سلميّة الحوثي المجازيّة!

10616558_10204794704168266_213575030279400954_n

يتمترسُ الحوثي خلفَ لُعبة السّلمية لتحقيق أهداف مُعينة واصطناع الذّرائع لإدانة الدّولة والأجهزة الأمنية. لم أر المُتظاهرين أمام الإذاعة ولا أمام مجلس الوزراء، بالمُقابل لا أثقُ تماماً بالرواية الأمنية التي تقولُ إن قتلى الحوثيين سقطوا بنيران صديقة، كلّهم يقولون ذلك؛ غيرَ أنّ عُبور المتظاهرين والسّيطرة على المبنيين الحُكوميين هو استلهام لتجرُبة متظاهري أوكرانيا، سياسة فرض الأمر الواقع.

بمعنى آخَر، رُسمَ للمتظاهرين هذا المسَار كخطّة أوليّة، غيرَ أن فشلَها بالمُقابل لا يعني العودة بخُفيْ حُنين. الخطّة البديلة جاهزة ومبنية على إخفاق الأولى, والمُتمثّلة في الاحتكاك المُفترض مع قوات الأمن المتواجدة وقدح الشّرارة بطريقة أو بأُخرى وبالتالي الخروج بجُملة من القتلى لكسب الرأي العام والتأليب على الدولة، وهنا يُكمن السّر خلْف التّركيز على ” السّلمية” بغض النّظر عن حالة المتظاهرين؛ وهذا ما حدث يوم أمس الأول على وجه الدقة.

في حال نجَح السيناريو الأول، سيكسبُ الحوثي ثُلثي المعركة. الاستيلاء على مبنى الحكومة والتمترُس بداخله بقوة السلاح ليس بالأمر الهيّن، فضلاً عن السيطرة على مبنى الإذاعة الرسمي للدولة.

انتهاج السّلمية مبدأ؛ من يقتنعُ بهذا المبدأ ويمضي عليه لا يُهدّد في كل خطاباته بالعُنف ويتفاخرُ بالأسلحة التي يحوزُها. هذه الأسلحة بالفعل هي التي أوصلته من شمال البلاد حتى قلب العاصمة؛ وهي ذاتها من حيّدت عشرات الأحياء في صفّه وجعلت من منازٍلها مخازنَ لتكديسِها. هذه الأسلحة ذاتُها من يستخدمها مناصرو الحوثي في حِزيَز ويقطعون الطُرق بين المُدن، يفجّرون محطاتِ الكهرباء ويعتدون على كل من يرفض الامتثال لرغباتهم المعجونة بالعُنف.

 

*الصورة لطقم عسكري تابع للجيش فجّرهُ الحوثيون أمس الأول جنوب العاصمة (تصوير سمير النمري)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *