أرشيفات الوسوم: الحوثيين

صالح والحوثيون: نذر مواجهة

*صنعاء ــ العربي الجديد

باتت الخلافات هي العنوان الأبرز للعلاقة بين جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وعلى الرغم من أن الطرفين يحرصان حتى الآن، على حسم الخلاف بينهما سياسيا،ً وعدم اللجوء إلى أية مواجهات، على الأقل في المدى القريب، فإن السؤال الذي بات يتداوله اليمنيون في هذه الأثناء إلى متى سيستمر الهدوء بين الطرفين. متابعة قراءة صالح والحوثيون: نذر مواجهة

ثقافة الفساد المُتجذّرة

تخيلوا أمين عام محافظة تعز-محمد الحاج- يُرحب بدخول أي فصيل من شأنه القضاء على الفساد. طبعا يقصد بالفصيل الحوثيين. بصراحة الفساد ينخُر في المحافظة من الفرّاش حتى أرفع مسؤول في المحافظة، بدءاً بالعاهات الموجودة داخل سور المحافظة. لكن ليس الحوثي هو الحل بأية حال من الأحوال.

الفساد

*كاريكاتير للرسام اليمني رشاد السامعي

يمارسُ الحوثيون فساد وسفك دماء وكلّ أنواع الفضائع. يريدون القضاء على الفساد- حد قولهم- ويغتالون بذلك شيء اسمه الدولة. كمن يريد أن يصطاد ذبابة على رأسك، فيضرب رأسك وتطير الذبابة على حد تعبير الكاتب نبيل سبيع.

أعجبني أحد الردود على صورة سمكة في شدق ثعبان كُتبَ عليها تعليق “ثعبان يُنقذ سمكة من الغرق”. في الحقيقة، هكذا أنقذ الحوثي اليمن من الفساد والتهمها إلى بطنه المُمتلئة بالمُخلفات والقاذورات.

مظاهر الفساد في تعز لا حصر لها، والسبب دائماً غياب الدولة وتراخي السلطة المحلية، بل وتورطها في الغالب. فالجهات الأمنية- على سبيل المثال وليس الحصر- مُتورطة في اختلاق المشاكل خصوصاً النزاعات على الأراضي. فتجد الجهات الأمنية تقف طرفاً مع اللصوص وحيتان المال ضد المُضطهدين ومُلاك الأراضي الحقيقيين.

الثورة نيوز

*كاريكاتير من الثورة نيوز

صادفتُ العديد من العجزة وكبار السن يفترشون الأرض أمام ديوان المحافظة يلتمسون إنصافاً وإعادة أراضيهم. مُعظم المتورطين في قضايا الأراضي هم في الغالب إما مسؤولون حكوميون أو أمنيون في المُحافظة أو من خارجها. هنا لا تستطيع السلطة المحلية إنصاف الضحايا؛ لكنها أحياناً تدخل كوسيط بينهم وبين ناهبي الأراضي لإجبارهم على التنازل مُقابل مبالغ زهيدة للأسف.

في تعز، يُمارس الفساد كجزء طبيعي من حياة الجميع. فساد شخصي وفساد حكومي؛ حتى القطاع الخاص لم يسلم. ربما يتجلّى الفساد بصور أكثر وضوحاً في مؤسستي الكهرباء والبلدية. ربما تكون المؤسسات الأخرى بذات القدر من الفساد؛ غير أن احتكاكنا المُباشر مع هاتين المؤسستين يكشفُ الكثير من الفضائع.

إذا حصلت على فرصة بناء منزل في حي شعبي ستعيش جو الفساد لهذين المكتبين الحكوميين. ستدفع لإخراج رُخصة بناء بقدر المبلغ الذي ستصرفه في إعداد قواعد المنزل. ليس هذا وحسب، بل إن الأمر يزداد كلما قررت إكمال البناء أو بناء طابق آخر. وكل هذا طبعاً بلا سندات رسمية.

بعد إكمال المنزل؛ أنت بحاجة لإيصال التيار الكهربائي. يتم بيعك عداد الكهرباء بقيمة أكثر من ضعفين، ولإخراج مهندسي الربط أنت بحاجة لمُرتب شهر لإقناعه بالخروج إلى منزلك.

كل ألوان الفساد موجودة في تعز كباقي المحافظات الأخرى، غير أن التذرع بها لإدخال مليشيات مُسلحة هي الأكثر إفساداً أمر مرفوض من السواد الأعظم من أبناء المُحافظة. ولنا في المُدن التي تخضع للمليشيا دروس وعِبَر.

في العاصمة، استحوذ المسلحون على جميع أملاك حميد الأحمر واللواء علي محسن الأحمر لصالحهم الخاص؛ ختى حساباتهم البنكية. مطعم “كنتاكي” العالمي تم الاستحواذ عليه كذلك وتسريح أكثر من 120 عامل. الآن يجري تشغيلها لصالحهم الخاص، وبعمالة موالية.

بات الفساد ثقافة مُتجذّرة في وسط المُجتمع اليمني. وأي فصيل سياسي أو مليشوي يستأثر بالسلطة يُمارسُ ذات الفساد ولكن بأيدي جديدة. بمعنى آخر، العملية مُجرد تبادُل أدوار، يذهب فصيل ليأتيَ غيره دون أن تتغير قيَم المُعادلة.

معركة النفط!

