الأرشيفات الشهرية: أغسطس 2014

الحراك العربي.. إلى أين؟!

ربيع

لأن الربيع روح الأرض وشبابها وأيقونتها الدافئة, كان على الحراك العربي (السلمي) أن يكون ربيعياُ خالصاً.. ما حدث في بعض البلدان العربية لم يكن سلبياً أبداً, ما حدث كان محاولة للنهوض من قيعان الظلام والفقر والتخلف الذي كان سبباً رئيسيا فيه تلك الأنظمة الجمهورية التسلطية. 
أياً كان اسم هذا الحراك (ثورةشعبية , أزمةسياسة … إلخ),ينبغي الاعتراف بالنقلة النوعية في الفكر العربي والجرعة المفرطة من الحرية ,إلى حدِ ما ربما لم تألفها الشعوب العربية, التي أحدثتها تلك الأحداث الربيعية الساخنة. 


لم تؤتٍ تلك الحراكات السلمية أُكُلها, أو كما اريد لها, فقد تفاوتت النتائج بين البلدان التي شهدت ربيعاً وذلك لعوامل عدة لعل من أهمها التدخل الخارجي والفتنة الطائفية الدخيلة على تلك البلدان. تلك الحراكات العفوية التي سطرها الشباب لم تدم طويلا على مسارها, فقد كان على التدخل الخارجي الممنهج والرامي إلى حرف مسار ذلك الحراك بما يتوافق ومصالح تلك الدول العظمى وكذلك الحد من تنامي الفكر العربي والعقلية المتحولة التي شهدت مخاضاً عسيراً.. ما يحدث في الحبيبة سوريا من صراع إقليمي دولي لهو أكبر برهان على تجييش صحوة الشعوب لمصالح الدول العظمى الضيقة رغم ادعائها رعاية حقوق الإنسان ونصرة الشعوب المقهورة!! , مع الاعتراف بطبيعة الحال بقصور فكري واضح وضعف في القيادة لدى الشباب وتشرذم بين أيديولوجيات الحراك المتباينة نسبياً. 


أحد العوامل الخارجية التي رمت لتمزيق النسيج الاجتماعي, هي الطائفية اللعينة التي هي ربما أشد فتكاً من بطش الحكام.. الحراك السوري أنموذجاً.. كذلك الطائفية التي أذكتها بعض الدول لوضع قدم في سوريا وتفكيك أواصر الشعب وتشكيل المرحلة التحولية القادمة وفقاً لرغباتها الشيطانية.. مع الأخذ بعين الاعتبار التركة الثقيلة والتراكمات التي خلفتها تلك الأنظمة السابقة إذا علمنا بأن حكمها كان مركزياً تسلطياً, ممسكاً كافة مفاصل الدولة وقبضة أمنية استخباراتية لا يستهان بها.. كل هذه العوامل الداخلية والخارجية وقفت عثرة أمام تحقيق تلك الطموحات التي رمى لتحقيقها أولئك الشباب المفعمون بالحيوية, المقهورة بالكبت وتكميم الأفواه طوال العقود الماضية. 


ما نحن اليوم بحاجة ماسة إليه, هو إنقاذ وتصحيح مسار قطار التغيير المندفع على وتيرة متسارعة لم يكن ليحلم بتحقيقه المواطن العربي على مدى ثلاثة عقود, ما نحن بحاجة إليه هو تقوية النسيج الاجتماعي الممزق وبث روح التآخي والقيم الوطنية السمحة بين أفراد الشعب الواحد ودحر مسببات (الطائفية) التمزق الحاصل ووضع لبنات الدولة القويمة الذاتية السيادة القائمة على الاقتصاد المتين وحب الوطن. 


, أنا متفائل جداً لما هو حاصل في عالمنا العربي الحبيب, بالطبع مع بعض التحفظات والتي كانت نتاجاً للعوامل الداخلية والخارجية الآنفة الذكر التي حرفت إلى حدِ ما المسار الفكري الذي انتهجه أولئك الشباب, لا بد من العمل على ترشيد وتصحيح مسار الثورة الفكرية القائمة وتبني أفكار من شأنها الرقي بالأمة بمشاركة مفكريها ومرجعياتها الفكرية وعلمائها الذين هم للأسف وقود الحضارات الغربية.. لنتحد ونبني أوطاننا.. 

مُحاولات النيْل من النسيج المُجتمعي!

10433943_684766858272218_6324903329478026566_n

تستميتُ جماعةُ الحوثي في إذكاء الصّراعات الطائفية وتمزيق أواصر التّعايُش, مستخدمة بذلك أساليب رخيصة للنيْل من النسيج الاجتماعي المُتماسك منذُ الأزل بمختلف مشاربه. الأسلوب ذاته الذي استخدمتهُ الجماعة في صعدة وعمران ومراتٍ عدّة في العاصمة لغرَض توظيفه في تحقيق تأييدٍ شعبي من جهة، والتذرّع به لتنفيذ أجندات معينة من جهةٍ أخرى.

مؤخراً جيّشَ مُروجو الحركة في تنفيذ هذه الأساليب في تعز لفَتح بؤرةَ صراعٍ مُشابهة، وإدخال المدينة في قائمة صراعاتِها الافتراضية.

في الأسبوع الماضي، قُتل شخصيْن من منطقة الجحملية- منطقة نشاطٍ مُفترضة للحوثي- أحدهما من عائلة الوليدي، أخ الناشِطة السياسيّة وفاء الوليدي. مُلابساتُ الحادثة لا تزالُ مجهولةَ، يُذكر أنّ جميل الوليدي- جندي- كانَ مُسافراً إلى معسكرِه الواقعِ في العاصمة صنعاء.

مُباشرةً أقدَمَ مجاميع مؤيّدون للحوثي بنصب خيمةَ عزاء للقتيلين، متوعّدين بالثأر ممّن قتَلهم. لكنّ النّاشطة وفاء الوليدي- أخت أحد القتلى- سارَعت بالتبرّؤ من تلك الخيمة، وبأنّها لا تُمثلهم بأية حالٍ من الأحوال وغرضُها إذكاء الصّراعات واستدعاء الفرقة والتعصّب الأعمى.

هل تتذكّرون مقتَل الدكتور شرَف الدّين، وعبد الكريم جَدبان؛ هلْ تتذكّرون الشّابين أمين ومُجاهد الذيْن قُتلا في مكتبة الغدير؟ مَن قتَل جَميل الوليدي هو ذاتُه الذي قَتَل هؤلاء رحِمَهم اللهُ جميعاً.

عموماً, لا تزالُ المُحاولات في تعز تتكرّر تباعاً، في حين تغيبُ قوات الشرطة عن المشهد. هذا الأمْر يستدعي يَقضَة الأجهزةِ الأمنية، وحذَر سُكان تعز المُتعايشين من الانجرار خلفَ هذه المَزالق الخطيرة.

 

*الصورة من صفحة الناشطة وفاء الوليدي – أخت القتيل.

سنتان .. هل تكفي ؟!

جاءت المبادرة الخليجية كحل ناجز لتخليص البلاد من الاحتقان السائد في الشارع اليمني والحئول دون الدمار المتوقع حدوثه فيما لو تكرر النموذج الليبي إذا أخذنا بعين الاعتبار الانقسام الحاصل في المؤسسات الأمنية .. ولأن الشعب قد عانى من التدهور الأمني ومن الفوضى المفتعلة كمتلازمة لأي ثورة, فقد حظيت المبادرة بقبول شعبي, باستثناء شريحة من شباب الثورة, تمثلت في انتخاب الرئيس هادي, كون ذلك الحل الناجز الذي سيضمن تحقيق أهداف الثورة الشبابية الرامية لإنهاء التمديد والتوريث وإقامة دولة مدنية حديثة لا يد للعسكر فيها وبأقل التكاليف. 


فبالنظر إلى الفترة الزمنية من عمر المرحلة الانتقالية المقدرة بـ( عامين ), فقد سارت الأمور في البداية على وتيرة متسارعة فيما يخص تنفيذ البنود والإمساك بزمام الامور من قبل الرئيس هادي الذي بدا قويا للوهلة الأولى. فبرغم العوائق والألغام التي زُرعت في طريقه, , إلا أنه تجاوزها بحنكة بالغة مستعينا بخبرته العسكرية الطويلة وكذلك بالتحركات والضغوطات الدولية المتمثلة بالتوعد الغربي بفرض العقوبات والرحلات المكوكية التي أجراها المبعوث الأممي جمال بن عمر.
في الآونة الأخيرة, الثلاثة أشهر الأخيرة تحديداً, بدأت هواجس الشارع اليمني بالنظر بعيون ملؤها التشاؤم والقلق على مستقبل الوطن خصوصا في ظل الانفلات الأمني المفتعل الذي تشهده معظم المحافظات اليمنية, أضف إلى ذلك التدهور الرهيب في الجانب الاقتصادي الغذائي والصحي وتفكك النسيج الاجتماعي. 
في بلدان العالم, يقوم الاعلام

بدور عظيم متمثل في تقوية أواصر المجتمع ونبذ الفُرقة وغرس مفاهيم المواطنة العادلة وحب الوطن .. في اليمن, يوشك الشعب اليمني أن يقتتل فيما بينه بسبب الانحطاط القيمي الذي يجتاح وسائل الاعلام المكرسة حالياً في تأجيج الشارع وبث الفرقة والفتنة الممنهجة لتطفيش الشعب المتعطش للدولة وإدخاله في هستيريا الفوضى واللا استقرار . 


لعل انشغال المجتمع الدولي بالأحداث الساخنة التي يشهدها العالم, العربي على وجه الخصوص, ترك الباب مفتوحاً أمام أطراف بعينها للمحاولة لخلط الأوراق وتغيير إحداثيات المعادلة الحاصلة في التوافقية التي أفرزتها المبادرة الخليجية التي لم ترق لتلك الأطراف. هذه الأطراف تعودت الفوضى وبالتالي تغيظها السكينة والأمن الذي لمسه المواطن في بداية فترة الرئيس الجديد. 
ستة أشهر (ربع الفترة الانتقالية) مضت من دون نتائج ملموسة على الأرض, باستثناء التوافقية العقيمة الطافية على السطح بينما يستمر زرع الفخوخ والعراقيل أمام حكومة الوفاق لدرجة يستحيل تحقيق أي تقدم يذكر. إضافة إلى الألغام التي يزرعها مجلس المشائخ المهترئ الذي بات أشبه بسوق خُضار تعلو فيه أصوات نشاز لا تمثل إلا نفسها.. شغلهم الشاغل إقرار موازنة المشائخ وتعطيل حرية الصحافة. 


فيما الوضع الأمني لم يزل يغرق في الفوضى والعبثية الناجمة بالدرجة الأولى عن انقسام الجيش والتباطؤ في إعادة الهيكلة; يتردى الوضع الاقتصادي بدرجة مخيفة حسب تقارير منظمات الإغاثة التي دقت ناقوس الخطر.. أليس جديراً بنا استغلال التواجد الدولي (خلال العامين) والدعم المرافق للفترة الانتقالية لإحداث تغيير جذري في الجيش على أسس وطنية؟! ماذا لو استُغل التعاطف والدعم الدولي الحالي لبناء ترسانة اقتصادية وتشغيل العاطلين وسد رمق الجوعى؟! 
إن التدخلات التي تقوم بها بقايا النظام السابق والتعطيل الحثيث للتوافقية السياسية التي تشهدها البلاد من شأنه تقويض هيبة الدولة وإبقاء العملية السياسية بين شد وجذب حتى تنتهي الفترة الانتقالية والعقوبات المفترضة المرافقة لها, مما سيرجع الأمور إلى المربع الاول المتمثل في الصراع على السلطة من خلال الانتخابات المرتقبة بعد انتهاء الفترة الانتقالية دونما تحقيق أي تقدم يذكر ومن دون إنجاز النقلة النوعية للبلاد في ظل الدعم الدولي.. والله المستعان. 

وطنٌ مُفخخ..!!

salemqatan01

كثيرون من راهنوا على الحكمة اليمانية التي تجلت, أو خُيل إلينا, إبان أحداث العنف في العام الماضي الأكثر سخونة في البلدان العربية, ربما لم تكن تلك الحكمة من حال دون الدخول في أتون الحرب الأهلية التي كثر الحديث عنها! إنه لطف الله بنا بالدرجة الأولى .. ودعوات الفقراء والمقهورين التي ليس بينها وبين الله حجاب. 


لم تعد اليمن بلد الحكمة كما قال عنها الصادق المصدوق ذات يوم, كانت كذلك لكن ليس الآن, فقد أصبح بلداً مفخخاً بألغام من الصعب نزعها بتلك السهولة. كلما تفاءلنا بأن تنجلي الكروب التي أثقلت كاهلنا أصر عشاق الظلام افتعال الفوضى لخبث في أنفسهم ; كلما لاح الفجر في الأفق غطته غيومٌ سوداء تسد الأفق, وتضل الفوضى سيد الموقف( كلما صفت غيمت). 


فأنصار الشيطان يذبحون حماة الوطن على الطريقة الإسلامية (حلال) تحت مبرر تطبيق شرع الله ومحاربة أمريكا والغرب, في أبين طبعاً.. رحم الله العم/ سالم قطن , فقد كشف زيف من يسمون أنفسهم بأنصار الشريعة.. طهر البلاد من رجسهم لكن يد الغدر طالته فقط ليعطوا دفعة معنوية للقاعدة لمواصلة عملياتها الدنيئة التي ينكرها الاسلام والإنسانية جملةً وتفصيلا .. العظماء لا يموتون! تضل بصماتهم عالقة في ذاكرة الوطن ومنجزاتهم ملموسة لا يكسوها غبار الزمن , رحمة الله تغشاك. 


أما ( الجدعان بتوعنا) فيصرون أن نعيش في الظلام فهم يتلذذون بذلك, فلا تمر يوم بدون اعتداءات جديدة على أبراج الكهرباء في ظل صمت الأجهزة المعنية التي اكدت انها لا تقوى على بسط سيطرتها على ممر خطوط كهرباء ..الاقتصاد المنهار أصلا يتكبد خسائر فادحة يستفيد منها المقاولون القائمون بأعمال الكهرباء إذا لم يكونوا هم من يدفعون بالجدعان لضرب الأبراج .. يا جماعة الخير ( دي مش جدعنة)!! 


الإعلام بوسائله المختلفة أضحى وبالاً على وطننا, فما هو حاصل من فرقة في الشارع العام هو تأجيج وبخ الماء في الزيت . فتن كقطع الليل المظلم تعصف بالأمل ا الذي يعيشه المواطن وتفكك أواصره ونسيجه الإجتماعي. تضليل وأخبار كاذبة تطبخ بعناية بالغة لتحطيم معنوياتنا . لماذا دائما نصر على الخروج إما غالب أو مغلوب؟ ولماذا نتعاطى بهذه الأنانية على مبدأ ( إلم يكن لي فليس لغيري)؟! 


كم نحن محتاجون إلى القليل من حب الوطن على حساب مصالحنا الشخصية الضيقة, في مصر سعى عتاولة النظام السابق إلى إعلان نتيجة جولة الإعادة لصالح مرشحهم لإعادة إنتاج النظام السابق والقضاء على الثورة ،لكن الوطنية والقدر الكبير من التعليم الذي يتمتع به المصريون حال دون الدخول في هذه المهاترات , فمصلحة مصر فوق كل اعتبار. فهم يعرفون أن فوز مرشحهم يعني ثورة من جديد وفوضى عارمة ستعصف بالبلد! 
كنا كثيرا نخاف على ثورة مصر من العسكر ونرى أن ثورتنا على الأقل ستضمن عدم إعادة إنتاج النظام السابق, لكن ثورة مصر اليوم تشبه تماما ثورة الياسمين في تونس ثورة ناجزة بصمود وتكاتف أبنائها في الرمق الأخير. 


ثورتنا هي اليوم من تستحق الرثاء والبكاء دماً بدل الدموع, مازال عشاق الفوضى يفخخون البلاد من كل اتجاه مستغلين الحصانة التي منحتهم إياها المبادرة الخليجية والأموال الطائلة التي دفعها الشعب من عرق جبينه التي لم تجمد بعد وهي أقوى الوسائل التي ما زال يعبث بها النظام السابق.


الخطوط الرئيسية بين المدن جلها مقطوعة بحيث تعيش بعض المدن في عزلة تامة, مسلحون في كل الشوارع والطرقات يعيثون الفساد تحركهم أياد سوداء عبثت بمصائر العباد ولا تزال, وجع سرمدي وجرحٌ غائر ينهش في وطني.. هلاّ نتنازل عن نزعاتنا الشيطانية ولو لمرة من أجل وطننا؟ ألا يستحق منا ذلك؟! 


قد يقول البعض أن كلامي يبعث على التشاؤم, لكنها الحقيقة المرة التي نتجرعها على مضض ويعيشها وطني المثقل بالجراح. فقلوبنا وعقولنا تحتاج إلى إعادة هيكلة من تلك الأفكار الانتقامية ومشاعر الكراهية وحب الذات, نحن فعلا ً بحاجة إلى تناول جرعات من ( حب الوطن ) دون اكتفاء لنصير كباقي الشعوب ولكي نبني وطننا ونضحي لأجله بكل نفيس, لأجل الوطن فقط! 

مصْر غير!!

في مصر (أم العجائب) كل شيء فيها عجب وغير متوقع , فثورتها غير , ومرحلتها الانتقالية عجب , وانتخاباتها الأغرب على الإطلاق! 


مفاجآت الشارع المصري لا تنتهي , وبين الجولة الأولى وجولة الإعادة الكثير والكثير من المفاجآت; فقد يعود النظام السابق إلى السلطة من بوابة الثورة الخلفية وبحلة ثورية أيضاً , فقد سمعنا اللواء / أحمد شفيق بعد إعلان النتائج النهائية للمرحلة الأولى متوعداً من سرقوا ثورة الشباب , وأنه سيعمل جاهداً على استعادتها فاتحاً بذلك عهداً جديداً وسيتجاوز جميع سلبيات النظام السابق الذي كان وما يزال أحد رموزه , الجدير بالذكر أنه وفي عهد رئاسته للوزراء بداية الثورة الشعبية حدثت موقعة الجمل التي راح ضحيتها عشرات الشهداء. 


استمر شباب مصر بالتظاهر في ميدان التحرير ومدن أخرى , التيارات الليبرالية والقومية على وجه التحديد , مطالبين بإنفاذ قانون العزل السياسي قبل جولة الإعادة المرتقبة في منتصف الشهر الجاري , وبالتالي إرجاع مرشحهم حمدين صباحي الذي حل ثالثاً , إلى الواجهة جنباً إلى جنب مع مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسي. 


في حال لم تتمكن هذه القوى من إنفاذ قانون العزل السياسي الذي أقرته المحكمة ورفضته اللجنة العليا للانتخابات ستكون القوى الثورية بين خيارين لا ثالث لهما , إما مرشح الإخوان محمد مرسي أو مرشح الفلول أحمد شفيق .. وتستمر المفاجآت! 


تتخوف القوى الليبرالية في مصر من استحواذ جماعة الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة (على نحو ديمقراطي طبعاً) بالقدر الذي تخاف فيه من صعود مرشح النظام السابق إلى سدة الحكم في معادلة مجحفة نوعاً ما بحق مرشح الإخوان المحسوب على الثورة على الأقل. 


الحملة المقننة الشرسة على خطر صعود الإخوان (الإخوان فوبيا ) إلى الحكم طغى بل اكتسح حقيقة أن الخطر الأكبر هو عودة الدكتاتورية التي ثار من أجلها الشعب وعمدها بدماء طاهرة أوقدت جذوة الثورة وأسقطت أعتى ديكتاتوريات العسكر العربية , ففي حال صعد الإخوان مثلا وأثبتت حقيقة ما قيل عنهم , ولا أظنهم كذلك , على الأقل سيكون من السهل الإطاحة بهم على عكس حكم العسكر الذي استمر عشرات السنين يحكم بحالة الطوارئ. 


على الإخوان المسلمين إثبات حسن النية في شراكة مع كل قوى الثورة في إعادة إصلاح ما افسده العسكر بالعمل لا بالقول فقط , كما ينبغي على القوى الليبرالية التفكير بمنطق ثوري إزاء التطورات الراهنة في الساحة والالتفات إلى خطر عودة الفلول للحكم وحدوث نكسة توازي كماً ونوعاً نكسة 1967م. عليهم التكاتف والالتفاف على ثورتهم وإسقاط النظام السابق وتجاوز الخلافات الجانبية والتنازل عن المعتقدات السائدة والقناعات الفكرية الضيقة فقط من أجل مصر الثورة! 
وبغض النظر عما ستفرزه جولة الإعادة في مصر , ستكون النتيجة ذات أثر عظيم إما إيجابي أو سلبي على البلدان التي شهدت ثورات ربيعية ربما باستثناء تونس التي اجتازت مرحلة الخطر بوعي وتكاتف أبنائها المثقفين سواء من القوى الثورية أو النظام السابق. 


باقتدار وبتأن يعمل المجلس العسكري لكسب الشارع الذي عانى الكثير من الفوضى كمتلازمة طبيعية للثورة , فبالنظر إلى الحكم الأولي الذي أصدرته المحكمة بقضية الرئيس السابق وحبيب العادلي (السجن المؤبد) ما هو إلا حل توافقي لكسب أصوات الشعب المتعطش للافوضى وبعد الانتخابات سيتم الاستئناف بالتأكيد للقضية.. على ثورات الربيع العربي أن لا تعيد إنتاج الدكتاتوريات ذاتها التي ثارت ضدها وبحلل ثورية مزيفة , كم سيشمت بنا المتربصون , وما أكثرهم! عندها سأقول كما قال الأستاذ فيصل القاسم : «إذا فاز شفيق سأعتذر من كل الطواغيت وسأقول لهم لقد ظلمناكم وأسأنا إليكم فشعوبنا لا تستحق أفضل منكم , فاستمروا في دوسها مشكورين» .

هل يعود السيسي مجددا؟!

40_20140331094310

منذ أسابيع، قرأتُ خبراً أثار لدي الضحك. يقول أحدهم: أن أحد مرافقي السيسي الشخصيين أطلق عيارين على قائده سكن أحدهم قرب الرئة، الأمر الذي استدعى نقله إلى العناية المركزة في مستشفى طُرة ومن ثم إلى أمريكا. بدا الأمر كسخافات لغرض البلبلة والمناكفات السياسية. لكن، بمرور الأيام بدا الخبر مثيرا للريبة. إذ لم يطلع الفريق على أي وسيلة إعلام منذ أشهر، أي بنفس التاريخ الذي أشار إليه الخبر.

فبدلا من الظهور المتكرر في الأشهر السابقة للرجل في كل المحافل واحتجاب الرئيس المؤقت، يبدو عدلي منصور أوكثر ظهورا مؤخرا.

حقيقة، هناك غموض رهيب يلف القضية. تسارع غير عادي في وتيرة الأحداث. فشخصية السيسي بالنسبة للمصريين المؤيدين لـ 30 يونيو، هي صمام أمان لمصر، باختلاف توجهاتهم. في حال غياب السيسي تحت أي ظرف، ستحدث تصدعات في هذا التيار. فالجناح العسكري بحاجة لضمان وجوده في المسار السياسي، بينما القوى المدنية المحسوبة على ثورة يناير تطمح للظفر بمقاليد الأمور.

تيار آخر عائد بقوة؛ رموز النظام السابق، تيار شفيق وتيار الولاء للرئيس السابق مبارك. لذا، يعد الفريق السيسي همزة الوصل بين كل هؤلاء بصفته أحد أفراد الجيش الذي يحظى بمعزة خاصة من أغلب التيارات المصرية. ثمة إرهاصات توشي بوجود شروخ داخل تيار 30 يونيو، الدليل على ذلك انسحاب أهم فصائل ثورة يناير من خارطة الطريق، حركة ستة أبريل والزج بمؤسسها في السجن. هذا التسارع في تحييد خارطة الطريق لفصيل ما، يوحي بتأسيس مرحلة جديدة بنظام بوليسي قمعي.

القرار الأخير الذي اتخذته السلطات عن طريق القضاء بإعلان جماعة الإخوان المسلين جماعة إرهابية يؤكد تخبط ما في صفوف القيادة الجديدة. في ذات الوقت، يؤيد كثيرا ما تم تداوله عن اختفاء الفريق السيسي عن المشهد. إذ يرى القائمون على السلطة أن إصدار قرارات سريعة لتحييد فصائل فاعلة بالامكان أن تقف حجر عثرة أمام خارطة الطريق، يرى هؤلاء أنها أصبحت حتمية. وهذا دليل على وجود ارتباك شديد، وأن الفريق عبد الفتاح غير متواجد تماما في المشهد.

لكن اتخاذ قرار بحجم حضر جماعة الإخوان المتواجدة بكثرة سيكون له تبعاته. هناك احتمال نجاح محاولة خلق رأي عام ضد الجماعة واستخدام العنف على نحو ممنهج ضد من ينزلون إلى الشارع. إحتمال آخر سيكسب الجماعة تعاطف قوى عديدة، كون أعمالها على الواقع لا ترقى لاتهامها بتهمة خطيرة لا تستساغ بتلك السهولة. ربما تحدث تغير شامل للمشهد الحالي. لكن هل اختفى السيسي تماما؟! هل ستعود الأمور إلى نقطة البداية، إلى ما قبل يونيو أو حتى يناير؟! لننتظر!

إلى الرئيس.. هل تستطيع؟!

yp02-03-2012-519824

يطاردُنا اليأس مع كل غروب، تلاحقُنا الغُربة ونحن بين أحضان الوطن، أو ما تبقى منه إن جاز التعبير، إنها غربةُ الروح, لا فكاك منها! نخرجُ مع بزوغ كلّ فجر، نتلمّس الأمل هنا وهناك، لكنه يتبخر أمام أعيننا كالزئبق. كلُ شيءٍ يُنبئ ببارقة أمل سرعان ما يتحول إلى الّلاشيء، كمن يلهثُ خلف السّراب. منهكون حدّ الموت، لكننا لم نمت بعد، وكأنّ راحة الموت لا تليق بنا. كل ما يحدث لنا عبثي، ومفتعل. كلما أردنا أن نحيا، قيل لنا: لن يُقضى عليكم فتموتوا، ولن تنعموا بحياتكم. تتلاحق الأحداث بوتيرة متسارعة، سلسلةٌ من المشاهد التراجيدية، وكأنها مُقبلات لوجبةٍ دسمة تتبعُ بعد حين. رائحةُ الموت هي كل ما يمكن استنشاقه، مشاهدُ الجثث المتناثرة هي كل ما يبلُغه النظر، والقادمُ سوداوي. ليس التشاؤمُ من يُحرك عاطفتي، بل ما أحاول إشاحة النظر عنه من تفخيخ لما بقي من أحلامنا. كلّ الأمنيات تنتحر على بوابة اليأس المخيّم على قلوبنا، كلُ شعاعِ ضوء يخفُت بضغطة زناد.

كل ما يحدث معلومةٌ مصادِره، على الأقل عند الأخذ بمعيار الفائدة. لا نعرفُ كثيراً ما يجري في دهاليزكم، لكن إبطائَكم في إزالة أسباب الفوضى غيرُ مبرّر. فالحكومةُ المفخخة تتداعى، والمؤسساتُ غارقةٌ في العبث، لا شيء تغير سوى المنهجية في التخريب. فالتوافقية العقيمة شلّت مفاصل الدولة، وزادت الطينَ بِلّة. الاستقطاب يُخضع المؤسسات للفشل المنظّم، والشّلل التام. كلّ هذا يدمرُ الوطن، ويُجهض ما تبقى من آمال لدى الشعب. ثمةَ أشياء عاجلة لابد من القيام بها، على الأقل، لإجهاض السيناريوهات الأكثر قتامة. ليس المتورطين من ينبغي استبدالهم، بل المتساهلين والضعفاء كذلك. الخضوعُ للمحاصصة مجدداً، انتحارٌ سياسي سيطيح بالبلد. فكما فضحت فيديوهات مجمع الدفاع وحشية المنفّذين للجريمة وخَلقتْ رأياً عاماً ضدّهم، أطلعونا على من يقفُ خلف هذا العبث كله كي يمقتَهم الشعب، ويلعنُهم الّلاعنون. سئمنا الاقتيات على الشائعات، والاستماع قسراً لتراشق التهم بين الأغبياء. لا تخضع لابتزاز الخارج، فإنهم سبب البلاء، وكل ما يحدثٌ لنا بأيدينا، من صنعهم.

غابتْ بيارقُ الأمل إلا من حبل الله؛ ندّعي أننا نستحقُ العيش بسلام، لأن أحلامنا لا تتعدى كسرةَ خُبز وشربةَ ماء. في عتمة هذا اليأس المخيّم، هناك فرصٌ ذهبيّة لإشعال يراعَ أمل. مراكز قوى بحاجة لإضعاف وقصقصة ريش. الأمر بحاجة إلى قرار شجاع قبل فوات الأوان، ولا أظنّ الشجاعةَ تنقصُك!

سيادة الرئيس، السوادُ الأعظمُ من الشعب يبحثون عن وطن وحسب، كلنا معك… افعلها!!

 


حقيقة ماجرى في مجمع وزارة الدفاع!!

 

انتحاري ومسلحون يقتلون 52 في هجوم على وزارة الدفاع اليمنية

*مأرب برس

يومٌ دامٍ شهدته العاصمة، ورعبٌ خيم على قلوب ساكنيها، اكتست الأرضُ بالدماء، وتلبدت السماءُ بغيمات الحزن. توجسٌ وقلقٌ يعيشه الشارع اليمني، وهم يشاهدون بأم أعينهم من يعبثون بأمنهم، ومن يدفع بالبلد إلى الاحتراب الداخلي والتمزّق لا لشيء سوى العبث والتشفّي.

الكثير من التحليلات والتخيُّلات تطفو على السطح، وأيٍ كانت فهي تصب في إضعاف الدولة وعرقلة العملية الانتقالية. في حين ذهب البعض لاتهام النظام السابق في التخطيط والتسهيل ربما لذلك العمل، ويرتكن هؤلاء على التسهيلات التي حصل عليها المهاجمون من الداخل، حضور فوري لقناة اليمن اليوم والصور الحصرية التي بثتها، وكل ذلك يؤكد تسريبات للرئيس السابق بإعطاء مهلة 80 ساعة لقلب نظام الحكم وما تسرب من ” ريمة حميد”. أضف إلى ذلك تفرد وكالة خبر للأنباء التابعة لنبيل الصوفي بنشر بيان القاعدة بشأن العملية. لكن ثمة سيناريوهات عدة لا تخلو من الغرابة. على أن نؤمن يقيناً أن للقاعدة يد بذلك، لكن أي قاعدة؟! بالعودة إلى إحدى التحليلات، خصوصاً مع ورود اسم شقيق الرئيس المتواجد في المستشفى العسكري داخل المجمع. فالرجل يشغل مركز وكيل الاستخبارات في عدن، لحج، أبين.. وله صولات وجولات مع التنظيم في الجنوب. ومع الاقرار بوجود تسهيلات من الداخل، ثمة من رتب الأمور لاستهداف المستشفى على غيرعادة التنظيم، فمن المفترض أن تهاجم مباني الدفاع بدلا من المستشفى. لكن السيارة المفخخة تفجرت وسط جراش السيارات أمام المستشفى, ولم تستطع الوصول إلى مداها المحدد؛ يذكر أن اغلب الجثث قضت برصاص حي بالرأس والعنق. يبدو الأمر هنا أقرب من تصفية لشخصيات أكثر منه إلحاق خسائر بالدولة ومرمطة هيبتها. ربما كان المهاجمون بعلم مسبق بتواجد شقيق الرئيس في المستشفى لعلاج نجله.

مع العلم أن استهداف شخصية كشقيق هادي تمثل ذريعة منطقية لإلصاق الهجوم بالقاعدة، أضف إلى ذلك قتل الأطباء الأجانب ليتوافق مع مبادئ التنظيم وإضفاء صبغة لا تقبل التأويل. أما عن وجود الرئيس هادي بعيد الحادث بساعات قليلة، فهو بالمقام الأول يظهر حنكة الرجل، وتقليله من مكاسب مخططي ومنفذي الهجوم. لكنه يشي باحتمال تواجد الرئيس في المكان ذاته من قبل الحادث، وهنا يبدو الأمر مختلف من ناحية الهوية بالنسبة للمهاجمين وكذلك الهدف. ربما أرادو بذلك إطلاق الرصاصة الأخيرة في نعش العملية الانتقالية باستهداف الرئيس ذاته، وإرجاع الوضع إلى المربع الأول قبل المبادرة الخليجية. عندها ستتبدل أحجام اللاعبين في المشهد، فيما سيبرز لاعبون جدد في المشهد. على أية حال، لهذا الحادث ارتباط منطقي بمخرجات مؤتمر الحوار. إذ ترى الجهة المنفذة، أي كانت، تقليص لوجودها إلم يكن زوال تدريجي، فهي تسعى لإحداث بلبلة لعرقلة أو لإبطاء وضع اللمسات الأخيرة على مخرجات الحوار الوطني. ومع ذلك، لن تكون هذه العملية هي الأخيرة، بل هي بمثابة دوامة من العنف والعبث، على الأقل استنادا لمشاهداتنا على الواقع. فمن لا يروقهم الحوار كُثر، ولا نستبعد أن يجتمعوا على طاولة الشر، وإغراق الوطن بالفوضى. الأمر الذي يستدعي تكاتف القوى الثورية والشرفاء حول الرئيس، ويقضة من قواتنا المسلحة والأمن البواسل، الصخرة المتينة التي تنكسر فوقها كل فؤوس ومعاول الهدم. الرحمة على أرواح الشهداء والمعافة للجرحى.. ويحيى الوطن!

للعلم: التقرير الذي عُرض على الرأي العام حول التفجيرات يحتاج إلى تحقيق! إذا ظلينا نتعامل بنفس العقلية السابقة واللاشفافية مع الشعب, فمازلنا نراوح نفس المربع. لابد من اطلاعنا على التقرير الحقيقي(المخفي), لك الله يا وطن.

 

*الصورة من موقع خبر

 

بين الحمائم.. والصقور!

كما هو معروف أن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم لم يكون يوماً حزباً “أيديولوجيوياً”.. بمعنى آخر قام الحزب على أساس المصالح الشخصية الضيقة والجهوية النفوذ, لا ننكر أن هناك أناس شرفاء في المؤتمر ولا تنطبق عليهم الأوصاف السابقة , يعملون بصمت ولقد ميزنا ذلك الصنف على نحو جلي بعد جمعة الكرامة التي راح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح.. ستقال معظم هؤلاء المؤتمريون الصامتون من مناصبهم ومن أحزابهم بعد ما استدعت مشاعرهم وضمائرهم الحية أصلا تلك المجزرة الرهيبة بحق المعتصمين السلميين.. ومازال بعض هؤلاء في الحزب والسلطة حتى الساعة.

هؤلاء الصامتون عادتاً ما يطلق عليهم ” الحمائم” وهم عقلاء المؤتمر الشعبي العام والذين لا يزالون يحملون من قيم الوطنية ما يجعل فيهم حب اليمن في المقام الأول بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة, يقوم هؤلاء العقلاء بتقديم النصح “للحاكم” لكن هيهات أن يسمع منهم لأنهم بالغالب ليسو ” حمران عيون” ونصائحهم ” عتيقة” وغير ملائمة للتقدم الحاصل حسب تعبير الشق الآخر المقرب من الحاكم. انظم المئات من هؤلاء بعد جمعة الكرامة وبقي الآخر ربما لغرض حماية الثورة أو لأسباب هم وحدهم يعرفونها.

أما الصنف الآخر, الغير صامت.. الحاشية المقربة وخاصة الحاكم “حمران العيون” فقد دأبوا على تسمية أنفسهم بأنفسهم , اسمٌ بعيدٌ كل البعد عن شخصياتهم وتصرفاتهم , إنهم “الصقور!” هؤلاء “الصقور” الجارحة خلافاً تماماً عن “الحمائم” الوديعة, فهم يوسوسون له ليل نهار حتى أوصلوه إلى ما هو عليه اليوم, أغرقوه في وحلهم من أخمص قدميه حتى رأسه وما زالوا!

فإذا كان “الصفر” يرمز للسمو والشموخ, يرمز للجدية والصرامة, فأين ذلك من صقور المؤتمر؟! فهم على العكس تماماً.

“الصقور” هم من يسبون الدول الصديقة التي ساندت وتساند اليمن كدولة “قطر” الشقيقة غير مكترثين بعلاقات مثل هذه الدول ببلادنا مستقبلاً ناسين أو متناسين أنهم غير بعيد كانوا يأخذون منها الأعطيات لمصالحهم الشخصية.

“الصقور” هم من سفه السفير الألماني بالشتائم لأنه قال كلمة حق في زمن العجائب , فعلا كانت الحصانة أسوأ ما في المبادرة وجريمة لم تعهدها البشرية, وتحريض ممنهج للقتل مع العفو سلفاً.

“الصقور” هم من يقودون المجاميع المسلحة لنهب المحال التجارية وقطع الشوارع وإقلاق السكينة والتقطع والاختطاف وأخذ الإتاوات من المواطنين.. هم أولئك الأميون الذين لم يحضوا بالتعليم أو بالأحرى ليسو مؤهلين لشغر أي مناصب بسيطة ولكنهم وصلوا إلى السلطة بقدرة قادر ربما لأنهم “أميون”.

الصقور باختصار شديد, هم من يطالبون اليوم بالضمانات والحصانات, ويمارسون أعمال المافيا للضغط والابتزاز ليحضوا بضمانات تحصنهم ” من أمر الله”.. ولكن إلى أين المفر!

وبين الصقور “الجارح” و الحمائم ” الوديعة” يقع شعبُ مسكين يدفع ضريبة التغيير المستحيل للقوى الظلامية التي طال ليلها مع وجود بطانة كهذه.. للعلم والإحاطة (معظم الصقور الجوارح هم من تعز الثورة .. تعز كلها ثائرة باستثناء من يسمون نفوسه بـ”الصقور”) خصوصا  بعد انضمام مؤخراً صقر من الطراز الرفيع في الوقت بدل الضائع بعد اختفاء دام سنوات خلف قناع العدالة والنزاهة .. ” فاتك القطااااااار”!!    

لك الله .. يا دمااااج!!

هناك أطراف” تحمل مشاريع صغيرة” ومنذ اندلاع ثورة الشباب المباركة وهي تثير بلبلة سواء في الساحات أو على النطاق السياسي وحتى القبلي لغرض الإرباك وتغيير المعادلة على الواقع. فكلما ضُيق الخناق على النظام بفعل الثورة وحشره في زاوية ضيقة, تقوم هذه الأطراف بافتعال أزمات من نوع آخر وفي أمكنة مغايرة لغرض خلط الأوراق وبالتالي تخفيف ذلك الخناق.. ويبقى السؤال دائماً, ماذا يريد الحوثيون؟!

كم كنا نتعاطف معهم في حروبهم مع السلطة الفاسدة! كان لديهم قضية عادلة ظُلموا فيها لكن الحرب في النهاية كانت حرب استنزاف وتصفية حسابات خاصة, طبعاً باستثناء الحرب الأولى, ولكن في النهاية أبناء صعدة الأبرياء هم من يدفعون الثمن باهظاً بغض النظر عن ماهية الحرب وأسبابها التي مازلنا نجهل تفاصيلها إلى الآن! كيف تبدأ وكيف تنتهي لتعود للاشتعال والتوهج من جديد؟!

حربٌ وقودها أبناء صعدة الأبرياء وكذلك أبناء القوات المسلحة الذين لا يعرفون لماذا هم يقاتلون أصلاً ولصالح من! فهم فقط يطيعون قادتهم طاعة عمياء حتى لو كان الضحية هم أنفسهم وناس أبرياء مثلهم.. لما ذا تبدأ الجرب؟! من يشعلها؟ في أي وقت من السنة تبدأ؟ صيفية أم شتوية؟ أم أنها ربيعية على غرار الربيع العربي؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يعرف تفاصيلها ” صالح ” و “الحوثيين” على حد سواء! حربٌ تدار من أروقة القصر الجمهوري وتمول من مال الشعب .

يحاول الحوثيون في ضل التدهور الأمني بسط سيطرتهم على عدة محاور “طبعاً دفاع عن النفس!” وذلك من أجل ربما حجز اكبر قدر من الأرض لإقامة ” الدولة الحوثية” بمباركة النظام السابق, وإلا لماذا يستعرض أتباع الحوثي قوتهم على أبناء دماج العزل؟! أم هو دفاع عن النفس! ربما ستتكشف الحقائق غير بعيد وستبدي لنا الأيام ما نجهل.

لست هنا على عداوة مع الحوثيين, وفي المقابل لا أحب السلفيين.. فالسلفيون مثلهم مثل الحوثيين من أدوات “صالح”, كفروا الخلق, وسبوا العلماء ومنذ اندلاع الثورة المباركة لم يبارحوا المنابر دفاعاً عن القتلة “أولياء الأمور”. لكن هذا منكر ويجب إزالته ووقف معاناة أبناء دماج بأسرع وقت.

الأكثر ألماً هنا أن يكون الاعتداء على أهل دماج من قبل الحوثيين الذين كانوا يتجرعون من نفس الكأس غير بعيد, أن تصبح في عشية وضحاها من مظلوم إلى ظالم فتلك هي المصيبة.. أن يكون الناس واقفون في صفك ويألمون لألمك كونك تدافع عن نفسك وفجأة تبدأ بالتوسع لأطماع لا يعلمها إلا الله وتهلك الحرث والنسل “دفاعاً عن النفس!”.

ما يهم الآن هو إغاثة أبناء دماج وما يتعرضون له من حصار مطبق يدمي له القلب ومحاصرة في المأكل والمشرب “حتى حليب الرضع” لم يسلم من تقطعهم ولا القوافل الغذائية التي سُيرت من قبل بعض الأهالي يأخذونها ويعبثون بها. أبناء دماج في النهاية “بني آدم” و “يمنيين” كمان.. فلماذا نتباطأ عن الذود عن كرامتهم ورفع الظلم عنهم, يا حكومة الوفاق! ركزتم على الجانب الاقتصادي ونسيتم الجانب الإنساني والأمني.. أين بسط السيطرة من قبل الحكومة على المناطق المنكوبة التي يحاول الحوثيون “عبثاً” السيطرة عليها “دفاعاً عن النفس” حد قولهم؟! لماذا لا يتم تشكيل لجنة تقصي حقائق رسمية للنظر في الأمر والسماح للمساعدات الإنسانية للوصول للأهالي دونما تقطع؟!

عجباً لأمر الحوثيين! أين ذهب شعارهم العاطفي “الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل” عندما وصل “بن عمر” لزيارة صعدة؟! أم أن تلك الشعارات فقط لذر الرماد في العيون ودغدغة المشاعر؟! أم أن ذلك الشعار قد تغير إلى ” الموت لدماج.. الموت للسلفيين”؟!.. محيرةٌ هي صعدة ومحيرةٌ حروبها! تدار من “الغرف المغلقة” من أروقة القصر الجمهوري وتمول من جبين الشعب! في النهاية أبناء صعدة” المواطنين” وكذلك أطفال دماج هم من يدفعون الثمن الباهظ لتلك السياسة القذرة التي تعبث بدماء الأبرياء وتفكك أواصر المجتمع الواحد وتنشر ثقافة الكراهية.. حسبما الله ونعم الوكيل .. لك الله.. يادماااااج!!

*يمن برس