يوم استثنائي بكل المقاييس، صنع طفرةً في الحرية لم نألفها من قبل. عشنا أياما تستعصي على الذاكرة، تنفسنا فيها عبير الحرية، ذقنا مرارة الخوف الممتزجة بروح الكفاح من أجل بلوغ الهدف.
سعينا كثيرا خلف أحلامنا الناصعة البياض بدولة مدنية؛ لم يتحقق الكثير، لا يزال الوطن على شفير الهاوية، عدالةٌ انتقالية لم تتحقق لمن بذلوا دمائهم في سبيل الحرية، لا يزال الثوار خلف القضبان.
لا أدري هل أفرح، أم أبكي؟! كل ما أشعر به أن 11 فبراير كانت ميلادا جديدا لكل يمني. كسر فيها اليمنيون جدار الخوف, وودعوا تقبيل الركب ومدح الطغاة. لكن العالم أجمع شدقُه مفتوحة لابتلاعنا، جحافلُ الشر لا تتوقف، وكذا المؤامرات.
لم يُسجل بعدُ هذا اليوم كعيدٍ وطني، ليس لعدم إيمان الرئيس بالثورة؛ هو ثائرٌ أكثر منا، لكن الضغوط تحاصره من كل صوب، ومؤامرات إسقاطه لا تتوقف..
فليحتفل من استطاع، وليعمل من لم يستطع الاحتفال؛ امنحوا الرجل فرصة يلملم أوراق الوطن المبعثرة، يعبرُ به إلى ضفة النهر الأخرى. سيفعلها هادي، وكم يتوق لذلك.. لكن ليس الآن بل في الوقت المناسب. أحياناً نفكر بعواطفنا وحسب، لا بد من إعمال العقل قليلاً والتفكير بعمق بكل خطوة نخطوها، حتى وإن كانت إلى الأمام؛ هذا ما يفعله هادي تحديداً.
اليوم 11 فبراير عيد ميلادي، سأعمل بجهد وأكتفي بالصلاة لوطني الجريح. عندما نُخرج أمنياتنا إلى عتبة التحقق، عندما يُفرج عن المعتقلين، عندما نحققُ قانون العدالة الانتقالية ونودعُ الماضي إلى غير رجعة ونبدأ صفحةً جديدةً ملؤها الإشراق، عندما نحقق جُل أهداف الثورة(اللُّب)، عندها سأحتفل. تمسكو بالجوهر، واتركوا القشور. سأكتفي اليوم بارتداء العلم الوطني، وأطالع من ها هنا السيول الجرارة من الشباب الطموح في شوارع المدن