أرشيفات الوسوم: غزّة تحت النار

حرب غزّة أسقطَت الأقنعة

حي الشجاعية غزة

 

أكثرُ من 4000 غارة شنّها سلاحُ الجو الصهيوني على القطاع الذي لا يتجاوز 360 كيلو متر مربع.

في المعارك العسكريّة، ثمةَ أخلاق وقيَم يلتزم بها أطراف المعركة. الجيشُ الصهيوني لا يُقاتل بشرف، هذا الكم من الطلعات الجوية على مساحة جغرافية ضئيلة تُعد أكثر منطقةٍ مُكتضة بالسكان في العالم جريمة حرب بكلّ المقاييس؛ لكم أن تتخيّلوا حجم الدّمار والخسائر في الأرواح.

يعتمدُ الإسرائيليون على استخدام الأسلحة عن بُعد لتفادي القتال المباشر على نقاط التّماس مع جنود المقاومة البواسل، الذين يقاتلون بشراسة للذود عن وطنهم أو ما تبقّى منه وعلى شرف الأمّة؛ بينما يُقاتل الإسرائيليون لغرض التسلية ولمطامع توسّعية قذرة لا تمت للإنسانية بصلة.

باستثناء الدّمار والخسائر التي خلّفها سلاح الجوّ الصهيوني، يتفوقُ صقورُ المقاومة بالمواجهات المباشرة رغم الفارق المَهول في التسليح. في حال المُقارنة في خسائر الجانبين في نقاط التماس البري، سنجدُ جميع قتلى الجُنود الصهاينة وعدد جرحاهم الذي يفوق 200 جريح كلّ هؤلاء هم حصيلة لمحاولة التوغل البري ومن دون تسجيل أية ضحايا مدنيين؛ في حين يصنّف شهداء وجرحى القطاع من المدنيين- نساء وأطفال- بدرجة أساسية نتيجة للصواريخ والغارات التي تنفذتها الطائرات المُدجّجة بالشرور والدمار.

هذه الحرب مليئةٌ بالمفاجآت، سقوطٌ مدوٍ للزيْف الصهيوني وسقوط أقنعة عربية ودولية كانت تدّعي عبثاً رعايتها للسلام ولحقوق الإنسان. ظهور المقاومة بنسخة جديدة، وقدرة فائقة أشعرت إسرائيل وحلفائَها المحليين والدوليين بالرّعب لأول مرة؛ فرَضت ميزاناً جديداً للقوى وندّية مُنقطعة النظير.

هذه الحرب أظهرَت حقارة العَرب ودأبهم على الانبطاح والرّكوع للغرب، أظهرت خيانتهم للدم العربي وتجرّدَهم من النّخوة والقيم العربيّة الساميّة. أظهرت دناءة البعض في التشفّي من المقاومة لسبب الاختلاف في الرأي، وبالتّالي الانحياز للعدو بكل فجَاجة ولؤم. أمر آخر لا بد من التذكير به هو السّقوط المروّع لشريحة المُثقفين والأقلام المأجورة المدّعية انتهاجها للمهنية؛ أبدت الغيض والكراهية لمَن يُدافعون عن كرامة أمّة تغُطّ في نومٍ عميقٍ لا يبدو الاستيقاظ منهُ قريباً.