موقع بكرة نت

في منطقة الشّرق الأوسط- الموبوء بالصراعات- يحتدم سباقُ التسلّح، فيما يخوض أقطابُ الصراع حروباً باردة وأخرى بالنيابة في مناطق عدّة لإثبات الهيمنة على المنطقة. تسعى إيران لامتلاك سلاح نووي وفرض نفسها كقوة إقليمية لا يستهانُ بها. في ذات الوقت تواصل إسقاط دول الشرق الأوسط تحت سيطرة حُلفائها الطائفيين في الغالب لتسحب البساط من تحت الهيمنة السعودية، كُبرى دول الشرق الأوسط.

بالمُقابل وجدت السعودية ذاتها محاطةً بتمدّد إيراني من شتى الاتجاهات، الأمر الذي جعلها تدق ناقوس الخطَر. تعتمدُ السعودية في معركتها بشكلٍ أساسي على اقتصادها الهائل المعتمد بشكل أساسي على النفط. بينما تكمن مشكلة إيران في الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه منذ سنوات بسبب العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب.

بعد أن شعرت السعودية بالخطر الحقيقي القادم من طهران والذي توّج مؤخراً بسيطرة مليشيا الحوثي الطائفية والموالية لإيران على مقاليد الأمور في اليمن. هذا الخطر دفع بالسعودية لعمل مُضاد يحدّ من توسع طهران المحموم بل لإفشاله على الأرجح.

قامت السعودية مؤخراً بتخفيض سعر النفط العالمي- بصفتها الأكثر إنتاجاً- والذي يبدو بإيعاز من الولايات المتحدة لمآرب أخرى. تلعب الولايات المتحدة أدواراً عدة بين أقطاب الصراع. فيما تُجري مفاوضاتٍ معها بشأن برنامجها النووي، تسعى الولايات المتحدة للضغط على إيران وداعمتها الرئيسية روسيا عبر السعودية. قدمت الولايات المتحدة لإيران تنازلات قيمة لعل من أهمها القضية السورية، محاربة داعش والتغاضي عما يحصل في اليمن لصالحها. كل هذه التنازلات غرضها الحصول على تنازلات من الجانب الإيراني بشأن برنامجها النووي لإرضاء ابنتها المُدللة “إسرائيل”. كل هذا الغموض من شأنه الاتضاح خلال الأيام القادمة التي سيُسدل خلالها الستار على المفاوضات الإيرانية الغربية نهائياً بشأن طموحاتها النووية.

بالعودة إلى خفض سعر النّفط من قبل السعودية، فهذا الأمر يلقى ترحيباً أمريكياً كونه ورقة ضغط على إيران من جهة، وكونه أداة تحطيم قوية لخصمها اللدود الروسي.

ليس بوسع السعودية عمل شيء إزاء الوضع الراهن باستثناء الضغط الاقتصادي. فالأولى قد خسرَت جميع المكونات السياسية في تلك الدول بفضل سياسة التخبّط المتخذة مؤخراً في إطار التحالف السعودي الإماراتي. تقوم سياسة هذا التحالف على ضرب الإسلام السياسي السني باعتباره الخطر الحقيقي على أمراء النفط الخليجيين، محملين الأخير مسؤولية فوضى ما سُمي بـ”الربيع العربي”. هذا الاستعداء المُمنهج للفصائل السّياسية في اليمن – على سبيل المثال- فتح الطريق أمام رموز النظام السابق للعودة إلى المشهد عبر التحالف مع مليشيا الحوثي الطائفية التي تدين لإيران.

على أنقاض هذه الانتكاسة السياسية تتكبّد دول الخليج- بما فيهم السعودية- خسائر اقتصادية في سبيل الضغط على التوسّع الإيراني. فهذه الدول ذات اقتصادات عريقة وتخفيض سعر النفط لا يضر بها بقدر الضّرر الذي يُلحقه بإيران المُعتمدة بموازنتها على بيع النفط بالأسعار الطبيعية وفي ظل العُقوبات الاقتصادية التي تعيشها منذ سنوات. ورغم القدرات الاقتصادية الهائلة لدول الخليج، لم تُخفي بعض دول مجلس التعاون تأثير هذا الإجراء على اقتصادها. فقد قال رئيس الوزراء الكويتي لصحيفة محلية إن انخفاض سع النفط يُقلق الحكومة، غير أنه يجب أن لا يصيبهم بالذعر، منوّهاً إلى أهمية اتخاذ إجراءات تقشّفية لمواجهة الأمر، بحيث لا تصيب محدودي الدخل.

في الحقيقة، تملك إيران مصادر تمويل أخرى مجهولة على ما يبدو. فبالرغم من العقوبات العديدة المفروضة منذ سنوات، تستطيع إيران تزويد حلفائها في العراق ولبنان واليمن بالأسلحة ووفرة كبيرة من الأموال التي يندرج تحتها شراء الولاءات العسكرية والقبلية. كما أسلفت، كل ما يدور اليوم خلف دهاليز الساسة سينكشف نهاية نوفمبر الجاري بانتهاء مُهلة المُفاوضات المزمعة. من المفترض أن تتبدّل الأحداث الجارية على الأرض في اليمن والعراق وسوريا، بما في ذلك مصير الرئيس الأسد. من المفترض أن تختلف طريقة التعامل مع تنظيم “داعش” والذي يُوظف هو الآخر كأداةٍ للضغط في اللعبة الإقليمية.

هذه الحرب الباردة- معركة النفط- من المفترض أن تؤتي أكُلَها بعد اتضاح الرؤية بشأن برنامج إيران النووي. بعدها إما سيتم التعامل بحزم مع التوسع الإيراني، وإما سيتم تسليمها زمام الأمور بشكل رسمي وهذا يعتمد بشكل أساسي على مدى التنازلات التي ستقدمها لنظرائها الغربيين.

*الصورة من موقع بُكرة نت