تعز.. ثقافة مُدجّجة بأدوات الموت!!

taiz7

في الوقت الذي تُعلن فيه تعز عاصمة للثقافة، تفوح رائحة الموت من شوارعها بإحصائية فاجعة تصدرت قائمة المحافظات من حيث عدد الجرائم المرتكبة خلال العام الماضي، بحسب التقرير الأمني لوزارة الداخلية. 


 انفلات أمني فظيع يعيد إلى الذاكرة الأحداث المؤلمة التي شهدتها تعز في العام 2011، ربما هذه المرة على نحو منظم من أبنائها الأجلاء. 
وكأن تعز كان ينقصها إعلان من هذا القبيل، لتكون بالفعل عاصمة للثقافة، ما تحتاجه تعز بالدرجة الأولى الأمن، فلايزال أبناء تعز يعيشون في رعب، ينتظرون الموت الذي بات السمة الأبرز في المحافظة. 


خلال هذا الأسبوع كانت الضحايا نساء بريئات بين قتيل وجريح, في بيوتهن وفي الأسواق, وفي كل مكان, ما هذه البشاعة التي يريد أبناء تعز أن يُظهروا مدينتهم بها ! فقط عندما يتحقق الأمن في شوارعها، هنا سيعود للمدينة وجهها الثقافي والحضاري الذي ليس بحاجة إلى قرارات. 


 إذا كان هذا القرار الصادر مؤخراً سيعمل إضافة جميلة للمدينة، فينبغي أن يجلب معه مشاريع تليق به. فأي عاصمة للثقافة هذه التي ليس لديها مسرح ولا أوبرا ومطارها عفا عليه التاريخ؟ ينبغي أن يرافق هذا القرار روزنامة من المشاريع الحيوية تليق بعاصمة الثقافة, لكن كل هذا بعد استتباب الأمن. 


من العيب أن تتصدر تعز قائمة الموت، بينما تتحضر المدن التي يغلب عليها الطابع القبلي. من السخف أن يتهافت التعزيون على حمل السلاح، بينما يحاول القبيلي التخلص منه ليلبس حلةً مدنية اقتداءً بتعز!. 


 أتساءل، أين إدارة الأمن والسلطة المحلية مما يحدث في شوارع تعز من فوضى عارمة وإطلاق نار داخل الأسواق وتقطعات داخل المدينة في رابعة النهار؟! 
المرحلة أمنية بامتياز! فالحديث عن نمط إداري للمحافظة ضرب من الجنون، الأسلحة في كل مكان، وكأن هناك من يوزعها بروية بل ويدفع لحامليها.. منذ سنوات لم نرَ هذا الكم الهائل من الأسلحة في تعز، كان الحديث عن مسلحين داخل المدينة نوعاً من الخيال. 


 ينبغي على قادة تعز الإداريين والأمنيين الضرب بيد من حديد.. هل بالإمكان أن نرى تلك الحملات الأمنية التي تُقص فيها البنادق مرة أخرى؟! في تلك الأيام كنت أتمنى لو أرى حتى (فشقة) واحدة في الشارع. 


لا أدري من أين اكتسب أبناء تعز هذه الثقافة المدججة بأدوات الموت، من يا ترى استطاع إقناعهم أن الدمار والقتل هو السيناريو الأنجع بالنسبة لمدينتهم؟ من يدري ! هناك أجزاء من المدينة لم توصل إليها الدولة بعد. لا صوت يعلو هناك على أصوات البندقية، رائحة الموت تُزكم الأنوف, وأصوات الفوضى تتسيد الموقف. 


كما عرف عن تعز وأهلها، يفرحون (بالقبقاب)، ويقنعون(بالحاصل).. دائما نفرح بالنزر اليسير. نبدو فرحانين بقرار إعلان تعز عاصمة للثقافة، بينما نحن بالفعل نحتاج أن نعيش بسلام وحسب.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *