المهربون.. كارثة!

السيارات-التهريب

لدى الثورات متلازمة حتمية اسمها (الفوضى), هذه الفوضى التي تعكر كل شيء.. لذلك فمن أولويات السلطة المحلية هو الإبقاء على المستوى الأمني والحفاظ عليه من التدهور. في تعز, تسير الأمور على وتيرة ساخنة, ليس فقط الانفلات الأمني, إنما انتشار الجريمة والتهريب بشكل مخيف, في حين غُيّب الأمن والجيش لأسباب نجهلها, ربما الانقسام الحاصل, من يدري! 


 قطعان من الناقلات، بشكل أسراب يومية، قادمة من المخا، محملة ببضائع مهربة تمر أمام النقاط الأمنية بكل بجاحة، بينما تمارس أحيانا غوايتها في المرور عبر الطرقات الفرعية ابتداء من حيس وحتى الوصول إلى محاذاة الجانب الشمالي من شارع الستين ومن ثم الوصول إلى المدينة. يبدو هناك نوايا طيبة من قبل الأخ مدير الأمن لمكافحة التهريب المستشري، لكن من دأبوا على هذه المهنة منذ الأزل يحولون دون ذلك، فهؤلاء يمتلكون نفوذاً لا يُستهان به. ومع ذلك، الإبقاء على هذا الجمود، والعزوف دون تغيير قادة أمنيين بمعايير الكفاءة والولاء، من شأنه الإبقاء على الحالة الأمنية المتردية للمدينة كما هي عليه، ومجرد الحديث عن تنفيذ حملات أمنية يعد ضربا من الجنون. 


الثكنات المرابطة في مداخل المدينة عبارة عن لوبي يتاجرون بمصير المدينة، يقبضون أموالاً طائلة مقابل تهريب أسلحة و سلع مهربة لا تخضع لجمارك وضرائب الدولة, نحن بحاجة فعلا لتغيير حتى سائق طقم عسكري, بالطبع إن أردنا التحدث عن حل المشكلات الأمنية, أما إن قررنا الركض خلف المحاصصة, وحده الوطن من سيدفع الثمن، غالياً. 


بعض النقاط الأمنية تابعة لوحدات من الجيش, ما أروع تلك النقاط؟ وكم هم متفانون في عملهم أولئك, العيون الساهرة. تحية إكبار لنقطة (كمفرق شرعب) التابعة للواء 33 مدرع. 
الأولوية الآن وبعد الثورة هي التصدي للفوضى الملازمة، والذي يعد إنجازاً قياسياً، بعدها يبدأ التوجه للبناء المنشود. 


لا تلتفت أبد إلى الخلف، لا تفتش في حقائب الماضي؛ 
وإن كان لتلمّس لحظةِ سعادة مرت بك ذات صباح، 
لن تجد أياً من ذلك يا صديقي، ما ستجده هو كومة سوداء من رواسب الماضي المثقل بالوجع.. 
دع عنك ذا الشك! وكف عن الماضي السوداوي، تلمس طريقك صوب المستقبل.. 
ثمة منفذ للضوء في آخر الرواق!! 

 

*الصورة من فويس يمن

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *