أرشيفات الوسوم: السلطة المحلية

دعوا فسادَ تعز جانباً، وانصرفوا!

 

تُرى ما رأي السلطة المحلية لتعز بشأن تحرّكات المدعو أبو شوارب داخل المديريات؟ بدءاً بالمدينة ومروراً بمديريات شرعب، واليوم في المسراخ (صبر). يتجوّل هذا الكائن في المدينة وفي الأرياف بمُسلحيه الذين دخَل بهم بإذن اللجنة الأمنية على أن يخرجوا في اليوم التالي.

في كل اجتماعاتهم، يشُنّون حملات تحريض وكراهية ضد محافظ تعز/ شوقي هائل ومجموعتهم التجارية، بصفتهم رأس الفساد حد قولهم. لا بُد من موقف جاد يتخذُه المحافظ بمعية اللجنة الأمنية وطرد هذا المِسخ من مدينتنا؛ ونحنُ نحملهم كامل المسئولية عما ستؤول إليه الأمور.

أنس الحاج

*صورة ليلية لتعز تصوير أنس الحاج)

أول من سيكتوي بنارها بيت هائل سعيد. هذه الجماعة ببساطة تبحث عن الفيد والنهب؛ ستكون بيت هائل بريصدها الكبير مرتعاً لهم، لا بد من تظافُر الجهود لطرد هؤلاء الشرذمة التي تتعاظم كسرطانٍ خبيث داخل المدينة.

إذا كانت السلطة المحلية فاسدة، أو المُحافظ فاسد أو أسرته التجارية، فلا يحق لأحدٍ كان أن يتدخل فيما بيننا. فساد هؤلاء- إن كان حقيقياً- لا يعني استبدال المدينة بالمليشيا والتقتيل، وفوقهم دوّامة من العنف والتحريض المذهبي لن تزول.

لقد أثبتت الجماعة في كل الأماكن التي اجتاحتها انغماسها في الفساد؛ فساد لم يعرف لهُ التاريخ مثيل. حتى صفقات النفط السابقة مع توتال لا تُقارن بالعُقود التي مضاها الحوثيون مع الشركة ذاتها. فلا داعي للتذرّع بالفساد وإنصاف المظلومين؛ لم تعُد تنطلي مثل هذه المُبررات علينا.

ثمة مُؤامرة تُحاك لتعز، أو بالأحرى سلسلة من المؤامرات، لأجل دخولها والعبث بأمنها وهدوئها الذي تمتازُ به. في البداية ضحّوا بالعميد المنصوري لأنه من تعز، وأدخلوا هذا الشخص صادق أبو شوارب الذي يخوض مرثون التفاوض. للعلم أبو شوارِب لا قيمة له بين مليشيات الحوثي لأنه ليس (من آل البيت)، ومع ذلك عامل لحاله قيمة في تعز بسبب تخاذل السلطة المحلية واللجنة الأمنية.

البوابة نيوز

*الصورة من البوابة نيوز

بالأمس قُتل الغُرباني، والذي يقول الحوثيون بأنه محسوبٌ عليهم، وهم يطالبون اللجنة الأمنية بالقيام بواجبها بضبط الجُناة المجهولين طبعاً. من المُفترض أن تتصاعد الأمور إلى التضحية بقادة كبار عديمي الأهمية، وقد فعلوها في صنعاء ومُدن أخرى من قبل. وليس مُستبعداً التضحية بـ صادق أبو شوارب ذاته، كونه عديم الأهمية هو الآخر، ويمكن استغلال مقتله بدخول تعز رسمياً.

حذارِ يا أبناء تعز من هذا السيناريو التدميري. كما ينبغي على السلطة المحلية والأمنية لإخراج هؤلاء المعاتيه من تعز، وتجنيبها مآلات خبيثة تُراد لها.

 

ثقافة الفساد المُتجذّرة

تخيلوا أمين عام محافظة تعز-محمد الحاج- يُرحب بدخول أي فصيل من شأنه القضاء على الفساد. طبعا يقصد بالفصيل الحوثيين. بصراحة الفساد ينخُر في المحافظة من الفرّاش حتى أرفع مسؤول في المحافظة، بدءاً بالعاهات الموجودة داخل سور المحافظة. لكن ليس الحوثي هو الحل بأية حال من الأحوال.

الفساد

*كاريكاتير للرسام اليمني رشاد السامعي

يمارسُ الحوثيون فساد وسفك دماء وكلّ أنواع الفضائع. يريدون القضاء على الفساد- حد قولهم- ويغتالون بذلك شيء اسمه الدولة. كمن يريد أن يصطاد ذبابة على رأسك، فيضرب رأسك وتطير الذبابة على حد تعبير الكاتب نبيل سبيع.

أعجبني أحد الردود على صورة سمكة في شدق ثعبان كُتبَ عليها تعليق “ثعبان يُنقذ سمكة من الغرق”. في الحقيقة، هكذا أنقذ الحوثي اليمن من الفساد والتهمها إلى بطنه المُمتلئة بالمُخلفات والقاذورات.

مظاهر الفساد في تعز لا حصر لها، والسبب دائماً غياب الدولة وتراخي السلطة المحلية، بل وتورطها في الغالب. فالجهات الأمنية- على سبيل المثال وليس الحصر- مُتورطة في اختلاق المشاكل خصوصاً النزاعات على الأراضي. فتجد الجهات الأمنية تقف طرفاً مع اللصوص وحيتان المال ضد المُضطهدين ومُلاك الأراضي الحقيقيين.

الثورة نيوز

*كاريكاتير من الثورة نيوز

صادفتُ العديد من العجزة وكبار السن يفترشون الأرض أمام ديوان المحافظة يلتمسون إنصافاً وإعادة أراضيهم. مُعظم المتورطين في قضايا الأراضي هم في الغالب إما مسؤولون حكوميون أو أمنيون في المُحافظة أو من خارجها. هنا لا تستطيع السلطة المحلية إنصاف الضحايا؛ لكنها أحياناً تدخل كوسيط بينهم وبين ناهبي الأراضي لإجبارهم على التنازل مُقابل مبالغ زهيدة للأسف.

في تعز، يُمارس الفساد كجزء طبيعي من حياة الجميع. فساد شخصي وفساد حكومي؛ حتى القطاع الخاص لم يسلم. ربما يتجلّى الفساد بصور أكثر وضوحاً في مؤسستي الكهرباء والبلدية. ربما تكون المؤسسات الأخرى بذات القدر من الفساد؛ غير أن احتكاكنا المُباشر مع هاتين المؤسستين يكشفُ الكثير من الفضائع.

إذا حصلت على فرصة بناء منزل في حي شعبي ستعيش جو الفساد لهذين المكتبين الحكوميين. ستدفع لإخراج رُخصة بناء بقدر المبلغ الذي ستصرفه في إعداد قواعد المنزل. ليس هذا وحسب، بل إن الأمر يزداد كلما قررت إكمال البناء أو بناء طابق آخر. وكل هذا طبعاً بلا سندات رسمية.

بعد إكمال المنزل؛ أنت بحاجة لإيصال التيار الكهربائي. يتم بيعك عداد الكهرباء بقيمة أكثر من ضعفين، ولإخراج مهندسي الربط أنت بحاجة لمُرتب شهر لإقناعه بالخروج إلى منزلك.

كل ألوان الفساد موجودة في تعز كباقي المحافظات الأخرى، غير أن التذرع بها لإدخال مليشيات مُسلحة هي الأكثر إفساداً أمر مرفوض من السواد الأعظم من أبناء المُحافظة. ولنا في المُدن التي تخضع للمليشيا دروس وعِبَر.

في العاصمة، استحوذ المسلحون على جميع أملاك حميد الأحمر واللواء علي محسن الأحمر لصالحهم الخاص؛ ختى حساباتهم البنكية. مطعم “كنتاكي” العالمي تم الاستحواذ عليه كذلك وتسريح أكثر من 120 عامل. الآن يجري تشغيلها لصالحهم الخاص، وبعمالة موالية.

بات الفساد ثقافة مُتجذّرة في وسط المُجتمع اليمني. وأي فصيل سياسي أو مليشوي يستأثر بالسلطة يُمارسُ ذات الفساد ولكن بأيدي جديدة. بمعنى آخر، العملية مُجرد تبادُل أدوار، يذهب فصيل ليأتيَ غيره دون أن تتغير قيَم المُعادلة.