أرشيفات التصنيف: 2011

الدولة المدنية التي نريد!

photo

منذ الحادي عشر من فبراير المجيد, يوم خرج الشباب إلى كل ميادين الحرية والتغيير في ربوع الوطن الحبيب ومطالبهم واضحة وضوح الشمس, فهم لم يخرجوا بطراً, ولا طمعاً بجاه أو منصب.. ولكنهم خرجوا لوضع لبنات راسخة نحو يمن جديد, خرجوا لاستعادة وطنهم المغتصب من قبل عصابة فاسدة تهدم كل جميل, تأكل الأخضر واليابس, لا تُبقي ولا تذر. 

لقد عانى شبابنا وقاسوا ظروف المعيشة الصعبة أملاً منهم في أن يتحسن الوضع وينعموا بخيرات بلادهم, وما أكثرها!, ويعوضوا ما فاتهم من حرمان, كبقية البلدان التي كانت فقيرة، لكنها اليوم أصبحت من أغنى البلدان إلا “يمننا الحبيب”. فقد نخرها الفساد من رأسها حتى أخمص قدميها, فساد ممنهج لم يعرف له التاريخ مثيل. 
حاولت القوى السياسية المعارضة في زحزحة الوضع أو حتى التخفيف منه ولكن دونما فائدة تذكر, ودونما بارق أمل يلوح في الأفق لإحداث تغيير, ولو طفيف. ولكن ومع ثورات الربيع العربي التي فجرها “محمد البوعزيزي” رحمه الله في مثل هذا الوقت من العام الماضي تقريباً – هذه الذكرى التي ستظل عالقة في ذاكرة كل حر عبر التاريخ- هب شباب اليمن كغيرهم لإحداث التغيير المستحيل, ولكن على طريقتهم الخاصة.. تركوا أسلحتهم في بيوتهم وخرجوا ليواجهوا رصاصات الغدر بصدورهم العارية في “أعظم ثورة عرفها التاريخ”. 
خرج هؤلاء الشباب بفطرتهم السليمة, وعزائمهم التي لا تلين وعنفوان شبابهم الذي لا يعرف الاستسلام أو التراجع.. قدموا دمائهم الزكية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بلادهم التي نهشها الفساد, وسرق خيراتها اللصوص الذين صعدوا للحكم على جثث الأبرياء في يوم لا أعاد الله مساءه على اليمن الحبيب. 
تلك الدماء التي روت تربة الوطن لن تذهب هدراً.. لعنات الدماء ستظل تطارد القتلة أينما حلوا.أنا لا أدعوا للانتقام ولا للتحريض, فثورتنا ليست ثورة انتقام.. إنها ثورة بيضاء, ثورة تسامح وإخاء, لكن من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، فستطالهم يد العدالة طال الزمن أم قصُر.. خرجنا من أجل إحداث تغيير جذري يخرج اليمن من بوتقة الشخوص وتغليب مصلحة الشعب وليس غيره ولن نعود أدراجنا بدون تحقيقها. 
نريد دولة مدنية يتسابق فيها الحكام والمسؤولون لنيل رضا الشعب.. نريد أن يكون إرضاء الشعب هم محور منافسة الحكام.. يتألمون لألمهم ويشعرون بمعاناتهم.. نريد “رئيسا من أجل اليمن, لا يمن من أجل الرئيس”.. نريد إعلاماً حراً مستقلا يقيم أداء الحكام وينتقدهم لا لمدحهم ونيل رضاهم. . نريد قضاءً مستقلاً عادلاً لا يخاف في الله لومة لائم.. نريد يمناً مدنياً بلا قبيلة, بلا سلاح.. نريد يمناً موحداً يسوده الأمن والود والتسامح… وتلك الدماء التي هدرت بأيدي السفاحين ستظل تلاحقهم أينما حلوا وستطالهم يدُ العدالة, فتلك الدماء هي زاد ثورتنا وبقاؤنا في الساحات, ووحدتنا هي من سيحقق اليمن الجديد الذي ننشد. 
صباح الخير يا وطني … صباح الحرية لمعتقليك … والشفاء لجرحاك 
صباح المجد لشهدائك … والأمن لشوارعك ومدنك وحاراتك … 
صباح الكرامة لشعبك … والحرية لأرضك..صباح الصبر … صباح السلام 
 صباح الخير يا تعز الحرية … يا أحب بقاع الأرض الى قلوبنا. 

لماذا تعز؟!

محتار! لا أدري من أين أبدأ.. فتعز تتألم! وأنا أتألم كثيراً لألمها.. تعز تنزف على مرأى ومسمع من العالم الذي لم يحرك ساكناً.. مات الضمير الإنساني, وماتت معه القيم والمسؤوليات الأخلاقية..
تعز اليوم تضمد جراحها بنفسها, بكل شموخ وعزة.. يراد لها الإذلال و التركيع ولكن أنى للقتلة ذلك! فتعز راسخة رسوخ جبل صبر, شامخة شموخ تلالها التي تُضرب منها كل يوم.. يا منارة العلم ويا قبلة الزائرين, يا بلد الثقافة وروح الثورة.. ماذا أحدث عن تعز؟! يا زهرة المدائن.. يا عنوان الماضي ويا فجر المستقبل.
فبرغم أنها لا تنام! إلا أن تعز تستيقظ باكراً لتعلن بداية فجر جديد, فجراً يحدوه الأمل بغد أفضل بعيداً عن المرتزقة الذين لا يؤمنون سوى بالسلب والنهب, تنهض باكراً لتغني مع عصافيرها سيمفونية الحرية ومعشوقة الأحرار ” ارحل!”.. كيف تنام تعز وقد حملت على عاتقها قيادة الثورة وخطت بدمائها الزكية لوحات الحرية بأبهى صورها .. تشدو طوال النهار أغاني الحرية وتسهر الليل، تقاسي سخط الحاقدين من يرسلون قذائفهم وبلاطجتهم لاغتيال أحلامها البريئة وشبابها الأطهار..
فليس بغريب على نظام صعد إلى سدة الحكم فوق الأشلاء والجماجم أن يحمل ذلك الحقد الدفين والعنصرية الممنهجة على “أم الثورة”, تعز الأبية.. التي لطالما احتضنت أولئك وأكرمتهم وهاهم اليوم يردون الجميل, ولكن على طريقة “مصاصي الدماء”.
الغريب والمثير للتساؤل, وجود أناس “محسوبين على الثورة” ولكنهم يتحدثون على طريقة “عبده الجندي”, مبدعون.. لكنهم يسخرون كل طاقاتهم للهجوم على مكونات الثورة. ترى العنوان فيشدك ويخال لك أنه يندد بمن يقصفون تعز ليل نهار ويقطفون فلذات أكبادها بدم بارد, ولكن ما أن تقرأ المحتوى حتى ترى أن العنوان كان مجرد “غلاف” , أما المحتوى فعلى خلاف ذلك تماماً.. يا هؤلاء.. ما هكذا تورد الإبل!
يمتدحون من يدمر ويقتل, ويذمون بالمقابل حماة الثورة الأبطال.. نحن “شباب الثورة” لسنا مع انتشار المظاهر المسلحة في مدينة السلام! فثورتنا سلمية ونحن ننشد دولة مدنية بكل المقاييس, بعيداً عن القبيلة, دولة يسودها القانون على الكبير قبل الصغير ولن نرضى بغير ذلك!
لقد كتب علينا السلاح وهو كرهٌ لنا.. يا هؤلاء! ألا تتذكرون اقتحام ساحة الحرية وإحراق من فيها بشكل مهين؟! ألم تنتشر الدبابات بالمدينة ومنع أي تجمعات أو مظاهرات؟! ألم يقتل “العساكر” العشرات في وادي القاضي كلما أرادوا تنظيم مظاهرة سلمية؟! ألم يتهجم “أشباه الرجال” على الحرائر بطريقة لا يقرها دين أو عرف؟! ألا تلاحظون أن كل ساحات الجمهورية محمية بمسلحين قبليين؟! ألم تسألوا أنفسكم لماذا تعامل تعز على هذا النحو؟! إذا أرادت الدولة حقاً حفظ هيبتها “حسب قولهم” لماذا لا ترسل كتائبها العائلية لتخليص من سقطت من المحافظات.. هل تجرؤ؟! ويبقى السؤال دائماً.. لمـــــــــاذا تعــــــــــــــــز؟!
بات على الجميع معرفة حقيقة أن “حماة الثورة” هم من يحمون ممتلكاتنا الخاصة والعامة من عبث العابثين.. بينما “الحرس الإجرامي” يستحدثون المواقع ويطوقون المدينة يدمرونها بغير حسيب أو رقيب. لماذا نحاول حجب قرص الشمس؟! بينما الحقيقة ساطعة لا لبس فيها إلا في عيون من أرادوا ذلك.. رأينا كيف بالأمس أطلقت الكتائب العائلية رصاصاتها على المتظاهرين وقتلوا الحرائر, فكيف إذا كانت المدينة ومنطقة الاعتصام تحت قبضتهم.. ماذا سيفعلون؟! مالكم كيف تحكمون!
عشت حرة يا تعز بأبنائك العظماء الذين يخطون بأيديهم المستقبل لليمن ” كل اليمن ” فأنت حلقة الوصل بين شمالها وجنوبها, سهلها وجبالها.. أما “العبيد” من يدعون أنهم ينتمون لتعز, يتآمرون مع المرتزقة لقتل أبنائها الأحرار فستلفظهم تعز كما يلفظ البحر “الجيف”, فأبناء تعز أحراراً منذ الأزل ويبرؤون إلى الله من هكذا “شكليات” أستغفر الله العظيم!

 

صراع العمالقة والأقزام

من يرى أولئك الشباب تحت أشعة الشمس ومياه الأمطار وبرد الشتاء, يبذلون دمائهم رخيصة ويبذلون كل نفيس لأجل تربة هذا الوطن, من يراهم سيدرك تماماً أن هذه الثورة من أنقى ثورات العالم.. دماؤهم تسفك فيردون بالخروج بصدورهم العارية.. بيوتهم تقصف وتدمر فيخرجون لتنظيف الشوارع والحارات وإظهارها بمظهرها اللائق..أي إرادة وإصرار يحمل هؤلاء الشباب لتحقيق أحلامهم وتغيير واقعهم المرير؟!
كم أنتم أنقياء! كم أنتم رائعون! مازلتم كل يوم تعلمونا معنى “حب الوطن” والتضحية لأجله بالمال والنفس.. ذلك الحب الذي غيبه عنا هذا النظام البائد الذي انقض على السلطة في حين غفلة من التاريخ, نظامٌ لا يحمل من مقومات الحكم إلا الحديد والنار, ولا يحمل من القيم والمبادئ ما يرتقي به ليكون “إنساناً”.
نعم.. أنتم أيها الثوار الصغار من علمنا هذه المبادئ والقيم, رغم حداثة سنكم إلا أن أفكاركم نقية طاهرة لم تدنس بثقافة الكراهية والعنف والدجل والكذب الذي دأب عليه نظامنا “المبجل”.
لست هنا للمقارنة بين الثوار وبقايا النظام المتآكل, فالفرق شاسع كالمسافة بين السماء والأرض.. فهل تستوي الظلمات والنور؟! .. مالكم كيف تحكمون! فالثوار على درجة عالية من الثقافة والوعي, أُشربوا حب الوطن, يقولون فيصدقون, ويصغون فيهمون, ويعملون فيبدعون.. نياتهم خالصة لله وللوطن, عيونهم تنظر إلى المستقبل, إلى الفجر الجديد الذي يخطونه كل يوم بدمائهم الزكية.. حقهم يسطع مثل الشمس, يمضون نحو هدفهم بخطى راسخة لا تعرف العثرات, وبعزم صادق لا يلين.. كم أنتم عمالقة يا شباب الثورة! غيرتم نظرة العالم لوطننا الحبيب الذي لطالما تسول به نظامنا العطايا والهبات باسم مكافحة الإرهاب والقاعدة الذي لم نعرفه سوى بأجندتهم .. من الآن فصاعداً ” ارفع رأسك.. أنت يمني!”.
أما أولئك الأقزام, فلا يعرفون من الرجولة إلا ثيابها, ولا يعرفون من الوطن سوى نهب خيراته وسرقة مستقبل أطفاله، ماذا أنجزوا؟! قولوا! لا ماء, لا كهرباء, لا غذاء, لا أمان ولا صحة لا وجود لأبسط مقومات الحياة.. لا شيء يا صغار.. لا شيء يذكر سوى الجهل والتخلف والمرض.
أما آن للحمقى أن يرحلوا عنا؟! كفوا عن تدمير بلادنا, ارحلوا بجهلكم, ارحلوا بظلمكم وظلامكم, وهل لأنكم جهلاء فتريدوننا أن نصير كذلك؟! لا ورب الكعبة.. ربما من يريد ذلك، لأنه حُرم التعليم في صغره, فعوض ذلك الحرمان بتجهيل الشعب وتقريب حفنة من الجهلاء إلى جانبه ليشكلوا وجه اليمن القاتم, لا يجيدون سوى الكذب فهو سلاحهم المفلس! فوالله ما من شيء يعيب “الرجل” أكثر من أن يكون كذاباً.. وعلى الهواء!.
يظهرون على وسائل الإعلام بوجوه متهرئة وعيون محتالة يبان عليها الكذب من دون حتى أن تتكلم!، من يراهم يخيل إليه أن هؤلاء هم صفوة اليمن، فكيف يكون بالعامة؟! لا والله فهم لا يمثلون إلا أنفسهم الدنيئة.. أنتم لا تمثلوننا, أما تخجلوا من أنفسكم؟! أنتم عارٌ على الأمة!.
أما آن لليل أن ينجلي, وللفرسان أن يترجلوا؟! أما آن للقيود أن تحطم, وللأصنام أن تتهاوى؟! وتعود الأمور إلى نصابها، هيا أيها العمالقة الشباب, آن الأوان لتطهير وطننا من براثين الفساد ودياجير الظلام.. أنيروا بهاماتكم الشامخة قمم يمننا الشماء, أعيدوا البسمة لنا, البسمة التي سُرقت منا أو ربما ظلت طريقها إلى شفاهنا.. استردوا مجدنا الرشيد وماضينا التليد “يمن الحكمة والإيمان”.

 

تعز.. عندما تثور!

شرارة الثورة:
كانت تعز وكعادتها مهد ثورة الشباب السلمية كما كانت من قبل حاضنة الثورات على مر التاريخ.. كان على تعز أن تكون السباقة لميادين الشرف والحرية لإنهاء حكم الأئمة الطغاة, كيف لا وهي مدينة الثقافة والعلماء؟! من تعز انطلقت شرارة الثورة, ومن ساحة الحرية انتشرت الثورة لتشمل عموم محافظات الجمهورية, ومن تعز كان أول شهداء الثورة الشهيد “مازن البذيجي” عندما ألقى بلاطجة النظام قنبلة على الساحة في أول أيامها.
بعد ذلك تواصل الاعتداء على المتظاهرين السلميين بشكل دوري وسقط عشرات الشهداء والجرحى, لكن ذلك لم يثن عزائمهم الصلبة مروراً بـ”محرقة الحقد الأسود” التي أحرقت خلالها عشرات الجثث وعشرات الجرحى بعد أن اقتحم الحاقدون على تعز بشكل همجي الساحة بكل أنواع الأسلحة الرشاشة والدبابات، لكن تعز دائماً تربط على جرحها وتواصل الكفاح رغم حقد الحاقدين.
تعز كلها ساحة:
بعد الاقتحام الأسود لساحة الحرية وإدخال المدرعات والآليات الثقيلة فيها.. بدون كلل أو ملل, افتتح ثوار تعز ” ساحة النصر ” مؤقت، مؤكدين حق العودة لساحتهم الأم التي صارت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية, فيها استنشقوا شذى الحرية ورشفوا رحيقها!. جن جنون القتلة بما رأوا من بسالة وإصرار منقطع النظير ليصبوا جم غضبهم بالاعتداء على المتظاهرين وقتلهم. أي حقد دفين يحمل هؤلاء القتلة على تعز؟! كم أنتم أغبياء! ألا تعلمون أن تعز قد تحولت كلها إلى ساحة؟!.
انطلق شباب الثورة في اليوم الثاني في كل مديريات تعز للتظاهر والالتقاء في ساحتهم الجديدة.. لكن الحقد ذاته الذي دفع بالقتلة لاقتحام الساحة وإحراق الجثث أبى إلا أن يعتدي على الشباب في وادي القاضي ومنعهم من التجمع باستخدام السلاح حيث استشهد أكثر من 7 شهداء وجرح العشرات كما اعتدي على الحرائر بنفس المكان بالهراوات وألفاظ تخدش بالحياء..أي حقارة لجأ إليها هذا النظام؟!.
حماة الثورة:
تعز.. كما نعرف جميعاً أنها مدينة مدنية ولا يوجد فيها ثقل قبلي كما في المحافظات الأخرى, لكنها تعرف تماماً كيف تدافع عن حقوقها وتحمي أرضها من الحاقدين، كان على وجهاء تعز أن يتبنوا موقفاً لحماية مدينتهم ومقدراتها والممتلكات العامة والخاصة من عبث البلاطجة خصوصاً بعد انسحاب أفراد الأمن من المدينة بشكل مريب.. كان على وجهاء تعز تشكيل لجان أمنية لحماية المعتصمين والقيام بواجبها الوطني الذي تنصل منه جنود الأمن الذين تحولوا للأسف الشديد إلى “دمى” يحركها من يكنون العداء لهذا الشعب الثائر متناسين واجبهم الوطني “حماية الشعب”.
هيهات منا الذلة:
تعز, تضرب اليوم أروع أمثلة الصمود الأسطوري أمام آلة الموت الغادرة.. تعز اليوم محاطة بثكنات عسكرية من جميع اتجاهاتها, ومحاطةٌ بحقد دفين من “ثلاثي الحقد السود” من يقصفون أحيائها كل يوم وبدون هوادة ليشفوا غليلهم من تعز, يحصدون أرواح خيرة شبابها ونسائها ليل نهار.. “الموت ولا المذلة”, هكذا يهتف أبناء وبنات تعز كل يوم ويجوبون شوارع المدينة فكلما زاد القصف تزايد المتظاهرون بمئات الآلاف.. أما حماة الثورة, فحدث ولا حرج! فهم يبذلون الغالي والنفيس لحماية المدنيين من عبث العابثين وتنكيل السفاحين, نشد على أيديكم ونقبل هاماتكم التي لا تعرف الانحناء إلا لخالقها..كم أنت عصية يا تعز! أي حلم واعد تحملينه أيتها الحالمة لأبنائك العظماء الذين سيسطرهم التاريخ بماء الذهب!.
تَعِزُّ بنصرها الآتي (تَعِزُّ) × وللطغيان شيطانٌ يَؤُزُّ
ستخرج من مآسيها قريباً × وسوف نرى بيارقها تٌهَزُّ
كأني ب(المخا) و (جبال صَبْر) × ترى أعناق مَن غدروا تُحَزُّ
بإذن الله، سوف ترى رباها × نَوَاصِيَ مَن بغى فيها تُجَزُّ
أقول لها :ثقي بالله ، إني × أرى فجر انتصارك يا تَعِزُّ
نهايةُ مَن طغى في الأرض ذلُّ × وخسرانٌ وللمظلوم عِزُّ
للدكتور/ عبد الرحمن العشماوي- الرياض

محرقة تعز

الشعب يريد بناء يمن جديد

منذ اندلاع ثورة الشباب المباركة وهذا النظام يوغل في قتل الأبرياء وانتهاك الحرمات وقصف المنازل وترويع الآمنين.. منذ 9 أشهر وهذا النظام يسوم الشعب سوء العذاب ويقطع عنه أبسط مقومات الحياة لا لجرم اقترفه إلا أنه انتفض بحثاً عن حقوقه المنهوبة ووطنه المسلوب.
تلك الضمانات التي وفرتها المبادرة الخليجية في بداية الثورة هي التي جعلتهم يتمادون في اقتراف أبشع المجازر بحق هذا الشعب العظيم.. أي ضمانات تسمح بقصف الأحياء السكنية بهذه الطريقة الهستيرية .. أي ضمانات تسمح للبلاطجة باقتحام المدارس وطرد الطلاب وقتل الأبرياء. أي ضمانات تسمح بقتل الأبرياء كل يوم عبر إعلامه الذي هو ربما أشد فتكاً من رصاصات البلاطجة! وفي نهاية المطاف وبعد تلك الدماء الطاهرة التي تسفك ليل نهار على مرأى ومسمع من العالم يأتي قرار أممي على استحياء ملوحاً عن ضمانات للقتلة ومجحفاً في حق الشباب وثورتهم وهم يدعون أنهم حماة حقوق الإنسان وحريات الشعوب.
الثورة لم تقم لتنتهي بتسوية سياسية تبقي القتلة جنبا إلى جنب مع الثوار.. الثورة لم تقم لترضى ببقاء من يسفكون الدماء وينهبون خيرات الوطن ولتعود نفس الوجوه لتبقى عثرة في طريق بناء وطننا المنشود.
إن ما يجب القيام به اليوم, تطهير البلاد من هؤلاء واعتزالهم العمل السياسي ومحاكمتهم محاكمة عادلة بما اقترفته أيديهم.. “نحن نريد بناء يمن جديد”, يمن خالٍ من الفساد ومن الإرهاب الذي لطالما نُعت به هذا الشعب العظيم بسبب هذا النظام الرجعي.. نريد بناء يمن بقضاء نزيه مستقل وجيش وطني لحماية الوطن لا لحماية الفرد.. دولة مؤسسات, دولة نظام وقانون.
من بقي اليوم في السلطة هم من يعملون بنظام ” الدفع المسبق” والميؤوس من إنسانيتهم, أما الشرفاء من كانوا في السلطة هم الآن في الساحات جنباً إلى جنب مع إخوانهم الثوار, كفروا بنظام العائلة وتبرأوا منها, وليس كما يدعون أن السلطة تطهرت من الفساد برحيلهم!
الثورة بقيمها وأخلاقها ومطالبها المشروعة غربلت وأخرجت من لازال في قلبهم شيء اسمه “الوطن”, أما من تبقى فهم لا يعرفون سوى المصالح الضيقة ولا يحملون في أجنداتهم إلا القتل والدمار للوطن الذي لطالما رضعوا منه ثم الآن يتنكرون له.
إن هذا النظام استمرأ الدماء وتلذذ في سفكها متجاوزاً تلك الحرمة والقدسية التي تحملها تلك الدماء.. ومن ذاق طعم الدماء لا يستطيع العيش إلا في أنهارها ولا يروي عطشه إلا دماء الأبرياء, لذا كان من حكمة الله في خلقه أن جعل حد القتل ” الإعدام” ولا شيء غيره.. لأن القتلة انتهكوا تلك القدسية وسيظلون يسفكون الدماء ويهلكون الحرث والنسل بدون الشعور بالخوف حتى.. لذا كان أفضل حل للقاتل أن يقتل لكي لا يواصل سفك الدماء, ولله في خلقه شئون!
خلاصة القول, لابد من محاكمة رموز النظام محاكمة عادلة وحصر أموالهم وإعادة الأمور إلى نصابها والأموال إلى مالكها الحقيقي ” الشعب” .. لابد من بناء دولة نبدأها من الصفر، بعيداً عن المرتزقة وتجار الأزمات.. فالثوار لا يقبلون بأنصاف الحلول, وأنصاف الثورات وتلك الدماء التي روت تربة هذا الوطن لن تذهب أدراج الرياح.. الثورة منتصرة بإذن الله وسلمية أيضاً وستسقط كل رهانات تجار الحروب و سنحاكمهم طال الزمن أو قصُر!

 

لن ننساكم ..

 أكثر من 900 شهيد قضوا في هذه الثورة المباركة, ضحوا بأنفسهم لأجل تربة هذا الوطن الطاهرة التي يراد لها غير ذلك.. ألا يستحق وطننا التضحية؟! بلا والله فداك أرواحنا يا وطن.إن هؤلاء الشجعان الذين يتسابقون إلى الموت والفداء لأجل هذا البلد الطيب لا لشيء آخر.. هذا البلد الذي حوله حكم العائلة إلى فيء وغنيمة لهم…ولأولادهم من بعدهم ومن سار على نهجهم.. نهج الضلالة, نهج السلب والنهب, نهج العنجهية واستغفال الشعوب.
تلك الأرواح الطاهرة أزهقت لأنها طالبت بحريتها, بكرامتها,بوطنها المسلوب ولأجل أن نعيش نحن بسلام في وطننا الحبيب. هؤلاء الشهداء للأسف الشديد لم تقتلهم آلة الموت الصهيونية ولا الأميركية! وإنما اغتالتهم يدُ أبناء جلدتهم من باعوا أنفسهم رخيصة في سبيل الشيطان.. الذي كان يفترض بهم أن يكونوا لحماية الحدود وإرساء دعائم الأمن والاستقرار لا لقتل الآمنين وإقلاق السكينة.. فالله المستعان!
بالله عليكم ما ذنب الطفل أنس السعيدي ابن العشرة أشهر؟! وما ذنب الطفلة مرام ابنة الاثنا عشر ربيعاً؟! وما ذنب عزيزة المهاجري؟! هل كانوا يحملون الأر بي جي؟! لا حول ولا قوة إلا بالله.
إن هذا النظام الفاشي مازال يرتكب المجازر تلو المجازر في حق هذا الشعب العظيم في ظل صمت عالمي غير مبرر! من يدعون الديمقراطية والتحرر للشعوب! كانت آخر تلك المجازر مجزرة الزبيري التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.. ومن المفارقات العجيبة أن هؤلاء الشهداء تفرقوا على جميع محافظات الجمهورية من جنوبها إلى شمالها لتؤكد وحدة الهدف وأن وحدتنا هي “وحدة قلوب” وأن تلك الدماء الزكية التي تسفك ليل نهار إنما هي ثمن للحرية وكرامة الشعوب.. ما أطهركم أيها الشهداء! سلامٌ عليكم! طبتم أحياءً وأمواتاً, وطابت أرواحكم في جنان الخلد, هنيئاً لكم الشهادة!!! أما من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء فستطالهم عدالة السماء ولن ينجوا من دعوات الثكلى والأرامل التي ليس بينها وبين الله حجاب, وستطاردهم لعنة التاريخ أينما حلوا.
تنام عيناك والمظلوم منتبههٌ
يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
العزة والخلود للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى الأطهار.. والخزي والعار والمذلة للقتلة.. النصر لثورتنا المباركة.

 

شرعية الرصاص

تعز الحبيبة تتعرض لأبشع مجازر التصفية العرقية العنصرية, تعز التي كانت تنعم بالهدوء, تعز الثقافة، تعز الأمان.. لم تعد اليوم كذلك! هنا في تعز لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص.. تعز تئن تحت وطأة المدافع والقذائف وحتى الصواريخ.. ليس لشيء ولكن لأنها قالت لا للعصابة المارقة من يأكلون خيرات الوطن ويتنكرون له.. انتفضت تعز عن بكرة أبيها على نظام أكل عليه الدهر وشرب, عصابة تأكل الأخضر واليابس، بينما الشعب الصابر يتضور جوعاً.. تعز الآن تدفع ثمن تلك الانتفاضة كونها كانت السباقة، فالقتلة يظنون أنهم بإخماد جذوة الثورة في تعز ” مصدرة الثورة” سينالون من الثورة أو سيكتفون بتدمير تعز كنوع من الانتقامية والحقد الدفين الذي يحملونه عليها..
أيها الجبناء أنتم لا تعرفون تعز! صحيح أنها بلد السلام والثقافة والمدنية إلا أنها تعرف تماماً كيف تدافع عن نفسها وعن أهلها العظماء.. أيها الواهمون, تعز اختارت نهج الثورة ولا رجعة عنه مهما طالتها يد الغدر والحقد..
 من كان يظن أن “تعز” مدينة الثقافة ستتحول إلى معسكر لقمع شعبها المثقف المسالم.. تعز اليوم تُضرب بمختلف الأسلحة الثقيلة وحتى المحرمة ومن جميع الاتجاهات, كل أحيائها ومستشفياتها وناسها وبدون استثناء.. إذن هكذا تعامل تعز من قبل العصابة العسكرية، الحاكم الفعلي، في ظل صمت رهيب وتبرير للقتلة أيضاً من قبل المحافظ الذي بات شريكاً بطريقة أو بأخرى بدماء أبناء جلدته.
الغريب والملفت للنظر وجود من يتشدق “بالشرعية!”.. عن أي شرعية يتحدث هؤلاء؟! أي شرعية تسمح لهؤلاء اللصوص القتلة إبادة شعب بأكمله من أجل البقاء على ذلك الكرسي اللعين؟! أي شرعية تسمح بعسكرة مدينة الثقافة وحاضرة البلدان وقتل أبنائها وأطفالها المسالمين ليل نهار؟!، أي شرعية تسمح لبلادنا تذيل قوائم الفقر والجهل والتخلف والإرهاب؟!، أي شرعية تسمح بقتل المعتصمين السلميين في الشوارع وتحت غطاء الدين؟! إنها شرعية الرصاص والدماء.. إنها شرعية القتل والدمار.. إنها شرعية العساكر.
أقول لهم أيها الواهمون! تعز عصية على التركيع والإذلال.. وعندما خرجت للمطالبة بحقوق شعب بأكمله لم تأخذ إذناً منكم، أتدرون لماذا هي عصية؟! ببساطة لأنها تعــــــــز! تعز الثقافة, تعز المدنية, تعز الثورة, تعز الصمود.. برجالاتها, بنسائها, بشيوخها وأطفالها.. لأنها تعز العز لا ترضى المذلة.