كانَت هُنا مدينة!

a4b64f54bb
حلَب، المدينةُ الاقتصادية الّتي لطالَما رفدَت المُدن العربية بأرقى الملبوسَات والأحذيَة، وحتى المجوهرات. هذه المدينةُ باتَت حالياً في خبرِ كان.في البداية، استماتَت قُواتُ النّظام في الحفاظ عليها كونَها أحد ركائز الاقتصاد التي يعوّلون عليها في ظل حرب الاستنزاف المُستمرة مع منشقي المعارضة. بالمُقابل كانت عينُ المعارضين عليها، فبسقوطها يفقدُ النّظام أهمّ رافدٍ اقتصادي للبقاء مُتماسكة في وجه المعارضين.بعدَ معاركَ شرسَة دامَت لشهور، وترنّح واضحٌ للنظام أسقطَت قواتُ المُعارضة أجزاءً كبيرةً من المدينة الصناعية، دمّروا بمعاركهم جزءً منها لتحلّ عليها فيما بعد لعنةُ البراميل المُتفجرة التي سحَقتها بشكلٍ شبهِ كامل ونزّحَت أكثرَ من 80% من سكّانها. حالياً، تبدو حلَب كمدينة أشباح، خاويةٌ على عُروشها؛ فلا سقوطُها نفَعَ المعارضة بإيقاف الدّعم المالي للنظام والذي وجَدَ مصدراً آخر خارجي للتمويل، ولا هيَ بقيَت سالمةً كمدينةٍ لكلّ السوريين.

BuIzNjyCAAAHvPQ

 

سوريا- المُكتفية ذاتياً رَغم الحصار- كانَت أُنموذجاً للصناعاتِ العربيّة المنافسة لماركاتٍ عالميّة؛ غيرَ أنّها دُمّرت بالكامل بأيدي أبنائِها وأيدي المهووسينَ بالحروب والزّعامة.

وقعَتْ سوريا بين فكّي مؤيدي الرّبيع ومُناهضيه؛ غيرَ أنّهم اتفقوا على إحلاله خَريفاً. اتفقوا على الثورة, لكنّهم اختلفوا في المقَاصِد؛ والنتيجة دمار قسْري لا يستطيعُ التوقّف.

حلب
 
 سلامٌ على حلَب, وسلامٌ على الشّام العظيم, على الياسمينات العاطِرة وعلى الدّماء التي روَت عطَشَ الأرض, ولم تروِ عطَش السّاسة وتُجّار الحروب!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *