حُلفاء المالكي يتخلّونَ عنه!

1_805703_1_34

خيراً فعلَ التحالُف الوطني (الشيعي) عند اختياره حيدر العبادي لرئاسة الحكومة الجديدة خلفاً للمُنتهية ولايتُه نوري المالكي. رُغم رفض المالكي لهذا التعيين, إلا أن الرئيس العراقي كلّف العبادي رسمياً بتشكيل الحكومة. وقال المالكي أن تعيين خلفاً له يعتبرُ انتهاكاً للدستور بدعم أمريكي, وأن حقّهُ مكفول بولايةٍ ثالثة.

في الحقيقة، يدرك العراقيون جميعاً، بمختلف طوائفهم التي لطَالَما سادَها التعايُش مُنذُ الأزل، يُدركونَ عجز المالكي في إدارة البلاد, بل وتسبّبه على الأرجح في هذا الاحتراب الداخلي المُتنامي على وتيرةِ مُتسارعة مؤخراً.

فقد بلَغَ أعدادُ ضحايا العُنف الطائفي والسيارات المُفخّخة ذروتَه إبّان فترة ولايته؛ فضلاً عن عجزه في الآونة الأخيرة في مُواجهة مُسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذينَ يُسقطونَ المُدن تلوَ الأُخرى دونَ أدنَى مُقاومة تذكر، فضلاً عن استحواذهم على كميّاتٍ كبيرةٍ من الأسلحة النوعيّة.

يُحسبُ على هذا الشخص تأجِيج الطّائفية والفرقَة بينَ أبناء العراق الواحِد. فمُنذ توليه رئاسة الحكومة وهو ينتهجُ الفَرز الطائفي في التعامل مع جموع الشّعب، بالإضافة إلى ذلك تحالُفاته المشبُوهة مع إيران والتي تصبّ في ذات الخانة. مُنذُ البداية سعى المالكي إلى تهميش المُحافظات ذاتَ الغالبية السنيّة وإقصائهم من الوظائِف العامّة، بما في ذلك في القوات المسلحة والأمن، واهما الجميع أنه الأكفأ لإدارة العراق؛ الأمر الذي فاقَم الصّراعات الداخليّة على أساس الطّائفة والعرق.

هذه السّياسة الخاطئة التي انتهجَها ولّدت كذلك فيما بَعد احتجاجاتٍ واسعة في مناطق العشائر والقبائل والتي واجَهها بالمُقابل بالعُنف والتنكّر للمطالب، الأمر تطوّر مؤخراً إلى نزاعات مُسلحة شهدتها تلك المحافظات على نحو مُقلق.

كانَ المالكي ولا يزال مُصراً على التمسّك في حقه – حدقوله- في رئاسة الحُكومة لفترة ثالثة، لكنّ مُعظم فئات المُجتمع ارتأتْ فيه الفشَل والهَدم المَمنهج طيلة فترة حكمه السّابقة. هذا ليس رأي العراقيين وحسب, فقَد أنتجَ تخلّي التحالُف العراقي عنه إلى تنكّر حُلفائه الإيرانيين والأمريكان. فقَد سارَعَ سكرتير المجلِس الأعلَى للأمن القومي الإيراني بإصدار بيان تأييد مُطلق لرئيس الحكومة الجديد: الأمر ذاته فعلَتهُ الولايات المُتّحدة ودول أوروبيّة عديدة.

لقد وجَدَ حلفاء المالكي في شخصِه الجُندي المُطيع الذي يُنفّذ دونما اعتبار للشعب, هم يُملون وهو ببساطة يُنفّذ. ما لم يُدركهُ المالكي أن الشعب أبقى, فقَد تخلّى عنه أعضاء كُتلته البرلمانيّة عندما رأوا فيه التنصّل من القضايا الوطنية, وإيصال البلاد إلى شفير الهاوية؛ فلم يجد الحليف الأجنبي بُداً من التخلي عنه بكلّ بساطة وتأييد رئيس الحكومة الجديد.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *