الأرشيفات الشهرية: أغسطس 2014

كانَت هُنا مدينة!

a4b64f54bb
حلَب، المدينةُ الاقتصادية الّتي لطالَما رفدَت المُدن العربية بأرقى الملبوسَات والأحذيَة، وحتى المجوهرات. هذه المدينةُ باتَت حالياً في خبرِ كان.في البداية، استماتَت قُواتُ النّظام في الحفاظ عليها كونَها أحد ركائز الاقتصاد التي يعوّلون عليها في ظل حرب الاستنزاف المُستمرة مع منشقي المعارضة. بالمُقابل كانت عينُ المعارضين عليها، فبسقوطها يفقدُ النّظام أهمّ رافدٍ اقتصادي للبقاء مُتماسكة في وجه المعارضين.بعدَ معاركَ شرسَة دامَت لشهور، وترنّح واضحٌ للنظام أسقطَت قواتُ المُعارضة أجزاءً كبيرةً من المدينة الصناعية، دمّروا بمعاركهم جزءً منها لتحلّ عليها فيما بعد لعنةُ البراميل المُتفجرة التي سحَقتها بشكلٍ شبهِ كامل ونزّحَت أكثرَ من 80% من سكّانها. حالياً، تبدو حلَب كمدينة أشباح، خاويةٌ على عُروشها؛ فلا سقوطُها نفَعَ المعارضة بإيقاف الدّعم المالي للنظام والذي وجَدَ مصدراً آخر خارجي للتمويل، ولا هيَ بقيَت سالمةً كمدينةٍ لكلّ السوريين.

BuIzNjyCAAAHvPQ

 

سوريا- المُكتفية ذاتياً رَغم الحصار- كانَت أُنموذجاً للصناعاتِ العربيّة المنافسة لماركاتٍ عالميّة؛ غيرَ أنّها دُمّرت بالكامل بأيدي أبنائِها وأيدي المهووسينَ بالحروب والزّعامة.

وقعَتْ سوريا بين فكّي مؤيدي الرّبيع ومُناهضيه؛ غيرَ أنّهم اتفقوا على إحلاله خَريفاً. اتفقوا على الثورة, لكنّهم اختلفوا في المقَاصِد؛ والنتيجة دمار قسْري لا يستطيعُ التوقّف.

حلب
 
 سلامٌ على حلَب, وسلامٌ على الشّام العظيم, على الياسمينات العاطِرة وعلى الدّماء التي روَت عطَشَ الأرض, ولم تروِ عطَش السّاسة وتُجّار الحروب!

اليمانيّون.. أهلُ الفراسة والحكمة!

قصّة معاوية والطرماح بن الحكم الباهلي:

7ekma

قيل: إن معاوية رضي الله عنه جلس يوماً بين أصحابه، إذ أقبلت قافلتان من البرية، فقال لبعض من كان بين يديه: انظروا هؤلاء القوم وائتوني بأخبارهم. فمضوا وعادوا وقالوا: يا أمير المؤمنين، إحداهما من اليمن والأخرى من قريش. فقال: ارجعوا إليهم وادعوا قريشاً يأتونا، وأما أهل اليمن فينزلون في أماكنهم إلى أن نأذن لهم في الدخول.

فلما دخلت قريش سلم عليهم وقربهم وقال: أتدرون يا أهل قريش لم أخرت أهل اليمن وقربتكم؟ قالوا: لا والله يا أمير المؤمنين. قال: لأنهم لم يزالوا يتطاولون علينا بالفخار ويقولون ما ليس فيهم، وإني أريد إذا دخلوا غداً وأخذوا أماكنهم من الجلوس أن أقوم فيهم نذيرا وألقي عليهم من المسائل ما أقل به إكرامهم وأرخص به مقامهم، فإذا دخلوا وأخذوا أماكنهم من الجلوس وسألوا عن شيء فلا يجبهم أحد غيري.

قال الراوي: وكان المقدم عليهم رجلاً يقال له الطرماح بن الحكم الباهلي، فأقبل على أصحابه، وقال: أتدرون يا أهل اليمن لم أخركم ابن هند وقدم قريشاً؟ قالوا: لا قال: لأنه في غداة غد يقوم فيكم نذيراً ويلقي عليكم من المسائل ما يقل به إكرامكم ويرخص به مقامكم، فإذا دخلتم عليه وأخذتم أماكنكم من الجلوس وسألكم عن شيء فلا يجبه أحد غيري.

فلما كان من الغد دخلوا عليه وأخذوا أماكنهم فنهض معاوية قائماً على قدميه، وقال: أيها الناس من تكلم قبل العرب، وعلى من أنزلت العربية? فقام الطرماح وقال: نحن يا معاوية، ولم يقل يا أمير المؤمنين.

فقال: لماذا؟ فقال: لأنه لما نزلت العرب ببابل وكانت العبرانية لسان الناس كافة أرسل الله تعالى العربية على لسان يعرب بن قحطان الباهلي، وهو جدنا فقرأ العربية وتداولها قومه من بعده إلى يومنا هذا، فنحن يا معاوية عرب بالجنس وأنتم عرب بالتعليم.


فسكت معاوية زماناً ثم رفع رأسه وقال: أيها الناس، من أقوى العرب إيماناً ومن شهد له بذلك؟فقال الطرماح: نحن يا معاوية.

قال: ولم؟ قال: لأن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم فكذبتموه وسفهتموه وجعلتموه مجنوناً، فآويناه ونصرناه فأنزل الله: “والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً”. وكان النبي صلى الله عليه وسلم، محسناً لنا متجاوزاً عن سيئاتنا فلم لم تفعل أنت كذلك? كأنك خالفت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

* من كتاب الأذكياء لابن قيم الجوزية

التنبؤ في شعر البردّوني!

Abdullah-Bardouni

خمسةَ عشَر عاماً مُذ توقّف قلبُ البردّوني عن الخفقان؛ لكنّ التاريخ دوّنه بأحرفَ من نور على أنصع صفحاتِه. فقَد البَضر في الخامسة من عُمره بسبَب مرض الجُدري, فأبدَلهُ اله بصيرةً وشاعريّة فذّة جعلَت منه واحداً من أروع الشعراء العرَب.

جُمهوريٌ حُر, سياسيٌ مُحنّك وشاعرٌ رومانسيٌ حداثي يميلُ للسخرية. تنبأ الشاعر اليمني بأحداث عدّة في أشعاره, والتي تعكس مدى استقراءه رؤيته الواضحة للمستقبل البعيد؛ توفي رحمَه الله سنة 1999م, أي قبل 15 عام.

إليكم بعضَ تنبؤاته:
– تنبأ بحال العرب مُستقبلاً وقال في قصيدة “أبو تمام وعروبة اليوم”

201012big51892

ما أصدق السيف إن لم ينضه الكذب
وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب
بيض الصفائح أهدى حين تحملها
أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب
وأقبح النصر.. نصر الأقوياء بلا
فهم.. سوى فهم كم باعوا.. وكم كسبوا
أدهى من الجهل علم يطمئن إلى
أنصاف ناسٍ طغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا: هم البشرُ الأرقى وما أكلوا
شيئاً.. كما أكلوا الإنسان أو شربوا
< < <
ماذا جرى.. يا أبا تمام تسألني؟
عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السّببُ
يدمي السؤال حياءً حين نسأله
كيف احتفت بالعدا (حيفا) أو (النقبُ)
من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم
كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة
وموطن العرب المسلوب والسلبُ
ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم
نصدق.. وقد صدق التنجيم والكتب
فأطفأت شهب (الميراج) أنجمنا
وشمسنا، وتحدت نارها الخطب
وقاتلت دوننا الأبواق صامدة
أما الرجال فماتوا.. ثم أو هربوا
حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا
وإن تصدى له المستعمر انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم
ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا
الحاكمون و«واشنطن» حكومتهم
واللامعون.. وما شعوا ولا غربوا
القاتلون نبوغ الشعب ترضية
للمعتدين وما أجدتهم القربُ
لهم شموخ (المثنى) ظاهراً ولهم
هوىً إلى «بابك الخرمي ينتسب
< < <
إذا ترى يا (أبا تمام) هل كذبت
أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟
عروبة اليوم أخرى لا ينم على
وجودها إسم ولا لون.. ولا لقب
تسعون ألفاً (لعمورية) اتقدوا
وللمنجم قالوا: إننا الشهب
قيل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا
نضج العناقيد.. لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا
نضجاً.. وقد عصر الزيتون والعنب
تنسى الرؤوس العوالي نار نخوتها
ذا امتطاها إلى أسياده الذنب
(حبيب) وافيت من صنعاء يحملني
نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب

– البردوني تنبأ بحلول الربيع العربي:

ربيع

أفقنا على فجر يوم صبي
فيآ ضحوات المنى اطربي

أتدرين يا شمس ماذا جرى؟
سلبنا الدجى فجرنا المُختبي!

وكان النعاس على مقلتيك
يوشوش كالطائر الأزغب

أتدرين أنّا سبقنا الربيع
نبشر بالموسم الطيب؟

وماذا؟ سؤال على حاجبيك
تزنبق في همسك المذهب؟

وسرنا حشوداً تطير الدروب
بأفواج ميلادنا الأنجب

وشعباً يدوي: هي المعجزات
مهودي وسيف (المثنى) أبي

غربت زماناً غروب النهار
وعدت يقود الضحى موكبي

أضانا المدى قبل أن تستشف
رؤى الفجر أخليه الكوكب

فولى زمان كعرض البغي
وأشرق عهد كقلب النبي

طلعنا ندلي الضحى ذات يوم
ونهتف: يا شمس لا تغربي!

-البردوني يتنبأ بضياع صنعاء:

صنعاء القديمة

صنعاء يا أخت القبور
ثوري فإنكِ لم تثوري
صنعاء من أين الطريق
إلى الرجوع أو العبور
ما زال يخذلكِ الزمان
فتبزغين لكي تغوري
يا شمس صنعاء الكسول
أما بدا لكِ أن تدوري
وأنا في دمي أسير،
وفي أرضي شريد مقيّد الأفكار
وجريح الإباء قتيل الأماني
وغريب في أمّتي ودياري
كلّ شيء حولي عليّ غضوب
ناقم من دمي على غير ثار
أتدرين يا صنعاء ماذا الذي يجري
تموتين في شعب يموت ولا يدري..
تموتين.. لكن كلّ يوم وبعدما
تموتين تستحين من موتكِ المُزري
ويمتصّكِ الطاعون لا تسألينه
إلى كم؟ فيستحلي المقام ويستشري
تموتين… لكن في ترقب مولد
فتنسين أو ينساكِ ميعادُهُ المُغري

–  تنبأ بإحراق ساحة الحرية في “ربيعية الشتاء”:

m

قصيدة ربيعية الشتاء
————————————-
هذا الذي سمَّيتُه منزلي كان انتظاراً قبل أن تدخلي
كان سؤالَ القلب عن قلبه يشتاق عن قلبيْه أن تسألي
أن ترجعي مثل الربيع الذي يغيب في الأعواد كي ينجلي
أن تصبحي مثل نثيث الندى مثل نجوم الصيف أن تُلْيلي
أن تومئي واعدةً ليلةً وليلةً تنسين كي تبتلي
كيما تنادي الأرض: أجنيتِ يا حدائقي أينعت ياسُنْبلي
***
أَقَبْلَ سُكْرِ الوعد، قالوا صحت؟ أيُّ هوىً أرغى بها: عجِّلي؟
هذا زمانٌ مذهلٌ ذاهلٌ عنه فمن حاولتِ أن تُذهلي؟
ذاجمر صنعا خُفْتُ إذ أحرقوا فيه (بخور الشيخ) أن تسعلي
أن تصرخي: هل رامني موئلاً مَنْ غاب عن حسبانه موئلي
أظنُّ ماأسرعتِ كي تُدهِشي هل قال داعي القلب أن تُقْبلي؟
أقول ماذا؟ صاح من لا أرى : عليك من نصفيْكِ أن ترحلي
من مكتب التأجيل قالوا: ثبِي أنهي كتابَ الأمس؟ لا، أجِّلي
لاتحملي أيُّ كتاب ولا دواةِ (جيفارا) ولا (الزِّركلي)
رحلتُ منْ ساقي، إلى سُرَّتي منْ أعْرَضي أعدو إلى أطوَلي
مفاصلي كانت طريقي وما درتْ حصاةٌ أنها مِفْصلي
***
أَقرأتُ كفِّي البرقَ حنّى فمي قرأتُ كفَّ المشمش الحوملي
هل مرَّ يا ابْني مَنْ هنا أو هنا أيُّ جوادٍ جَدُّه (مَوْكَلي) ؟
هل خلتَ موّالاً كسرب القطا يزقو ويدعو: ياربى موِّلي
***
أسمعتُه (الجرّاش) و(القَعْطَبي) بكى على (بستان) و(الموصلي)
ومدَّ نحوي سلّةً لم يقل صِلي بها مهواك أوْ وصِّلي
***
ناديتُ: ياذا الورد ضمِّخْ يدي فقال: أهلي قطَّعوا أكْحلي
وقال (قاعُ الوطْية) استخبري (عيشانَ) عن قمحي وعن خردلي
***
ماذا ألاقي يا(بن علوان) قلْ يا(عيدروسُ) احْمِلْ معي مُثْقِلي
أيٌي، أنا، بيني وبيني، على أيِّ الشطايا وجهيَ الجرْولي
***
سألتُ ذاتَ الودْعِ ماطالعي؟ أفضتْ بردَّيْنِ: عليَّ ولي
لأيِّ أزواجي جنى عِشرتي خذي سواهم قبل أن تحملي
جمالُ هذي الحقْبة استْنوقَتْ والآن ياإنسانة استرجلي
وغيِّري (يحيى بيفنى) وكي تُبدِّلي عن جوفكِ استبدلي
***
واحتثَّني مُسْتقبلي قبل أن أعدَّ رمّاني ولا حنظلي
قولي: أيبدو منزلي غير ما عَهِدْتهِ مَنْ قبل أن تنزلي
تنحنحتْ مثل الخطيب الذي أنساه شيءٌ، صوتَه المحفلي
***
كان كوجْر الضبِّ ذا البيت لو أتيتِ قبلاً خفتُ أن تجفلي
والآن مَنْ بعد التصابي صَبا وقام بعد العري كي يحتلي
أحضانه امتدت وجدرانهُ سكرى على قاماتها تعتلي؟
لكل قنديل وكأسٍ صِباً ولليالي فرحٌ مشتلي
وذكرياتٌ ضاحكات كما حكى (الخُفَنْجي) عن (علي عَيْطَلي)(6)
قال (الشبيبي): نجمكِ الثور يا (قرنا) وأبدى شكَّه (العَنْدَلي)
قال اجتلى هاءً ودالاً بلا حاء وواوٍ، فاقطعي، أو صِلي
***
يُقال أخبرت الشذى أنني رسولةٌ لم أنتخب مُرْسَلي
فقال: باسمي ضلَّلوني وبي حيناً، وقالوا: باسمهم ضللي
***
يبدو لسمعي (هَبَليّاً) فهلْ تحسُّني ألحاظُهُ (المَقْبَلي)
بُولي على جبهته، فادّنى وقال: شدِّي لحيتي واتفلي
أراكِ غيري آخر المنتهى بدءاً، ونادى مَنْ هنا بسملي
قل: أصبح الشطران بي شطرةً لابأس في جرحيك أن تَرْفُلي
***
هل تسمعين الزفَّةَ الآن؟ لا أصمَّني يا (دامُ يابَلْبلي)
تسعون طبّالاً وطبّالةً شهراً وقالوا: مثلُهم طبِّلي
***
هناك من يأبى: أقيلَ انظمي للكل داراً، أم بها كبِّلي؟
أأنت من غنيتُ: جودي لنا بالوصل، هل أبكي لكي تبخلي؟
ومَنْ ينادي كالشعاع اهبطي ومن يفادي عن هنا حوّلي؟
ومن يرى فرديّة الجمع في كفيك عهداً نصف مُتوكِّلي؟
وقائلٍ كم قيل ما دّللوا عنها، ولاقالوا لها دلِّلي
عشرين عاماً: سوف تأتي غداً ما اسم الذي كان بها مُختلي؟
وسائلٍ: ماذا سيجري؟ لمن جاءت، أيا خضراء لا تأْمُلي
فما أفادت علم شيءٍ سوى ما ينبغي يا أُمُّ – أن تجهلي
صوغي على كفيك أخرى تريْ صباك في مجلى صباها الجلي
هل ذاك – ياأولى – الذي يحتفي إذ جئتِ يخشى الآن أن تأفُلي؟
***
هناك مَنْ يسلوك من يجتوي هنا الذي يدعوك يا معقلي
ويفرش الخدّين كي تخطري ويملأ الكأسين كي تثملي
كلي تحلمي حلم النواسي، صحا من سكرة (الكرخي) بقُطرُبُّلي
وواقف يفديك فهّامةٌ ترقين مثل الشمس كي تعدلي
يجلو بعينيك الرؤى تالياً نصف كتابٍ كلُّهُ ما تُلي
مُعوّذاً كفيك أن تأخدي وُرَيْقَةً من قبل أن تبذلي
***
وقالت الربْوات: أعطي فمي ثدييك أربو قبل أن توغلي
وقالت الأرهار: لاتعبري فوقي فيلهو الشوك في مقتلي
***
وللمقاهي عنك صوتٌ لهُ أيدٍ، وصوتٌ فاقع بُلبُلي
وصائح يدعوك أن تقفزي وهامس يوصيك أن تكسلي
محاذراً أن تأكل الجمر عن أنياب مقتاديك أو تؤُكلي
تدرين؟ كم قالوا ولم يفعلوا قولي: تنحّوا جانباً iiوافعلي
***
يرتاب هاذ الحيُّ أن تنجزي يودُّ ذاك الربع أن تمطلي
ذا يرتئي: تلك التي أهجعت قلاقلي ما أقلقت عُدّلي
أشمها مائدتي سائلاً: متى انتهى من طبخها مرجلي؟
***
وقال شادٍ: ماشدت مثلها أسمار أعراسي ولا مَقيلي
أنسى الدجى والصبحَ وقتيهُما صوتان: عَوديٌ يلي كُعدُلي
كيف التقى نصفي بنصفي ضحىً في نضج مكرِ العصرِ يامأملي
***
وقال مضنٍ يالعقيم التي شاءت مواني (هنتُ) أن تحبلي
يابنتَ أُمَّ (الضهضمدِ) قولي لنا : أيٌّ عليٍّ سوف يخصي علي
قولي لماذا كنت أمثولةً سحريةً من قبل أن تَمثُلي
***
فقال هَجسُ الأرض: مني رقت تعيد تشكيلي، ألا شكِّلي
منْ بعضها انصبهضتْ إلى كلِّها أكلُّ وادٍ قال ذي منهلي
شغلت أعراق الثواني فهلْ يرضي سُهيلاً عنه أن تشغلي؟
في طعم ريق القات تَحمينَ عن ما قال تُفشين الصّدى المخملي
تسرين في الكاذي فتدنين من عينيه وجه البارق الأحول
تَنديْنَ في (ياظبي صنعاء) هوى تَشجينَ في أنفاس (ياصيدلي)
في الحبر تحمرّين أنشودةً في الكأس تبيضِّين كي تُشعلي
في الجمع تذكين الجدال الذي يميز الأبقى من المرحلي
هل أنت من تُحيينَ كي تعظُمي أو أنت من تُحيينَ كي تَقتُلي؟
هل خاتمي قانٍ؟ ألي خاتمٌ يكفي يدي أن سَلمتْ أنملي؟
يا صاحب الصاروخ قلبي على كفِّي كتابٌ خلفهُ منجلي
***
لابدَّ من أن تُنْبهي خاملاً وكي يُرى لابدَّ أن تخملي
لابدَّ من أن تحتفي بالتي وبالذي لابد أن تحفلي
مَنْ ذا سيعطيك لتعطي ومَنْ قال خذي، قال الحسي مَغْسَلي
مادَام ذاتُ الأمر مأمورةً به، دعيه قبل أن تُعزلي
– مني ابتدا نهجي، ألا فليكنْ صعباً ولايخشاكِ أن تَسُهلي
***
ياطلعةً ماأذبلت مطلعاً تقدَّمي هيهات أن تذبلي
ويا ربيعاً شق عمر الشَّتا تهدّلي للصيف واخضوضلي
إن زيّن الإكليلُ مَنّ قبلهُ فكلِّلي مَنْ بعده كلِّلي
***
مذ جئت جاء البدءُ مَنْ بدئِه وعاد من آخره أوّلي
واجتاز ومضاً كان مُستدفئاً به إلى الوهج الذي يصطلي
فأنكر التأريخ تأريخهُ لمّا استبان الأمسُ مستقبلي
: لا رأسمالياً أرى ذا الفتى ولا اشتراكياً ولا هيجلي
لا في (بني عبد المدان) اسمه لا من (بني باذان) لا (عَبْهلي)
وعنده زائرة مثلهُ.. تزف (عنِّيناً) إلى (المُشكِل)
ردّي على التأريخ يابنتَهُ لا تخجلي يؤذيه أن تخجلي
قالوا: إلى نصف الطريق التقوْا سجِّل بلا حيفٍ وقلْ: حلِّلي
زادوا على رأسي رؤوساً iiفهلْ تزيدني رِجلاً إلى أرجلي
ضع نصفيَ الأعلى على الركن أو حوِّل أعالي قامتي أسفلي
مااقتاد تغييرٌ خطاي التي صيَّرن مالا ينطلي ينطلي
***
وأنت ياهذا؟ يقال الذي سوف يلي يومي أبى أن يلي
لا هذه (سَيّان) لا غيرها لا (العبدلي) ثانٍ ولا العبدلي
مَنْ غيّر التشكيلَ عن شكله؟ قوّى على (الصِّلْوي) يَدَ (المقْولي)
***
فاستضحكت قائلةً: أيُّنا أراد هذا، قلتُ لا رأي لي
أمّا أنا ما جئت كهفي أنا وأنتِ كهفٌ بالمنى تغتلي
تهوى سعاداً، ليدياً، غادةً وأختَ (هنري) وابنة العوذلي
كان ابن جدي زوجَ عشر إلى أن طلّقتهُ (هَيْدبُ الحوْقلي)
***
نبغي وتخشى نصف ما تبتغي فتنثني مثل الشَّجيِّ الخلي
ترجو ولياً نائياً خيرةً فاختار لقيانا مزارُ الولي
***
تمثال هذا هيكلي، أنتَ بي كصورة فيما اسمه هيكلي
أعطاكِ طنبوراً، أنا مصحفاً فاعزفْ، ويا أميّتي رتّلي
***
عزفتُ غازلت التي والتي حتى أتتْ مَنْ كسّرت مغزلي
فالتمّ بحر القلب في كفّها كوباً بنهديْ كرمةٍ يمتلي
***
إلى رضاعي جئتِ مني ومنْ تخرُّجي فيكِ ابتدأ مدخلي
كي يرتدي عينيك معنى الضحى كي تبتدي الأنهار من جدولي
***
أما تساقينا البروقَ المِدى وآنَ أنْ أغلي وأنْ تهطلي
أن ينشر (المهديُّ) منك اللوا أو يركض (الدجّال) من منزلي

 

 

 

مُشاهدات مواطن!

ثمّةَ حقيقةٌ مفادُها أنّ حوالي 80% من مُنتسبي الجيْش -في نطاق القرى الواقعة بجانب قريتي على الأقل- مُفرغون من مُعسكراتِهم، ويقومونَ بأعمالٍ دونَ ذلك.
هؤلاء الجنود يعملونَ في الغالب حرّاس أمنيّين في شركات خاصة، أو حتى عمال إنتاج.
يُقالُ أن بعضَ هؤلاء يدفعون ثُلث مرتّباتهم للقادة العسكريين للتغطية على أسمائهم في سجلات المُداومين. فضلاً عن المُرافقين المُنضويين مع المشائخ والشخصيات النافذة, كلّ هؤلاء لا حاجة للدولة بهم, والمُرتّبات التي يستلمونها تُمثّلُ عبئاً على اقتصاد الدولة.
لو أنّ هادي نفّذ نظام البصمة والصّورة على مُنتسبي الجيش والأمن لرفَد اقتصاد البلاد بمبالِغ مهولة بدلاً من الجُرعة الظالمة؛ ولكفى المؤمنين شرّها وشرّ القتال!
===========================================
في حَال استجابتْ الدّولة لمطالِب الحوثي بتغيير الحُكومة وإلغاء الجُرعة- والتي أظنّها عادلة- هل سينسحبُ المُسلحون من العاصمة؟!في الواقع، مطالبُ الحوثي تُوازي مطالبَ السّواد الأعظم من الشعب، بغض النظر عن نواياه.
لهذا..
سيُحقّق الحوثي مكاسبَ سياسيّة لا يُستهان بها، وهي كفيلةٌ بتحقيق تطلعاتِه بطُرق مشروعة بالنّقاط ومن دون الحاجة للضربة القاضية.

بالنّسبة لي، أتمنّى عاجلاً إقالةَ الحكومة وإسقاطَ الجُرعة؛ لأنهما ببساطة عارٌ علينا، وليُحقّق الحوثي ما يريد!

================================================
المشكلة لا تكمن في احتجاجات الحوثي على هذه الحكومة الفاشلة، او الجرعة المُجحفة التي لم نعرف لها مثيل؛ المشكلة تكمن في الطريقة التي ينتهجُها، السلاح الذي يرفعه، والمُمارسات التي يتبناها مُسلّحوه في المناطق المُسيطر عليها تباعاً!
==================================================
الأسبوع قبل الماضي، اجتمعت السلطة المحلية في تعز بمكتب النقل وتمخض عن الاجتماع إقرار ال 20% بالنسبة لأجرة المواصلات، على أن يتم تطبيقها ابتداء من السبت الماضي. غير أن أسبوعا مر إلى الآن ولا تزال أجرة الباص في تعز 70 ريال أي ما يعادل 40% ومن دون أن نلمس أي تعليق أو ردة فعل من قبل السلطة المحلية.

الصحافة ومهنة التدليس الرّخيصة!

من أوّل وهلة قرأتُ فيها القصيدة المزعومة للدكتور المقالح, تأكدتُ أنها لا تنتمي إليه بأيةِ حالٍ من الأحوال..
ركاكة في التعابير, فضلاً عن أخطاء نحويّة .. يا حمقَى! هذا الدكتور عبد العزيز المقالح, نبضَ اليمن؛ ابحثوا عن شخصٍ آخر للتدليس عليه.. بلاش هذا الأسلوب الرّخيص الذي باتَ ببساطة غير مُجدي..

للعلم هذا الموقع الإلكتروني لا يتجاوَز عُمرُهُ الخمسة أشهر منذُ تأسيسه؛ هذا الموقع وغيره من العاهات يحاولون تسلّق عتبات المجد الصحفي عن طريق التدليس والفبركة, والحصول على قراءات ومُشاهدات عبر مُحركات البحث والقراءة..

نبض الشارع

*رداً على ما نشرته بعض وسائل الإعلام من كتابات ملفّقة باسمه
المقالح: هذا تزوير رخيص

الجمهوريّة نت 30/08/2014

نفى شاعر اليمن وأديبها الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح ما نشرته مؤخراً باسمه بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية الإلكترونية على أنه نقدٌ موجهٌ لزعيم الحوثيين..وقال الدكتور عبدالعزيز المقالح في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): «ليس هذا كلامي ولا أسلوبي، ولا يتفق مع مبادئي في الكتابة، وكذا مواقفي الفكرية والأدبية و السياسية» .
وأضاف: «هذا تزوير رخيص، وليست المرة الأولى التي يتم فيها التلفيق باسمي، إذ سبق هذا تلفيقات أخرى علاوةً على اللعب بقصائدي القديمة في فترات سابقة، وهو إمعان في تشويه الواقع اليمني، الذي بات مشوهاً كثيراً».
إلى ذلك استنكر عدد من أدباء وكتاب اليمن ما اعتبروه تطاول بعض المواقع الإخبارية والوسائل الإعلامية على قامة كبيرة من قامات اليمن الشامخة، وهو الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي يفترض أن ينال من هذا البلد التقدير الذي يليق بقامته وتجربته التي رفعت رأس اليمن عالياً في المحافل الثقافية العالمية.. وتساءلوا: هل هذا هو التقدير الذي يفترض أن تقدمه اليمن لشاعرها وأديبها الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح .. وأكدوا أن هذه التلفيقات إنما تعبر عن واقع التزييف الذي وصل إليه حال التشويه في البلاد، وهو تزييف طال الكثير من القضايا والمفردات والأسماء.. وكانت صحف ومواقع إخبارية قد نشرت في فترات سابقة قصائد قديمة للدكتور المقالح وفق تأويلات حديثة ومنحرفة بموضوعها علاوةً على نشر كتابات وقصائد باسمه وهو لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد في محاولة لاستغلال اسمه ومكانته في زحام المعترك السياسي (المشوه)، في الوقت الذي يفترض أن ينال التكريم والتقدير الذي يليق به وبما قدمه لليمن.

* الصورة من موقع نبض الشارع

وهذا رابط المقال المزعوم للدكتور المقالح في الصحيفة:
http://nabdalsharea.com/news16391.html

هل انتَصرَت غزّة فعلاً؟!

0article-2235765-162781EC000005DC-142_634x427

حتى الّلحظة الأخيرة، قُبيْل إبرام إتفاق جرى أمس الأول بين المُقاومة الفلسطينيّة والاحتلال الصهيوني، كانَت  صواريخُ المُقاومة  لا تزالُ تضربُ في العُمق الإسرائيلي.

هل انتصَرت غزّة, أم أننا لا نزالُ نفرحُ بالفُتات ونقتاتُ الانتصارات الوهميّة؟! متابعة قراءة هل انتَصرَت غزّة فعلاً؟!

موناكو المُدهشة!

944px-Monaco_City_001

حكومتُها مُكوّنة من 4 وزراء فقط, وبرلمانُها من 24 عضواً
وبمساحة لا تتعدّى 2000 كيلومتر مربّع .. موناكو المُذهلة!!

 

إمارةُ موناكو الصغيرة, تحملُ عجائبَ العالم؛ يلجأ أليها المشاهير لقضاء أوقات جميلة بعيداً عن ضجيج مُدنهم. ليسَت فرنسية, ولا إيطالية؛ يقطُنها غالبية فرنسيّة, نكهتُها إيطالية .. تبعدُ 18 كيلو متر من مدينة نيس الفرنسية, بينما تبعد 16 كيلو متر عن إيطاليا.

يحظى سُكّانُها بنسبة دخل للفرد هي الأعلى في العالم(151.630$), ونسبة متوسط العمُر تبلغُ فيها (90) عاماً الأعلى في العالم, حسب  تقديرات وكالة المُخابرات المركزية. أما مستوى البطالة فيساوي (0). 

نظامُها ملكي دستوري, مستقلّة ومُعترفٌ بها, غير أن حمايتُها(الدفاع الوطني) يقع على عاتق فرنسا. 

رأس الدولة هو الأمير. الجهاز التنفيذي للإمارة هو وزير الدولة أو رئيس الوزراء الذي يرأس بدوره طاقم وزاري مكون من أربع أعضاء فقط، وزير الدولة يجب أن يكون فرنسي الجنسية، يختاره الأمير من ضمن عدة مرشحين مقدمين من الحكومة الفرنسية، حسب دستور البلاد الصادر عام 1962، فإن الأمير يشارك البرلمان السلطة على الإمارة، البرلمان مكون من 24 عضو، ينتخبوا كل 5 سنوات. {ويكيبيديا}

لومع هذا كلّه ليس لديها مطار, لكنّها تعتمد بشكل رئيسي على المطار الأقرب إليها-مطار نيس الدولي- تعتمدُ باقتصادها على السياحة, وما يُقاربُ 5% على الكازينوهات(القمار) بعد أن كانت تعتمد عليه قبل 5 عقود بنسبة تفوقُ 70%.. إنها موناكو المُذهلة.

* تقع ببرج سكني في موناكو وقيمتها 240 مليون استرليني

تعرفوا على الشقة الأغلى في العالم!

أجواء تغمرها حالة من الترقب بانتظار أن يتم عرض تلك الشقة السكنية الفاخرة، التي توصف بأنها الأغلى في العالم، للبيع مقابل 240 مليون استرليني خلال العام المقبل.
القاهرة: تقع الشقة الأغلى في العالم والمكونة من خمسة طوابق في إحدى ناطحات السحاب الجديدة في إمارة موناكو وتطل بمنظر غاية في الروعة والجمال على البحر الأبيض المتوسط. وذكرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن تلك الشقة التي زودت بحمام سباحة كبير تقع أعلى برج Tour Odéon الذي يبلغ طوله 560 قدماً، وسيكون ثاني أطول مبنى مطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط حين يتم الانتهاء من تشييده في 2015.
البرج الأول منذ الثمانينيات
41_20140822161832
وأضافت الصحيفة أن ذلك البرج، الذي سيتألف من 49 طابقاً، وسيزود أيضاً بمركز للعناية بالصحة، وبعدة حمامات سباحة، سيقدم لسكانه خدمة حراسة مع سائق خاص طوال الأربع والعشرين ساعة على مدار الأسبوع، بما يضمن راحتهم ورفاهيتهم. أما الشقة الفخمة التي ستشيد بالأعلى فستزود كذلك بزلاقة تهبط من الشرفة الى حمام السباحة الكبير، الذي يمكن الاعتماد عليه باعتباره ساحة للعب بالنسبة للمالك.
ويعد برج Tour Odéon، الذي يضم 70 شقة متسعة المساحة، أول برج جديد يتم بناؤه في موناكو منذ ثمانينيات القرن الماضي. وكان الأمير رينييه، الذي كان يحكم آنذاك، قد قرر تقليص عمليات بناء الأبراج الشاهقة على الساحل بمقدار النصف بسبب وجود مخاوف وقتها من أن تتسبب تلك الأبراج في تدمير هوية الإمارة.
لكن في العام 2009 قرر ابنه وخليفته ألبيرت إلغاء هذا القرار والموافقة على انجاز المشروع الخاص ببناء برج Tour Odéon. وبينما لم تتوقف أعمال البناء في البرج بسبب الركود العالمي، فإن متاعب أوروبا الاقتصادية قد أثرت في ما يبدو على رواج الشقق السكنية بالمبنى، حيث لم يبع منها حتى الآن سوى 18 شقة فقط.
*الجمهورية نت

 

مبرووك إيمان (عطر المطر) 

10365846_800998146619573_4163827744796218024_n
الشاعرة الواعدة/ إيمان السعدي(Eman Alsaeedy), شابةٌ قروية قهَرَت الظروف, ومارست جُنونَ الكتابة فأبهَرت الشعراء بحسّها الراقي, وشاعريّتها الفذّة؛ حروف نقيّة وعفويّة لا تزالُ تحرّكُ جمود المشاعر:)(جنون الحب يغنـيـك “الحاء”
ويراقصك “الباء” على ألحان الهوى )

*صدر مؤخراً ديوان الشعر «عطر المطر» للشاعرة إيمان السعدي.
وبحسب وكالة «سبأ»، يتضمن الديوان 36 نصاً شعرياً في 68 صفحة من القطع المتوسط.. استطاعت من خلالها التحليق في فضاء القصيدة الحديثة تحليقاً لافتاً جعلها تتصدر المشهد الشعري في اليمن.
تغنت القصائد بالحب والجنون والرقص بحرفية، بالإضافة إلى الذاكرة بمعناها الواسع والحنين والوجدان وانصهارهما في بوتقة واحدة.. كما حلقت الشاعرة السعدي في فضاء الكون وعانقت زرقة البحر وتطايرت منها رائحة الأقحوان ورياحين الحالمة.

الجمهورية نت

         ‎‎‏

العراق.. الطائفية العائدة بقوة!

0_5615344

إلى زمنٍ قريب ظلّت الطوائف العراقية نائمة، وفي منأى عن التشرذم الذي داهم الدول العربية حديثة الطائفية. ثمة تعايش جميل ساد العراقيين طوال السنوات الماضية، رغم الحرب الإيرانية في نهاية الثمانينيات. 


فالكركبة التي رافقت الغزو الأمريكي وضعت موطئ قدم لتحييد فصيل كبير من الشعب العراقي على أساس الطائفة. بدأ ذلك في ظل التواجد الغربي الذي تعمد إغراق العراق والمنطقة في مستنقع الطائفية عشرات السنين. 


لم يكن العراقيون يصنفون بعضهم على هذا الأساس من ذي قبل، لكنهم يفعلون ذلك اليوم. أمر غاية في الخطورة يحدث في المدن ذات الأكثرية الشيعية؛ يمارس تنكيل بالأقلية السنية وتهجيرهم على الطريقة الإيرانية، لتحييد تلك المدن لصالح طائفة ما مع عدم تواجد للآخر نهائياً. أمر آخر يُمارس ضد المحافظات ذات الأغلبية السنية. بالتمعن جيداً في المدن التي تشهد اعتصامات جماهيرية منذ أشهر، ستجدها ذات أغلبية سنية. في حقيقة الأمر، وعند بدء الاعتصامات، بدا الأمر صادماً، إذ لم تسلم دول الربيع من الطائفية وهي لم تعرفها من قبل؛ فكيف بالعراق معقِلُها! لكن القائمين على الاعتصامات لديهم مطالب ضئيلة وتبدو مشروعة نوعاً ما. لم تطالب الاعتصامات بإسقاط النظام حتى يكون الرد الحكومي صارماً، وبالتالي تكرار النموذج السوري.

كان أهالي تلك المحافظات يطالبون بإلغاء قانون الإرهاب الذي يستهدف تلك الطائفة. بمعنى آخر، يتم استهداف سكان تلك المحافظات والزج بهم في المعتقلات وممارسة التعذيب تحت طائلة القانون. كان على الحكومة، من باب حسن النية وإطفاء فتيل الأزمة، إلغاء ذلك القانون وتسوية الخلافات، تحاشياً لسيناريوهات تدميرية. لا شيء من ذلك حدث، فقد تعامل المالكي مع الاعتصامات بسفسطائية، أحياناً يدعو للحوار على طريقته وأحيان أخرى يهدد باجتياح الساحات، فضلاً عن التحريض المستمر ضدهم وتجريمهم لدى الرأي العام. وأخيراً تنفيذ اعتداءات طائفية بأيدي مواطنين تارةً، وبأيدي قوات من الجيش والشرطة تارةً أخرى. يُذكر أنه يحرم انتماء الطائفة السنية إلى الجيش والأمن، وهنا يكتمل المشهد. بقي أن تتحرك المليشيات المسلحة التابعة لأمن الدولة والاعتداء على الحواجز الأمنية، وتبني تفجيرات طائفية تستهدف الجانبين، تترافق مع حملة لإغلاق مساجد السنة لغرض حماية المصلين. كل ذلك مع عدم إغفال الحملات الإعلامية التشويهية للطرف الآخر، والترويج بوجود عناصر لتنظيم القاعدة داخل ساحات الاعتصام. تبدو الصورة أكثر وضوحاً من ذي قبل. وهنا تأتي حتمية تدخل الجيش لتصفية تلك المدن من الإرهابيين وحث أفراد العشائر على مغادرة المدن للسماح للجيش لتطهير المدينة من التنظيم والذين هم في الحقيقة أبناء تلك المدن. 


 هذا ما يحدث فعلاً في العراق! رغم بقاء العنف الطائفي في العراق فترة كبيرة في حالة ركود، تؤكد الأحداث المتسارعة مؤخراً عودة العراق المفخخة إلى واجهة الأحداث. 
ويبقى توجس الشارع العربي، هل تنجو العراق من هذه القنبلة الموقوتة التي بدأت فعلاً بالعد التنازلي؟ وهل يستمر تصديرها إلى دول الجوار على هذه الوتيرة؟! 

الكاميرا الخفية!

4793106-420811-dslr-camera-drawing

ياللسخف! دماء بريئة سُفكت، وأسرٌ لا ناقة لها في الحرب ولا جمل شُردت.. حربٌ بكل ما تحملُه الكلمة من معنى نشبت فجأة وعلى سبيل العبث. استعراضٌ رخيص للقوة، واستخدامُ أسلحة فتاكة كانت في يوم ما ملكاً للدولة. قلقٌ وتوجس عاشه الشارع اليمني القابض على جمر الغضا، كلُّ ذلك طلع «الكاميرا الخفية». 


كل تلك الحروب في مختلف الجبهات التي أشعلت البلاد، والخوف الذي رافقها خصوصاً ومؤتمر الحوار يضع لمساته الأخيرة، كلها كانت هراء و«لعب عيال» نشبت فجأة, وانتهت فجأة. ما أبشع الارتهان للخارج وادّعاء الوطنية زيفاً! وما أقسى أن تحشُد الآلاف للتذرع بحب نبي الرحمة، وهي بالفعل استعراضٌ للقوة تُخفي وراءها شراً مستطيراً. حبُّ الأوطان عميقٌ جداً تُترجمه أفعالٌ على الواقع، وليس خطابات رنانة تفوحُ منها رائحة الكذب والتهكُّم. استغفال الشعوب عواقبُه وخيمةٌ للغاية، ودغدغةُ الجماهير بكلماتٍ من قبيل الحب والسلام لا يتفق تماماً مع تصرفات من قبيل إجلاء الآلاف من قراهم على أساس العرق والطائفة.

سئمنا هذا الخطاب العقيم، وسئمنا معه الارتهان للأفراد وتعليق آمال الوطن الطاهرة عليهم. ماذا يعني أن تستعر الحرب وتُهلك الحرث والنسل، وترهق الدولة المترنحة والمواطن المتوجس الذي بات متابعاً لكل ما يدور من حوله. ماذا يعني أن يتفق أمراء الحرب بعد كل ذلك الدمار، لتنتهي باتصال هاتفي؛ أية رسالة يريد هؤلاء إيصالها؟! أهالي دماج وقعوا ظلماً في مرمى القصف، دُمرت منازلهم ونفَذ بعضُهم بجلده إلى مخيمات اللاجئين. وأخيراً، يتفقُ الرؤوس ويُهجّر البسطاء. 


كل ما يحدث من حولنا لا يُصدق! كيف تسمح الجهات المعنية بهكذا إجراءات تدُق في عمق الإنسانية والتعايش. نحن لا نتحدث عن بشرٍ على أديان مختلفة على الأقل، هؤلاء يدينون بدين واحد. منذُ متى يتم فرز المدن والقرى على هذا الأساس العنصري؟ نحن فعلاً أمام كارثة انسانية بمعنى الكلمة. بغض النظر عن الضبابية التي تحيط بهذه الحرب المشبوهة، نحن نتكلم عن الإنسانية ومواطنين أبرياء لا دخل لهم بالسياسة ولا بالطائفية، وسابقة غير معهودة ولها تبعاتها. هذه الحرب تُدار عبر الريموت كونترول؛ حليفٌ سابق أو مجنّد سابق إن جاز التعبير في مواجهة حليف مؤقت، والأغراض سياسية خبيثة تحمل من القبح ما ينسف الإنسانية من جذورها. 


كفّوا عن هذا الشعب، يكفي ما لحق به من ويلات. كلّ دول العالم تتصارع في وطننا وبأيدي عملاء يدّعون عبثاً انتماءهم له. حبُّ الوطن كحب الأم تماماً، ومن ذا الذي يعضُّ يداً تسقيه الحبّ والحنان وتفتحُ أمامه نوافذ الأمل كلما أغلقت الدنيا أبوابها أمامه؟! رجاءً, عندما تتحدثون عن الوطن، تعلموا كيف ترتّلون بخشوع آيات الحب، وكيف تبكون بسخاء دموع الوفاء والزهو..! فليذهب أمراء الحرب كلُّهم إلى الجحيم غير مأسوفٍ عليهم؛ وليبقى البسطاء بأحلامهم النقية؛ ليعيشوا بسلام، يرتلون نشيد الخلود! 

*الصورة من شبكة لمسة فنان