أرشيفات التصنيف: حرّيات

عندما تباع الطفولة على أرصفة البؤس!

1779138_697895823596473_1349273418_n
عائشة، أختٌ لأربعة أطفال. توفي والدهم منذُ عامين. تركت الطفلة، بنتُ الأحد عشر ربيعاُ، تركتْ المدرسة وتوجّهت مبكراً لسوق العمل. ولحداثة سنّها، لم تجدْ ما تعملُه سوى بيع التمور على أرصفة الضياع، وإعالة أسرتِها. حُرمت تعليمها، وأُجبلتْ على عيشة البؤس والشّقاء، في مجتمعٍ لا يَرحم!

كم هي كثيرةٌ منظماتُ المجتمع المدني وحقوق الإنسان في بلَدي، لكنّها تتلاشَى عندما تُنتهكُ الطفولة وتتشرَّد الأُسر على جنَبات الطرق. جفّت أيادي العطاء إلا من دعم القُبح وممارسة الفوضى. تذهبُ ملايينُ الدولارات لدعم مايسمى بـ “حقوق المرأة” عبثاً، بينما يتضور آلافُ الأطفال جوعاً. يفترشُون الأرصفة، ويلتحفُون السماء.. ينهشُ البردُ أجسادهم ويقتاتُ على بقاياها. انتهاكٌ صارخٌ للطفولة وتحدٍ صريح لإنسنيتِنا المتهالكة!

كم أحسدُ هذه الطّفلة! والكرامة الّتي تسكنُها. تجتمعُ براءتها مع عزة النّفس على السواء. لمْ تستطِع الالتفات إلى عَدسة الكَاميرا خجلاً. أشاحتْ النَّظر واكتفت بذرف دموعٍ بريئة أوصلتْ واقعَ المعاناة.. ما أغلى تلكَ الدمَعات يا عائشة! وما أرخصَ تخاذلنا!

هذا نموذجٌ بسيطٌ لآلاف الأطفال القابعينَ تحتَ وطأةِ الفقر والتشرُّد 

* عائشة اسم افتراضي..

عدسة: Ammar Khalaf
تعليق: متولي محمود

هل تقتضي المهنية التخلي عن الانسانية؟!

1780833_703456303040425_534508235_n

هذه الصورة لطفلة سودانية من الجنوب في عام 1993 توقفت للراحة وهي تزحف نحو مركز اطعام اقامته الامم المتحدة …النسر الجائع وجدها فرصة سانحة,

لكن المصور كان في الانتظار لمدة نصف ساعة ليلتقط لحظة انقضاض النسر لتمزيق ما تبقى من جسد الفتاة ويبيعاها بحفنة من الدولارات.

لم يكلف نفسه التحلي بالقليل من الانسانية وينقذ الفتاة, لكن النسر أشفق على الطفلة وكان أرحم بها من بني جنسها.

*معلومة: استلم الصحفي جائزة قيمة لقاء هذه الصورة, لكنه واجه كارثة تأنيب الضمير, فلم يستطع العيش بقلب صخرة.. وانتحر بعد أشهر 

لو أنت بهذا الموقف, هل تلتقط الصورة وتركض خلف الشهرة, أم ستتصرف كإنسان وحسب؟! 

وصفات للتعايُش!

تبدو وصفات التعايش ناجعة للعرب المنتشرين في أسقاع الأرض، بينما لم يتمكنوا من قبول الآخر في بلدانهم الأصلية، ليس لأنهم أشراراً، بل لأن بيئتهم موبوءة بكل شيء. يتناحرون هنا ويعيشون هناك كأسوياء. تركوا أمتعتهم بما في ذلك عصبية الانتماء، وذهبوا بلا متاع سوى أنهم بشر. تخلّوا عن فكرة قدسية العيش لفئة دون الأخرى!في أمريكا الجنوبية على سبيل المثال، يسجّل المواطنون ذو الأصول العربية معانٍ جميلة للتعايش، يفتحون آفاقاً للإبداع والتحضُّر. الكثير منهم وصلوا إلى مراكز صنع القرار في تلك البلدان حسب معيار الكفاءة، وليس أي معيار.

ليس السبب الرئيسي بالتأكيد إيمانُ تلك البلدان بالتعايش وقبول الآخر وحسب، إنما القناعة والرغبة النابعة من الداخل لدى هؤلاء المواطنين في التخلّي عن طُرق حياتهم السابقة القائمة على الطائفية والجهوية والتمايُز ببساطة لأنها لم تعُد مُجدية؛ إيمانُهم بجمال الحياة على أُسُس الانسانية وليس غيرَها.

للعلم: العقل العربي بنّاء، والمواطن العربي مُبدع ونشيط ولا يتوقّف عن الابتكار؛ لكن في مكان ما وليس في بلده! هنا يجدُ أحدنا نفسه غارقاً في قضايا عبثيّة كدوامة لا تنتهي، وهذا ما يجري تغذيتُه فعلاً.. يُراد لنا مبارحة هذه البؤرة إلى مالا نهاية. يُراد لنا أن نكفّ عن التفكير وإعمال العقل، والانسياق ضمن ثقافة القطعان؛ الثقافة المدججة بنايشين العصبوية والتخلّف.

هل ياترى سنؤمن يوما ما بالتعايُش في بلداننا بصفتنا الآدمية وحسب؟! لا يبدو ذلك قريبا 

 

الإعدامات الجماعيّة الرسميّة

6f080e6aaeae53431d26c15e9d2d500dd93bc4d1
قبل اسبوعين, حكمتْ محكمة يمنية في تعز على 16 متهم من آل البرطي بالإعدام، وذلك بسبب اتهامهم بقتل مدير مديرية.إعدام 16 شخص حكم غريب وغير مسبوق تعرّض لانتقادات لاذعة من العامة ورُعاة حقوق الإنسان. كيف لهذه المحكمة أو غيرها القدرة على إثبات قيام ذلك العدد الكبير بالاشتراك بالعملية، وبالتالي إصدار الحكم وإن كان ابتدائياً؟!في محكمة المنيا- مصر، تحال أوراق 529 متهم للمفتي لإقرار إعدامهم، حكم نهائي لا رجعة عنه. أكثر من 500 متهم والقتيل واحد، مدير قسم شرطة!

بصراحة، القضاء اليمني أنزه من القضاء المصري بمليون مرة.. قال مستقل قال!! 

 

أجمل ما في الديمقراطيّة!

أجمل ما في الديمقراطية (الحقيقية) أنّها تأتي بأشخاص جُدد على أماكن صنع القرار، وبأحزاب جديدة كذلك. تغيُّر الأفراد يعكس الديمقراطية داخل الأحزاب ذاتها؛ بينما يُوحي تناوب الأحزاب بالتنوع الجميل، والنُّضج الجماهيري في الاختيار اعتماداً على الكفاءات والبرامج الانتخابية المُلبية لطموحات الشارع.

في فرنسا، يتناوبُ اليمين واليسار بتولّي السلطة الرئاسية والمحلية على السواء. سقط اليميني المتطرّف، نيكولا ساركوزي ليصعدَ الاشتراكي فرانسو هولاند. وحسب استطلاعات الرأي المحلية خلا الأشهر الماضية، تراجعتْ شعبيةُ الحزب دون ال 50% وهذا ما أثبتتهُ فعلاً انتخابات البلدية الأسبوع الماضي، والتي أجبرتْ رئيس الحكومة الاشتراكي على الاستقالة استجابةً للمتغيّرات الجديدة على الشارع. هنا تظهرُ بجلاء مؤشراتُ عودة اليمين الراديكالي إلى الحكم مجدداً، خصوصاً بعد الإخفاق الذي مُني به الرئيس هولاند في التعامُل مع الملفات الخارجية، سوريا أنموذجاً.

ولنا في تبادُل الحزبين الجمهوري والديمقراطي العريقين مقاليد الحُكم في الولايات المتحدة، لنا فيهم مثل في تناول الديمقراطية بنسختها الجميلة. يعكفُ الحزبين على إعداد البرامج الانتخابية المُقنعة للجماهير والملبية لطموحاتهم في المقام الأول. والشاهد أن الحزب الديمقراطي استطاع العودة بعد دورتين انتخابيتين بالرئيس ذي الأصول الأفريقية، استطاع العودة إلى البيت الأبيض بل وتجديد العقد لدورة أخرى. كان برنامج الضمان الاجتماعي الذي استهدف الشريحة الفقيرة, الأبرز في كسب ثقة الجمهور الأمريكي ومعظم الأقليّات المهاجرة. أضف إلى ذلك برنامج دعم الاقتصاد الذي هوتْ به رياحُ الأزمة المالية عشيّة انتهاء فترة الجمهوري جورج بوش الابنْ.

في دول العالم الثالثْ، وصلتْ الديمقراطية, لكن بنسخة مشوّهة. ديمقراطيةُ الاستقطاب وتقسيم الشارع بل واستدعاء الجهويّة والطّائفية النائمتين وكل سيّء. هذه الديمقراطية التي أوصلَها الديمقراطيون إلينا وغذّوها وجذّروها، حسبَ طلبِنا نحن. من يريد أن يبقى على سُدّة الحكم بل وتوريثه لبنيه من بعده، عليه إرضاء تلك القوى الدولية أولاً، ومن ثمّ ليعبث كما يحلو له.

سنظلُ نتقاتلْ على أحقيّة الحُكم لعقودَ طويلة، وتحت يافطة الديمقراطية طبعاً، ولن نصلَ إلى التعايُش والقبول بالآخر إلا برغبةٍ نابعةٍ منْ ذواتنا نحن, لكن بعد أن نتألمَ كثيراً. عندها نحنُ من سيصنعُ ديمقراطيةً خاصةً بنا، وغيرَ مستوردة، لأننا سنبحثُ طويلاً عن سبلِ التعايُش، ولنْ نظلَّ الطريق!!
 

بيئتُنا المَوبوءَة!

US-ATTACKS-RIGHTS-GUANTANAMO-PROTEST
قبلَ أشهُر، نشرتُ مقالاً في صحيفة الجُمهورية، تناولتُ فيه قضيّة المعتقلينَ اليمنيين في مُعتقَل جُوانتنامو. كل البُلدان التي لديْها مُعتقلين هناك فاوضتْ عليهم وأُطلقَ سراحُهم بالفعل، بل وأُقيمتْ لمنْ عادَ منهُم إلى بلدِه برامجْ تأهيل مُكثّفة ودمجِهم في المجتمع. رُغم أن مُعظم المعتقلين هُناك بلا قضايا وبدونِ مُحاكمات، غيرَ أنّ منْ حُكمَ عليهم هُم أصلاً ضحايا لخطابٍ مُلوّث وشحنٍ تَحريضي بل وغسيل أدْمغة تتبمناهُ جماعاتٍ تتحججُ بالدين وهو منهُم براء.البعضُ تحفّظ َعلى طَلب إعادة أولئك المعتقلين إلى اليمن بحُجّة أنّ “البلدْ مُش ناقص إرهابيين” حدّ قولهم. مُشكلة الإرهاب لا تكمُن في الشُخوص، بل في الأفكار الّتي يتِم تغذيتَها لشبابٍ عاطلين عنْ العمل، يَستغل مُصدّروها الجهْل والفقر الذي يُخيّم على بلدنا. والحقيقة أنّ هذه البيئَة غاية في الخُصوبة لزراعة هكذا أفكار مُلوّثة.في دُول الخليج مثلاً، عادَ مُعظم المعتقلين هناك إلى بلدانهم وأُخضعُوا لتأهيل استثنائي ودُمجوا في مجتمعاتِهم. في قَطر مثلاً، أُطلِقَ سراح المُصوّر في قناة الجزيرة- السوداني سامي الحاج- فعادَ ليرأسَ قسْم الحُريات وحقوق الإنسان في القناة. في اليمن، خرجَ الصّحفي عبد الإله شائع من سجن أمريكا في اليمن، ليكونَ مُتحدثاً باسْم تنظيم القاعدة، تماماً كمَا كان قبلَ اعتقالِه. إنها البيئة الموبوءة بالشرور والتخلف والمُغذية للفُرقة والطائفيّة.

في اليوْمين الماضيين، طالبتْ مُنظمة هيومنْ رايتسْ وُاتش السُلطات الأمريكية بالإفراج عن المعتقلين اليمنيين الذين يناهزون، حسب المنظمة، 88 معتقلاً مُعظمُهم بلا مُحاكمات.. لمْ يتبقَ في المعتقلْ سِوى اليمنيين، لأنّهم لا بواكي لهم، ولا نيّةَ لدى حُكومتهمْ مُجرد المُطالبة بإطلاقهم، رُبّما هم كذلك يُفكرونَ بذاتِ العقليّة بأنّ اليمن مُش ناقصة إرهابيين.

 

أقلامٌ من الزمن الجميل

hora

في الدول الغربية، تتوقفُ كُبرى الصُحف عن طباعة نُسخَها الورقية بسبب التقدم التكنولوجي، إذ تتصفحُ شريحةٌ واسعةٌ من تلك الدُول الأخبار أو حتى النُسخ الإلكترونية لتلك الصحف عبر الإنترنت. في اليمن، تتوقف الصُحف عن الإصدار بسبب مهنيّتها وحياديتها. أن تكون ذا قلمٍ حُر ولا تخضعُ لأي سلطةٍ حزبية أو ما شابه، فذلك يعني أنك لن تجدَ الدعم الكافي لإصدار صحيفتك, وستضطرّ إلى إغلاقها؛ حتى الإعلانات الداعمة تذهبُ إلى ما يذهبُ إليه المتحزبون.

توقفَتّ صحيفةُ النداء قبل سنواتٍ بعد فتحها لملفات لا تزالُ عاقة في متاهات النسيان بسبب شحة الموارد، وعجز في تكاليف الطباعة. لكن التوقف في حقيقة الأمر انتصاراً للفكر والمبدأ وأجمل ألفَ مرّة من الارتهان للدعم المغموس بالزيف والتحريف. فهكذا أقلام حرة لا يسلم من صتوتها أحد كان. الكاتب الحر الذي لا يتقيد بحزب أو أديولوجيا يكون بمثابة جهاز الترمومتر. سيقى هذا المكان الافتراضي منبراً للأقلام الحرة بعدَ أن مُنعوا من الصحافة الورقية.

منذ بداية المرحلة الانتقالية، مروراً بالحوار الوطني وانتهاءً بالفدرلة وصياغة الدستور، ظل العم سامي غالب ناقداً للوضع محذراً مما يجري الإعدادُ له من محاولات للتشظّ والتدمير الممنهج لما تبقى من الوطن. كنا ننظرُ إلى كتاباته بوصفها تحملُ تشاؤماً مبالغاً فيه نوعاً ما، لكن نظراتنا كانت قاصرة للغاية. من أهم مكتسبات 11 فبراير هي حرية الرأي والتعبير. اليوم ثمةَ إجراءات واضحة لقمع الحريات وإسكات الأصوات الحرة. فالمحرر السياسي لصحيفة الثورة التابعة للفخامة ليس له من عمل سوى ملاحقة الأقلام الحرة وكيل التهم لها. التخوّف من النقد وملاحقة الصحفيين نذيرُ شؤم لمرحلةٍ قادمةٍ تتّشحُ بالسّواد والظلّامية. بات النقد يُشعر الساسة المتهرئين بـ”خيبات الأمل”، يُقلق السلطة ويهزُّ عروشَ السّادة والسلاليين.

ثمةَ حملة شعواء تُدار على الصحفيين من قبل الجماعات الطائفية والمناطقين والانتهازين فيما دخلتْ السلطة على الخط هذه المرة، محمود ياسيننائف حسان, سامي غالب , وأخيرا الأستاذ خالد الرويشان. لم يكن بوسع أحد أن يتخيّل أن يتصرفَ من في السّلطة بهذه السذاجة. توقيف العمود الأسبوعي لوزير الثقافة السابق، أجملُ وزيرٍ في الحكومات اليمنية المُتعاقبة، بسبب مقالهِ السابق”دولةٌ رخْوة”. في الحقيقة، يحملُ هذا التوصيف مجاملة لما تسمى دولة، فالتوصيف المناسب هو دولة فاشلة أو اللادولة. ومع ذلك أغضب ذلك التوصيف المستشار الصحفي لفخامته وتم توقيف عموده الأسبوعي. في حال صحّت التصريحات عن مكتب رئيس الجمهورية بتلك الألفاظ الجارحة بحق الأستاذ خالد الرويشان, فعلى الدنيا السلام.

كم نشعرُ بالخزي لِما وصلت إليه الأمور من تضْييق ومن تصرّفاتِ غيْر مسئولة من رئاسة الجمهورية، بعد أن عولنا عليهم تغيير واقعنا البائس، حتى طائرات الدرونز باتت أكثر حدة وأكثر انتهاكاً للبسطاء ولسيادة ما نُسميها عبثاً بالدولة. كان الأحرى بهم توفير المشتقات النفطية وتسهيل حياة المواطنين, بدلاً من تعقُّب الصحفيين والأقلام التي تبقّت من الزمن الجميل..

ما الذي يُريدُه القُضاة؟!

مطالبُ القُضاة المضربين عن العمل تتلخّص في فرض حماية لأعضاء السلطة القضائية والمحاكم والنيابات. هذه المطالب تعني باختصار ترسيخ الأمن، وهذه مطالبُ الشعب بأكمله. إذن فمالداعي للإضراب وتعطيل مصالح الخلق، هذه المرحلة السوداء يعيشُها الجميع بلا استثناء، حتى من يملكون تلك الحماية او من يُفترض أن يكونوا الحماية ذاتها لا يستطيعون درأ الضرر والموت عن أنفسهم. قبل أيام شنق نزيل لمركزي صنعاء نفسَه داخلَ الزنزانة، لم ينصفهُ القضاء ولم يُدنه حتى. الأمر ذاتُه تكرّر مع نزيل في إحدى سجون إب. العيش خلف القضبان لا يشبه بتاتا العيش خارجها؛ الحرية لا تقدر بثمن، والضغوط النفسية خلفَ القضبان لها تبعاتُها. هذا الحدَث جعلَ القُضاة يُصدرون قرارَ رفعٍ جزئي للإضراب والمتمثّل في يومين في الأسبوع للقضايا المستعجلة، ليس هذا القرار حفاظاً على حقوق الإنسان بالتأكيد, بل خوفاً من ردة الفعل الشعبيّة المُتوقّعة.

القضاةُ يدّعون أن مطالبهم بتوفير الحماية؛ منْ يحمي الشّعب أجمع؟ بل ومن يحمي أولئك الجنود الذينَ باتوا وقوداً للصراعات السياسية والجماعات المتطرّفة؟ بل من يحمي أعمدةَ الكهرباء وأنابيب النفط؟

كما أسلفت، هذه مطالب السواد الأعظم من الشعب بمشاربهم وتوجّهاتهم، لماذا تربطون إضرابكم بظاهرة مُزمنة لن تنتهي بهذه السهولة؟ الشعبُ يعاني من الانفلات الأمني، غياب المشتقات النّفطية، ظلامٌ دامس… وكل ما هو سيّء، فلا تزيدوا معاناته بمطالبِكم التّعجيزيّة.

بالمناسبة، الحماية الأمنية المتواجدون حالياً في المحاكم ليسو سوى سماسرة، شأنهم شأن بقيّة الموظفين الذين في المحكمة، من رئيس المحكمة حتى الفرّاش.

القضاء مفخّخ بالفساد رُغم رواتب القضاة الكبيرة جداً. هذه الرواتب في الحقيقة, هي لضمان عيش كريم لعدالةِ الأرض لكي ينأوا بأنفسهم عن أخذ الإتاوات والرشاوي. حبالُ المحاكم طويلةٌ جداً ويتخلّلها الكثير من الاستنزاف للمواطنين البسطاء.

التحجّج بمطالب أمنية هو غطاء لمطالب سياسية لها علاقة بمكانة نادي القضاة المستقبلي. هذه المطالب المُبطّنة لن تتحقق إلا بنزاهة القضاء وخدمة الشعب؛ إذا فسَدَ القضاء, فلا خير في الوطن. إصلاحُ النّفس وتزكيتُها، الانضباط والنّزاهة هي من سترفَع القضاء ذلك المكان العلي الذي يطمحونَ إليه.

إعادةُ فتح المحاكِم وتخفيفِ معاناةِ المواطنين أمرٌ ضروري وعاجِل، ولا مجالَ للمُزايدة. المواطنُ البسيط لم يعُد يتحملّ المزيد من المُعاناة، لابدّ من البَت في القضايا وإنجازِها بدلاً من المُماطلة والإطالة في أمد القضايا وعدم إنجازها.

تُرى هل يتفهّم الأخوة القُضاة المبجّلون هذا الأمر، ويعودونَ إلى مزاولة أعمالِهم؟! آمل ذلك .. كما أقترحُ حاليّاً على الجهات المسئولة بتخفيضِ رواتِبهم مؤقتاً كونَهم لا يُمارسونَ أعمالَهم، بل وتوقيفها فيما بعد!!

 

الاستغلال بأبشَع صُوره!

 

13-12-06-1224621046

أيُّ إجرامٍ هذا, وأي استغلالٍ بشِع للحاجة والعوَز.. بل أيُّ انتهاكٍ صارخٍ للطفولة, وخرقٍ للإنسانيّة وقوانين العيش. خمسيني يقطفُ زهرة ذات اثني عشرَ ربيعاً مُستغلاً ديْناً على والدها وفقرَهُ المُدقع. من يُوقفُ هذا المُسلسل من العبَث وهذه الوحشيّة المُتنامية في مجتمعاتنا مؤخراً. إذا ماتَ الضمير, فسيحكمُنا القانون؛ أما إذا غابا معاً فعلى الدُنيا السلام

«سياج» تدعو إلى خلع طفلة رفضت زوجها الخمسيني*

ناشدت منظمة سياج سلطات محافظة تعز خلع الطفلة (رويدا. م .ن.) من زوجها الخمسيني الذي تم تزويجها به بالإكراه لسداد مديونية على أسرتها.. وقالت المنظمة في بيان صحفي تلقت (الجمهورية)

نسخة منه: إن مندوب سياج في المحافظة قام صباح أمس بمتابعة ميدانية لنقل الطفلة من شرطة البحث الجنائي إلى دار الأحداث. 

وأكد المحامي علي الصراري أن الطفلة رويدا (12 عاماً) تم تزويجها قبل خمسة أشهر من رجل يبلغ 55 عاماً.. موضحاً أن المنظمة تدخلت لمنع تسليم الطفلة للزوج أو أسرتها.
وقال الصراري نقلاً عن مسؤولين أمنيين: إن الطفلة تعرضت لعنف جنسي وتعذيب بدني من قبل الزوج ما اضطرها للفرار إلى الشرطة والتي قامت بالاتصال بمنظمة سياج للتدخل في القضية.
وتؤكد منظمة سياج دعوتها محافظ تعز ورئيس النيابة العامة في المحافظة إلى ضرورة التدخل الفوري لخلع الطفلة وتعويضها ومحاسبة مرتكبي جريمة تزويجها غير الأخلاقية واتخاذ إجراءات ضامنة لسلامة وأمان الضحية.

*الجمهورية نت