العمال.. شريان الوطن النابض

13-08-20-600868655

 يحتفل العالم أجمع بيوم العامل، عرفانا بالدور الكبير الذي يقوم به العامل في إطار التنمية المجتمعية ومسيرة التطور الرهيب الذي يجتاح العالم. يأتي هذا اليوم تتويجا لجهود عام من البذل والعمل الدءوب من أجل بناء الوطن وإعمار الأرض. فالعمل عبادة، عطاء بلا حدود وشعور بالرضا وإحساس بالفاعلية المجتمعية والقدرة على التأثير الإيجابي والبناء، في هذا اليوم، من المفترض أن يجتمع الرؤساء والمرؤوسون بعيدا عن أجواء العمل، تكريما للجهود المبذولة وحافزا لمزيد من العطاء. ففعاليات كهذه من شأنها رفع معنويات العامل والشعور بالاهتمام والتكامل في تحقيق الأهداف المرجوة. والابتعاد قليلا عن أجواء الرتابة والملل، ومن ثم العودة بروح مفعمة بالحيوية والعطاء الممتزجة بالإبداع والتميز. فالعمال هم بناة الحضارات وعماد الأمم، فشعب لا يعمل، محال أن يرى النور ويواكب العالم.. 


لكن أي من هذا لا يحدث في عالمنا الثالث، فحقوق العامل تستباح وتصادر، وقد يجد نفسه وأهله في الشارع دونما سابق إنذار! لابد من عمل قوانين تكفل الحقوق وتحمي حقوق العمال المهدورة. فلا تقتصر معاناة عمالنا في بلدانهم، بل في البلدان الأخرى، ربما تحمل قوانين عمل مناسبة، لكنها تستكثرها على شعب يعشق العمل والكفاح، ويمارس ضده الضيم في بلده الأم، ومن يهن يسهل الهوان عليه. 


يضطر العامل للاغتراب, بحثاً عن شيء يسد رمقه, ويسد به حاجيات أهله. يتحمل المهانة, ويتجشم الصعاب والقهر, يذلل العقبات ويصطنع التكيف, يكسر جماح الشوق للوطن والأهل, فقط لكسب لقمة العيش. ذلك الفتات الذي يلاقيه العامل مبارك ودائم فقط لأنه حلال ومُستحَق, فما عند الله لا يضيع. 


يقول لي أحد التجار المغتربين, تفاءلنا بالثورة خيراً, نحن عائدون للاستثمار في الوطن, فقد ضاقت بنا الغربة, وسنجلب معنا العمال المتمرسون القابعون في المنفى, أرضُنا أولى بنا! فقط القليل من الاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي.. نحن عائدون لا محالة, سنبني الوطن, وسنعمر الأرض.. مرحبا بكم في وطنكم! 


تحية لكل عامل يسهم في بناء الوطن، تحية من الأعماق لتلك السواعد السمراء التي دأبت على العطاء دون اكتفاء. تحية لكم من القلب في يومكم العالمي. تحية لأياديكم المتقرحة، خير الأيادي وأبركها، تحية لكل قطرة عرق تجود بها جباهكم الطاهرة، فبكم تبنى الأوطان وتزدهر, وبكم يُنتزع الخلود, وتبنى الحضارات وتسابق الزمن, لأجل البقاء!! 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *