وصفات للتعايُش!

تبدو وصفات التعايش ناجعة للعرب المنتشرين في أسقاع الأرض، بينما لم يتمكنوا من قبول الآخر في بلدانهم الأصلية، ليس لأنهم أشراراً، بل لأن بيئتهم موبوءة بكل شيء. يتناحرون هنا ويعيشون هناك كأسوياء. تركوا أمتعتهم بما في ذلك عصبية الانتماء، وذهبوا بلا متاع سوى أنهم بشر. تخلّوا عن فكرة قدسية العيش لفئة دون الأخرى!في أمريكا الجنوبية على سبيل المثال، يسجّل المواطنون ذو الأصول العربية معانٍ جميلة للتعايش، يفتحون آفاقاً للإبداع والتحضُّر. الكثير منهم وصلوا إلى مراكز صنع القرار في تلك البلدان حسب معيار الكفاءة، وليس أي معيار.

ليس السبب الرئيسي بالتأكيد إيمانُ تلك البلدان بالتعايش وقبول الآخر وحسب، إنما القناعة والرغبة النابعة من الداخل لدى هؤلاء المواطنين في التخلّي عن طُرق حياتهم السابقة القائمة على الطائفية والجهوية والتمايُز ببساطة لأنها لم تعُد مُجدية؛ إيمانُهم بجمال الحياة على أُسُس الانسانية وليس غيرَها.

للعلم: العقل العربي بنّاء، والمواطن العربي مُبدع ونشيط ولا يتوقّف عن الابتكار؛ لكن في مكان ما وليس في بلده! هنا يجدُ أحدنا نفسه غارقاً في قضايا عبثيّة كدوامة لا تنتهي، وهذا ما يجري تغذيتُه فعلاً.. يُراد لنا مبارحة هذه البؤرة إلى مالا نهاية. يُراد لنا أن نكفّ عن التفكير وإعمال العقل، والانسياق ضمن ثقافة القطعان؛ الثقافة المدججة بنايشين العصبوية والتخلّف.

هل ياترى سنؤمن يوما ما بالتعايُش في بلداننا بصفتنا الآدمية وحسب؟! لا يبدو ذلك قريبا 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *