اعتذار وليس تنازل

بعد الاحتجاجات المحلية والانتقادات الدولية الواسعة حول فضيحة التنسط الذي فرضته أجهزة الاستخبارات الأمريكية على المكالمات والذي شمل مسئولين أوروبيين، بعد هذا كله تعامل الأمريكان مع الموقف ببرودة شديدة. فعلوا ذلك لامتصاص صدمة الفضيحة والتقليل من أهميتها، كون ذلك يندرج تحت حماية أمنهم القومي حد قولهم. أمريكا لا تكترث بتلك الانتقادات كثيرا، لن تضرها لكنها ستخدش وجهها الذي تحاول تجميله دائما.

صاغوا اعتذارا بسيطا لتلطيف الأجواء خصوصا بعد تأزم العلاقة مع حلفائهم الأوروبيين. كان بمقدور أوباما إقران ذلك الاعتذار بقانون يمنع التنسط على المكالمات، وستجري الأمور. لكن التنازل سيكلفها الكثير؛ الرضوخ مباشرة يعد اعترافا صريحا، وانبطاحا مهينا لأمبراطورية العالم.

في لغة الكبار، الاعتراف بالأخطاء لا يعني بالضرورة التنازل والرضوخ. اعتذر، لكن على نحو مبطن. اعتذر، لكن على طريقة الكبار! هكذا يقولون!

الآن وبعد أشهر من هذه الفضيحة، وبعد نسيان الأمر تماما، يصدر أوباما قانونا يمنع تعقب المكالمات الهاتفية. ألغى عمليات التجسس بعد انتهاء الضغوط بإرادته دون الخضوع للي الذراع. اعتذر أوباما ولم يتنازل؛ أخرج حكومته من فضيحة مدوية من دون الخدش على صورة الولايات المتحدة..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *