((دليل على دعم روسي لزعزعة استقرار أوكرانيا))

المُتحدّث باسم الخارجيّة الأمريكيّة

واشنتطن 13/04/2014

ترجمة: متولي محمود

1-4285-3a361-5-aeedc-1cf79-2-b0bd6

في الثاني عشرْ من إبريل، سيطر متشددون موالون لروسيا على مبانٍ حُكومية في عملية احترافية ومنسّقة نُفذتْ في ست مدن شرقي أوكرانيا. كان معظم المتشددين يرتدون سترات واقية من الرصاص وأزياء تمويهية منزوعة الشارات ويحملون أسلحة روسية الصنع. تلك الوحدات المُسلحة- البعض يرتدون أوشحة (القديس جورج) سوداء وبرتقالية مرتبطة باحتفالات عيد النصر الروسي- رفعتْ أعلام روسية وانفصالية على البنايات التي يسيطرون عليها، طالبوا بإجراء استفتاءات والاتحاد مع روسيا.

الأمر يتعدى السيطرة على مبان حكومية رئيسية في العواصم الإقليمية لأوكرانيا، دونيتسك، لوهانسك و خاركيف، نهاية الأسبوع الماضي. هذه العمليات تحمل الكثير من أوجه التشابه لعمليات مماثلة نُفذت في القرم نهاية فبراير شباط، بلغت ذروتها بتدخل غير شرعي للقوات الروسية رمت لضم القرم. في وقتٍ سابق من حالة القرم، تحركت قوات احترافية منظمة ومجهزة جيداً، تضعُ أقنعة وترتدي زي الجيش الروسي، مزودة بمعدات عسكرية دونما شارات، تحركت هذه القوات بالمقام الأول للسيطرة على مرافق حكومية وأمنية قبل استبدالها فيما بعد بقوات نظامية روسية. في إشارة إلى أن عمليات الثاني عشر من إبريل تم التخطيط لها مسبقاً، فقد نُفذت عمليات الاستحواذ متزامنة في أماكن متعددة شرقي أوكرانيا: دونتيسك، سلافيانسك، كراسني ليمان، كراماتورسك، شيرفونوارميسك و دروزكوفكا. ثمة تقارير تُفيد بأن محاولاتٍ أخرى للسيطرة على مبانٍ في مدن شرقية أخرى فشلتْ.

تتنافى مع السياسية، والاحتجاجات الشعبية، هذه الاستحواذات تحملُ ذات السمات والتكتيكات عبر مواقع مختلفة، بما في ذلك الاستيلاء على مباني الإدارات الحكومية والمِقار الأمنية, الاستحواذ على الأسلحة في المباني المستهدفة، الترحيل القسري للمسؤولين المحليين، البناء السريع للحواجز والمتاريس, الاعتداء على أبراج الاتصالات، نشر قوات منظمة تنظيما جيداً. في سلافيانسك، تحركتْ الآن وحدات مسلحة أيضاً خلف المباني المحتلّة لإقامة حواجز ونقاط تفتيش في المناطق المجاورة.

في تقريرٍ لها, أشارت الحكومة الأوكرانية أن ضبّاط الاستخبارات الروسية متورطون بشكل مباشر في إذكاء نشاطات جماعات المقاومة المسلحة الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك, اعتقلت السلطات الأوكرانيا شخصاً قال إنه جُنّد من قبل أجهزة الأمن الروسية, تلقّى تعليمات بالقيام بعمليات تخريبية شرق وجنوب أوكرانيا, بما في ذلك الاستحواذ على مبانٍ إدارية. كلّ هذه الأدلة تُؤكّد ما ذهبَتْ إليه تصريحات الحكومة الروسية بأن أوكرانيا على شفا “حربٍ أهلية”.

في كلٍ من هذه الحالات, تعرضتْ وسائل إعلامية مستقلة للمضايقات ومُنعت من تغطية عمليات الاستحواذ, بينما مُنحت وسائل إعلامية موالية لروسيا ميزات خاصة للوصول وبث مطالب تلك الجماعات المسلحة. ثمة تقارير كذلك تُفيد بأن قوات زجّت بصحفيين إلى السجن, وهاجمت صحفي واحد على الأقل, وفي حالة واحدة فقط أطلقت النار كتحذير لبقية الصحفيين.

توحي أحداث الثاني عشر من ابريل بمالا يدع مجالاً للشك أن روسيا تستخدم في شرق أوكرانيا ذات التكتيك الذي استخدمته في جزيرة القرم, لغرض تأجيج النزعة الانفصالية, تقويض سيادة أوكرانيا, وممارسة الرقابة على جارتها في مخالفة لالتزامات روسيا بموجب القانون الدولي.

في وجه هذه الاستفزازات, تواصلُ حكومة أوكرانيا الشرعية في “كييف” ضبط النفس, ولا تستخدم القوة إلا في حال تعرّض السلامة العامة للخطر, فيما محاولات تسوية الوضع عبر الحوار تبدو قد فشلت. وكان رئيس الوزراء (ياتسينيوك) قد وصل الجمعة 11 إبريل إلى المنطقة لمناقشة استعداد الحكومة المركزية للعمل مع المناطق حول اللامركزية- بما في ذلك قضايا مُتصلة كإجراء انتخابات محلية, السيطرة المحلية على الموازنة والتمويل, التعليم, وتكريس الروسية كلغة رسمية- في وقتٍ مبكّر من 25 مايو موعد الانتخابات الرئاسية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *