راكب باص يروي ما جرى قبيل ذبح جنود كانوا معه في حضرموت

Ameen Barfaid

احداث امس.. من سيئون الى الحوطة

وصلنا سيئون الخامسة عصراً وكان الوضع متوتر جداً، بعد أن صلينا المغرب توجهت إلى الباص لنغادر. صعدت إلى الباص، جلست في المنتصف، وجهة السائق ممتلئة بجنود تبدو عليهم علامات الخوف والتوتر بأسلحتهم وجعبهم ولابسين بعض قطع الميري (واضح انهم عسكر) قبل المغادرة صعد مسلح إلى الباص وتجول فيه وخرج وازداد توتر الجنود وخوفهم بصعود المسلح وخروجه.

10402049_10201614411240672_7833059282734996511_n

تحرك الباص بعد صلاة المغرب باتجاه المطار سالكاً الطريق العام باتجاه شبام، أبلغ سائق الباص أن أنصار الشريعة ينتظرونا على الخط فرجع إلى سيئون ودخلنا بالخط الداخلي (سيئون -الحوطه) وفي طريقنا لاحظنا مسلحين يتابعونا بدراجة نارية.

توتر الجنود إزداد و أخبروا سائق الباص أما أن يرجعهم الى المكتب او ان لا يقف عند المسلحين.. اعترض بقية الركاب على السائق ان لا يعرض حياتهم للخطر وان يوقف اذا طلبوا منه الوقوف .. اقترحت انا وأحد الزملاء على السائق بان يستاجر سيارة يعود فيها الجنود الي المكتب ونواصل طريقنا لكن الفكرة لم تلقى إستحسان.

واصلنا المشي وحاولنا اقناع الجنود بإخفاء المظاهر المسلحة.. الجعب والسلاح تحت الكراسي وتغيير اللباس وإخفاء البطاقات العسكرية لمحاولة تمريرهم معنا كمدنيين . و لو لم نفعل هكذا لحصلت مجزرة داخل الباص راح ضحيتها كل الركاب لاننا سمعناهم يخططون للمواجهة داخل الباص في حالة تم إيقافنا من قبل انصار الشريعة .

وصلنا إلى الحزم فاعترضتنا نقطة مسلحين طلع واحد ملثم وقال: “بطاقاتكم يا شباب العفو منكم ندور على ناس من دهم.” بدأ يتفقد البطاقات إلى أن وصل عند اول جندي.

من اين انت ؟

رد: من عمران

والثاني: من اين أنت ؟

تلعثم وماجاوبش وإرتفع الصوت وأمروا الجميع باخلاء الباص… خرجنا وعند الباص أكثر من 50 مسلح (معظمهم حضارم وملثمين ) يعتذرون منا ويسألون العفو منا قائلين “هؤلاء أنجاس روافض اتوا لقتال اهل السنة ..” خرجنا من الباص تركونا على جنب بعد ان رأوا بطاقاتنا وهم يكبرون ويعتذرون منا ويلعنون الروافض .. بطحوا الجنود على الارض وهم يصيحون ويبكون (موقف يدمي القلب ) والكاميرا تصور كل شيء .

بعد ان فرزونا وبطحوا الجنود على الارض فتشوا الباص واخذوا امتعة واسلحة الجنود.. عدنا الى الباص ولحقنا جلال بالعيد وخطب بنا خطبة ابرز ما جاء فيها:

– ان هؤلاء روافض انجاس تركوا الحوثي يستبيح الشمال وأتوا لقتال أهل السنة في الجنوب.. كرر اتهامهم للجنود بالروافض ..

– لاتوجد بيننا وبين المسلمين اي عداء وماجينا الا لنصرة اهل السنة ولمصلحة المسلمين ولو لاحظتم كل الاموال التي اخذناها من البنوك في القطن وزعناها على المسلمين.. ونتمنى من المسلمين ان يناصروا ويعينوا اخوانهم المجاهدين..

– الحليلي محسوب على عبدالله صالح.. وعلي عبدالله صالح وعبدربه منصور باعوا البلاد للاعداء.

– امريكا لا تقاتل الا من  هو على الحق وبما ان امريكا تقاتلنا فنحن على حق.

– ايضا المح ان هذه العملية ردا على عمليات امس التي نفذها الجيش.

وختم كلامه بالاعتذار لنا وان نسامحهم على اي خطأ صدر منهم ضدنا وامرونا بالمغادرة وحملوا الجنود على هايلكس وركب بلعيد سيارة كرلا.

وغادرنا الحوطة وما ان وصلنا القطن حتى ابلغنا بأن الجنود – عليهم رحمة الله – استشهدوا الا جندي كان معنا لم يكتشفوه لان لبسه مدني وجلست جنبه خلال كلمة المرقشي (تمويه) وقلنا له اذا سألوك قلهم اشتغل في مطعم في تريم .. ووصل معنا الي صنعاء بسلامة الله وحفظه حيث استقبلتنا الاستخبارات العسكرية.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *