الحرب العالمية الثالثة..!

529599770

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في بداية القرن العشرين، لم تتوقف أصداء طبول الحرب التي ظلت في حالة قرع متواصل. سباقٌ محمومٌ للتسلح، انتهى بصناعة كارثة بحجم القنبلة النووية مطلع أربعينيات القرن الماضي.

عشرون عاماً، لم تكن فترة قصيرة لردم الشروخ التي أصابت العلاقات الدولية في مقتل بعد الحرب العالمية الأولى، فوجد العالم نفسه بين فريقين، إما إلى هؤلاء أو إلى هؤلاء، ولا مجال للمواربة. فبالرغم من الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الأولى، إلا أن أقطاب الصراع التقليدي سرعان ما لقطوا الأنفاس، وتأهبوا لخوض حربٍ أخرى أملا في إمكانية تغير خارطة النفوذ التقليدية، أي إنها كانت حرب إرادات أولاً وأخيراً. رغم تلك الفترة، إلا أنها لم تمنع من إعادة الكرة، وخوض حرب ثانية لا تزال آثارها شاهدةً على تاريخ أسود مليء بالعبث. 


ثمة إرهاصات تتشكل على نحوٍ محموم، وشواهد ودلائل دامغة، ثمة نارٌ وحممٌ توشك أن تتفجر، أعمدة الدخان تتصاعد، وإن كانت بشكل خفيف، رائحة الموت تفوح هنا وهناك. رائحة البارود تزكم الأنوف، وأدوات الموت على أهبة الاستعداد. هذه المرة، ربما لن تكون بين دولتين، أو حتى لن تكون حرباً تحت يافطة محاربة الإرهاب، على غرار الحروب التي شهدها العالم في العقد الماضي. 


الوجوه ذاتُها التي خاضت غمار الحربين العالميتين، باتت تدق أجراس حربٍ ثالثة، وإن كانت بقليل من التعديل في قائمة التحالفات. لم تنته الحرب الثانية إلى الآن، لم تكن الحرب الباردة التي أطاحت بالاتحاد السوفيتي بداية التسعينيات، وفضت الشراكة بين قطبي العالم المسيطريْن، لم تكن هذه النهاية. ثمة نارٌ تتشكل ولكن من تحت الرماد، من المحتمل أن تطفو على السطح في أية لحظة. 


كان من المفترض أن تدور رحى هذه الحرب في سوريا، من العيار الثقيل. بدا ذلك جلياً عندما هدّد المجتمع الدولي باستصدار قرار من مجلس الأمن يسمح للنيتو بالتدخل العسكري في سوريا، الأمر الذي قوبل بحالة استنفار روسية قبالة السواحل السورية وقواعدها في طرطوس. قامر بالبلد, وبمصائر العباد من يسمي نفسه حاكماً، وحلفاؤه المتخوفون من أفول آخر موطئ قدم لهم في المنطقة. لكن المجتمع الدولي تراجع، وترك الأمور كما هي عليه، حتى إشعارٍ آخر. 


الحربُ الباردة تواصلت بين الفريقين لكن هذه المرة في أقصى الشرق، عبر حلفائهم الاستراتيجيين. فبدلاً من حرب النجوم التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي الأسبق “ رونالد ريجان”، ربما يشهد العالم حرباً نووية بكل المقاييس. فالرئيس الكوري الشمالي الشاب “كيم جون” لا يملك شيئاً ليخسره، فيهدد باستخدام أسلحته النووية. نوع من الاستفزاز يمارسه الرئيس الشاب، لاستدعاء المجتمع الدولي للتدخل لفض النزاع وبالتالي التخفيف من العقوبات الأخيرة على بيونج يانج التي يعتبرها موتاً بطيئاً لشعبه. 


هذه المقامرة المجنونة قد تقود بيونج يانج لدمار تام، ولن ينجو منها العالم ككل، وتكمن الطامة الكبرى في احتمال تدخل حلفاء الأولى بطريقة أو بأخرى، لسبب بسيط هو الإبقاء على هيبتها العالمية. وبين تجار الحروب المدججين بنياشين الخبث والدمار، تقع شعوبٌ في موتٍ سريري بسبب هذا العبث، توشك أن تقضي بالضربة النووية القاضية!!

*الصورة من داماس جيت

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *