شكراً للرئيس هادي !!

يوم وطني جديد يضاف إلى أعيادنا الوطنية المجيدة, يوم جديد بنكهة الوطن.. فثورة سبتمبر قام بها النخب وراحت إلى أحضان الخصخصة والتمنطق, وثورة فبراير الشعبية الأكثر جمالاً بمشاركة العامة لكنها كانت مقيدة بإرث ثقيل وركام من الماضي لا متناهي, اليوم فقط سنصيح بنجاح ثورة فبراير على النحو المرجو.. اليوم فقط سيكون العيد الوطني , يوم تحررت قوى الدولة من الشخصنة والتفرد بالقرار والتمنطق خلف العتاد العسكري وقهر الشعوب الحرة. 


في لحظة من اللحظات, شعرتُ بيأس وبؤس معاً, هل سيسير الحوار كما ينبغي؟ هل ستمضي الأمور كما هو مرسوم لها من دون قرارات حاسمة تنهي انقسام الجيش؟ أسئلة كثيرة أرقت المواطن كونه صار سياسياً وأصر على إيجاع رأسه بويلاتها ومتابعة الأوضاع الدائرة عن كثب, فالأمن والاستقرار ظالة المواطن, ومن أجل دولة تكفل هذا كله خرجت جموع الشعب إلى ميادين الحرية لوضع حد للعبث والمركزية المفرطة وإرجاع السلطة للشعب الطامح للعيش بسلام وطمأنينة كباقي الشعوب. 


كم اتهمنا الرئيس هادي بأنه (هادئ), ولا يكترث لرغبة الشارع في توحيد الجيش وقطع الطريق أمام كافة المشكلات الأمنية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد. كل هذه العقبات يضعها انقسام الجيش, وقطبية القرار, وثنائية السلطة.. لم يعد الرئيس هادئاً, أو بالأحرى, لم يكن كذلك.. فبحكم خبرة الرجل العسكرية, استطاع قص ريشات القوى الغير خاضعة لسلطة الدولة بطريقة عسكرية بحتة.

التوجس لدى الشارع من ردة الفعل التي سترافق قرارات من قبيل إقالة أقارب الرئيس السابق, وأعمال الفوضى والتمرد على قرارات الرئيس, هذه التوجسات هي من كانت تقنع البعض بضرورة التأني باتخاذ قرارات جريئة كهذه،قرارات حاسمة على طريقة الرئيس هادي المغلفة بالحلوى, إعلان الإقالات على هذه الطريقة الدبلوماسية البحتة من دون ذكر شخوص كان لها الدور الأبرز في التقليل من ردة الفعل المرتقبة.. الآن تبدو الطريق جاهزة للبدء بمسيرة الألف ميل لإصلاح ما أفسدته السياسة السابقة, ومهيئاً للبدء في الحوار باستثناء العقبات التي يطرحها الجوارح من صقور المؤتمر,, لابد من حل كي تمر المركبة بسلام وكما خُطط لها. 


يبدو أن هيكلة حزب المؤتمر , بات أمراً ملحاً, خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الانقسام الحاصل فيه وقطبية القرار , من سيمثل المؤتمر في الحوار , ومن سيحدد الأجندات التي سيحاور عليها الحزب, هل الرئيس هادي أم البركاني وعمه علي؟ لم يعد هناك في المؤتمر ما يدعو إلى بقائه كحزب, فالرئيس هادي أباً للجميع ويحبَذ أن يكون مستقلاً, بإمكان الإرياني والشرفاء في المؤتمر تكوين حزب جديد بقناعات ورؤى وطنية, وليس على أسس والولاءات الضيقة للشخوص مقابل المصلحة الخاصة جداً.. إذا لم تجر الهيكلة لحزب المؤتمر على أسس وطنية قبيل الحوار المزمع بداية العام القادم, سيكون الحوار صعباً بأصوات نشاز من هنا وهناك.. إذا لم تتم هيكلة المؤتمر , من المرجح أن تظل الأزمات السياسية تعصف بالبلد إذا ما لاحظنا بداية التحول التي تشهدها بعض أطراف المؤتمر المتأزمة من استقطاب للجماعات المسلحة وتكوين مليشيات على غرار جماعة الحوثي المسلحة ! 


مبارك للشعب اليمني دولتهم المدنية, شكراً للرئيس هادي, شكراً لشباب الثورة , شكراً لكل من يحمل هم الوطن , فلنبدأ يمننا الجديد, من اليوم لا ولاء لأحد سوى الوطن , ولا صوت إلا صوته, ولا موت إلا في باحاته دفاعاً عنه, الرحمة على الشهداء والمشافاة للجرحى والفرج القريب على المخفيين قسراً, العزة والكرامة للوطن ! 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *