أرشيفات التصنيف: مأرب برس

هل يعود السيسي مجددا؟!

40_20140331094310

منذ أسابيع، قرأتُ خبراً أثار لدي الضحك. يقول أحدهم: أن أحد مرافقي السيسي الشخصيين أطلق عيارين على قائده سكن أحدهم قرب الرئة، الأمر الذي استدعى نقله إلى العناية المركزة في مستشفى طُرة ومن ثم إلى أمريكا. بدا الأمر كسخافات لغرض البلبلة والمناكفات السياسية. لكن، بمرور الأيام بدا الخبر مثيرا للريبة. إذ لم يطلع الفريق على أي وسيلة إعلام منذ أشهر، أي بنفس التاريخ الذي أشار إليه الخبر.

فبدلا من الظهور المتكرر في الأشهر السابقة للرجل في كل المحافل واحتجاب الرئيس المؤقت، يبدو عدلي منصور أوكثر ظهورا مؤخرا.

حقيقة، هناك غموض رهيب يلف القضية. تسارع غير عادي في وتيرة الأحداث. فشخصية السيسي بالنسبة للمصريين المؤيدين لـ 30 يونيو، هي صمام أمان لمصر، باختلاف توجهاتهم. في حال غياب السيسي تحت أي ظرف، ستحدث تصدعات في هذا التيار. فالجناح العسكري بحاجة لضمان وجوده في المسار السياسي، بينما القوى المدنية المحسوبة على ثورة يناير تطمح للظفر بمقاليد الأمور.

تيار آخر عائد بقوة؛ رموز النظام السابق، تيار شفيق وتيار الولاء للرئيس السابق مبارك. لذا، يعد الفريق السيسي همزة الوصل بين كل هؤلاء بصفته أحد أفراد الجيش الذي يحظى بمعزة خاصة من أغلب التيارات المصرية. ثمة إرهاصات توشي بوجود شروخ داخل تيار 30 يونيو، الدليل على ذلك انسحاب أهم فصائل ثورة يناير من خارطة الطريق، حركة ستة أبريل والزج بمؤسسها في السجن. هذا التسارع في تحييد خارطة الطريق لفصيل ما، يوحي بتأسيس مرحلة جديدة بنظام بوليسي قمعي.

القرار الأخير الذي اتخذته السلطات عن طريق القضاء بإعلان جماعة الإخوان المسلين جماعة إرهابية يؤكد تخبط ما في صفوف القيادة الجديدة. في ذات الوقت، يؤيد كثيرا ما تم تداوله عن اختفاء الفريق السيسي عن المشهد. إذ يرى القائمون على السلطة أن إصدار قرارات سريعة لتحييد فصائل فاعلة بالامكان أن تقف حجر عثرة أمام خارطة الطريق، يرى هؤلاء أنها أصبحت حتمية. وهذا دليل على وجود ارتباك شديد، وأن الفريق عبد الفتاح غير متواجد تماما في المشهد.

لكن اتخاذ قرار بحجم حضر جماعة الإخوان المتواجدة بكثرة سيكون له تبعاته. هناك احتمال نجاح محاولة خلق رأي عام ضد الجماعة واستخدام العنف على نحو ممنهج ضد من ينزلون إلى الشارع. إحتمال آخر سيكسب الجماعة تعاطف قوى عديدة، كون أعمالها على الواقع لا ترقى لاتهامها بتهمة خطيرة لا تستساغ بتلك السهولة. ربما تحدث تغير شامل للمشهد الحالي. لكن هل اختفى السيسي تماما؟! هل ستعود الأمور إلى نقطة البداية، إلى ما قبل يونيو أو حتى يناير؟! لننتظر!

إلى الرئيس.. هل تستطيع؟!

yp02-03-2012-519824

يطاردُنا اليأس مع كل غروب، تلاحقُنا الغُربة ونحن بين أحضان الوطن، أو ما تبقى منه إن جاز التعبير، إنها غربةُ الروح, لا فكاك منها! نخرجُ مع بزوغ كلّ فجر، نتلمّس الأمل هنا وهناك، لكنه يتبخر أمام أعيننا كالزئبق. كلُ شيءٍ يُنبئ ببارقة أمل سرعان ما يتحول إلى الّلاشيء، كمن يلهثُ خلف السّراب. منهكون حدّ الموت، لكننا لم نمت بعد، وكأنّ راحة الموت لا تليق بنا. كل ما يحدث لنا عبثي، ومفتعل. كلما أردنا أن نحيا، قيل لنا: لن يُقضى عليكم فتموتوا، ولن تنعموا بحياتكم. تتلاحق الأحداث بوتيرة متسارعة، سلسلةٌ من المشاهد التراجيدية، وكأنها مُقبلات لوجبةٍ دسمة تتبعُ بعد حين. رائحةُ الموت هي كل ما يمكن استنشاقه، مشاهدُ الجثث المتناثرة هي كل ما يبلُغه النظر، والقادمُ سوداوي. ليس التشاؤمُ من يُحرك عاطفتي، بل ما أحاول إشاحة النظر عنه من تفخيخ لما بقي من أحلامنا. كلّ الأمنيات تنتحر على بوابة اليأس المخيّم على قلوبنا، كلُ شعاعِ ضوء يخفُت بضغطة زناد.

كل ما يحدث معلومةٌ مصادِره، على الأقل عند الأخذ بمعيار الفائدة. لا نعرفُ كثيراً ما يجري في دهاليزكم، لكن إبطائَكم في إزالة أسباب الفوضى غيرُ مبرّر. فالحكومةُ المفخخة تتداعى، والمؤسساتُ غارقةٌ في العبث، لا شيء تغير سوى المنهجية في التخريب. فالتوافقية العقيمة شلّت مفاصل الدولة، وزادت الطينَ بِلّة. الاستقطاب يُخضع المؤسسات للفشل المنظّم، والشّلل التام. كلّ هذا يدمرُ الوطن، ويُجهض ما تبقى من آمال لدى الشعب. ثمةَ أشياء عاجلة لابد من القيام بها، على الأقل، لإجهاض السيناريوهات الأكثر قتامة. ليس المتورطين من ينبغي استبدالهم، بل المتساهلين والضعفاء كذلك. الخضوعُ للمحاصصة مجدداً، انتحارٌ سياسي سيطيح بالبلد. فكما فضحت فيديوهات مجمع الدفاع وحشية المنفّذين للجريمة وخَلقتْ رأياً عاماً ضدّهم، أطلعونا على من يقفُ خلف هذا العبث كله كي يمقتَهم الشعب، ويلعنُهم الّلاعنون. سئمنا الاقتيات على الشائعات، والاستماع قسراً لتراشق التهم بين الأغبياء. لا تخضع لابتزاز الخارج، فإنهم سبب البلاء، وكل ما يحدثٌ لنا بأيدينا، من صنعهم.

غابتْ بيارقُ الأمل إلا من حبل الله؛ ندّعي أننا نستحقُ العيش بسلام، لأن أحلامنا لا تتعدى كسرةَ خُبز وشربةَ ماء. في عتمة هذا اليأس المخيّم، هناك فرصٌ ذهبيّة لإشعال يراعَ أمل. مراكز قوى بحاجة لإضعاف وقصقصة ريش. الأمر بحاجة إلى قرار شجاع قبل فوات الأوان، ولا أظنّ الشجاعةَ تنقصُك!

سيادة الرئيس، السوادُ الأعظمُ من الشعب يبحثون عن وطن وحسب، كلنا معك… افعلها!!

 


حقيقة ماجرى في مجمع وزارة الدفاع!!

 

انتحاري ومسلحون يقتلون 52 في هجوم على وزارة الدفاع اليمنية

*مأرب برس

يومٌ دامٍ شهدته العاصمة، ورعبٌ خيم على قلوب ساكنيها، اكتست الأرضُ بالدماء، وتلبدت السماءُ بغيمات الحزن. توجسٌ وقلقٌ يعيشه الشارع اليمني، وهم يشاهدون بأم أعينهم من يعبثون بأمنهم، ومن يدفع بالبلد إلى الاحتراب الداخلي والتمزّق لا لشيء سوى العبث والتشفّي.

الكثير من التحليلات والتخيُّلات تطفو على السطح، وأيٍ كانت فهي تصب في إضعاف الدولة وعرقلة العملية الانتقالية. في حين ذهب البعض لاتهام النظام السابق في التخطيط والتسهيل ربما لذلك العمل، ويرتكن هؤلاء على التسهيلات التي حصل عليها المهاجمون من الداخل، حضور فوري لقناة اليمن اليوم والصور الحصرية التي بثتها، وكل ذلك يؤكد تسريبات للرئيس السابق بإعطاء مهلة 80 ساعة لقلب نظام الحكم وما تسرب من ” ريمة حميد”. أضف إلى ذلك تفرد وكالة خبر للأنباء التابعة لنبيل الصوفي بنشر بيان القاعدة بشأن العملية. لكن ثمة سيناريوهات عدة لا تخلو من الغرابة. على أن نؤمن يقيناً أن للقاعدة يد بذلك، لكن أي قاعدة؟! بالعودة إلى إحدى التحليلات، خصوصاً مع ورود اسم شقيق الرئيس المتواجد في المستشفى العسكري داخل المجمع. فالرجل يشغل مركز وكيل الاستخبارات في عدن، لحج، أبين.. وله صولات وجولات مع التنظيم في الجنوب. ومع الاقرار بوجود تسهيلات من الداخل، ثمة من رتب الأمور لاستهداف المستشفى على غيرعادة التنظيم، فمن المفترض أن تهاجم مباني الدفاع بدلا من المستشفى. لكن السيارة المفخخة تفجرت وسط جراش السيارات أمام المستشفى, ولم تستطع الوصول إلى مداها المحدد؛ يذكر أن اغلب الجثث قضت برصاص حي بالرأس والعنق. يبدو الأمر هنا أقرب من تصفية لشخصيات أكثر منه إلحاق خسائر بالدولة ومرمطة هيبتها. ربما كان المهاجمون بعلم مسبق بتواجد شقيق الرئيس في المستشفى لعلاج نجله.

مع العلم أن استهداف شخصية كشقيق هادي تمثل ذريعة منطقية لإلصاق الهجوم بالقاعدة، أضف إلى ذلك قتل الأطباء الأجانب ليتوافق مع مبادئ التنظيم وإضفاء صبغة لا تقبل التأويل. أما عن وجود الرئيس هادي بعيد الحادث بساعات قليلة، فهو بالمقام الأول يظهر حنكة الرجل، وتقليله من مكاسب مخططي ومنفذي الهجوم. لكنه يشي باحتمال تواجد الرئيس في المكان ذاته من قبل الحادث، وهنا يبدو الأمر مختلف من ناحية الهوية بالنسبة للمهاجمين وكذلك الهدف. ربما أرادو بذلك إطلاق الرصاصة الأخيرة في نعش العملية الانتقالية باستهداف الرئيس ذاته، وإرجاع الوضع إلى المربع الأول قبل المبادرة الخليجية. عندها ستتبدل أحجام اللاعبين في المشهد، فيما سيبرز لاعبون جدد في المشهد. على أية حال، لهذا الحادث ارتباط منطقي بمخرجات مؤتمر الحوار. إذ ترى الجهة المنفذة، أي كانت، تقليص لوجودها إلم يكن زوال تدريجي، فهي تسعى لإحداث بلبلة لعرقلة أو لإبطاء وضع اللمسات الأخيرة على مخرجات الحوار الوطني. ومع ذلك، لن تكون هذه العملية هي الأخيرة، بل هي بمثابة دوامة من العنف والعبث، على الأقل استنادا لمشاهداتنا على الواقع. فمن لا يروقهم الحوار كُثر، ولا نستبعد أن يجتمعوا على طاولة الشر، وإغراق الوطن بالفوضى. الأمر الذي يستدعي تكاتف القوى الثورية والشرفاء حول الرئيس، ويقضة من قواتنا المسلحة والأمن البواسل، الصخرة المتينة التي تنكسر فوقها كل فؤوس ومعاول الهدم. الرحمة على أرواح الشهداء والمعافة للجرحى.. ويحيى الوطن!

للعلم: التقرير الذي عُرض على الرأي العام حول التفجيرات يحتاج إلى تحقيق! إذا ظلينا نتعامل بنفس العقلية السابقة واللاشفافية مع الشعب, فمازلنا نراوح نفس المربع. لابد من اطلاعنا على التقرير الحقيقي(المخفي), لك الله يا وطن.

 

*الصورة من موقع خبر