الصراع الروسي الغربي في ملعب أوكرانيا!

عندما تفككت منظومة الاتحاد السوفيتي، تمخضت عنه دول عديدة بما في ذلك أوكرانيا. لم تكن تلك الأنظمة على ما يرام، اضطر الأوكرانيون لخوض ثورة مميزة من نوعها أطلق عليها “الثورة البرتقالية”.

لم تحقق الثورة كافة أهدافها، وضلت معلقة بالإرث الروسي، فبعد فترة قصيرة عاد النظام الموالي للروس مجددا إلى سدة الحكم منذ ذلك الحين والعلاقات الروسية الأوكرانية بانسجام بينما شاب التوتر علاقتها مع دول الاتحاد الأوروبي باستثناء علاقتهم الجيدة مع المعارضة.

في الحقيقة، كان الربيع العربي ملهما للمعارضة الأوكرانية فاستخدمت أسلوب الاعتصامات أمام مؤسسات الدولة وتعطيل العمل. شكّل المعتصمون ضغطاً حقيقي على الرئيس القائم إلى درجة التفكير بشكل جدي لفض الاعتصام بالقوة.

توالت التنديدات الأوروبية على الحكومة وتمت زيارات شخصيات برلمانية من الاتحاد الأوروبي لساحات الاعتصام. في تلك الغضون، التزم الجانب الروسي الصمت، إلى حين تدخل البرلمان بإقالة الرئيس بعد فض الاعتصام باستخدام القوة. اتخذ الرئيس بوتين ذات أسلوب الرئيس أوباما، فأخذ موافقة من البرلمان بالتدخل بعد وصول الرئيس المعزول إلى جنوب روسيا.

يلعب الروس على الضغط من خلال بسط السيطرة على نحو سلمي على جزيرة القرم الاستراتيجية، كون أكثر من 60% من سكانها هم روس أصلا، كما يتمتع الموالون بأغلبية مريحة في البرلمان. أضف إلى ذلك ترسانة سلاح الجو والبحرية الخاضعة للهيمنة الروسية.

الاتحاد الأوروبي مستاء للغاية من التدخل الروسي الغير لائق حد قولهم، بينما يسعى الروس للإبقاء على هيبتهم في المنطقة أمام التمدد الغربي.

منذ أعوام، يسعى الغرب لتحجيم الدور الروسي في شرق أوروبا تحديدا. البداية كانت من التشيك وبولاندا والقبة الصاروخية، شمل الأمر كوريا الشمالية، إيران ومن ثم سوريا، وأخيرا جاء الدور على أوكرانيا الواقعة في مكان يثير حساسية روسيا. كما أن الغرب يطمعون بجلب أوكرانيا ذات المساحة الكبيرة والترسانة النووية، والتي بالتأكيد ستسبب الإزعاج للدب النائم.

يعد الغرب القيادة الأوكرانية الحالية بضمها للاتحاد الأوروبي، كما يلوحون للروس بفرض عقوبات اقتصادية وإلغاء مزايا كانت أعطيت للمواطن الروسي بمعاملته كأفراد الاتحاد بالنسبة للتنقل. والظاهر أن مسلسل الصراع بين العدوين اللدودين يأخذ أبعاد وأشكال مختلفة وفي بؤر عديدة.

خلاصة القول، ليست أفعال المعارضة الأوكرانية نقية، ببساطة لأن أيادي غربية من تحركها. بالمقابل تجنيد الدب الروسي نفسه لدحر الحريات والثورات غبي ومستهلك. ورغم هذا وذاك يضل الحضور الروسي كقطب توازن أمام المد الغربي محمود وضروري للغاية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *