من حارس مرمى إلى زعيم في تنظيم القاعدة!

10534105_793793474006707_1300878119888083776_n
كُنتُ دائماً أدّعي أن أرقى شعوبِ الأرض هيَ تلك التي تقدّس كُرةَ القدم. لكن (جلال بلعيد) أمير ولاية أبين القاعديّة قلَب النظريّة رأساً على عقب. 
من حارس في نادي حسّان أبين، إلى قاتل مأجور مُجرّد من كل معاني الإنسانيّة وقيم الإسلام.
بدأ لعب كرة القدَم لكنّه لم يُلبّ طموحه المُتّقد في الزعامة والقيادة. لم يكُن الحارس الأساسي للنادي بسبب وجود حارس عملاق للنادي وللمنتخب اليمني الأول.تخلّى تدريجياً عن الرُقي، وانحدَر مُهرولاً تجاه التطرّف والعمالة لأعظاء التنظيم المُتوحّش، الذي وجَد مُحافظةَ أبين أرضيّةً خصبةً لتلغيم العقول وتفخيخها بالفكر المُلوّث المُترع بالموت. تخلّى عن حراسة المرمى؛ فتَح بيتَه سريّاً لأعضاء التنظيم وكمخزن لتكديس الأسلحة إلى أن يحين الوقتُ المُناسب.يقولُ أحدُ زملائِه بالمدرسة، كُنّا ندرُسُ سويّاً في الثانويّة؛ افترقنا في الجامعة، حيثُ درستُ التربية الإسلاميّة ودرَس هو الكيمياء. وواصلَ ” اختاروه مُنذُ فترة، فوجَد ضالّته في القيادة والزعامة التي حُرمَ منها في النادي الرياضي.”رُبما كانت الأربعة سنوات التي قضاها بعد تخرّجه من الجامعة بلا عمل هيَ من جعلَت منه لقمةً طريّة للمُتطرفين القادمين من الشّمال؛ قلبُه الضعيف وحبّهُ للزعامة وحالته المادية المُزرية كحال السواد الأعظم ممن يستقطبُهم التنظيم.في 2012 عندما دخَل المُسلحون مدينة زُنجبار، نصّبهُ التنظيم كـ(أمير ولاية أبين). وظهَر للملأ كأحد أبرز قادة التنظيم في منطقة (أبين – شبوة – حضرموت). أُعلنَ عن مقتله أكثر من مرّة خلال المواجهات السابقة مع الجيش، لكنّه في كلّ مرة كان يظهر وقد ازداد  ضراوةً، قُبحاً ووحشيّة.كانَت آخرُ العمليّات والتي أشرف عليها شخصيّاً، حادثة استشهاد الجنود الـ 14 عشر في حافلة الرّكاب المتوجهة من حضرموت إلى العاصمة. يُقال أن بلعيد دخل إلى الحافلة وألقى خطاباً بعدها أمر بذبح الجنود باللّباس المدني بالسكاكين، في منظَر وحشي كَشَف للعالم قاطبةً دمويّة التنظيم وخطره على الدين الإسلامي والعالم.

ليسَ الدّين سبب التطرّف، بالمقابل لا تُجمّلُ كُرة القدم قُلوباً اتشحَت بالسواد، واستمرأت الدّماء حدّ التّلذّذ. هؤلاء مدفوعون للإجهاز على ديننا الحنيف وسماحته.

لم يعُد هناك ما تُدمّرون. لقد لوّثتم كلّ شيء!

الطّائفيّون لوثات البشريّة وحُثالة التاريخ؛ الإنسان بلا أخلاق، حيوانٌ مُتوحّش نُزعَت منهُ الرّحمة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *