بيئتُنا المَوبوءَة!

US-ATTACKS-RIGHTS-GUANTANAMO-PROTEST
قبلَ أشهُر، نشرتُ مقالاً في صحيفة الجُمهورية، تناولتُ فيه قضيّة المعتقلينَ اليمنيين في مُعتقَل جُوانتنامو. كل البُلدان التي لديْها مُعتقلين هناك فاوضتْ عليهم وأُطلقَ سراحُهم بالفعل، بل وأُقيمتْ لمنْ عادَ منهُم إلى بلدِه برامجْ تأهيل مُكثّفة ودمجِهم في المجتمع. رُغم أن مُعظم المعتقلين هُناك بلا قضايا وبدونِ مُحاكمات، غيرَ أنّ منْ حُكمَ عليهم هُم أصلاً ضحايا لخطابٍ مُلوّث وشحنٍ تَحريضي بل وغسيل أدْمغة تتبمناهُ جماعاتٍ تتحججُ بالدين وهو منهُم براء.البعضُ تحفّظ َعلى طَلب إعادة أولئك المعتقلين إلى اليمن بحُجّة أنّ “البلدْ مُش ناقص إرهابيين” حدّ قولهم. مُشكلة الإرهاب لا تكمُن في الشُخوص، بل في الأفكار الّتي يتِم تغذيتَها لشبابٍ عاطلين عنْ العمل، يَستغل مُصدّروها الجهْل والفقر الذي يُخيّم على بلدنا. والحقيقة أنّ هذه البيئَة غاية في الخُصوبة لزراعة هكذا أفكار مُلوّثة.في دُول الخليج مثلاً، عادَ مُعظم المعتقلين هناك إلى بلدانهم وأُخضعُوا لتأهيل استثنائي ودُمجوا في مجتمعاتِهم. في قَطر مثلاً، أُطلِقَ سراح المُصوّر في قناة الجزيرة- السوداني سامي الحاج- فعادَ ليرأسَ قسْم الحُريات وحقوق الإنسان في القناة. في اليمن، خرجَ الصّحفي عبد الإله شائع من سجن أمريكا في اليمن، ليكونَ مُتحدثاً باسْم تنظيم القاعدة، تماماً كمَا كان قبلَ اعتقالِه. إنها البيئة الموبوءة بالشرور والتخلف والمُغذية للفُرقة والطائفيّة.

في اليوْمين الماضيين، طالبتْ مُنظمة هيومنْ رايتسْ وُاتش السُلطات الأمريكية بالإفراج عن المعتقلين اليمنيين الذين يناهزون، حسب المنظمة، 88 معتقلاً مُعظمُهم بلا مُحاكمات.. لمْ يتبقَ في المعتقلْ سِوى اليمنيين، لأنّهم لا بواكي لهم، ولا نيّةَ لدى حُكومتهمْ مُجرد المُطالبة بإطلاقهم، رُبّما هم كذلك يُفكرونَ بذاتِ العقليّة بأنّ اليمن مُش ناقصة إرهابيين.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *