إيران بعد ثورة الخميني..

إيران بعد ثورة الخميني.. 

ما الذي تحقق؟! 

Imam_Khomeini_in_Mehrabad
بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود، تبقى الثورة الإيرانية، الخمينية, كما كانت تسمى، تبقى الحدث الأبرز في الدولة الفارسية. تعد ثورة الخميني فريدة من نوعها، فقد قامت على مرحلتين قصيرتين. الأولى تحالفت فيه القوى اليسارية والليبرالية مع الجماعات الدينية، لتعود بنسختها الثانية على نحو تطهيري للزعماء المعارضين للسلطة الدينية، حيث أطلق عليها الثورة الخمينية، التي برز فيها رجل الدين الخميني كأشهر الشخصيات المعارضة لنظام الشاه الذي بدا مغرورا بقوة جيشه، وتحالفاته مع الغرب. 


بسبب ارتهان الشاه إلى الغرب بصورة اتكالية، أصيب بالحمق، متناسيا أن الشعوب لا تقهر. 
أقام الشاه علاقات استثنائية مع إسرائيل والولايات المتحدة تحديدا، وبشكل مفرط سلب هيبة الدولة، غافلا عن الإصلاح الاقتصادي الآخذ بالتضخم. تكبر الشاه، وارتكانه على العلاقات الخارجية، أصابه بسوء تقدير لمدى قوة المعارضة، فاستخدم قوته البوليسية في إدارة البلاد، والاعتماد الكلي على الاستقطاب للقوى الداخلية، الأمر الذي أفشى الفساد والمحسوبية في كل مفاصل الدولة، وهنا كانت قاصمة الظهر! 


بعد سقوط الشاه، سعت معظم القوى التي شاركت في إسقاط نظامه، للظفر بالسلطة ولدى كل منها توجهات متباينة لأهداف الثورة، غير أنها كانت تلتقي في العدالة الاجتماعية والديمقراطية، لكن أي من ذلك لم يحصل. 


تسعى إيران إلى تصدير الثورات إلى المناطق المجاورة عبر العمل الاستخباراتي الدءوب عبر سفرائها الذين لا يمتون إلى الدبلوماسية بصلة. في بادئ الأمر، عمدت الحكومات المتعاقبة لتحفيز الاقتصاد المتهاوي، لتجنيب البلد المخاطر التي أوصلها إليها سياسة اللامبالاة التي عمد إليها الشاه، لكن إيران تواجه اليوم نفس المشكلة، الاقتصاد. رغم الغموض الذي يكتنف المتابعين للشأن الإيراني، حول الإمكانيات المالية المهولة التي تسخرها السلطات الإيرانية لتغذية الجماعات المسلحة في عدة جبهات. 


قبل أيام، تم القبض على سفينة شحن إيرانية محملة بمتفجرات وصواريخ مضادة للطائرات في المياه الإقليمية بحوزة بحارة، لغرض إفراغ هذه الأسلحة في قوارب صغيرة ومن ثم نقلها كدفعات إلى أيدي جماعات مسلحة تدربها إيران. أصبح لإيران وجود عسكري في المنطقة وقواعد سرية يتم فيها تدريب مليشيات من قبل الحرس الثوري, وتتخذ من هذه الأماكن مخازن لأسلحتها, هذه المرة ومرات أخرى ضئيلة تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط شحنات مشابهة، يعلم الله كم من هذه الأسلحة اخترقت الأجهزة الأمنية، تستهدف الوطن. اللعنة على العمالة! بعد إعلان ضبط الشحنة من قبل اللجنة الأمنية، فاجأنا “نزيه العماد” بتحليل شخصي على طريقة المتحري(كونان دويل), يُكذب اللجنة الأمنية ويبرئ إيران.. وعلى ذلك قس! 


بعد عقود من الثورة الخمينية، التي قامت لتحقيق العدالة الاجتماعية، والديمقراطية، لم تحقق إيران سوى الشر والعنف، وممارسة القبح بأبشع ألوانه، سنة الأحواز أنموذجاً. تختلف إيران الخميني عن إيران الشاه بالغموض الذي يكتنف علاقة الأولى بالغرب, بينما كانت علاقة الثاني كضوء الشمس في رابعة النهار. بقي على إيران تفتيت النسيج العربي بدعم الجماعات الإرهابية، وإذكاء الطائفية وقد فعلت في العراق، لبنان وسوريا…إلخ, والباقي يتبع في الحال. 

*الصورة للخميني من ويكيبيديا

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *