أرشيفات التصنيف: تقارير

اليمانيّون.. أهلُ الفراسة والحكمة!

قصّة معاوية والطرماح بن الحكم الباهلي:

7ekma

قيل: إن معاوية رضي الله عنه جلس يوماً بين أصحابه، إذ أقبلت قافلتان من البرية، فقال لبعض من كان بين يديه: انظروا هؤلاء القوم وائتوني بأخبارهم. فمضوا وعادوا وقالوا: يا أمير المؤمنين، إحداهما من اليمن والأخرى من قريش. فقال: ارجعوا إليهم وادعوا قريشاً يأتونا، وأما أهل اليمن فينزلون في أماكنهم إلى أن نأذن لهم في الدخول.

فلما دخلت قريش سلم عليهم وقربهم وقال: أتدرون يا أهل قريش لم أخرت أهل اليمن وقربتكم؟ قالوا: لا والله يا أمير المؤمنين. قال: لأنهم لم يزالوا يتطاولون علينا بالفخار ويقولون ما ليس فيهم، وإني أريد إذا دخلوا غداً وأخذوا أماكنهم من الجلوس أن أقوم فيهم نذيرا وألقي عليهم من المسائل ما أقل به إكرامهم وأرخص به مقامهم، فإذا دخلوا وأخذوا أماكنهم من الجلوس وسألوا عن شيء فلا يجبهم أحد غيري.

قال الراوي: وكان المقدم عليهم رجلاً يقال له الطرماح بن الحكم الباهلي، فأقبل على أصحابه، وقال: أتدرون يا أهل اليمن لم أخركم ابن هند وقدم قريشاً؟ قالوا: لا قال: لأنه في غداة غد يقوم فيكم نذيراً ويلقي عليكم من المسائل ما يقل به إكرامكم ويرخص به مقامكم، فإذا دخلتم عليه وأخذتم أماكنكم من الجلوس وسألكم عن شيء فلا يجبه أحد غيري.

فلما كان من الغد دخلوا عليه وأخذوا أماكنهم فنهض معاوية قائماً على قدميه، وقال: أيها الناس من تكلم قبل العرب، وعلى من أنزلت العربية? فقام الطرماح وقال: نحن يا معاوية، ولم يقل يا أمير المؤمنين.

فقال: لماذا؟ فقال: لأنه لما نزلت العرب ببابل وكانت العبرانية لسان الناس كافة أرسل الله تعالى العربية على لسان يعرب بن قحطان الباهلي، وهو جدنا فقرأ العربية وتداولها قومه من بعده إلى يومنا هذا، فنحن يا معاوية عرب بالجنس وأنتم عرب بالتعليم.


فسكت معاوية زماناً ثم رفع رأسه وقال: أيها الناس، من أقوى العرب إيماناً ومن شهد له بذلك؟فقال الطرماح: نحن يا معاوية.

قال: ولم؟ قال: لأن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم فكذبتموه وسفهتموه وجعلتموه مجنوناً، فآويناه ونصرناه فأنزل الله: “والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً”. وكان النبي صلى الله عليه وسلم، محسناً لنا متجاوزاً عن سيئاتنا فلم لم تفعل أنت كذلك? كأنك خالفت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

* من كتاب الأذكياء لابن قيم الجوزية

عن حصار الحوثي للعاصمة؛ آراء أبرز الكُتاب

عن مُغامرة الحوثي ومليشياته عبر توغّلهم داخل العاصمة, وإطباق الحصار عليها والمُدعّم بقوة السلاح تحتَ حُجّة إسقاط الحكومة الحتوافُقيّة الحالية وإجبارها على التنازل عن رفع المُشتقات النفطيّة, إليكم آراء بعض أبرَز كُتّاب الرأي والحقوقيين من بعض ما كتبوه على مواقع التواصل الإجتماعيّة:

كتَب هائل سلام- محامي ووالد الشهيد نزار الذي استشهد مطلع ثورة الشباب- يقول:

هائل

بين التخويف من الحوثي،والخوف منه حقيقة، مظالم يجب أن ترفع وفساد يجب أن ينتهي.
الذين يخوفون الناس من الحوثي،يظهرون وكأن مشروعهم هو فقط التصدي له،دون أن
يفعلوا شيئا لجهة رفع المظالم وإزالة الفساد.
وفي السياق يحقرون الناس ويحتقرونهم،بتصويرهم وكأنهم حيوانات أليفة في زريبة، ستدين وتستكين تلقائيا لمن يتولى أمرها،كيفما كان.
ياهولاء،حتى ولو صعد الحوثي، الذي تخوفون الناس منه،الى سدة الحكم،فلن يكون ذلك نهاية التاريخ،طالما بقي الناس وبقيت نضالاتهم.
أولى بكم أن ترفعوا المظالم عن الناس،وأن تزيلوا الفساد،وتوقفوا مشروع تمزيق البلاد، ولكل حادث حديث.
التخويف وحده لايكفي كمبرر لبقائكم في الحكم.

=============================================

وكَتَب – خالد الرويشان- وزير الثقافة السابق

1479404_1379704785610495_646761921_n

لن أقول ماذا عليك أن تفعل!

إذا كانت السياسة هي فنُّ الممكن, فإنَّ الانتهازية السياسية فنٌّ من فنونها.. أي إدراك اللحظة, وانتهاز الفرصة ومَلء الفراغ.. وهذا بالضبط ما يقوم به الحوثي على إيقاع أصوات البنادق!
أما الغباء السياسي فهو: أَنْ تبدّد طاقاتك وتضعف جيشك خوفاً من حلفائك ولصالح خصومكَ!
أَنْ تخسر حلفاءك الذين صعدوا بك واقترحوا اسمك ووقفوا معك! أن تخسر شعبك الذي انتخبك وزكّاك!
أَنْ تشغَلَ وقتك كلّه بتقسيم البلاد وتقاسم الوظائف, وبالعشرة السفراء وجمال بن عمر!
أَنْ تخسرَ كل شريفٍ وصادق وتربح كل أَفّاقٍ وكاذب!
أَنْ تخسرَ الشبابَ الذي احتفى بصعودك وتربح حفنة سياسيين تحتفل الآن بتساقطك!
وبالنسبة للشعب فإنَّ مَنْ ضَيّعَهُ الأقرب طَلَبَ الأبعد!
الآن, وبعد أن شربنا جميعاً ثُمالة الدرس المريرة.. هل ثمّةَ أملٌ في انتباهةِ عقل, واستفاقة ضمير؟!
لن أقول ماذا عليك أن تفعل.. فقط, أعِدْ قراءة السطور أعلاه!

 

سامي نُعمان- كاتب صحفي- كتَبَ

424801_10150652197918936_1673734189_n

مظاهرات بموضة “أعذر من أنذر”.
==================
المظاهرات التي يدعو لها عبدالملك الحوثي، تحت يافطة و”من أعذر فقد أنذر”، هي مجرد خطوة يتقدم بها اسقاطاً لواجب، تليها خطوات ستأتي سواء خُرِق التحذير الذي اطلقه الرجل (بتعرض المظاهرات لأي اعتداء)، أو إلى الجمعة ما لم تلب مطالب المتظاهرين، باسقاط الجرعة واسقاط الحكومة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
وأجمل ما في الأمر هو المطالبة بتنفيذ تلك المخرجات التي بدأ الحوثي تنفيذها بالقوة من قبل صدورها في كتاب صدر عن 565 عضواً أو نحوهم..
عموماً كتقييم خاص، فإن المظاهرات المشروطة بالعنف، على طريقة فهم عبدالملك الحوثي للمظاهرات السلمية، تعتبر أكبر ضربة قاصمة للحقوق المدنية..
لم تعد المظاهرات -مع تلك الرسائل الاستفزازية الحادة التي أطلقها الحوثي- سوى وسيلة استفزاز هدفها الرئيسي هو جس نبض السلطات ومدى احترامها لوعيد الرجل، أو تقريب واختصار الموعد الذي ضربه إلى الجمعة طالما توفر المبرر الأسرع (الاعتداء على المتظاهرين السلميين، قبل المبرر الأبعد عدم الاستماع لصوت الشعب).
هي تنم عن طريقة فهم الجماعة للحقوق المدنية والسياسية..
الجماعة التي باتت تستعرض الشعبية شكلياً وتنفذ خياراتها بقوة السلاح والمقاتلين، وليس بقوة الاحتجاج الشكلي (حينما قتل عدد من متظاهري الجماعة مقابل مقر جهاز الأمن القومي العام الماضي لم يكن هناك وعيد وردة فعل عنيفة لأن الوقت لم يكن مناسباً لذلك، بل كان هناك شكوى وتسجيل مظلومية متراكمة).
الحكومة ستسقط بأمر الرجل، وإن لم ترحل بأصوات الجماهير المحتشدة تلبية لزمجرة الرجل فسترحل بالقذائف، لا مفر ولا خيار آخر..
ما هو أجدى هو تغليب حلول الأمر الواثع التي تحفظ دماء ومصالح الناس.
نظام هادي، سيصبح نسخة مطورة من سلطة فارس مناع بصعدة، وجماعة الحوثي ستتحمل مسؤولية التعامل مع التبعات بعد صيرورتها سلطة أمر واقع في العاصمة.

================================

وكتب سامي غالب- كاتب صحفي- عن الوضع

165431_10151782447480312_2078805824_n

ما يزعجهم ليس اصرار جماعة الحوثيين على اسقاط الحكومة والجرعة معا.
الذي يزعجهم هو تزايد قوة احتمال سقوط مشروعهم المناطقي الذي اشتغلوا عليه بدأب منذ 3 سنوات.
هؤلاء الساخطون. على الحوثي كانوا سيباركونه بقوة لو خرج جمهوره امس بعناوين مناطقية وطائفية. كانوا سيتغنون بحكمة “السيد” وواقعيته. لكن عبدالملك الحوثي دعا اليمنيين إلى الخروج من اجل مطالب سياسية واجتماعية وبعناوين وطنية. وهذا في حد ذاته صفعة قوية لمنظري التفكيك والتفتيت الذين لا يرون في الشمال القصي سوﯽ “مركز مقدس” _ مدنس في حقيقة نظرتهم اليه_ وقبائل لا تحسن سوﯽ القتال والقتل والبرع.
لقد جوهروا الشمال, جعلوا منه شرا محضا، قبائل همجية لا تتغير، سادة ومشايخ وقبليين مسلحين، سلاح وجهل ودم، صالح ومحسن وحميد، مدينة عارية من المدنية مطوقة بمليون فاتح محتمل.
جوهروا الشمال واهانوا اهله واستكبروا كما يفعل اي جاهل غشوم يظن انه كائن متحضر. وقسموا اليمن لزج الشماليين “الزيود” في معزل طائفي لا انساني يحمل اسما ورديا رومنسيا هو “آزال”.
فعلوا كل هذه الموبقات ومرروا مشروعهم العنصري التفتيتي كلصوص ومختلسين. وها هو الشمال يلقمهم حجرا حجرا، واليمن كله يضبطهم في حالة تلبس مناطقي وطائفي غير مسبوق، بدءا من شاشات الفضائيات اليمنية الحكومية التي انجرفت امس وراء خطاب طائفي ومناطقي كان يتداول بخجل وهمسا في مجالس صناع اليمن الفدرالي الجديد.
 

========================================

بينما كتب محمد عبده العبسي- صحفي ومدوّن- عما آلت إليه الأمور

العبسي

لقد شكّل الرئيس هادي خلال العامين الماضيين عشرات اللجان الرئاسية كلجان التحقيق في هجمات القاعدة، أو لجنة حرب دماج، أو لجان عمران، أو لجنة وساطة الجوف، وكلها فشل في نزع فتيل القتال الدائر بضراوة في شمال اليمن.على العكس، اتسعت رقعة القتال بعد أن كانت المعارك تدور في مساحة اثنين كيلو في دماج بمحافظة صعدة وانتقلت الحرب تدريجيًا إلى محافظة عمران والمديريات المحاذية لها في حاشد وسفيان وخيوان قبل أن تصل إلى مدينة عمران.هذه الانهيارات المتتالية إنما تؤكد ثلاث حقائق تغافلت عنها السلطة طوال المرحلة الانتقالية الأولى: أن الحوار، سواء أثناء مؤتمر الحوار أو اللجان الرئاسية، ليس بديلاً للدولة وواجبها في حفظ السلم الاجتماعي وفرض القانون ومعاقبة منتهكيه من أي طرف.والثانية: أن مخرجات الحوار، التي لا يفوّت الرئيس هادي والمبعوث الأممي مناسبة إلا وتحدثا عنها، لا قيمة لها ما لم تتحول إلى برامج فعلية وقرارات إدارية لا مجرد توصيات ورقية.

الحقيقة الثالثة: أن مشاكل البلد لا تُحلّ عبر لجان الوساطة الرئاسية.

____________________________________________________
من ورقة بحثية حول سقوط عمران نشرت في موقع الجزيرة للدراسات

=====================================

وعن ذات الموضوع, كتب عبد الرشيد الفقيه- كاتب ورئيس مُنظّمة مواطنة لحقوق الإنسان- يقول:

1525421_10152586135005479_4682853411897796902_n

القلق من جماعة “أنصار الله” هو قلق من “سلاح” الجماعة و “كتائبها” و “أمنياتها” وهو قلق مشروع له علاقة بسياق أداء الجماعة وما راكمته قيادتها طيلة الفترة الماضية ، واستخدامها لكل أداة أخرى لإسناد وتقوية أداتها الأساسية وليس كبديل عنها ، ويتضاعف هذا القلق مع تلويح قيادة الجماعة بالخيارات المُزعجة والمفتوحة ، وهذه القيادة وحدها المسؤولة عن التوضيح والرد بخصوص هذه المخاوف في الخطاب والآداء قبل ذلك وبعده .. !
 
 

جامعة تعز تستغيث, فهل من مغيث؟!

تشكو فراغا إداريا قاتلا.. تتسيدها الخلافات الحزبية.. وطلابها يدفعون الثمن..!!

جامعة تعز تستغيث.. فهل من مغيث..؟!

استطلاع/ متولي محمود  05/02/2013 صحيفة الجمهورية

0_9457

حالة من الفوضى والعبثية تعيشها جامعة تعز.. إدارة مصابة بالشلل وموبوءة بالفساد، وسكوت مريب للجهات المسئولة.. أساتذة مضربون عن العمل مطالبون بإدارة جديدة خلفاً للسابقة..وحدهم الطلاب يدفعون الثمن، غاليا.
جميلة ثورة فبراير، أكسبت الشباب بل وكل فئات المجتمع، أكسبتهم قدرا كبيرا من الحرية، وعدم المساومة بالحقوق والمقامرة بمصالح الوطن. في خضم الفساد الذي تعيشه الجامعة، يخرج طلاب الجامعة كل يوم، يمارسون طقوس الحرية، يحلمون بجامعة تليق بعاصمة الثقافة، بينما يواصل معظم أساتذة الجامعة إضرابهم المفتوح، للضغط على الجهات المسئولة بإيجاد حل وإنقاذ الجامعة من السقوط المريع.

فرئيس الجامعة غير متواجد ولا يمارس عمله منذ أشهر، بينما تشهد الجامعة فوضى إدارية وفراغ إداري، يتسيده أساطين الفساد، وبؤر العبث في الجامعة، فوزير التعليم العالي نائم في فلكه.. ربما, وحكومة الوفاق في سبات هي الأخرى. هنا يقع الطلاب في مصيدة السياسة ويدفعون عبث الساسة، وهاهو عام دراسي يلفظ الأنفاس، لم يتلق فيه أية مواد تعليمية، عبث يهدد عاصمة الثقافة بالتراجع في التعليم بعد أن كانت قبلة طلاب العلم ووجهتهم من كافة المحافظات.

الطلاب وأساتذة الجامعة، كلهم مطالبهم لا تكاد تختلف، إيقاف مسلسل العبث، وإعادة الاعتبار للتعليم، وللجامعة على حد سواء. في الزمن الغابر، لعبت المحسوبية والوساطة الدور الأكبر في بناء الهيكل الإداري للجامعة، لكن، ما بني على باطل فهو باطل. فبالرغم من الكوادر التي تزخر بها جامعة تعز، إلا أن من يعتلون مفاصل السلطة في الجامعة، واتخاذ القرارات هم أناس أقرب ما يكونون للأمية.. أغلب أساتذة جامعة تعزيتخذون لقب أستاذ دكتور، من دون أي رادع قانوني، البعض حصل على البكلاريوس في بداية مشواره التعليمي من جامعات سورية وعراقية مشبوهة إبان المد الشيوعي، يقول البعض أن هؤلاء حصلوا على شهائد مضروبة، والباقي يتبع.. فبدلا من الرقابة التي من المفترض أن تُمارس من قبل وزارة التعليم العالي، وقيادة الجامعات، كون هؤلاء هم المنوط بهم تربية النشء والرقي بالوطن، إلا أن هؤلاء الفاشلين حصلوا على ترقيات مجانية ودونما معايير سوى مكرمات حزبية قبيحة تعيد تكريس الجهل والفساد على حد سواء، في بلد نخره الفساد، وغيبه الجهل من خارطة العالم في عصر الانفجار المعلوماتي.

إذا كانت المجتمعات الراقية، تبنى بلبناتها الأولى، الأفراد، فينبغي أن يخضع هؤلاء لتعليم نوعي، وإعداد غير عادي لقطف ثمار ناضجة ترتقي بالوطن. أما إذا تسيدت سياسة التجهيل والظلامية المشهد التعليمي، فالأحرى بهذه الشعوب العودة للعيش في ظلام العصور الوسطى.

علاوة على ذلك كله, تعيش الجامعة تدهور رهيب في الخدمات, حمامات خارج الجاهزية, ونوافذ مكسرة وكراسي تتداعى تحت أجساد الطلبة ,, حديقة أشبه بحظيرة حيوانات وإسطبلات للحمير. كل هذا يحدث في جامعة تعز … جامعة تعز تستغيث, فهل من مغيث؟؟!!

 

 

مشكلات إدارية:

أ.د/ عبد الكريم حسان.. نائب العميد للشئون الأكاديمية:
تواجه الجامعة مشكلات إدارية وبعض المشكلات الأكاديمية، والتي لا يقبل بها إنسانا يهمه مصير الوطن. هذه المشكلات عبارة عن تراكمات من أوضاع سابقة، واختلالات في الإدارة. من الناحية الأكاديمية، ليس الأمر بتلك الخطورة التي صورها البعض، الجانب الأكثر قتامه، والمفاقم للحالة هو الفساد الإداري المستشري في مفاصل الجامعة، والذي ينعكس بطريقة مباشرة على الجانب الأكاديمي. ففي حين جرت إصلاحات في الجانب الإداري، بإمكان الأكاديميين القيام بعملهم بأكمل وجه.

إضرابات مستمرة:
وعن الإضرابات التي تشهدها الجامعة، قال الدكتور/ عبد الكريم حسان، الإضرابات الأخيرة لأعضاء هيئة التدريس ليست مطالب حقوقية، إنما هي محاولات منهم لانتشال الجامعة من المشكلات العالقة، في حال لبيت هذه المطالب، وحدث تجديد لجميع مفاصل الجامعة، ستعود الجامعة للريادة لأن أكاديميي الجامعة على درجة عالية من الفاعلية.
وأردف د/ عبد الكريم، في فترة ماضية، حدثت تعيينات تفتقد إلى المعايير، فضلا عن اختلال مالية ومخالفات، صنعت ذلك الكم من الفوضى، لذلك لا يخشى أبدا على الجامعة من الجانب الأكاديمي، إلا في حال استمرت هذه الاختلالات الإدارية من دون حلول.

الجامعات عنوان الشعوب:

أ.د/ عبد الله الذيفاني.. أكاديمي ومن أبرز قيادات الثورة الشبابية:
الجامعة، هي عنوان المجتمعات، بالإمكان الحكم من خلالها على مجتمع ما في التقدم، إنتاج المعرفة، وإضفاء مشاهد النمو الإيجابي المستمر.
ما يحدث في جامعة تعز، يدمي القلب و يؤسف له حقاً، انفلات كامل، يدل على أنه ليس هناك أدنى عناية، ليس من قبل بقايا إدارة الجامعة، ولكن من حكومة الوفاق الوطني، إذ لا يجوز أن تظل جامعة تعز على هذا النحو من التدهور، فرئيس الجامعة السابق قدم استقالته منذ شهور، ولم يتبق سوى بقايا قيادة أوصلت الأمور إلى هذه المرحلة الحرجة، بينما يدفع أبنائنا الطلب الثمن، بحيث يمتحنون فقط ولكن بلا مخرجات، ودونما تحصيل علمي، فالإدارة لا يعنيهم ذلك.

منـــــــــــــاشـــدة:
من هذه الصفحة الرائعة في صحيفة الجمهورية, وعن طريقكم، نوجه نداء إلى حكومة الوفاق، لإقالة عثرة هذه الجامعة وإقرار لائحة، إما عن طريق الانتخابات، وإلم يكن ذلك فتعيين قيادة جديدة حسب المعايير الأكاديمية، بدون ولاءات ضيقة، وسرعة إنقاذ الجامعة، ليس الرئاسة وحسب، وإنما كافة مفاصل الجامعة.
فالثورة لم تقم ليبقى الوضع كما هو عليه، نحن بحاجة لتصل الثورة والتغيير إلى الجامعات، كونها أساسية لبناء الفرد، وبالتالي النهوض بالمجتمعات.

 

تدهور في الخدمات:       

عز الدين، طالب جامعي.. كلية التجارة:
أساتذة الجامعة متضامنون معنا، يضربون عن العمل، لكننا نحن من ندفع الثمن في النهاية.. فقاعات الجامعة بلا إنارة، الحمامات خارج الجاهزية، أشعر أن المدرسة التي درست فيها المرحلة الثانوية أفضل من الجامعة بمراحل من حيث الخدمات، فجامعتنا لا توفر أدنى مقومات صرح علمي شامخ بحجم جامعة. قسم الخدمات، تحديدا، يكاد يكون مغيبا، حيث نضطر في أغلب الحالات لاستعارة أو إيجار وسائل تعليمية من خارج الجامعة لأداء محاضرات تحتاج إلى مثل هذه الوسائل. أحيانا، نحتاج إلى إقامة محاضرات، أو فعاليات تعليمية خارق أوقات المحاضرات، للفائدة العلمية طبعا، لكن أي من قسم الخدمات ولا حرس الكليات يسمحون لنا بفتح القاعات الكبرى، نضطر أحيانا إلى إعطاء الحارس(حق القات)، ويسمح لنا.
نطالب الجهات المعنية بإصلاح الهيكل الإدارية، وقسم الخدمات على وجه الخصوص، لإنقاذ الجامعة من التهاوي، ولعودة التدريس وتوفير ضروريات الطلاب والخدمات العامة.

حملات نشطة على الفيسبوك:

مي العريقي، طالبة.. إدارة أعمال.
بسبب الإضرابات التي تشهدها الجامعة، يحضر أعضاء هيئة التدريس، لكنهم لا يدرسون، تضامنا مع الطلاب، بعدها تحول إضراب الدكاترة مطالبا لعمل رئيس جديد للجامعة، وإقالة الفاسدين منها. عدد قليل من الدكاترة هم من لازالوا يدرسون، المتعاقدون وبعض أعضاء هيئة التدريس الذين يدمون القيادة السابقة للجامعة تحديدا، ويرفضون الإضرابات الحاصلة. هناك أخبار تتسرب بين الفينة والأخرى إلى مسامعنا، عن تأجيل الامتحانات إلى نهاية شهر فبراير. للإنصاف، وبعد الحملات المحمومة التي قام بها الشباب الجامعي على صفحات التواصل الاجتماعية، اجتمع العميد مع بعض الناشطين الشباب في الكلية، خصوصا الذين ينتمون لمنظمات حقوقية، وبدأ التجاوب معنا، لمسنا بعض التقدم المتمثل في شراء سبورات جديدة، ثلاجات مياه، ونظفت بعض القاعات.

حيوانات أليفة داخل الجامعة:

وواصلت العريقي, هناك ساحات شاسعة من باحات الجامعة لم يتم استغلالها في البناء إلى الآن، لكنها قاحلة وبلا تشجير، مع مشاهدة حيوانات أليفة بين حين وآخر في حديقة الجامعة، كل ذلك يعكس منظرا لا يليق بجامعة. وأضافت مي، بجمعياتنا الذاتية التمويل، بالمكان القيام بالمساعدة في تشجير هذه المساحات، إلا أن هذا جهدا كبيرا يحتاج إلى الدعم.

مسلسل عبث:

ناجي شرف. طالب جامعي.
وضع الجامعة متدهور جداً, فالدكاترة مضربون عن العمل, البنايات متهالكة, وكذلك المكاتب, السبورات لا نرى شيء مما يكتب عليها. كل شيء يتداعى, لا بد من عمل حد لهذا التدهور الرهيب, الذي لو تفاقم أكثر سيكون من الصعب تدارك الأمور. هناك رؤيا شبابية لإصلاح منظومة التعليم, سنطرحها في حينه. ما يهم الآن هو إيقاف مسلسل العبث, واللامبالاة من قبل المعنيين, قبل أيام سقطت إحدى الطالبات مغشياً عليها, لم يأتي أحد للإسعاف من قبل الجامعة رغم إلحاحنا الشديد, أخذنا سيارة أجرة من خارج الجامعة وقمنا بإسعافها, وقس على ذلك.

ولا تزر وازرة وزر أخرى:

وأضاف ناجي, لا أدري لماذا يضرب أساتذة الجامعة, ما ذنبنا نحن, ولا تزر وازرة وزر أخرى,  لم ندرس سوى القليل, والامتحانات على الأبواب, وهذا كل ما يهمهم , فالتحصيل العلمي يكاد يكون لا شيء. نحن نأتي من مفرق ماوية كل يوم, أحيانا يأتي باص الجمعة وأحيان أخرى لا يأتي, وإذا أتى يكن مليء بشكل غير عادي , نضطر إلى المواصلات والوصول متأخراً. ما نقول إلا, اللهم أصلح حال الجامعة, آمين.

تنصل عن الواجبات:
هشام حسن.. موظف إداري في نيابة شئون الطلاب.
ما يحدث في جامعة تعز شيء مؤسف حقا. الكل تنصل عن واجباته، أعضاء هيئة تدريس، طلاب، إداريين، بلا استثناء، لا أحد يكترث للحال الذي آلت إليه الجامعة. صوت العقل والعقلاء لم يعد مسموعا البتة، أصوات الحزبية والشللية هي من تتسيد المشهد. الكل يسعى للخراب، والإلقاء بالمسئولية على الآخر. لم يكن حال الجامعة بذلك السوء، مع وجود قصور وتجاوزات، الآن هناك سعي حثيث وممنهج لإفشال الجامعة وتحميلها الآخر.

صراع بين الجامعات الخاصة والحكومية:
وأضاف هشام بالقول، هناك صراع محموم بين الجامعات الخاصة والحكومية، هناك من يسيء للجامعات الحكومية لتطفيش الطلاب للالتحاق بالجامعات الخاصة. لا حل يلوح في الأفق، فقد استفحلت القضية، ولا حل سوى بإحالة كل من في الجامعة من إداريين وأعضاء هيئة التدريس إلى التقاعد المبكر، بغير ذلك لا توجد أدنى فرصة لصلاح الجامعة.

حـــذران.. مازال دخان الفوضى يتصاعد..!!

تعاني من انفلات أمني.. وتناشد السلطات المحلية التدخل.
حـــذران.. مازال دخان الفوضى يتصاعد..!!


استطلاع: متولي محمود 

13/12/2014  … صحيفة الجمهورية

مخلفات-القمامة-في-حذران-تعز-610x398

تقبع عزلة حذران في مديرية التعزية محافظة تعز, تمتد من حدود محافظة إب شرقاً إلى مديرية مقبنة غرباً, ليست بالمدينة حتى تحظى بالماء والكهرباء والبنية التحتية, وليست بالقرية حتى تنعم بربيعها الدائم وتنام بسلام بعيداً عن ضجيج المدن.

في مديرية التعزية الواقعة في أطراف المدينة شمالاً, وبالتحديد بالقرب من عزلة حذران, تتراكم مياه الصرف الصحي لمدينة تعز(سد البريهي), وفيها يقع مكب النفايات(المقلب) الأكبر في البلاد.. مما يزيد من معاناة سكان المنطقة تصاعد أعمدة دخان المقلب إلى قراهم والتواجد الكثيف للبعوض والانتشار للروائح النتنة والأوبئة الفتاكة التي تجعل حياة أبناء المنطقة على المحك, وسط غياب السلطات المعنية.

لم تتوقف معاناة أهالي المنطقة عند هذا الحد, بل أن الأمور راحت إلى أبعد من ذلك, وما يزيد الأمور تعقيداً ويكدر صفو أهالي المنطقة, تلك الصراعات الدائرة في محيط (مفرق شرعب) وسط السوق الأكبر في المديرية. مر أكثر من عام على هذا الصراع, ضاق به أطرافه قبل سكان المنطقة ومرتادي السوق وأصحاب المحلات التجارية والباعة المتجولون … إلخ.

يعتبر سوق(مفرق شرعب) من أكبر أسواق المنطقة حيث يعتمد عليه بشكل دائم أكثر من ثلاث عزل في مديرية التعزية بالإضافة إلى كونه ممراً هاما يربط المدينة بمحافظة الحديدة ,, وممر(وسوق أيضاً) مهم ورئيسي لعزل مديرية شرعب كلها, يأخذ منه الناس حاجياتهم المختلفة, بالإضافة إلى وجود (مقوات) مما يجعل السوق مزدحماً على مر الأيام.

اليوم, لم يعد السوق مكتظاً كما جرت عليه العادة, فالصراعات الدائرة في المنطقة  أذهبت ذلك الازدحام وتضرر الجميع بما فيهم قطبي الصراع أنفسهم في ظل غياب الجهات الأمنية وتهميش غير عادي لهذه القضية بالذات. يشكوا أهالي المنطقة من إمكانية فقدان حياتهم بشكل مباشر نتيجة الاشتباكات العشوائية التي تحدث بشكل مستمر في منطقة مكتظة بالسكان, الكل متضرر, أطراف النزاع, المارة , المتسوقون, أصحاب البسطات, والأكثر تضرراً هم التجار.

الصراعات قضت على حركة السوق, لم يعد الناس يجرؤون على التسوق, بدلوا مناطق تسوقهم في أماكن أخرى أكثر أمناً مما جعل أصحاب المحال التجارية يتكبدون خسائر فادحة خلافاً على تضرر محلاتهم بسبب الأعيرة النارية, (محلات رزاز المخلافي أنموذجاً). فقد تضررت الكثير من المحال التجارية لكن محلات المخلافي الأكثر على الإطلاق, فقد أحرق المحل بالكامل والخسارة عشرات الملايين مقيدة ضد مجهول.. فالثائر رزاز المخلافي, الذي لم تفته جمعة أو مسيرة إلا وحضرها رغم سنه الطاعن, مشهور باعتداله واحترامه للجميع, والكل يكن له كل الاحترام والتقدير ولم تثبت له خصومة مع أحد ,, لكنه وغيره ضحايا الانفلات الأمني واللادولة.

أرواح بريئة (من الطرفين ومن المارة) أزهقت من دون مبرر,, قديماً كان الناس يموتون أو حتى يقتلون لأسبابمقنعة اليوم.. موت مجاني في أرجاء الوطن التعيس, لم تحظى القضية باهتمام السلطة المحلية على غرار الاهتمام الذي حظيت به قضية (بني الدعيس) التي حلت بوساطة من المحافظة نفسها.. فالكل ضاق ذرعاً, ولن تحل القضية برأي البعض إلا من خلال تدخل الدولة وبسط هيبة القانون ورد المظالم لأهلها وإنصاف الجميع حسب القانون وشريعة الله,,  فالكل يلمس الرغبة في الوصول إلى حل ولن يتأتى ذلك إلا بتدخل الجهات المعنية لكي يعيش الكل بسلام !

 

* انفلات أمني

 (و.خ) صاحب صيدلية يقول عادتاً ومع كل اشتباكات تصل الرصاصات إلى الصيدلية,, حياتنا معرضة للخطر ونحن مهددون بفقدان حياتنا من دون أن نعرف من قتلنا ولماذا؟!  البيع قليل وأحيانا نضطر إلى إغلاق المحلات خوفاً على أرواحنا مما جعل (طلبة الله) قليلة جدا ولا تغطي إيجار المحلات,, مع هذه الاشتباكات لم نسمع بالجهات المعنية ولن نر أي تدخل أو حتى نقاط أمنية رغم قرب معسكر اللواء 33 مدرع من المنطقة وهناك نقطة أمن مركزي على مقربة ,, لكن لا أحد يكترث! نطالب المحافظ النظر في هذا الصراع وحله فكلنا متضررون والكل يعاني.

*تراجع السوق

 (ب.م) صاحب بقالة, يقول: رغم قسوة الحياة إلا أن البيع كان بالمستوى وكنا ندبر حالنا, منذ الأحداث مات السوق, لم يعد يأتي أحد للشراء سوى القليل, أكثر من ثلثي المبيعات نسبة التراجع, لم نعد نستطيع دفع إيجارات المحل والبعض قفل المحل تبعه لهذا السبب .. نناشد الجهات المعنية بالتدخل لحل القضية وتعويضنا, فنحن الخسرانين في النهاية وبيوتنا خاوية.

 * خسائر مزدوجة

نادر الخليدي (صاحب صيدلية) يقول: لا نستطيع البيع مثل أول لأن الناس لا يجرؤون على ارتياد السوق, ولا محلاتنا سلمت من الرصاص , صيدليتي كلها رصاص, الشكوى لله بس , كأنه مافيش دولة لا نرى أطقم عسكرية إلا مرة في الشهر تأتي للحظة وتمشي , لو كانت السلطة المحلية أعارت القضية اهتمام لكانت الأمور احتلت من زمان قبل ما تفاقمت الأمور ,, ألا يكفينا دخان المقلب فوق رؤوسنا وروائح سد البريهي ,, ارحمونا يا مدير الأمن! معاد نقدر نتحمل أكثر من كذا.

  * تمر أيام ما نفتح

 (م.س) صاحب (بسطة خضروات) : بسبب الاشتباكات المفاجئة  أغلب الأيام نضطر إلى النفاذ بأرواحنا ونترك البسطة وما بداخلها, أحيانا أيام تكون الاشتباكات حامية اقعد يومين ثلاث مافتحش البسطة, ومنين أشقي على الجهال وأنا راقد بالبيت بلا شغل , الدولة دائما تخرج لوفي مشاكل إما يحكموا أو تأخذ العدالة مجراها , في هذي القضية أكثر من سنة ونص ولا كأنه في دولة.. الله يختم بخير .

* صارلي فترة مادخلش السوق

-أحمد (أحد مرتادي السوق) قال: كان المفرق سوقي كل يوم منذ عشرات السنين الآن صارلي كثير ما أدخله.. أحيانا اروح (عصيفرة) وأحيانا امشي على (بيرباشا)  .. بعيد علينا هذه الأسواق البعيدة وتكلفنا أكثر ومافيش مواصلات عامة .. نتمنى يعود الاستقرار لسوقنا ونرجع نتسوق زي أول, نقول اليوم بيدخل المحافظ ويحلها ونرتاح, لكن كأننا محناش من البلاد,, يا جماعة سمعوهم قولوا لهم (مفرق شرعب) ضمن نطاق محافظة تعز والا نحن فقط نتحمل مخلفات المدينة فوق رؤوسنا؟! حسبنا الله ونعم الوكيل!

 

* بأي ذنب أحرقت محلات المخلافي

i-rtu-20121102-211442

كان لمحلات (رزاز المخلافي) النصيب الأوفر من الدمار, فقد احترق محله بالكامل, التقيت (العم رزاز) بعد الحادثة, بان على وجهه الحسرة وخيبة الأمل,

*  سألته كيف صار يا عم رزاز؟

أجاب طلقة رصاص اخترقت باب الدكان, حطت على كومة علب (بيف باف) مما أدى إلى انفجار عنيف  قذف بباب الدكان إلى الشارع.  كم تقدر الخسائر؟ تنهد العم رزاز تنهيدة عميقة وقال: كل شي أحترق , عشرات الملايين, حسبنا الله ونعم الوكيل!

*هل تتهم طرف معين؟

: ليس لي خصومة مع أحد , أنا شاقي مالي دخل بأحد  اشتباكات بين الطرفين ما تقدر تميز من وين الرصاصة وبعدين كان الوقت متأخر حوالي الساعة (2:00) منتصف الليل…

*ماذا فعلت للمحل المحروق؟

أخرجنا البضاعة المحروقة والغير محروقة لأنها أصبحت تالفة وغير صالحة للبيع .

*بماذا تطالب السلطة المحلية؟

أطالبهم ببسط هيبة الدولة وحل القضية حل حاسم دون مماطلة وتعويضنا عن الخسائر التي تكبدناها, لو كانت الدولة موجودة, ما كانت تفاقمت الأمور ووصلت لهذا الحد. 

*أسأل الله أن تستجيب الجهات المعنية وتحل القضية وتعوض المتضررين, بالتوفيق يا عم رزاز.
الحمد لله على كل حال عليه العوض ومنه العوض.

 

في ذكرى فكّ حصار السبعين على العاصمة.. الملكيون ..أحلام العودة!!

*كُتبَ هذا التقرير في فبراير 2014 في ذكرى فك حصار السبعين, وقيام الجمهورية على أنقاض الملكيين

1

منذُ سقوط الإمامة وفك حصارهم للعاصمة صنعاء وقيام الجمهورية اليمنية، لم يخفُت صوت الملكيين. فقد ظلت أحلامُ العودة لسدة الحكم تراودهم رغم تواريهم عن المشهد القائم. فسياسة طول النّفس والعمل الدءوب كانت الطريقة المُثلى التي ينتهجونها. ورغم تعدّد مشاربهم إلا أنهم يتفقون على هدف موحد هو إسقاط الجمهورية المترنحة وإعادة الملكية. كل تلك السنوات التي مرت، إلا أن أحلام العودة لا تخبو والعمل على ذلك لا يتوقف بل ويمضي بخطىً راسخة.
في بداية العقد الأول من القرن الحالي، حاول الرئيس السابق تكريس منهج التأبيد والتوريث في زمن الجمهورية, كأحد الحالمين بعودة الملكية، إلا أنه اصطدم بملكيين آخرين في شمال الشمال يراودهم ذات الحلم. اضطر النظام السابق لخوض 6 حروب متفرقة, بعضها عرضية وجُلها عبثية. عمد من خلال تلك الحروب إلى ضرب الحوثيين من جهة، وإنهاك الجنرال علي محسن وترسانته القوية باعتباره التهديد الأكثر حضوراً أمام مشروعه. لكن وبعد قيام ما سمي بـ”الربيع العربي”، رأى الحوثيون الالتحاق بالثورة الشعبية، إذ في حال نجاحها وإيجاد قوة جديدة على هرم السلطة ربما تكون أرضية سهلة لتنفيذ مشروعهم.

الحروب الستة
يُعد المشروع الحوثي إحدى صناعات الرئيس السابق، فما كان يسمى بـ(تنظيم الشباب المؤمن) هو فكرة نالت استحسان علي صالح لضرب تنظيم الإخوان المسلمين المعارض لسياسته، وأولى إليهم الدعم السخي. لم يكن أحداً يعرف بأن للحوثي قوة مسلحة على الأرض إلا في العام 2004م بداية الحرب الأولى. فقد أقدم الحوثي على أخذ الزكاة من المواطنين رافضاً دفعها إلى الدولة، وعندما قرر النظام القائم اعتقاله, ظهرت خلايا نائمة مجهزة بالسلاح وقتلت أفراد الأمن، وهنا بدأت الحرب الأولى مع الدولة.
كانت الحروب الاولى عفوية وردة فعل من قبل الرئيس السابق، لكن تابعاتها كانت مفتعلة ومتعددة الأغراض. فقد استخدمها صالح لابتزاز الغرب والجيران الخليجيين وكسب الدعم من جهة، وضرب شريكه وخصمه اللدود علي محسن الأحمر، كون المنطقة خاضعة لإمرة جيشه. في الحروب الأخيرة، لم يحصل الحوثي على الدعم العسكري بل تعدى ذلك للحصول على دعم مادي كان يخرج بشكل مباشر من القصر الجمهوري. كانت الهالة الإعلامية صوّر المقاتلين الحوثيين بالخارقين وذي الأيادي الخفية، هذا الأمر برر الحالة النفسية السيئة التي تملّكت مقاتلي الجيش. يقول بعض الأصدقاء العسكريين الذين خاضوا غمار الحروب الستة، يقول إن عدد من القتلى في صفوف الجيش قضوا في ظروف غامضة, البعض كانوا يستهدفون من الخلف. يجدر بالذكر أن معظم القتلى هم من أبناء تعز والمناطق الجنوبية. يُذكر أنه ما كان يحصل عليه أفراد الجيش من أسلحة الحوثيين مرقمة تسلسلياً، أي أنها صُرفت من مخازن أسلحة وليست غنائم كما روّج لها. ملخص الحديث أن صالح استخدم الحوثيين لأغراض تصب في مصلحته الخاصة جداً، بغض النظر عن تأثير ذلك على الاستقرار الداخلي للوطن. كما أن صناعة الأزمات وتشتيت انتباه الداخل والخارج هي الطريقة الناجعة لبقاء الديكتاتوريات لفترة أطول, الحكام العرب أنموذجاً. انتهت سلسلة الحروب، وأنهكت ترسانة اللواء علي محسن وحصد الحوثي أسلحةً نوعية وتعاطف شعبي أكبر.
الربيع العربي
وعندما قرر اليمنيون الخروج إلى الشوارع لخلع النظام السابق، توالت ردود الفعل واهتز عرش صالح وبدأ تدريجيا بتقديم التنازلات, وإن بدت وهمية, لإخماد غضب الشارع. وجد الحوثيون أن التعويل على ما ستنتجه الثورة من سلطة جديدة أجدى من بقاء النظام الحالي والتغريد خارج السرب. بالفعل انضم الحوثيون إلى الثورة تحت اسم (أنصار الله). اعتمد حضور الحوثيين ومن كان في صفهم من بعض القوى الليبرالية، اعتمدوا على بث الفرقة والصراعات الجانبية عبثا في صفوف الثوار, وهذا ما كان يصب في مصلحة النظام السابق. كان لوجود ساحة التغيير في نطاق معسكر الفرقة الأولى مدرع دور كبير في حمايتها من الداخل ومن بطش علي صالح، فيما كان الخطاب الحوثي واليساري موجه ضد قائد الفرقة كونه خصمهم اللدود في حروب صعدة. رغم المحاولات المستميتة للتخلص من الجنرال بمناسبات متفرقة من قبل صالح، إلا أن الأمور وصلت للتوقيع على المبادرة الخليجية التي امتنع عنها الحوثيون لأن أي تسوية سياسية ستتعارض مع هدفهم على الأرض, أما المواجهات المسلحة والحرب الأهلية كانت الأنجع بالنسبة لهم لفرض مشروعهم. ولأن مسارات النظام السابق كانت على توافق كبير مع تيار الحوثي والمتعاطفين معه، فقد ظهر ما يسمى بـ( الثورة المضادة) وهي مزيج ثوري فلولي. عموماً وبعد تسلُّم السلطة من المشير هادي وتشكيل حكومة وفاق حسب ما تضمنته المبادرة الخليجية، ضلّ الحوثي يقوم بأعمال استفزازية سواء في صعدة أو عن طريق تحريك مسيرات مسلحة إلى سجون الأمن القومي. وبقيت القوى الثورية منقسمة وفي صراع دائم وتراشق إعلامي أغرى صالح.

TOPSHOTS-EGYPT-POLITICS-DEMO

مؤتمر الحوار الوطني
ولأن الحوثيون يمتلكون هدفاً واضحاً، فقد انتهجوا سياسة النفس الطويل، والسعي بشكل منطقي للوصول إليه. ورغم أن الحوثيون لم يكونوا طرفاً في المبادرة الخليجية، إلا أنهم قبلوا بأحد بنودها والمتمثل بالحوار. كان على الحوثي الانخراط في الحوار لإظهار مدنيته وتحسين صورته الملطخة بالدماء، بينما يسير بمساره التمددي على الأرض. في أروقة مؤتمر الحوار، استطاع الحوثي توسيع قاعدة تحالفاته عن طريق ضم بعض قوى الحراك الجنوبي. وهذا ما يفسر الاضطرابات المسلحة التي شهدها الجنوب مؤخراً، نظراً لكمية الأسلحة المتدفقة إليهم من قبل الحوثي. طوال فترة الحوار، بل ومنذ التوقيع على المبادرة، والنظام السابق يقوم بنهب مخازن السلاح كغنائم يدّخرها للأيام المقبلة. حظي الحوثي بالكثير من تلك الأسلحة النوعية التابعة للحرس الجمهوري سابقاً بما في ذلك دبابات متطورة لا تملكها سوى معسكرات نجل الرئيس السابق، وليست غنائم حرب صعدة كما يروج له. ليس هذا وحسب، بل امتد الأمر ليصل حد الانسحاب مؤخراً لألوية الحرس الجمهوري القريبة من معقل الحوثيين وترك كافة عتادها. يقول لي أحد الأصدقاء من مأرب والذي يعمل جندياً في إحدى تلك الألوية:” تلقينا أوامر بمغادرة المواقع وترك كل شيء، لكنني آثرتُ أخذ 6 أسلحة كلاشنكوف وبعتها”. ولأن اليمنيون يعولون على نجاح مؤتمر الحوار لضمان استقرار الوطن والحد من تقسيمه، يسعى الطرف المتظر من نجاح الحوار إلى إفشاله بشتى السبل الممكنة، كون مخرجاته التي هم جزء منها تتنافى تماما مع أهدافهم على الأرض. في الحقيقة، مر مؤتمر الحوار بمحطات إفشال متعددة منذ الجولات الأولى مما أدى إلى تمديده مرات عدة. فقد تم استخدام أوراق جانبية للقضاء ليس على مؤتمر الحوار، بل للإطاحة بهادي. بالعودة قليلا إلى الخلف، أحداث مجمع الدفاع تحديدا، سنجد تورط قوى عدة خارجية وداخلية، لكن الرئيس احتواها بحذاقة ومع ذلك لم يكشف المتورطون لدى الرأي العام. مرة أخرى، محاولة لتنفيذ الضربة القاضية والتي تمثلت في اغتيال ممثل أنصار الله -شرف الدين- صبيحة الجلسة الختامية. فقد كانت الصورة واضحة عن طريق صناعة فوضى داخل القاعة والانسحاب، ومن ثم انسحاب الحلفاء داخل القاعة والعودة بالأمور إلى مربع ما قبل الحوار. لكن رباطة جأش الرئيس هادي، والحنكة التي أبداها، أنهت كل تلك الفوضى. وبالرغم من انسحاب أنصار الله، اختتم الحوار أعماله وعاد الغموض ليلف ملابسات ودوافع اغتيال ممثل أنصار الله في ذلك التوقيت. ومع هذا يمثل تنفيذ مخرجات الحوار هو العائق الأبرز، خصوصا في ضل نظام هش وجيش منهك.

3

التحالفات الإقليمية الجديدة
وكما كان للجارة السعودية دور بارز في إحلال التسوية السياسية، كان لها حضور هامشي غير رسمي. عندما عول الرئيس السابق على الشباب المؤمن لكسر شوكة الإخوان، عولت السعودية على التيار السلفي في دماج لإضعاف المد الإخواني في اليمن. فهي تؤمن أن الفكر الإخواني هو سياسي بامتياز، ويملك قدرة تنظيمية عالية، فضلا عن إمكاناته في تحريك الشارع. لكن التيار السلفي الذي يتلقى دعمها السخي لم يستطع تحقيق ما أوكل له، خصوصا بعد انبثاق حزب الرشاد السلفي كحزب سياسي مستقل عن الإملاءات السعودية. لكن هالة الكراهية لما سمي بالربيع العربي وللإخوان على السواء، استدعى تغيير قائمة تحالفاتها بتخبط ملحوظ. بعد الحملة التي شنتها وسائل إعلام الجارة السعودية على الرئيس السابق، تم استدعاؤه بشكل مفاجئ إلى الرياض بحجة رحلة علاجية. كان عليها استخدامه كوسيط مع الحوثيين لعقد تحالف مؤقت لإسقاط السلطة الحالية التي أفرزتها مبادرتها الدولية. الكثير من الأموال انفقت، والكثير من الوعود قطعت لإعادة النظام السابق كما فعلت في مصر. على أية حال، بدأ الحوثيون هجوم هو الأعنف على سلفيي دماج، بحجة طرد الإرهابيين الأجانب المتواجدين للدراسة في دار الحديث. ورغم تدخل القبائل لفك الحصار عن دماج، إلا أنه تم ممارسة ضغوط على القبائل للانسحاب وكف التدخل. وبعد حصار وقتل وتدمير، وسكوت حكومي مريب، ربما هو الآخر تعرض للضغوط ذاتها، وجد السلفيون أنفسهم في عزلة محلية ودولية. بعد تلك السلسلة من خيبات الأمل المحلية والدولية، رأى السلفيون تفويض الرئيس لاقتراح حلول، والذي بعث بلجنة وساطة بقيادة أمين العاصمة المتهم بتعاطفه مع الحوثيين. كانت الوساطة مبنية على الابتزاز، كون مطلب التخلص منهم يحمل صبغة دولية مُلحّة، فقد أبلغت الوساطة السلفيين بأن وجودهم يشكل خطراً على أمريكا والمجتمع الدولي، وأن بقائهم سيشكل خطراً على حياتهم. طالب السلفيون بمطلب مغادرة الأرض كحل يضمن بقائهم على قيد الحياة، ولا تزال آلاف العائلات مشردة في العاصمة صنعاء باستثناء ما تجود به منظمات المجتمع المدني من مساكن ومساعدات انسانية.

 

التمدد الحوثي صوب العاصمة
بعد إنهاء الحرب في جبهة دماج لصالحها، فتحت جماعة الحوثي شهيتها للتوسع بفتح جبهات جديدة للحرب وبروح المنتصر. ولأن الحرب في جبهة دماج لاقت دعماً إقليمياً ودولياً واسعاً، واصل الحوثي شرهه في التمدد تحت القاعدة ذاتها. هذه المرة كانت لتأديب القبائل التي لطالما صدت توسعه وكبدته خسائر فادحة. كان لا بد من خوض غمار هذه الحرب بدعم جهات عدة لضمان نجاح الحملة. الأطراف التي هجرت السلفيين من دماج هي ذاتها التي أغدقت الدعم المادي والعسكري لكسر شوكة القبيلة. فالسعودية ترى أن القبائل قد كسروا عصا الطاعة، وحان الوقت لتأديبهم. القبائل متحدة قوة لا تنكسر، وإن كان الخصم هو الحوثي صاحب الأسلحة النوعية التي توازي قوة الدولة. الأمر بحاجة لخلخلة في صفوف القبائل، ولا بد من الاستعانة بصالح لتحييد حلفائه القبليين ومن ينتمون لحزبه. بالفعل تكفلت السعودية والإمارات بدفع مبالغ طائلة للقبائل عن طريق الرئيس السابق وتعرية السواتر القبلية المنيعة. دخلت قوات الحوثي بمكبرات الصوت وحث تلك القبائل أنهم ليسوا المستهدفين من هذه الحملة باستثناء آل الأحمر حد قولهم. أي أن توغل الحوثيين إلى معقل القبائل كان بسب خيانة من الداخل القبلي ذاته، وهو الأمر الذي يروق المجتمع الدولي الذي انتظر كثيرا انهيار القبيلة. لم يقتصر الأمر على جبهة حوث عمران، بل امتد الأمر لإحياء المواجهات العسكرية في جبهة أرحب تخوم العاصمة، الأمر الذي بث الذعر والتوجس بمستقبل العاصمة.

محاصرة العاصمة من جهة أخرى:-

التمدد الحوثي في همدان لا يختلف كثيرا عن سيطرته على معقل حاشد. ابرام اتفاقات مع بعض مشائخ القبائل الموالية ” الحركة مقابل السلام”. لكن السبب كان واضحا على الأقل في حاشد، تطهيرها من القشيبي وبني الأحمر، لكن في همدان ما هو المسوغ الذي جعل الحوثي يقطع كل هذه المسافة ليصل تخوم العاصمة؟!

الحوثي الليبرالي يصفي خصوم السعودية التي أعلنتهم ببيانها المحشو عبثا بجماعة الحوثي على سبيل التتويه. كما أن تفجير المساجد ودور العلوم الشرعية هي مهمة رسمية لأنصار الله بمباركة أمريكية تحت يافطة ” تجفيف منابع الإرهاب”. إقحام القبائل في الحرب دفاعا عن النفس يهدف إلى تحميل حزب الاصلاح تبعية هذه المقاومة وإضفاء صبغة ” الحوثيون والإصلاح يتحاربون”. هذه المسوغات لذر الرماد على العيون إلى حين وصول الحوثي إلى مشارف العاصمة بعد فشله في أرحب، وبالتالي مواصلة الضغط الخارجي على الرئيس هادي الذي يبدو قد غط في نوم عميق. ليس لدى القبائل أدنى فائدة من هذا العبث الحاصل، ومن الغباء مقارنتهم بالحوثي الذي أتى من شمال صعدة بكل عتاده لتحقيق أهداف ولن يعود إلا بها. من يتحدثون عن الحوثي بزهو بسبب كرههم للقبيلة، إنما يمارسون الاستحمار لعقولنا. ستستمر المسيرة القرآنية في حصد المدن والتباب المحيطة بالعاصمة، وسيعض عندها الجميع أصابع الندم.

انتظار الوقت المناسب

يخوضُ الحوثي معركة كسر العظم مع القبائل للتفرغ بعدها للانقضاض على العاصمة النائمة. للمرة الثالثة تصلُ مليشياتُه تخوم العاصمة لعمل مناورات واختبارات لقدرتها العسكرية، في ذات الوقت تقومُ بضرب القوى القبلية المطلة على مشارف العاصمة من عدة اتجاهات لكسر شوكتها أو لتحييدها على الأقل.

بالنسبة للحوثي، ليس هذا الوقت الأمثل لمباغتة العاصمة، ثمة قوى لا بد من التخلص منها. ومن ثمّ ستتكفل الخلايا النائمة داخل العاصمة والأسلحة المتكدسة بعمل الخلخلة من الداخل. من المفترض أن تخوض تلك الخلايا حرب شوارع مع الجيش وقوات الأمن والسيطرة على مبان حساسة على أقل تقدير، وهذا ما تتقنه المليشيات فعلاً مع جيش نظامي داخل مدينة مكتضة بالسكان كصنعاء.
من السهل التنطع بالمدنية ليل نهار وتدعو إلى مسيرة مسلحة جهارا نهارا. لا تعليق من قبل شريحة المثقفين، يبدون في أزمة حقيقية. ترى أين ذهبت تلك القطعان البشرية المسلحة؟! هل غادروا عمران أم ما يزالون هناك على مقربة! أمر مريب حقا.
تكمن الكارثة في أحقية الحكم لدى السيد عبد الملك بصفتها هبة من الله، وكونه من بيت النبوة. كيف لمن يؤمن بهدف ويسعى إليه بأية وسيلة، بما في ذلك القتل والتنكيل، كيف له أن يتنازل عن هذا الحق المقدس ويؤمن بالتعايش مع بقية الشعب؟! إذن فالحوار لا يعنيه، ولا قرارات مجلس الأمن.. وأي شيء سيحول دون وصوله للهدف، كل هذه مسكنات إلى حين التمكن.
في حين يبدو الرئيس هادي غير مكترث إلى ما يحصل قريبا من مخدعة، يبدو هناك تحركات حثيثة خلف كواليس الإعلام، وكما يقولون “أهل مكة أ التغييرات العسكرية ليلة أمس تثبت يقضة هادي ومعايشته لما يجري. الأمر غاية في الخطورة ويستدعي التكاتف صفا في الحفاظ على الجمهورية وبناء الدولة المدنية المتينة التي خرج من أجلها شباب التغيير.

 

حق العودة
في الواقع، يرى الملكيون أن السلطة هي من ملكهم، ويسعون بخطى حثيثة لردها إلى حضيرتهم. بالرغم من مرور اكثر من خمسة عقود على انهيار الملكيين وقيام الجمهورية، إلا أن حلم العودة لم يخفت يوما. يعد الحوثيون أبرز صور الملكيين في الساحة، إلا أن انتمائهم لآل بيت رسول الله (ص)، حد قولهم، هو الحضور الأطغى وعلى هذا الأساس يتدفق الدعم الإيراني اللامحدود. فهم يؤمنون بأنهم أولى بالسلطة من غيرهم، هم أسياد ودونهم أشخاص عاديين، وهنا تبرز الاستعلائية والتمييز. الأحلام وحدها لا تجدي، لكن الحوثي يعمل بثبات لتحقيقها. يوجد في العاصمة صنعاء الآلاف منهم، يتمركزون في مبان استراتيجية دفعوا الكثير لحيازتها. تتوزع هذه المباني في مناطق حيوية تم انتقائها بشكل مقصود. كثيرا ما نسمع من أهالي المناطق التي تقطنها هذه الجماعة، عن أسلحة تتقاطر وتخزن في تلك المباني. الأمر لا يقتصر على العاصمة، في مدن كبيرة كتعز وإب، ثمة تواجد قوي عبر شراء ولاءات وتوزيع مبالغ طائلة، هذا ما أثبتته الكثير من الحوادث المسلحة التي تم تغذيتها. لا أحد يستطيع التكهن بما يفكر فيه الحوثي، لكن الواضح كالنهار أن الحوثي لن يقبل بالتواجد في سلطة جديدة بأي حصة مهما كانت.تبدو أسلحة الحوثي والنظام السابق موازية إلى حد ما أسلحة الدولة باستثناء سلاح الجو، وربما هذا ما يفسر الاستهداف الممنهج للقوات الجوية وأسطولها الحربي. ويبقى القلق قائما خصوصا في ضل الزحف الغير مبرر صوب العاصمة. ثمة سيناريو ممكن، وهو تقدم الحوثي تجاه العاصمة مصاحبا لانتشار مسلح من الخلايا النائمة في المدن، وبالطبع سيكون التحرك الكبير من قبل النظام السابق وإسقاط العاصمة.
ما أشبه اليوم بالبارحة! الملكيون مجددا يحاصرون العاصمة، يشبه كثيرا حصار السبعين. الملكيون في مواجهة الجمهورية، والطرف الخارجي ذاته الذي هندس للحصار. من المعقول كذلك استخدام هذه الجماعة من قبل تلك القوى لغرض إعادة النظام السابق وبالتالي اقتسام السلطة بينهم. في الوقت الذي تبقى فيه هذه السيناريوهات توجس الشارع اليمني، نقل عن متحدث رئاسي رفيع المستوى بتوجيه الرئيس هادي رسائل صارمة للحوثيين بالتدخل في حال واصل تمدده تجاه العاصمة. في حال ثبتت مصداقية تلك الرسالة، فتوجسات الشارع في محلها، وتدخل الدولة بات أمرا ملحا للحفاظ على مكتسبات الثورات التي بذل فيها اليمنيون دمائهم رخيصة لدحر المشاريع الإمامية التسلطية.

 

 

 

 

 

ظاهرة غلاء المهور.. فرَضتها العادات والتقاليد, ويدفعُ ثمنها الأجيال!!

تقرير- اجتماعي

إعداد: متولي محمود

تختلف عادات وتقاليد المجتمعات العربية طبقاً للبعد الجغرافي والموروث الحضاري والثقافي, إلا أنها تتفقُ في تقاليد المغالاة في المهور, والبذخ في تكاليف الزواج, وبالتالي ارتفاع مقلق لمعدل العنوسة.

الزواج شرعة الله, وأحد أركان بناء المجتمعات, والحفاظ على النوع البشري عن طريق إنجاب الأطفال وتكوين اللبنة الأولى ونواة المجتمع “الأسرة”. وهو وسيلةٌ لإشباع حاجات الإنسان العضوية كالجنس والأمومة والاستقرار, والشعور بالانتماء. حيثُ أن حرمان الفرد منها يؤدي إلى الكبت وبالتالي الاضطراب النفسي.  وقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على الزواج, وإكمال نصف الدين وحفظ النفس من النزوات والانحراف, قال رسول الله محمد علية أفضلُ الصلاة وأتمّ التسليم: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم, فإنه له وجاء).وحول النهي عن المغالاة في المهور, وتيسير الزواج للشباب, قال صلى اللهُ عليه وسلم: (التمس ولو خاتماً من حديد). فتيسيرُ الزواج للشباب من شأنه صونهم من الانحراف والوقوع في المعصية, والتأسيس لأجيال فاسدة.

لكن تلك التقاليد العمياء التي تفرض مهوراَ باهظة, وتتّبع مراسيم أعراس بتكاليف مُفزعة, من شأنها تعكير عملية الزواج, وإدخال الشباب في قوافل الضياع. هذه العادات تأصلت منذ زمن, وعلى نحو تدرُّجي ولم تكن وليدة عشيةٍ وضحاها. فالبذخ والإسراف في الاحتفاء بالأعراس منذ القدم, دفع بالعائلات لطلب مبالغ خيالية من المتقدمين لخطبة بناتهم, للقدرة على مجاراة مراسيم الوسط المجتمعي.

على أية حال, لا تُولّد الكوارث سوى الخرب والدمار. ما تخلفه فعلاً مشكلة غلاء المهور صادم جداً. ومُخل بالتوازن البشري. ما لا ندركه حقاً أن الارتفاع الجنوني لتكاليف الزواج, يسبب مشكلات اجتماعية جمّة. فبالإضافة إلى الانحراف والضياع الذي تُحدثه, ثمةَ آثار نفسية جسيمة يسببها الكبت, فأحلامهم تستحيل رماداً تذروه الرياح, وخططهم التي لطالما رسموها بأنامل من نور سرعان ما تصيرُ مستنقعاتٍ من اليأس وخيبات أملٍ متلاحقة, وتتحول عقولهم إلى أدوات تدميرية.

لاشيء يفتكُ بالنفس بقدر خيبات الرجاء, والسقوط في قيعان اليأس والقنوط, وكراهيةُ الدنيا. هكذا يبدو منظر شاب انتظر سنواتٍ طوال للالتقاء بنصفه الآخر, وحُرم! أوطانٌ تتصدر قائمة الفقر والتخلف؛ عائلاتُ متخمة بالرجعية والجشع, ومجتمعاتٌ لا ترحم. ومن أين لشابٍ عاطلٍ عن العمل دفع تلك التكاليف, وتلبية رغبات ومطالب لا تكاد تنتهي حتى تبدأ؟! وكيف لزهرةٍ حان موسمُ قطافها أن تقضي عمرها انتظاراً لمن يُشبع جشع والديها, ويُرضي مجتمعها؟! هنا يجد الشباب أنفسهم في سرب قافلة “العنوسة”. تلك المفردة المقيتة, الثقيلة على الأنفس والمحطمة للقلوب, والتي تجعل منك مرمى لنظرة مجتمعٍ أعمى.

سأحاول في هذا الملف ما استطعت, استعراض هذه الأدواء المجتمعية الفتاكة, والتي هي في الأساس من صنع أيدينا. سنستعرض بشكل مُقتضب بعض مسبباتها, والنتائج التي تترتب عليها, كما سنحاول استعراض بعض الحلول التي قدمها المجتمع تباعاً للتخفيف منها, مع بعض التوصيات المقترحة للتخلص تدريجياً من آثارها, بالتعاون مع المخلصين من أبناء هذا المجتمع لخلق توعية شاملة بمخاطر هذه الآفات الاجتماعية ولفت أنظار الجهات المعنية لوضع حلول جذرية والاهتمام بالشباب, عماد الأمم لضمان تربية أجيال يُعول عليها النهوض بهذه الأمة.   

1

المُسـبـبـــــات:-

للسعي لإيجاد حلول لمشكلة ما, لا بد في البداية من البحث عن جذورها ومسبباتها في بادئ الأمر, للتمكُّن من صياغة حلول ملائمة تجتث وتستأصل تلك الأسباب وتعالج ما يترتب عليها من نتائج.لكل مشكلة أسباب, قد تبدو غامضة أحياناً لكنها تكون أحياناً أخرى غاية في الوضوح, وأسباب مشكلتنا بادية للعيان لكننا نُصر على ارتكابها على نحوٍ ممنهج, لعدم قدرتنا على الخروج من داخلنا وصناعة التغيير الحقيقي. نورد هنا بعض الأسباب تباعاً حسب معايشتنا لها وبينها:

–        التمسُّك بالموروث التقليدي في تأدية مراسيم الزواج وما يترتب عليه من إسراف في ذبح اللحوم وتقديم الأطعمة الفاخرة, والبذخ في شراء الحلي والمجوهرات للعروس.

–        الجشع المقيت الذي وصلت إليه العائلات في بعض المجتمعات بطلب مبالغ تعجيزية كمهور لبناتهم.

–        التعامل مع الإناث كسلع تباع وتشترى لمن يدفع أكثر, وبالتالي الإبقاء عليهن إلى أجل غير مسمى.

–        الوقوع تحت تأثير الشطحات الرجعية لبعض أساطين المال, المتخمة بالتفاخر والتباهي الاستهلاكي كنوع من السمعة المجتمعية.

–        ارتفاع معدّل الأمية, والجهل بالحقوق الفردية بعيداً عن شروط العائلات المستفزة.

–        قصور الإرشاد الديني والتوعوي, وغياب الإعلام عن إثارة هكذا قضايا للرأي العام, وإيصالها للجهات المعنية, مع استمرار التنوير الكافي لشريحة الشباب, بدلاً من وقوعهم في شراك الأفكار الهدامة.

وهناك العديد من الأسباب الفرعية التي تفاقم المشكلة, والنتائج التي تترتب عليها كوارث اجتماعية عدة.

استفحـــال العنـوســة:-

يطلق مصطلح ” العنوسة” في مجتمعنا على الأنثى التي تعدّت مرحلة الزواج المتعارف عليها, بحيث تختلف تلك المدة من مجتمع إلى آخر لكن نتائجها لا تختلف كثيراً. على أية حال, تبرز مشكلة العنوسة لأسباب كثيرة لعل من أهمها غلاء المهور وتزايُد تكاليف الزواج وارتفاع معدل البطالة في أوساط الشباب, الأمر الذي يؤدي إلى عزوفهم عن الزواج. ثمةَ أمر غريب وجشع يُبديه بعض الآباء تجاه بناتهم ممن يحضون بوظائف, إذ يتم رفض المتقدمين لخطبتهن تحت مُبرر طمع أولئك الشباب براتب الفتاة وليس حبا بها لذاتها. لكن يتم أحيانا الرفض من البنت الموظفة ذاتها بحُجّة عدم ملائمة الخُطاب مستواها. هذه التقاليد المجحفة والتصرفات الاستعلائية تُهدد مستقبل شباب أمتنا وإناثها تحديداً. ما يزيد الطين بلة, أن عدد الإناث بات يناهز عدد الذكور مؤخراً. يبدو ذلك جلياً في الجامعات والمدارس المختلطة, حيث باتت نسبة الإناث تُمثل أكثر من النصف, ولكلمة “العنوسة” وقعُها على النفس, خصوصاً الإناث الأكثر رقةً, حيث تولد اضطرابات نفسية, وشعور بالحرمان من الاستقرار الأسري والعاطفي. أما انكسارات الشباب فيرتد وقعها على المجتمع, حيث يتولد سلوك انحرافي كالسرقة والاحتيال لتوفير المال اللازم, وقد يصل أحياناً إلى ارتكاب جريمة القتل للمتسببين في وصولهم إلى هذا البؤس والشقاء. فكيف لمجتمعاتٍ أن تنهض بشبابٍ ضائع, تعطلت مواهبهم وإبداعاتهم, أما طموحاتهم فلا تتعدى إشباع غرائزهم بطرق محرمة. هل نعي أننا ندمر مستقبل شبابنا وأمتنا على السواء؟! بتقاليدنا السوداء, وجشعنا المطلق. فالكثير من مبدعينا هجروا أوطانهم تاركين تعليمهم, ركضاً خلف الرزق لتوفير تكاليف الاستقرار وبناء أسرهم. وكم مهاجرٍ تزوج أجنبيةً, بلا مهر طبعاً, تاركين عاداتهم وقيمهم الدينية والمجتمعية.

2

زواج الشغـــار:-

 

ولأن تكاليف الزواج الباهضة رافقت مجتمعاتنا على مرّ السنين, فقد سُجّلت محاولات  كثيرة للتخفيف من وطأتها, من تلك الحلول التقليدية: زواج الشغار أو البدل كما يسميه البعض. أُبتكر هذا النوع من الزواج في اليمن وهو عبارة عن زواج تقليدي على طريقة ” زوجني أختك, أزوجك أختي “, على أن يكون المهر مقابل المهر. بمعنى أدق, لا أدفع أنا ولا تدفع أنت. بالفعل ساهم هذا الحل في تزويج الشباب بلا مقابل والتخفيف من العنوسة, لكنه بالمقابل ولّد مشكلات أخرى ذات نهايات مأساوية. فمخاطره تكمُن في أن أي خلاف أو انتكاسة لإحدى الزواجين غالباً ما ينعكس على الزواج الآخر ويصيبه في مقتل. ورغم إجماع علماء دين أنه ليس من الإسلام في شيء, إلا أن البعض الآخر رأوا فيه حلاً لتيسير الزواج للشباب شريطة أن يُسمّى المهر للعروسين. يَحضرُ هذا النوع من الزواج كثيراً في الأرياف اليمنية الفقيرة لكنّه ليس منتشراً كثيراً في الوسط المدني نظراً لتعدد منابع العائلات.
الزواج الجماعي :-

وبالرغم من بروز حلول قبلية عن طريق تسمية مهر محدد يلتزم به الجميع, إلا أنه واجهَ انتكاساتٍ عدة في عدم تطبيقه من البعض. يُعد الزواج الجماعي من أرقى الحلول التي ساهمت كثيراً في تزويج الشباب والحد من تعاظم نسبة العنوسة. في الحقيقة, هناك تزويج جماعي من بنات أفكار بعض المجتمعات تم تداوله مؤخراً, خلافاً للزواج الجماعي المتبنَّى من قبل الجمعيات الخيرية. في هذا النوع من الزواج الأهلي, تنظمه مجموعة من العائلات وعلى نحو فردي, بالتشارك في إقامة حفلة زواج واحدة لعشرات العرسان,وتتقاسم هذه العائلات نفقات العرس كاملة, باستثناء المهر الذي يدفعه المتزوجون كلٌ على حدة. لكن وبرغم النجاح الذي حققه على صعيد تحجيم التكاليف, إلا أنه سرعان ما بدأ بالتلاشي, ونُعت بالتخلف كونه منافياً للتمدن.

أمّا الأعراس الجماعية التي ترعاها جهات خيرية وجمعيات أهلية كانت وما تزال أفضل الحلول, كونها تكفل كافة أو جزء كبير من تبعات الزواج من مهر ونفقات ومراسيم حفل جماعي للعرسان ككل. لكن هذه المشاريع باهظة التكاليف, ولا ترعاها سوى الجمعيات العريقة ذات الدعم النوعي, وهي قليلة جداً ومشاريعها سنوية, وما تستهدفه من شباب لا يشكلون سوى النزر القليل من أعداد هائلة يقعون تحت هذا الظرف المعيشي المزري. ولكنه تظل وسيلة مهمة في تكريس التضامن الاجتماعي والمسئولية الإنسانية.

 3

حـلـــــــول ومقترحــــات :-

في ظاهرة مُوغلة في العمق البشري كالمغالاة بالمهور, تكاد الحلول تنعدم في كومة من العادات والتقاليد العمياء, تشكّلت منذ عشرات العقود. القضية ليست في أزمة حلول, الحلول موجودة في متناول الأيدي لكن لا نستطيع تطبيقها, ولا نيّة لترك ذلك الموروث السحيق من التشويه للقيم المجتمعية. نرى بناتنا تتعنس, ولا نبالي. ونرى شبابنا يضيع, ولا نكترث, وهنا يكمن الخلل. ربما يجري التعويل على الجيل الصاعد لدحر هذه الظواهر العتيقة, وهذا ما يحتاج حملات توعوية مكثفة, مع تكثيف التنوير بمخاطر هذه العادات ودورها الهدَّام. إليكم تلخيص لبعض المقترحات :-

–           استخدام كل الوسائل المتاحة, وجعلها منابر للتوعية المجتمعية. فالمساجد والمدارس والإعلام بكل أشكاله المرئي والمسموع والمطبوع, كلها منابر حرة بالإمكان إيصال الفكرة عبرها إلى كل بيت.

–        حشد الجهود والطاقات للخروج بمواثيق شرف إما رسميّة أو مجتمعيّة على الأقل, لتحديد ضوابط للمهور وإلغاء الحفلات والبذخ.

–        تشجيع ودعم إقامة الأعراس الجماعية, ومساندة الجمعيات والمشاريع الخيرية التي تُعنى بهذا الشأن.

–        رعاية شريحة الشباب عبر برامج الدعم النفسي والمعنوي لتطوير فكرهم والقدرة على حل مشاكلهم بأنفسهم وللحد من انجرارهم إلى سبُل الانحراف.

وأخيراً, مليون (لايك) على فيسبوك مهراً لفتاة يمنية:-

عندما توجد الإرادة للتغيير, لا شيء يقفُ عائقاً أمامك, ولا تفقد الوسيلة كذلك. فقد لفت سالم عياش, مفسبك يمني, لفت أنظار المجتمع ووسائل الإعلام, وخلَق هالة من الغرابة والإعجاب في ذات الوقت لمشكلة غلاء المهور المستفحلة في مجتمعه عبر طلب غريب من متقدم لخطبة ابنته. كان بإمكان سالم عياش الاكتفاء بالقول أزوجك ابنتي بلا مهر, لـ أسامة القديمي المتقدم لابنته ويكتفي. لكنه لن يساهم بذلك في نشر الوعي لجميع الآباء. لكنه فضّل لفت الانتباه وقرع جرس الإنذار لكل من يهمه الأمر بالنظر في قضية باتت تؤرق الجميع.

ولأن سالم عياش ناشط كبير على صفحة فيسبوك, فقد استخدم  هذا الموقع الاجتماعي لإيصال فكرته للجمهور, حيث فاجأ الشاب أسامة بطلب مليون (لايك) على فيسبوك مهراً لابنته. وبالفعل, أنشأ صفحة ليبدأ الشاب بتجميع الإعجابات للصفحة للوصول إلى العدد المحدد للزواج. فبمجرد إنشاء الصفحة, تهافت المستخدمون لدعم العريس ومشاركة الصفحة لأصدقائهم. وكانت عشرات الصحف والقنوات الشهيرة تداولت هذا الخبر الطريف والملفت, مما خلق ضجة إعلامية وهذا فعلا ما أراده والد الفتاة. ويقول سالم عياش: ما دفعني لمثل هذا الطلب هو غلاء المهور, وكذلك تشجيع الشباب على تصفح مواقع التواصل الاجتماعية ودعم حملات التضامن الإنسانية, لما لذلك من فائدة حد قوله. وبالفعل تم عقد القران, وتم إمهال الشاب فترة مفتوحة للإيفاء بمهر الفتاة, ولكن عياش أشار إلى أنه سيخفف تلك الشروط في حال تصعّبت الأمور .