أرشيفات التصنيف: حرّيات

50 مليون لاجئ في العالم

انظروا إلى أين قادتنا الحروب العبثيّة على أساس الطائفة والأحقيّة في العيش دون الآخر.. وضع مؤلم 

اتركوا السياسة اللعينة, واكتفوا بمتابعة كأس العالم

10393921_762327680486620_5022745269234463198_n

50 مليون لاجئ في العالم

أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس ارتفاع أعداد الأشخاص الذين فروا من العنف والكوارث إلى أكثر من 50 مليون شخص للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، حيث وصل إلى 2ر51 مليون شخص بحلول نهاية 2013 بزيادة 6 ملايين شخص مقارنةً بعام 2012.
وذكرت المفوضية في التقرير السنوي أن الوضع مأساوي بصفة خاصة في سوريا، حيث يبلغ عدد النازحين داخلياً في سوريا حوالي 5ر6 مليون نسمة فيما عبر 5ر2 مليون آخرون حدود البلاد هرباً من الصراع هناك.
وأضاف التقرير أن الأزمات الجديدة التي اندلعت في دولة جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وأوكرانيا والعراق أرغمت المزيد من الأشخاص على الفرار من منازلهم، فيما يشكل الفلسطينيون والأفغان والصوماليون الذين فروا من بلادهم خلال الأعوام الماضية الجزء الأكبر من حصيلة اللاجئين على مستوى العالم.

 
 

عالمٌ يكتضّ بالتناقضات

من المُفارقات الفاضحة, ملايين البشر لا يجدون ما يسدّ الرّمق, بينما تذهب أطنان من المواد الغذائيّة إلى مكبّات النفايات؛ ناس يعيشون في بذخ وتبذّر, وآخرون يتضوّرون جوعاً.. يا لهذا العالم الظالم!

سوء التغذية يجتاح 800 مليون شخص في العالم

10462628_771369412915780_4778778527554071367_n

أكدت منظمة العمل الدولية ضرورة توفير 50 مليون فرصة عمل سنوياً لاستيعاب الداخلين الجدد في سوق العمل بالعالم.. وأوضحت في بيان لها أمس أن عدد الباحثين عن العمل حالياً يبلغ نحو 200 مليون شخص مع تزايد معدلات الفقر، حيث يعيش قرابة 800 مليون شخص على أقل من دولارين في اليوم.. وأشارت إلى أن سوء التغذية يؤثر على 800 مليون شخص، بينما يفتقد ثلاثة أرباع سكان العالم، أي نحو 5 مليارات نسمة الحماية الاجتماعية.
ولفتت إلى أهمية العمل للقضاء على الفقر المدقع والحرمان وتأمين الإدماج الاجتماعي والتوفيق بين الأهداف الاقتصادية والاجتماعية.

*وكالات

 
 

حريق آخر في محلات تعز التجارية!

10402417_749315115121210_4954138553055746913_n
بعد ثلاث سنوات من محرقة ساحة الحرية في تعز, تعز تحترق مجدداً لكن هذه المرة في قلب المدينة وأكبر سوق تجاري فيها (برج التحرير). دائما مكتوبٌ عليها أن تعاني بصمت!
الحصيلة فقط, جُثّة متفحمة وعشرات الاختناقات حالتهم خطيرة. عشرات المحال التجارية احترقت, أرزاق الناس قُبيل موسم عملهم- شهر رمضان المبارك. محلاتهم مكتضة بالبضائع الجديدة والمتنوعة بحلول موسم البيع السنوي.

الكارثة أن الجهات المعنية, الدفاع المدني وفرق الإطفاء, لم تتحرك إلا بعد فوات الأوان. بعدها لم تكن الـ8 ساعات كافية لإخماد الحريق الذي التهم كل شيء وقف في طريقه. يقال أنه وبعد وصول إطفائيّة الدفاع المدني, اتضح أن خزانات المياه فارغة.

كل الشكر لإطفائيات مجموعة شركات هائل سعيد أنعم التي وصلت في وقت مُبكّر وكان لها الدور الأبرز في إخماد الحريق, وبدون مقااااابل!

*الصورة بعدسة Řẻdŵắñ Ałqädį

 

طبيب نرويجي يُقبّل رأس طفل شهيد في غزّة

طبيب نرويجي يُقبّل رأس طفل شهيد في غزّة
10429478_778616578857730_2752672462423421364_n
للمرة الثانية بعد حرب 2009 الغاشمة على غزّة يقدُم هذا الطبيب الإنسان لتطبيب جراحات الأطفال.

للعلم: لم يُسمَح للطبيب الدخول من منفَذ رفَح الحدودي مع مصر, لكنه عاود الكرّة من المعابر الإسرائيلية وتمكّن أخيراً من الدخول إلى غزّة.

كم أكبُرُ هؤلاء البشَر

تخلّقوا بالإسلام والإنسانيّة يا مسلمين!

 
 

الصحافة ومهنة التدليس الرّخيصة!

من أوّل وهلة قرأتُ فيها القصيدة المزعومة للدكتور المقالح, تأكدتُ أنها لا تنتمي إليه بأيةِ حالٍ من الأحوال..
ركاكة في التعابير, فضلاً عن أخطاء نحويّة .. يا حمقَى! هذا الدكتور عبد العزيز المقالح, نبضَ اليمن؛ ابحثوا عن شخصٍ آخر للتدليس عليه.. بلاش هذا الأسلوب الرّخيص الذي باتَ ببساطة غير مُجدي..

للعلم هذا الموقع الإلكتروني لا يتجاوَز عُمرُهُ الخمسة أشهر منذُ تأسيسه؛ هذا الموقع وغيره من العاهات يحاولون تسلّق عتبات المجد الصحفي عن طريق التدليس والفبركة, والحصول على قراءات ومُشاهدات عبر مُحركات البحث والقراءة..

نبض الشارع

*رداً على ما نشرته بعض وسائل الإعلام من كتابات ملفّقة باسمه
المقالح: هذا تزوير رخيص

الجمهوريّة نت 30/08/2014

نفى شاعر اليمن وأديبها الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح ما نشرته مؤخراً باسمه بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية الإلكترونية على أنه نقدٌ موجهٌ لزعيم الحوثيين..وقال الدكتور عبدالعزيز المقالح في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): «ليس هذا كلامي ولا أسلوبي، ولا يتفق مع مبادئي في الكتابة، وكذا مواقفي الفكرية والأدبية و السياسية» .
وأضاف: «هذا تزوير رخيص، وليست المرة الأولى التي يتم فيها التلفيق باسمي، إذ سبق هذا تلفيقات أخرى علاوةً على اللعب بقصائدي القديمة في فترات سابقة، وهو إمعان في تشويه الواقع اليمني، الذي بات مشوهاً كثيراً».
إلى ذلك استنكر عدد من أدباء وكتاب اليمن ما اعتبروه تطاول بعض المواقع الإخبارية والوسائل الإعلامية على قامة كبيرة من قامات اليمن الشامخة، وهو الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي يفترض أن ينال من هذا البلد التقدير الذي يليق بقامته وتجربته التي رفعت رأس اليمن عالياً في المحافل الثقافية العالمية.. وتساءلوا: هل هذا هو التقدير الذي يفترض أن تقدمه اليمن لشاعرها وأديبها الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح .. وأكدوا أن هذه التلفيقات إنما تعبر عن واقع التزييف الذي وصل إليه حال التشويه في البلاد، وهو تزييف طال الكثير من القضايا والمفردات والأسماء.. وكانت صحف ومواقع إخبارية قد نشرت في فترات سابقة قصائد قديمة للدكتور المقالح وفق تأويلات حديثة ومنحرفة بموضوعها علاوةً على نشر كتابات وقصائد باسمه وهو لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد في محاولة لاستغلال اسمه ومكانته في زحام المعترك السياسي (المشوه)، في الوقت الذي يفترض أن ينال التكريم والتقدير الذي يليق به وبما قدمه لليمن.

* الصورة من موقع نبض الشارع

وهذا رابط المقال المزعوم للدكتور المقالح في الصحيفة:
http://nabdalsharea.com/news16391.html

مُحاولات النيْل من النسيج المُجتمعي!

10433943_684766858272218_6324903329478026566_n

تستميتُ جماعةُ الحوثي في إذكاء الصّراعات الطائفية وتمزيق أواصر التّعايُش, مستخدمة بذلك أساليب رخيصة للنيْل من النسيج الاجتماعي المُتماسك منذُ الأزل بمختلف مشاربه. الأسلوب ذاته الذي استخدمتهُ الجماعة في صعدة وعمران ومراتٍ عدّة في العاصمة لغرَض توظيفه في تحقيق تأييدٍ شعبي من جهة، والتذرّع به لتنفيذ أجندات معينة من جهةٍ أخرى.

مؤخراً جيّشَ مُروجو الحركة في تنفيذ هذه الأساليب في تعز لفَتح بؤرةَ صراعٍ مُشابهة، وإدخال المدينة في قائمة صراعاتِها الافتراضية.

في الأسبوع الماضي، قُتل شخصيْن من منطقة الجحملية- منطقة نشاطٍ مُفترضة للحوثي- أحدهما من عائلة الوليدي، أخ الناشِطة السياسيّة وفاء الوليدي. مُلابساتُ الحادثة لا تزالُ مجهولةَ، يُذكر أنّ جميل الوليدي- جندي- كانَ مُسافراً إلى معسكرِه الواقعِ في العاصمة صنعاء.

مُباشرةً أقدَمَ مجاميع مؤيّدون للحوثي بنصب خيمةَ عزاء للقتيلين، متوعّدين بالثأر ممّن قتَلهم. لكنّ النّاشطة وفاء الوليدي- أخت أحد القتلى- سارَعت بالتبرّؤ من تلك الخيمة، وبأنّها لا تُمثلهم بأية حالٍ من الأحوال وغرضُها إذكاء الصّراعات واستدعاء الفرقة والتعصّب الأعمى.

هل تتذكّرون مقتَل الدكتور شرَف الدّين، وعبد الكريم جَدبان؛ هلْ تتذكّرون الشّابين أمين ومُجاهد الذيْن قُتلا في مكتبة الغدير؟ مَن قتَل جَميل الوليدي هو ذاتُه الذي قَتَل هؤلاء رحِمَهم اللهُ جميعاً.

عموماً, لا تزالُ المُحاولات في تعز تتكرّر تباعاً، في حين تغيبُ قوات الشرطة عن المشهد. هذا الأمْر يستدعي يَقضَة الأجهزةِ الأمنية، وحذَر سُكان تعز المُتعايشين من الانجرار خلفَ هذه المَزالق الخطيرة.

 

*الصورة من صفحة الناشطة وفاء الوليدي – أخت القتيل.

غوانتنامو..لليمنيين فقط !

098ED308-D9A6-46F6-8419-E24B8E15D66C_cx0_cy4_cw0_mw1024_s_n

يشهد معتقل (غوانتنامو) -السيئ الصيت والواقع في كوبا- يشهد حراكاً كبيراً خلف القضبان وخارجها من  قبل السجناء وكذلك منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان, وذلك لما يتعرض له المعتقلون من تعسفات وتردي الخدمات الغذائية والصحية في خروق وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في بلد يدعي الدفاع عن الحريات وينتهكها علناً استناداً لحجج واهية أو ملفقة من قبلهم على الأرجح.

يُذكر أن الرئيس الأمريكي –ذي الأصول الأفريقية- كان قد أمر بإغلاق المعتقل عقب توليه السلطة إلا أن سيناتورات الكونجرس المحسوبين على الحزب الجمهوري أحبطوا ذلك القرار لهواجس أمنية. كان ذلك القرار انتصاراً جريئاً للشفافية, ربما كان ليمحوا قليلاً من السمعة السيئة التي اكتسبتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة في مجال حقوق الإنسان.

تتبع الإدارة العسكرية للمعتقل طريقة معينة للتعامل مع ملفات المعتقلين, بحيث لا يزيد عدد المعتقلين على الرقم (700) , يتم ترحيل بعض النزلاء القدماء إلى دول أخرى كلما جاء وافدون جُدد. تمهيداً لإغلاقه نهائياً, لم يبق في المعتقل سوى قرابة(160) معتقلا جُلهم من اليمنيين, قبل أيام تُوفي أحد النزلاء اليمنيين كان مضرباً عن الطعام بسبب سوء المعاملة والتوفيق لسنوات من دون محاكمة, فضلاً عن تعرضه لأعمال تعذيب جسدي مفرطه.

لكل البلدان التي لديها معتقلين في ذلك السجن محامون ولجان متخصصة في المرافعة عنهم وتفقد أوضاعهم بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية وقد تم ترحيل معظمهم, لكل البلدان بواكي إلا اليمنيين لا بواكي لهم! في الشقيقتين السعودية والكويت على سبيل المثال لا الحصر ’ شُكلت لجان متخصصة ومنظمات مستقلة لمتابعة أوضاع المعتقلين عن كثب عن طريق فتح قنوات لتواصل المعتقلين مع ذويهم والتنسيق للإفراج عنهم ليس إلى بلدان أخرى, إنما إلى بلدانهم الأصلية حيث تقوم لجان أخرى بإعادة تأهيلهم في مصحات خاصة ومن ثّم دمجهم في المجتمع للحئول دون العودة لماضيهم المثخن بالألم والجراح.

بات حرياً بالحكومة الجديدة أن تثبت لنا حجم التغيير الطارئ عليها, سابقاتها من الحكومات طلبت مبالغ باهظة من الإدارة الأمريكية للموافقة على استقبال المعتقلين, بات على الحكومة الجديدة اتخاذ إجراءات من شأنها إشعار المواطن البسيط بقيمته في وطنه, بما في ذلك إجراءات استعادة المعتقلين قسراً في (غوانتنامو) وإعادة تأهيلهم بدلاً من أن تحتضنهم بيئات خبيثة تجمّل لهم الشر وتسول لهم إغراق الوطن في دوامة خبثهم.

جميلٌ أن نرى الأخ الرئيس وهو يفتح مع الأمريكان في زيارته الحالية لواشنطن ملف المعتقلين, لكن نرجو ألا تكون هذه الانتصارات التي حققها الرجل على حساب السيادة الوطنية كما فعل سلفه ,” بالرغم من متاعب الحرية وتضحياتها, إلا أن لها نكهة خاصة بطعم الكفاح وبرائحة الكرامة الفواحة, ودمتم بحرية!”    

 

عن الموضوعية الغائبة!

في مقالات الرأي الصحفية، يشعر الكاتب بأريحية تامة في إضفاء وجهة نظره الخاصة حول قضية ما، وإبداء رأيه. أما بالنسبة لفن نقل الخبر، يحتاج الصحفي الناجح إلى التجرد من هالات الانتماء السياسي والأيديولوجي ونقل الصورة والخبر بحياد تام وأمانة متناهية، وهذا ما لا يطبقه الكثير. الموضوعية، بالعادة، تمثل خيارا صعبا خصوصا في ضل الاستقطاب الذي يشهده الشارع العربي واليمني تحديداً. انتشار كثيف لوسائل الإعلام المختلفة على أساس الانتماءات الحزبية والأيديولوجية وطبقا لمبدأ النفعية, وهذا حقيقتاً ما فاقم الشرخ المجتمعي. أحد أسباب غياب الحياد يتمثل في ترهل النظام، مع غياب أي نوع من الرقابة تجرم تداول تلك الأخبار الصفراء، وحجب وتغريم الوسائل الإعلامي المخالفة. سبب آخر جدير بالذكر، غياب التأهيل الكامل للكوادر الصحفية ومواثيق شرفية لمهنة الصحافة.

في اليمن، يبدو الأفق ضيقا أمام الصحفيين المهنيين، بينما يتسع كثيرا أمام الصحافيين الذين يكتبون لصحف حزبية، يستأثرون الأجر ويلطخون سمعتهم الصحفية. الشارع منقسم، كما هي القوى السياسية، وهنا يقع الصحفيون في فخ الاستقطاب، ويجدون أنفسهم في إحدى تلك الصفوف إلا ما ندر. كما أن السياسة التي تتبعها وسائل الإعلام تجبر الصحفي على نقل أخبار زائفة، وبطرق غير نزيهة. غياب الضبط كذلك يجعل سرقة الأعمال الصحفية أمرا سهلا للغاية، وهذا ما تجرمه قوانين الصحافة. بصراحة، الاستقطاب الحاد الذي يشهده الشارع، يحتم على الصحفي نقل الخبر طبقا لمصلحة الجهة التي يعمل لديها، وخلق إعلام موجه بدلا من نقله بموضوعية وترك مسألة التقييم للقراء.

في الحقيقة، للوصول إلى تحقيق الموضوعية المهنية، يحتاج الصحفي إلى التعرض لمعايير الكتابة المحايدة، وعزيمة صادقة للالتزام المهني. فبدلاً من التعبية, التي تجتهد بها الأطراف المختلفة, لصحفييهم, الأجدر بهم أن يوفروا لهم فرص تدريب في الكتابة والإملاء حتى. الصحافة اليمنية تمر بمرحلة مزرية, فمعايير الصحفي أصبحت كيف تستطيع سرد عدد من الأخبار الصفراء التي تجذب بها الجمهور, وبالتالي شراء الصحيفة. الصحافة أبعد من ذلك بكثير, الصحافة وسيلة جميلة لنقل الحقائق وإطلاع الرأي العام بكل حيادية, هي كذلك توصيل معاناة قطاع عريض من الشعب المكلوم إلى من يهمه الأمر. الصحافة ليست قسراً لتجميل الوجوه القبيحة, والتسبيح بحمد الحاكم.

كم نحن بحاجة إلى الموضوعية في الطرح, وترميم الشروخ المجتمعية, تثقيف العامة ونشر البسمة في السواد الأعظم من الشعب المتهالك. كم نحن بحاجة إلى التنوع الجميل والنقاشات الهادفة, ومعالجة قضايانا بصورة حضارية تليق بإرثنا التليد, يمن الإيمان والحكمة!

قليلٌ من الوجَع

كنتُ أستعد للخلود إلى النوم عندما دقّت أجراس قلبي تلك الرسالة. أيقضت بداخلي حنيناً لا ينطفئ، بعثرتني ولبّدت ليليَ الكئيب بغيماتٍ من الحَزَن. كانت ليلةً قمراء، إلا أنّها سُرعان ما أسدلت ستارَ الظلام على كاهلي المثقل بالوجع.

لم تكُن أبداً رسالةً عاديةً. اجتاحتني بكل جوارحي، لم يكن الصديق أحمد يستعرض مهاراته في الكتابة. شعرتُ بكل حرف يتمخضُه قلبُه المحسور بالألم. كانت الكلمات تشقُّ جدار القلب مع كل زفرة, لتصلني مضرّجة بالدماء. لم يستطع الرجل كتمَ عبراته حتى طلوع الفجر ليبوحَ بتلك الكلمات الثقيلة على المسامع.

كتبَ يقول ” كلّما اندمل جرحي، إذابصورته،صوته، شبابه، همّته، عقلانيته، هندامه، سلوكه المتّزن.الم وحسرة والدته المكلومة.رباه رباه..ما أقسى غيابه، لكن يبقي الحمدلله يا صديقي”. يا رباااااه! ليس أقسى من هذه الكلمات سوى فقدان الأحبة. إنّه يبكي ولده، ذي الثمانية عشر ربيعاً، الذي لم يمضِ شهراً على وفاته.

تعثّر قلمي مراراً كلّما حاولتُ أن أرد رسالته بقليلٍ من المواساة. الأمرُ جلل، والفاجعةُ لم تزل طريّة. اعتصرني ألمٌ بعمق الصداقة, وخيّم الصمتُ والوحشةُ ليليَ الطويل. أحياناً يتملّكُنا شعورٌ أننا ببساطة بلا فائدة. الرسالةُ بوح، لكن الرد مواساةٌ وتطبيب. ليتني أستطيعُ أن أحمل عنه بعض ذلك الألم، وأُضفي نفحةً من الحياة على بيته المُوحش. يكادُ الحزنُ يقتلك!

هوّن عليك يا صديقي. إنّ الله لا يصطفي سوى الأخيار. الطيبون يموتون قبل أوانهم؛ وحدهُم الأوغاد تزداد أعمارهم ليزدادوا جبروتاً وإثماً. قُل الحمد لله وابتسم كما عهدناك، فالدموعُ لا تُعيد الموتى، ليتها تفعلُ ذلك! سأبكي دماً بدلاً من الدمع. الراحلون لا يعودون، هكذا جرت العادة، لنكتفي بالدعاء له فما خاب من دعا الله

ظاهرة التسول..

تعد ظاهرة التسول من أكثر المشكلات الاجتماعية إقلاقا، وهي تعكس بالضرورة الحالة الاقتصادية لبلد ما. تلجأ بعض العائلات الفقيرة والغير متعلمة إلى التسول لغرض سد الرمق وتوفير حاجيات المنزل. فالفقر المقترن بالأمية يقود عادة إلى ممارسة هذه العادة كونها الملاذ الأخير مع انعدام أية فرص للعمل. لكن مستوى التعليم له دور كبير في صناعة الشخصية للفرد وإن اقترن بالفقر، أضف إلى ذلك وجود بصيص من الأمل في الحصول على وظيفة ولو بعد حين.

في الحقيقة، ظاهرة التسول ليست مقتصرة على البلدان الفقيرة؛ ثمة دول غنية لا تخلو من وجود متسولين في الشوارع وإن كانوا بأعداد ضئيلة ولا ينتمون إلى تلك الدول. والشاهد أن اتساع شريحة الفقر في البلدان الفقيرة تجعل من مهنة التسول بلا طائل مع وجود تلك الأعداد المهولة من المتسولين. يلجأ البعض إلى التسرب إلى بلدان الجوار الأحسن حالا وحيث المواطنون أيسر حالا.

إذن الأمر غاية في الخطورة، وضع إنساني مزر وبلد فقير تصل فيه البطالة أرقام مهولة. الأمر بحاجة إلى لفت النظر لهذه الشريحة من المواطنين للجهات الخيرية والمنظمات الدولية المهتمة بحقوق الانسان. في البداية، لا بد من عمل دراسة ميدانية والخروج بإحصاءات دقيقة وأسباب تفشي هذه الظاهرة مع محاولة اقتراح حلول بديلة ومشاريع لتشغيل هذه الشرائح لكسب العيش وبالتالي دمجهم في المجتمع.

التسول عادة غير محمودة، وتصبح عند الكثير شيء عادي ولا يمكن بأية حال التخلص منها وإن تيسر الحال؛ ثمة حاجز يسمى بالحياء. عندما تجبرك قسوة العيش لكسر هذا الحاجز، يصبح الأمر اعتياديا. لم يعد من يتسولون في الشوارع هم مواطنون محليون وحسب، فاتساع عدد اللاجئين الأفارقة المسجلين أو الغير رسميين، وتزايد اللاجئين من الدول الشقيقة التي تشهد حروبا، كل هؤلاء باتوا يشغلون حيزا من عدد المتسولين.

ولأن اليمن موقعة على اتفاقية اللاجئين، ورغم عوزها، إلا أنها لا تدخر جهدا في استقبال أعداد كبيرة منهم وفاء بتعهداتها الدولية. لا بد من عمل إحصاءات دقيقة ودراسة شاملة والرفع بها إلى صندوق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بهذا الخصوص، وذلك لزيادة مخصصات اليمن من المساعدات.