حلم الدولة المدنية.. يا فرحة ما تمت

أظنني تسرعت قليلاً في مقالي في الأسبوع الماضي صبيحة الإعلان عن هيكلة القوات المسلحة، تسرعت في الحكم على القرارات بذلك الزخم كون القرارات الجريئة ربما لا ترقى إلى حلم (الدولة). فتطبيق قرارات من هذا القبيل محفوف بالمخاطر، وهدوء الأطراف المستبعدة من المشهد العسكري، بل وموافقتها الشكلية أيضاً, تضمر الكثير من الشر والمكر كذلك، إذا أخذنا بعين الاعتبار الضغوط التي تمارس ضد أعضاء اللجنة الدائمة للمؤتمر لرفض قرارات الهيكلة الأمر ذاته الحاصل تحت قبة البرلمان برفض الصقور من المؤتمر إخراج بياناً عن المجلس يبارك القرارات الرئاسية يبدو المشهد غائما ومثيراً للريبة، وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة مازالت أبراج الكهرباء وخطوط النفط تتعرض للتخريب، ربما بحدة أكبر هذه المرة مسلسل الاغتيالات لا يزال يتسيد المشهد. 


الطافي على السطح هذه المرة، البيان الصادر عن جماعة الحوثي المسلحة، الذي بدا واهيا ومكشوفا، ومثيرا للشفقة فمخازن أسلحة الحرس الجمهوري، التي يتزود بها (الخُبرة)، لم تعد سائبة، أو بالأصح لم تعد مخصصة لدعم التمرد)، بل صارت بأيدي الشعب (ليس بالضرورة الشعب الذي يقصده الحوثي) إذا عُرف السبب, بطل العجب!. 


بعض التسريبات تفيد بإعادة تعيين الجنرال علي محسن و الشاب الطموح أحمد علي، كنوع من المجاملة، الأمر الذي إن صح، ستكون كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالحلم الذي يحمله البؤساء بأكفهم، لا يُمدد ولا يُورث، كما لا يساوم بإرادة الشعوب. 


للإنصاف، قطع الرئيس هادي شوطا كبيرا في الهيكلة، لكن النجاح الحقيقي مرتهن بمدى تطبيق هذه القرارات على الأرض، فطريقة إعلان التشكيلة الهيكلية للجيش على ذلك النحو، أبعد عن الرئيس هادي مشقة الإحراج الذي كان مترتبا فيما لو أعلنت إقالات صريحة وتعيينات بديلة، فكما جرى الأمر مع الإقالات السابقة لقادة سابقين، أتبعت بتعيينات إرضائية للمقالين, تجنب الرئيس هادي إحراج من هذا القبيل، وهذا محسوب له؛ لكن أن يعود مجددا لتعيينات تطييب الخواطر وإغضاب الوطن، فهنا تكمن الكارثة، وهنا يُنسف مفهوم الدولة, وتتبخر الأحلام , ويذهب الأمل بحدوث التغيير المأمول أدراج الرياح, ويؤكد أنه لم يحن الوقت بعد لحدوث التحول الفريد في نظام الحكم والذي يبدو لم يغادر نطاق المحاصصة والجهوية والتوزيع المناطقي للسلطة.. هل بات على شعبنا دفع ضرائب الماضي, وهل بات مجرد الحلم بدولة سيادة القانون محرم على شعبنا؟! كل شعوب الأرض تحلم وتسعى وتترجم تلك الأحلام إلى واقعٍ جميل، وكأن أحلامنا قد ضلت الطريق, فلم تجد سوى الهاوية لترتمي إليها، سننهض وسنحلم من جديد, وستزهر أحلامنا في ربيعٍ ما, عندها فقط سنغني أغنية الربيع المزدهر! 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *