مُبادرات الإنقاذ !

270096_559123444113241_677372986_n

رُغم الدّمار الذي لحِقَ بقطاع غزّة, والشهداء والجرحى إلا أنّ الصهاينة أصيبوا بالرعب. الرعب الذي لم يعرفوه مُذ اغتصبوا الأرض, وشرّدوا أهلها. هذا التنكيل بالفلسطينيين لم يتوقّف يوماً, وإن كانت هذه الحملة مُعلنةً وتُعرّي زيفنا, فكم قتلٍ يومي للأبرياء بلا هالةٍ إعلاميّة. 

لا مجال للمُقارنة في العتاد والأسلحة, ولا مجال للمقارنة في الضحايا وحجم الدّمار, لكنّ صواريخ المقاومة وصفّارات الإنذار في البلدات الإسرائيليّة, تُثير الهلَع في أوساط الموستوطنين, الخوف الذي لم يألفوه؛ علّهم يشعُرون بمعاناة أهالي القطاع والضّقة الرازحون تحت أطول احتلال عرَفهَ التاريخ. 

في هذه الحرب, أظهرت المقاومة أسلحة جديدة, صواريخ بعيدة المدى أصابت تلّ أبيب وحيفا. للمرّة الأولى تُستخدَم طائرات من دون طيّار محليّة الصُنع, تقوم برحلات استكشافيّة لمواقع العدو والعودة بسلام ودون أي اعتراضٍ يُذكَر. رُغم الحصار, تحتفظُ فلسطين بأجود تعليم في الوطن العربي. 

كُلّ هذا أجبر نائب وزير الدفاع الصهيوني بالقول بأن حملتهم فشلت, وأن المقاومة تنتصر؛ الأمر الذي دفَعَ بنتنياهو لإقالته والتماهي مع رغبة الشارع وكسْبه. 
في الحقيقة, كل هذا التفوّق للمقاومة أحرجَ الصهاينة أمام الرأي العام, لم يستطيعوا إيقاف الصواريخ, ولا ضرب قواعدها.. لم يتمكّنوا من اعتراضها رغم الإعلان المسبّق عن موعد إطلاقها. لتجنّب هذا الإحراج, لجأ نتنياهو إلى حليفه الجديد (الفريق السيسي) إنقاذه من هذه الورطة, بمبادرة تحفظ لإسرائيل ماء الوجه بنزع سلاح المقاومة, مقابل الكف عن تدمير القطاع. المباردة التي هرول نتنياهو للقبول بها, رفضها الشعب الفلسطيني جملةً وتفصيلاً. 

ما لم يفهمه من يُقدّم المبادرات لوقف إطلاق النّار أن أهل غزّة لا يملكون شيئاً ليخسروه, البيوت دمّرت, والنساء والأطفال يُقتلون على نحو يومي.. لم يتبقّ سوى سلاح المقاومة الذي يحفظُ للعرب كرامتَهم! 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *