تعز تُطهى على نارٍٍ هادئة!!

Taizz, in the middle the Cair fortress

التلويح بالاجتياح حشَدد الرّأي العام من اتجاهات مختلفة بالاستنكار. بالمُقابل دخول قيادة المنطقة العسكرية في المشهد سببٌ آخر في التأجيل تحاشياً للمواجهة المباشرة على ما يبدو، وتفادياً للشارع التعزي الغاضب. إذن لا بد من حاضنةٍ في الدّاخل أولاً.. لا تُغفلوا هذا أيضاً، إب لم تسقُط بعد. إذن الأمر مُعقّد وفكرة الاجتباح همجيّة وغير مُجدية.

الأمر بسيط، إدخال مدنيين بكمياتٍ كبيرة إلى المدينة، تهريب أسلحة، مع وجود شُقق فارغة ومُعدّة سلفاً كمخازن. ثمة خيارات أخرى للتسلّح؛ مخازن ألوية الحرس الجمهوري مثلاً.

بعد ذلك، هناك خياراتٍ عدة ويُمكن اللجوء إلى أكثر من سيناريو. احتجاجاتٍ جماهيرية لُمحاربة الفساد مثلاً، وإسقاط مكاتب ومؤسسات الدّولة تباعاً. طريقة أخرى كارثية، تتمثّل في إيقاض الخلايا النائمة وتسلُّم المعسكرات وحتى المحافظة وفرض الأمر الواقع. ماذا سيفعلُ الّلواء الصُبيحي مثلاً؟ هل سيقرر اجتياح تعز والاشتباك مع المليشيات؟ ستتدمّر المدينة، لا أظن أحداً سيوافقه.. إنه الأمر الواقع!

لستُ مُتشائماً، لكنّه سيناريو مُمكن جداً ويستدعي تيقّض من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية، إن كانوا فعلاً جادين في تجنيب تعز مآلات المُدن الأخرى، خصوصاً إذا علمنا أنّ ثمة معلوماتٍ من قبل أهالي بعض الحارات عن وجود تحرّكات ليليّة مُشابهة وتخزين أسلحة في الشّقق.

لا أدري لماذا أبناؤها يتآمرون عليها، هذه تعز المتنوّعة والجميلة لنا جميعاً. ينبغي لكلّ القُوى بمن فيهم (أنصار الله) النأي بتعز عن الانزلاق في تلك البؤرة الُمدمرة. ليس بالقول وليس بالنّزول في المظاهرات ورفع اللافتات أمام العامة، والمرور سرّياً على مرافق الدولة وأقسام الشرطة والمعسكرات والتفاوض معها للتسليم طواعية وبالتالي تكرار ما حدث في مدن أخرى.

علمت من أحد الصحافيين عن إقالة الرئيس لقائد اللواء 35 مدرّع في تعز. للعم هذا القائد الوحيد في ألوية تعز الذي لم يقبل مندوبي الحوثي المفاوضين ورفض مُقابلتهم. سمعنا كذلك مُطالبات من حوثيين يُفاوضون فيها على إقالة هذا القائد مُقابل العدول عن قرارهم في دخول المدينة. بالتأكيد سيُقيلونه وأمثاله الشّرفاء ومن ثم سيدخلون المدينة ” إنهم لا أيْمان لهم”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *