أرشيفات الوسوم: مطاعم

عن تعز أيقونة السلم!!

ما جرى يوم أمس الأول في تعز هو اكتمال لنصاب الاستفتاء الشعبي. يخرجُ الحالمون بالمدنية والسلم كل يوم كدفقٍ جرار من الأروح النقية المُمتلئة بالوطنية والانتماء. ينزلون إلى الشوارع دونما كللٍ أو ملل، وبصوتٍ واحد

“ﺍﻫﺘﻔﻮﺍ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺟﻴﺶ ﻻ ﻳُﺬَﻝُّ
ﻭﻗﻔﻮﺍ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻳُﺠَﻞّ”

تعز

*تصوير محمد الحسني 24/01/2015 مسيرة لأبناء تعز

يوم أمس الأول خرج (شُقاة) السيد بهيئة مُقززة وتبعثُ على القرف، يحملون بنادقهم المهترئة. لم يعكسوا منظر السلم الذي تتمتع به تعز، بل عزّزوا الهنجمة والعنجهية المُستقوية بالسلاح، والمفتقدة للمشروع الوطني.

بغض النظر عن عدد المتظاهرين، لكنهم ليسوا كثيرين بالنظر إلى حجم المعطيات، والإعداد للمسيرة الذي لا يخلوا من الترغيب والإغراء كثقافة قديمة ترتكز على الفيد والمصالح الخاصة جداً. يجب ألا ننسى أن تلك الإمكانات تعود لدولة، إمكانات كانت لتُجدي لو لم تكن في تعز.

مسلحون

*تصوير فهد العميري من مسيرة للحوثيين في تعز 29/01/2015

من خلال مجرد النظر في ملامح الحشد، دونما تدقيق، تتضح هويات نسبة كبيرة منهم كوافدين إلى المدينة وليسوا منها. من كان يُدير الهتافات شخص غيرر مؤلوف، أتيَ به لينفذ القائمة التي جاء بها من المركز المُقدس. لم يأتمنوا قوادي تعز حتى على إدارة هتافات المسيرة. كيف لهؤلاء أن يفهموا أنهم ليسوا سوى وقود لمطامع لا تمت إلى الوطن بصلة.

وعدوا بعض من المحسوبين على المثقفين بمناصب في حال تم لهم ما يُريدون، بينما وعدوا البسطاء بوظائف حكومية، بعد تجفيف منابع الفساد طبعاً. تجييش وصل إلى القُرى باستخدام مشائخ (صالح)، وبدلات مُجزية جيّرت المطاعم الفاخرة للمدينة لضيوفهم.

ومع ذلك، قليلون في تعز من ينجرّون إلى هذه المزالق الضيقة، كونها مُعيبة في حق المواطن التعزي. باستثناء بعض الأُسر التي تدّعي نسبها لبيت النبوة، والساكنة قمم الجبال الشاهقة، ومدى تأثير ذلك على التركيبة السيكولوجية وما يُولده من شعورٍ بالنقص.

على أية حال، أراد القوادون، بمسيرتهم المُبهمة، إيصال رسالة ما، فأوصلت تعز لهم تلك الرسالة. تعز ليست العاصمة أو أي مدينة أخرى بأي حالٍ من الأحوال. تعز فريدة جغرافياً واجتماعياً وثقافياً، وكل ما لم يخطر ببالكم؛ لكنها مضيافة ومتعايشة ومتنوعة.

إن المزاج التعزي العام يقدّس السلم وينشُد السلام والحب، وإن أي مساعٍ لحرف هذا المزاج سيحتقره أبناؤها، وسيتبرّؤون منه. لأن محاولة تكريس ثقافة العنف يعني ببساطة إدخال المدينة في دوامة من الصراعات العبثية على أساس الهويات الرجعية، لتلحق بركب المدن المتهاوية تحت حكم المليشيات الطائفية.