وحسب، بعيدا عن الأنانية والمصلحة الشخصية، والتعصب الأعمى، والمقامرة باستقرار الوطن، والاستسلام للأفكار الهدامة، والنزعات السادية وحب الانتقام، وحده من سيظمن حوارا ناجحا يغلق كل ملفات الماضي إلى غير رجعة، مالم يتم الحوار على هذا النحو، واكتفى المتحاورون بالغوغاء وتعالي أصوات الفوضى واللؤم، عندها فقط سيصبح الحوار أقرب ما يكون إلى الخوار والعبثية، وسنقرأ الفاتحة على الوطن . 


لم يتركونا أن نعيش بسلام! 
فحين أردنا أن نحلم، 
منعوا الليل أن يأتي. 
وحين أردنا أن نصحو، 
كبلوا الشمس، 
وسرقوا النهار!!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *